الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع نايف حواتمه

نايف حواتمة

2004 / 4 / 17
مقابلات و حوارات


س1: أجريتم لقاءات موسعة ومكثفة مع عدد من القيادات الفلسطينية أثناء زيارتكم الأخيرة لعمان حول وحدة الموقف الفلسطيني، بماذا خرجتم من هذه اللقاءات ؟
ج1: لقاءات وحوارات عمان أطلقت مبادرة جديدة لبناء الوحدة الوطنية بمشروع سياسي موحد، قيادة موحدة، حكومة اتحاد وطني، كان الهدف من ورائها إعادة الروح والفاعلية للحوار الوطني الفلسطيني ـ الفلسطيني، ودفعه نحو النجاح وصولاً إلى برنامج قاسم وطني مشترك يؤسس للرد الفلسطيني المطلوب في مواجهة السياسات الدموية التوسعية التصفوية لحكومة اليمين الإسرائيلية الشارونية المتطرفة، ووضع نهاية للسياسة الانفرادية الفئوية في السلطة الفلسطينية، لذلك فالحوارات واللقاءات سعت إلى مجموعة أهداف متكاملة من ضمنها: البحث في أسس ومداخل العودة إلى طاولة هذا الحوار الذي توقف مطلع شهر شباط/ فبراير هذا العام. والبحث في أشكال الإسناد النضالي المتبادل بين فلسطينيي مناطق الـ 48 وباقي أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. ومواجهة الظرف الناشئ بعد إطلاق شارون لخطته بـ "الفصل الأحادي" التي تستكمل ما بدأته حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بإقامة جدران الفصل العنصرية حول القدس وفي قلب الضفة الفلسطينية المحتلة. والمخاطر التي تمثلها هذه الجدران على أمن الأردن واستقراره وخصوصاً الجدار الشرقي الذي يمتد على طول الحدود الأردنية ـ الفلسطينية.
لقاءات عمان شملت كل ألوان الطيف السياسي لممثلي جماهير شعبنا الفلسطيني في مناطق الـ 48، وكل ألوان طيف الحركة الوطنية الفلسطينية قوى وطنية وديمقراطية وإسلامية. وكسرنا الدائرة التي تقصر الحوار بالمستوى القيادي الأول، لذلك سعينا إلى إشراك أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، والفعاليات الوطنية والاجتماعية الفلسطينية، حتى تكون عملية العودة إلى الحوار مسنودة إلى أوسع قاعدة شعبية سياسية واجتماعية فلسطينية.
لقد حققت هذه الحوارات اختراقات مهمة يجري استكمالها بحوارات يومية نشطة الآن في رام الله وغزة، وقد بدأت ثمارها تتضح بالفعل، حيث سنشهد في العاشر من نيسان جولات جديدة من الحوار في غزة ستعطي بتقديرنا إجابات وافية على التحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية.
إن المبادرة التي أطلقناها في عمان أخذت طريقها في "البرنامج الوطني" الذي تم الإجماع عليه في رام الله (30/3/2004)، وتشكل الآن بجانب برنامج غزة (آب 2002) المشروعين المطروحين على جميع الفصائل والسلطة لإعادة بناء الوحدة الوطنية الغائب الأكبر منذ أوسلو 1933 حتى يومنا هذا.
س2: كيف تصفون المشهد الفلسطيني بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين ؟
ج2: اغتيال الشيخ أحمد ياسين مثل دليلاً جديداً على دموية حكومة شارون التوسعية العدوانية، وعملية الاغتيال الجبانة هذه زادت من تعقيدات الوضع. مواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي لا يكون إلا بتسريع الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني وتتويجه بالنجاح حتى نصل إلى برنامج قاسم وطني مشترك على أرضية تعيد استنهاض أوضاعنا في مواجهة العدوانية التوسعية الإسرائيلية، فبدون برنامج إصلاح ديمقراطي وطني شامل للمؤسسات م. ت. ف. ولمؤسسات السلطة الفلسطينية على قاعدة انتخابية وفق مبدأ التمثيل النسبي، والارتقاء بالوحدة الوطنية الفلسطينية وقيام حكومة ائتلاف وطني فلسطينية لن نستطيع أن نعطي الرد الوطني الفلسطيني المطلوب للنصر وانتزاع الحرية والاستقلال.
س3: هل هناك حوار وطني فلسطيني في الداخل والخارج وهل حقق شيئاً ملموساً على الأرض ؟
ج3: نعم هناك حوارات الآن جادة يومية ومكثفة في الضفة الفلسطينية وغزة والشتات. لا أريد أن أستبق الأمور لكن أقول لكم وبثقة هذه المرة سننجح سريعاً في الإجابة على الكثير من قضايا الحوار. أصبح ملموساً أن "التعددية في إطار الوحدة الوطنية" طريق الخلاص من مشاريع شارون، أما استمرار الوضع الراهن فهو طريق التشرذم والفشل، وأقول بصراحة للجميع "كفى تجريباً عشر سنوات عجاف من اتفاق أوسلو حتى الآن".
س4: ما هي أهم المشاريع التي يجري الحديث عنها لتطبيقها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وكيف يجب أن يكون الوضع بعد الانسحاب المرتقب ؟
ج4: شارون من خلال خطته المسماة "بالفصل الأحادي مع الفلسطينيين" يسعى إلى مجموعة أهداف أهمها:
