الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتح ماي طنجة فاتح ماي الطبقة العاملة فاتح ماي الطلائع الشيوعية

و. السرغيني

2009 / 5 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لم تتخلف عاملات وعمال مختلف المناطق الصناعية بطنجة، عن الحضور لمسيرة فاتح ماي، ولم يتخلف الطلائع من مناضلي الحركة الشيوعية الماركسية اللينينية، والعديد من المناضلين المناهضين للعولمة الرأسمالية.. عن تخليد هذه الذكرى العمالية التي جسدت، ومنذ ترسيمها أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر، حقيقة وموضوعية الرسالة التاريخية التي تحملها الطبقة العاملة من أجل قيادة الجماهير الشعبية الكادحة من أجل الحرية والتحرر من نظام الاستغلال والاستبداد، الرأسمالي.
لقد أثبتت وكرست الطبقة العاملة من خلال جميع أشكالها النضالية، كالإضرابات العامة ومسيرات فاتح ماي بأن لها قدرة قيادية متميزة، ولا مثيل لها داخل الطبقات الشعبية الكادحة والمضطهدة الأخرى.. ومن خلال مسيرات فاتح ماي داخل المدن الصناعية الكبرى، سواء كانت طنجة أو غيرها من المدن المغربية، يتبين الدور الذي يمكن أن تلعبه الطبقة العاملة وطلائعها الثورية الماركسية اللينينية من أجل التعبئة وحشد الجماهير الكادحة حول برامج نضالية تفتح الطريق نحو الأهداف المنشودة، من أجل تغيير حقيقي يضع السلطة في يد المنتجين الكادحين ويقطع مع الاستبداد والتمييز والطبقية وكافة مظاهر وأساليب الاستغلال.
فبالرغم من واقع الشتات الذي تعرفه الطبقة العاملة الموزعة من خلال عملها النقابي والسياسي على العديد من الإطارات البرجوازية المندمجة المصالح مع الباطرونا والرأسمال، فقد سجلت حضورها من خلال اتحادها النقابي ـ الاتحاد المغربي للشغل ـ حضورها النوعي المتميز، مبهرة خصومها وأعدائها الطبقيين سواء بسواء.
سنة بعد سنة يتأكد للجماهير العمالية بطنجة أهمية الوحدة النقابية، يتأكد لها حقيقة المستفيدين من تعدد الإطارات، يتأكد لها طبيعة القيادات الانتهازية المتواطئة التي لا تهمها سوى كراسيها وما تضمنه من امتيازات مادية وانتخابية على حساب مصالح وأوضاع العمال البؤساء.
فإذا اعتبرنا اتساع رقعة اليساريين الاشتراكيين بالمدينة، وسط الشباب من الطلبة والتلاميذ والمعطلين وفي أوساط العمال والعاملات، كعمل إيجابي لم يعد يجادل في حقيقته أحد، فلا يمكن تأجيل النقاش حول طاعون البيروقراطية الذي يمكن أن يعصف بالعديد من المكتسبات التنظيمية في المدينة.
إذ كادت أن تمنع مشاركة جمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية وجمعية المعطلين والاتحاد الوطني لطلبة المغرب والعديد من الجمعيات الشبابية التربوية والثقافية ذات الارتباط بالفكر العمالي.. لولا قوة الحضور وتشبث المناضلين بإنجاز المسيرة كيفما كانت الظروف والنتائج.
فالسلطات القمعية وبعد أن تعذر عليها منع الأصوات اليسارية الاشتراكية والحركات المناهضة للرأسمالية والاستبداد.. بدأت تسخٌر بعض القيادات السياسية والنقابية والجمعوية و"الحقوقية" لمحاربة اليسار واليساريين، بدعوى محاربة مثيري الشغب واحترام مشاعر المسلمين!
فلحدود الآن لم يصدر أي موقف رسمي عن التيارات اليسارية، وبشكل خاص تلك التيارات التي تنشط في جمعيات تدعي الدفاع عن حرية الرأي والتعبير و"حقوق الإنسان"، للرد والإدانة لهذه التصريحات البيروقراطية والتي لا تحتاج لذكاء لمعرفة مصادرها والجهات التي توجهها.
فأمام هذا الطاعون الذي يمكن أن يؤذي الجميع، لا بد من تحمل مسؤولية النقاش بين جميع النقابيين المخلصين لقضايا العمال وبين جميع اليساريين الاشتراكيين من أجل فضح البيروقراطية الانتهازية والتشهير بمخططاتها وتواطئاتها مع الباطرونا وأجهزة السلطة القمعية.. لا بد من توحيد الجهود لبناء عمل نقابي يشرٌف اليساريين بالمدينة بأن يوسع من انخراط العمال والعاملات في العمل النقابي، بأن يفتح الإمكانيات للفكر العمالي الاشتراكي للانتشار وسط الطبقة العاملة، وبأن يقطع الطريق عن الانتهازيين، ويرد الاعتبار للمناضلين اليساريين، وبأن يرفع اللبس والغموض عن حقيقة بعض الأصوات الشعبوية والظلامية التي لا تبدي "جذريتها" إلاٌ خلال الحملات الانتخابية..
أثرنا هذا الموضوع المهم حتى نزيل الغموض والضبابية عن بعض الأعين اليسارية التي رأت في القرار البيروقراطي وفي التصريحات الانتهازية الظلامية بأن الشأن، شأن خاص بمناضلي الحركة الماركسية اللينينية الذين ينشطون بشكل أساسي داخل جمعية أطاك وفي صفوف الطلبة القاعديين وداخل المعطلين.. وبأن الهجومات لا تعنيهم في شيء، وهو تقدير بئيس كيفما كانت المنطلقات والتبريرات. فمن خلال تجربة الماركسيين خلال مواجهتهم مع السلطات القمعية بالمدينة، لم تنتج "عزلتهم" عن باقي القوى اليساريين سوى المزيد من التعاطف مع الشباب المناضل ومع كافة كادحي المدينة.. كذلك الشأن خلال المسيرات الشعبية والعمالية، فكلما جوبه العمل الوحدوي بالرفض وبالتعجيز عبر شروط وحدة الشعارات ووحدة المواقف واللافتات.. تقدم اليسار الماركسي اللينيني في انغراسه وتعاطفه مع الجماهير، عكس التيارات الأخرى التي لا تلقى سوى النبذ والتقزيم.. وهي حالة لا نريد الانتعاش على حسابها، بل ما نريده هو الانتشار اليساري الواسع في إطار منظومة وحدة ـ نقد ـ وحدة نضالية وميدانية، وحدة تضع على بساط البحث والنقد والنقاش كافة الأطروحات الفكرية والسياسية والميدانية، وتخوض الصراع الرفاقي الديمقراطي حول التصورات والبرامج، وتبتعد عن الأساليب الصبيانية والمخابراتية وعن كافة ألاعيب سماسرة الانتخابات اللاهتين خلف الكراسي والامتيازات باسم الزعامة الوهمية.. ويمكن لأي مناضل متبصر ومتحلل من أية خلفية سياسية مسبقة.. بأن يلاحظ مدى التقهقر الذي أصاب اليسار خلال العشر سنوات الأخيرة، كيف كانت تنظم وقفات مساندة للعمال والكادحين والطلبة والمهمشين.. خلال هذه المدة، وكيف تقهقرت وتحجٌمت بفعل بعض الممارسات التي لا ترى في الوحدة سوى الاندماج والتذويب وتقديس الزعامات المنتهية صلاحيتها.. وحدة لا ترى في القواعد الشبابية الطلابية والتلاميذية سوى "صبيان" يجب احتواؤهم ومنعهم من النقد والانتقاد..
فليس من باب التباكي على تاريخ مضى، ولا من باب محاولة استنساخ وضع ولٌى.. بل من أجل مستقبل نوعي تحَفِزنا لمعانقته جماهير الشباب وعشرات العمال والعاملات التي أبت إلاٌ أن تتشبث بحضورها الميداني خلال جميع الاحتجاجات المناهضة للغلاء، أو المتضامنة مع فلسطين والمعتقلين السياسيين.. طاقات عديدة ومتنوعة تتحدى القمع والمنع وتقيم الوقفات والإضرابات والاعتصامات.
فنداءاتنا الوحدوية ستستمر، نداءات من أجل خلق تنسيقيات للنضال ضد العولمة الرأسمالية، وضد البطالة، وضد الغلاء، وضد المساس بالحريات.. تنسيقيات التضامن العمالي، الطلابي والنقابي.. تنسيقيات الدفاع عن المدرسة العمومية وعن الحق في التطبيب والسكن اللائق..الخ
فتحية من مناضلي الحركة الماركسية اللينينية ومن أنصار الخط البروليتاري لكافة الجماهير العمالية بطنجة وبالمغرب وبكافة بلدان العالم، تحية لمناضلي الحركة العمالية واليسارية القابعين في السجون، تحية لكل مناهضي العولمة الرأسمالية ولكل الاشتراكيين ومناصري الطبقة العاملة في العالم أسره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة