الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميثم الجنابي وإشكالية (أوزان الهوية الوطنية)

مازن لطيف علي

2009 / 5 / 4
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إن إشكالية الهوية الوطنية في العراق كانت وما تزال وسوف تبقى لفترة طويلة نسبيا إحدى القضايا الجوهرية القائمة أمام الوعي السياسي. كما أنها إحدى القضايا التي تتمركز فيها الوسيلة والغاية بقدر واحد فيما يتعلق بآفاق المستقبل. وذلك لما لها من دور حاسم في توحيد أو تشتيت القوى في مرحلة الانتقال العاصفة التي يتعرض لها العراق حاليا. بمعنى مواجهته بقدر واحد إشكالية الصراع الداخلي الذي يصل أحيانا حد الهمجية، وتداخله مع سياسة الاحتلال الخارجي. ومنهما تتولد شرارة المواقف اللاعقلانية تجاه كافة القضايا المهمات التي يواجهها العراق في بناء الدولة والأمة. وبما أن قضية الهوية الوطنية هي من بين أكثرها بروزا، بسبب تراكمها في العهد الدكتاتوري السابق، وإتباع سياسة المحاصصة وضعف الشعور الوطني العام وتغليب مختلف بقايا ما قبل الدولة على أولوية الدولة والأمة، من هنا أهمية الفكرة التي يتناولها الجنابي في كتابه الجديد (أشجان وأوزان الهوية العراقية). وهي الفكرة التأسيسية التي وضع مقدماتها في كتبه السابقة، وبالأخص كتاب (العراق ومعاصرة المستقبل) و(العراق ورهان المستقبل).
ففي كتابه الجديد، ينطلق مما يدعوه بضرورة التأسيس النظري لإشكالية الهوية الوطنية، بوصفه المقدمة الضرورية لكل فكر سياسي ناضج. وهو تأسيس يبنيه الجنابي على أساس نفيه لما يدعوه بسيادة العقلية الحزبية على امتداد عقود عديدة في تاريخ العراق الحديث. بمعنى أن السياسة لا يجري التأسيس لها بمعايير العلم الفلسفي والسياسي. من هنا سيادة الشعارات والوجدان والديماغوجية والتقلب والتبدل، باختصار كل ما نراه من خروج على لبس مقومات الوحدة الوطنية التي تساعد الجميع على الخروج من المأزق في حال التمسك بأولوياتها أو مبادئها الكبرى. وهي القضية المحورية لكتابه محل العرض.
غير أن قيمة هذا الكتاب لا تقوم في تأسيسه النظري، بل ومحاولته الجريئة في وضع منظومة عملية للبديل الفعلي، إي كل ما نعثر عليها في فكرته عن (الأوزان الداخلية) للهوية العراقية البديلة.
إن المشكلة الكبرى التي يواجهها العراق وقواه السياسية هنا هو ما يدعوه المؤلف بالخروج على التاريخ، بحيث تحول تاريخ العراق الى زمن، إي اجترار لا قيمة له ولا معنى. من هنا فيما يبدو محاولته تأسيس ما يدعوه بفلسفة الإصلاح الثقافي.
يتناول الجنابي في تأسيسه فكرة "أوزان الهوية الوطنية" من خلال تحليل علاقة الدولة والسلطة، الأمة والقومية، المجتمع المدني والنخب، التربية والتعليم، والثقافة والإعلام. ومن خلال ذلك سعى لتقديم رؤية بديلة يمكن تكثيف أهم مبادئها بما يلي:
• رؤية واقعية وعقلانية عن وحدة وتجانس القومي والوطني في العراق من اجل تكامل الجميع في بناء الدولة الشرعية والنظام الديمقراطي والمجتمع المدني،
• تحديد ماهية الدولة الشرعية أو الدولة البديلة، بوصفها المقدمة الضرورية والضمانة الفعلية لطبيعة ومجرى التطور اللاحق،
• بناء الأوزان الداخلية للسلطة والمجتمع المدني عبر صياغة الرؤية العامة للفكرة الليبرالية في العراق، بوصفها أيديولوجية الوحدة المرنة للحرية والنظام، والديني والدنيوي،
• المسئولية التاريخية والأخلاقية للنخب العامة والسياسية بشكل خاص، عبر ارتقاءها إلى مصاف الإدراك الفعلي لمنظومة المبادئ المكونة لفكرة المرجعية الوطنية العراقية، بوصفها هوية المستقبل أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب