الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت ورام الله وجهان للعشق

نبيل الجندي

2009 / 5 / 4
الادب والفن



مقالة هاربة على عجل من منبر المقالات، وحمّى السّياسة المستعرة تطلب لجوءا ًإنسانياً في قلوب روّاد سوق عكاظ، إن وجدت هذه الحرّة فيه مكاناً؟!

!!
تلك هي رام الله..
عبقة ككل المدن العاشقة.. ازدحام على الرّصيف، وصخب في أبواق السيّارات، مخطوطة كنعانية على ثوب فلاحة تجاوزت الخمسين، وتطايرٌ في شَعر البنات الذّاهبات في شرق الشّمال إلى بير زيت..
بياع فلافل يدمن وجوه المتعبين فيرمي الكرة الأرضيّة بنزق ليقليها في الزّيت.. وسيّارة فاخرة تقف لحظة على الرّصيف لتشكو صاحبتها لكلبها وخز عرق النسا..
وفقراء في قلب المدينة..
ولقلب رام الله في الصّيف طقس متقلّب كقصيدة غزل، أو كرقصة حجل..
لها غواية ليست عابرة.. لها علوّ في شغب القرميد، ولها انكسار في بيوت من صفيح، ولها توت تسقط أوراقه عن بابها الخلفي!! ولها نضال يعانق في حرقته صوت (جوليا) الصّادح من آلة تسجيل..
(بنرفض نحنا نموت).

!!!
تلك هي رام الله..
إخاء شفّاف بين الحرير وناعم الجّسد، ومقص يطيل لسانه على فستان في أعالي الرّكبة، وحلاق تنحني له الرؤوس وقاراً وصلاة في محراب مدينة عاشقة..
وأنت..
لقلبك -كما لقلبها- في كلّ الفصول فضاء بارح للبراءة والجنون، ما همّني حين لا يفيض بغير التباريح: فيا قلب لا تكن قلبي إن لم تكن قلبي!! وقلبك مضغة - يا الله- كم أصلحها الشّوق، وكم سقاها الحنين.

!!!!
أنت ورام الله صفحتان من شقائق النعمان..
يلبس قلبك الطّفل أقواس قزح، يرتدي العواصف.. يحمل دمىً خرافيةً.. يشرب حليب الفصحى.. يرتّب بعض القوافي.. يضحك.. يبني خيمة من صراخ.. ينظم إكليلاً من الغار والنّجوى، فأدرك الفارق بين النّساء وبين المدن، واستبين لماذا المدينة أنثى والغاصب شبه رجل!

!!!!!
أيّ رام الله..
يا حوريّة القرميد.. يا يمامة (كليب) إذ آوى إلى شِعبِها ذات حصار، وإلى ترابها ذات ارتحال واكتحال..
يا بوابة القدس الشّمالية.. أيّتها المكتوية في اقتتال بكر وتغلب.. كوني مدينة عشق لا مدينة فجور.. فأعلني باسم العزيز التّصالح بين القبائل، والتّسامح بين الجدائل، والصّفح بين سيوف الفصائل؟
وهل المدن كما النّساء خطايا.. ومن كان بلا خطيئة فليرمها بطلق ناري؟!

!!!!!!
أنت ورام الله بوصلتان خائبتان.. تختلطان في الجّمال وفي التّشابه
فوجهك بدر في خمار ليل تراخى فاحماً على الكتفين..
وفيك كبرياء.. وأناقة.. ولغة تبالغ أنوثة في سلّم الموسيقا.. وثقافة في القول تستطيب صوتك في مقطوعات من الفكر والشدو.
ولكِ عيون كحيلة..
ولكِ عَزْفُ الرّوح وكلّ الوجدِ لَكْ.
(وبـ سألَ كْ..
بـ تحبني و آلا الهوى عمره ما زاركْ..)

ورام الله.. هي أنت!!
قد كنت للتو أباهي بشدوها عصافير الصّبح والمساء.. ومدناً لا تنجب رجالاً.. وقمحاً.. وعرقاً.. وغضباً.. وفقراء.
فكوني يمامة الكليب.. وصاياه العشر كوني.. إن شئت مدينتي أن تكوني، وأعلني لجمع المذكّر ذاك الزير المخمور المكسور السّالم أنّ الجّموع المقهورة المكسورة في حصارها أبت إلا نحو مغتصب القدس سهامها تصوّب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس