الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديد آليات التنفيذ دون المساس بحق الأقلية بالتعبير عن رأيها

قاسيون

2004 / 4 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كلمة الرفيق فريد العلي:

أيها الرفاق ... أيها الأصدقاء

في هذا الزمن... الذي يصعب فيه ان يرى معظم الناس بقعة أمل ـ في هذا الزمن الذي يصعب فيه إيجاد حلول وكأنه مستحيل ـ سواء على صعيد المجتمع أم على صعيد أحزابنا الوطنية ـ وكأن الإصلاح أضحى غير ممكن فالقديم مات والجديد لم يولد بعد. ومن ذلك، بعض الآراء حول التنظيم.

قال ماركس في مقدمة: «الثامن عشر من برومير» أن الناس يصنعون تاريخهم بأيديهم لكنهم لايصنعونه في ظروف يختارونها بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي.

من هنا أبدأ في وضع بعض المقاربات حول التنظيم وهي لاتعدو أن تكون وجهة نظر تكتمل بالحوار ولا أزعم أبداً أنها جديدة أو صائبة كل الصواب.

1. إن شكل بناء الحزب متوقف على الأهداف التي يضعها لنفسه ويتصدى لحلها ـ وأن سياسة وأفكار الحزب هي محتوى لنشاطه والتنظيم شكل له. ولكن ماهو محتوى نشاط الحزب؟ إنه شكل من أشكال النشاط الإنساني معبراً عن الشكل الأعلى للحركة بكونه صفة منسوبة للمادة وبهذا المعنى فإن مفهوم النشاط يعكس الشكل الاجتماعي لحركة المادة «الواقع الاجتماعي» القائم على أساس النقل الجدلي لفاعلية الوجود الطبيعي في ذاته كما يعكس وجود المجتمع الإنساني وموقف الإنسان الفعال من الطبيعة واتجاه غيره من الناس.وهو الشكل الأعلى لاستيعاب الواقع.

2. إن التاريخ على حد قول إنجلس ماهو إلا نشاط الإنسان الذي يلاحق أهدافه وبالتالي فإن نشاط الحزب كشكل من أشكال النشاط الاجتماعي يتم وفقاً للقوانين الاجتماعية ومستلزماتها وينطلق بالأساس من معرفتها ومفعولها في وحدتها وتناقضها... وهذا النشاط واع هادف يبدأ بالمعرفة الشاملة للواقع الاجتماعي الملموس ومعرفة قوانينه ـ سماته ـ خصائصه العامة ـ الظواهر والعمليات الجارية فيه ـ قواه المحركة... وبالتالي فإن السياسة والتنظيم جانبان لظاهرة واحدة هي النشاط الحزبي.

3. إن الرابطة بين السياسة والنشاط التنظيمي هي في الجوهر الرابطة المتبادلة بين المحتوى والشكل في تطور الظاهرة. ومن هنا فإن سياسة الحزب باعتبارها محتوى تشكل الجانب المحدد... أما التنظيم بوصفه شكلاً فإنه الجانب المتغير المتبدل باستمرار مع تغيرات المحتوى وكأي علاقة بين شكل ومحتوى فإن العلاقة هنا جدلية فالشكل يؤثر أيضاً على المحتوى من خلال استقلاليته النسبية.

4. وفقاً لماركس وكذلك للينين فلا أشكال أبدية من التنظيم تلائم جميع مراحل تطور المجتمع بل ينبغي تذكر القول اللينيني بأن كل حركة تتخذ أشكالاً متنوعة لاحصر لها وتضع دوماً أشكالاً جديدة تتلاءم معها وواجبنا أن نسهم بشكل فعال في عملية صنع هذه الأشكال.

5. إن غاية كل حزب سياسي هي استلام السلطة والإعلان عن ذلك شرط رئيسي لممارسة نشاطه الحزبي. فالحزب ليس غاية في حد ذاته. ولماذا استلام السلطة.. لأنه بكل بساطة لايمكن لأي حزب تحقيق برنامجه السياسي بدون السلطة طبعاً لا أتكلم عن انفراده بذلك فيمكن أن يكون ذلك عبر تحالفات مختلفة لتحقيق أجزاء من برنامجه وأجزاء من برامج الأحزاب والقوى المتحالفة معها.

6. إن كثيراً من أشكال التنظيم القديمة قد ماتت تماماً ولا أزعم بأن الجديد قد ولد بعد وواجبنا البحث عن ولادة الأشكال الجديدة وأن لا نكون عائقاً أمام ذلك.

7. إن تكريس الديمقراطية أساس لعلاقات التنظيم الداخلية وقد باتت ضرورة ملحة مع إيجاد ضوابط حقيقية لتنفيذ قرارات الحزب دون التسيب وعدم الانتظام. وهنا أسميه مبدأ الديمقراطية المسؤولة بدلاً عن الخضوع.

8. إن فعل الانتماء إلى تنظيم سياسي هو فعل طوعي يقوم على أساس القناعة وليس الإلزام. وإن قواعد التنظيم الداخلية ينبغي وضعها من قبل من قاموا طوعاً بالانتماء إلى هذا التنظيم.

9. ضرورة التحديد الدقيق لآلية اتخاذ القرار ـ سواء على صعيد الوطن أو على صعيد المحافظة ـ وكذلك ضرورة تحديد آليات التنفيذ دون المساس بحق الأقلية بالتعبير عن رأيها وتحولها لأكثرية.

10. في التنظيمات المعتمدة مبدأ المركزية الديمقراطية كأساس للبناء التنظيمي بعض المقترحات من ضمن المبدأ.

|أ- مؤتمر المنظمة ـ أعلى هيئة فيها ـ ومؤتمر الحزب أعلى هيئة.. لابد من وضع آلية محددة تجعله كذلك... لايقتصر دوره على انتخاب هيئة وينتهي.. عبر تاريخ الحزب الشيوعي السوري، لم يجتمع المؤتمر بعد انتخاب الهيئات ـ فكيف هو أعلى هيئة؟ إذن لا بد من تحديد اجتماعات دورية للمؤتمر ـ مثلاً في المحافظات كل ثلاثة أشهر مرة وعلى النطاق الوطني كل ستة أشهر.. وعلى النظام الداخلي تحديد جدول أعماله ـ أقصد المؤتمر.

|ب- مقاربة أخيرة هل يمكن تصور تطبيق آلية فصل السلطات ضمن الحزب.. لنأخذ التصور التالي.. ينتخب المؤتمر:

● هيئة تقود أعماله بين اجتماعين له.

● هيئة قضائية لها جدول أعمال محدد وآلية عمل واضحة.

● هيئة تحرير الصحافة.

وهكذا نحصل على ثلاث سلطات منتخبة متساوية تقدم تقريراً عن أعمالها للمؤتمر وهي مستقلة عن بعضها البعض... إضافة للمؤتمر كونه السلطة التشريعية في الحزب. هذه بعض الآراء أقدمها راجياً أن تكتمل بالحوار.



* كلمة الرفيق فريد العلي في الندوة المركزية الرابعة للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في مدينة حمص يوم 2/4/2004 «حول آليات العمل التنظيمي» حضر الندوة أكثر من مائتي رفيق من مختلف المحافظات السورية، وقدم مداخلات فيها 36 متحدثاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!