أولاً: جعل انسحابه المجزوء من غزة حلاً مؤقتاً طويل الأمد، يقايض به مستوطنات غزة بالكتل الاستيطانية الكبرى في قلب الضفة الفلسطينية وفي غلاف القدس، ودعم أمريكي لاستكمال بناء جدران الضم والعزل العنصرية مع تعديل غير جوهري على مسارها، واستجرار المزيد من الأموال الأمريكية لاستكمال سرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية بما يكرس الكتل الاستيطانية كواقع لا يمكن العودة عنه.
ثانياً: ضرب مقومات قيام كيان فلسطيني مستقل وسيد ومتواصل جغرافياً، وذلك عبر تحويل الضفة الفلسطينية إلى مجموعة جزر ومعازل منفصلة، واستكمال تهويد القدس. هذا الهدف من وراء بناء جدران العزل والضم العنصرية الثلاثة (الشرقي، العمق، الغربي).
ثالثاً: العودة إلى سياسات التطهير العرقي والإبعاد الجماعي بحق فلسطينيي مناطق الـ 48، وذلك عبر ما يسمى بـ "تبادل المناطق"، والمقصود بذلك تبادل أراضي من منطقة المثلث بأصحابها وسكانها العرب مقابل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في غلاف القدس وعمق الضفة الفلسطينية.
من كل ما سبق فإن الرد الفلسطيني المطلوب يجب أن يستند إلى الأسس التالية:
1 ـ منع شارون من تحويل رحيله من غزة إلى حل مرحلي طويل الأمد ومدخلاً للمقايضة يفضي إلى ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الفلسطينية، وانتزاع تغطية أمريكية على بناء جدران الضم والفصل العنصرية.
2 ـ رفض مبدأ "تبادل الأراضي" الذي يضع فلسطينيي مناطق الـ 48 مرة أخرى أمام رياح التطهير العرقي، وإعادة التهجير.
3 ـ رفض الحلول الجزئية والمنقوصة والإصرار على أن أي حل يجب أن يتم في إطار تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
4 ـ بلورة موقف وطني موحد من الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من غزة على قاعدة جماعية القيادة والمشاركة بالقرار السياسي بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية، ليكون هذا منطلقاً لتحرير ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان الخامس من حزيران 1967.
5 ـ اعتبار أن مدخل حفظ الأمن في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي مدخله سياسي وليس إجراءات أمنية بوليسية، ولا يمكن تحقيقه إلا باتفاق وطني شامل.
س5: للمرة الأولى يشارك ممثلون عن حماس والجهاد والفصائل ضمن وفد فلسطيني لمؤتمر قمة عربية، الذي لم يعقد في تونس. كيف تقيمون هذه الخطوة ومدلولاتها ؟
ج5: دعونا على الدوام جميع القوى التي تقف خارج أطر ومؤسسات م. ت. ف. لدخولها وإعادة تفعيل دورها أخذاً بمصلحة الشعب الفلسطيني، التي تتطلب صيانة وإعادة بناء ودمقرطة أداته الكفاحية م. ت. ف. الائتلافية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. نحن نرحب بانضمام حماس والجهاد الإسلامي إلى م. ت. ف. وعودة فاعلة للفصائل التي جمدت دورها على مدار سنوات طويلة، ولكن يجب الانتباه هنا بأن المدخل لهذا لا يكون عبر سياسات فوقية تحمل محذور التوظيف التكتيكي اللحظي، كما فعل أبو عمار بطلب المشاركة في القمة الذي قدمته حماس والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة.
نقول للجميع لا تدخلوا من الباب الخلفي، ولا من تفاهمات مع الطوابق العليا التي تتربع فيها القيادة المتنفذة، فاليوم نحن بحاجة ماسة إلى برنامج إجماع وطني يؤسس لعملية بناء شاملة لمؤسسات م. ت. ف. على أساس التمثيل النسبي وديمقراطية العمل، سياسة "الطوابق العليا" لم تحقق خطوة واحدة إلى أمام بطريق الوحدة الوطنية، وآخر مثال اصطدام تشكيل الوفد الفلسطيني إلى القمة العربية بجدار مسدود حتى اللحظة الأخيرة تحت عنوان "عضوية في الوفد أم عضوية مراقبة أم في مقاعد ضيوف المؤتمر" ولم يصل تشكيل الوفد إلى نتيجة حتى لحظة إلغاء عقد القمة.
المطلوب من جميع القوى أن تجيب على القضايا المطروحة بشكل واضح. الموقف من م. ت. ف. كائتلاف وطني يقود نضال الشعب الفلسطيني، وكممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والموقف من الحل القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية. كل هذا يجب أن يجري على طاولة الحوار حتى نصل إلى برنامج قاسم مشترك، بدون هذا تبقى إشارات أي فصيل منقوصة ولا يمكن البناء عليها، هذا إذا لم يتم البناء الخاطئ عليها كما فعلت السلطة الفلسطينية في توظيف رسالة طلب المشاركة بالقمة التي لم تنعقد في تونس.
س6: كيف ترون مستقبل العلاقة مع حماس بعد الشيخ أحمد ياسين، وهل هناك تنسيق وتعاون معها ؟
ج6: تجمعنا مع حماس وحدة العلاقة الكفاحية على الأرض وفي الميدان نحو تحرير أرضنا ونيل استقلالنا وعودة لاجئينا، وموقفنا على الدوام هو وحدة الجميع في مواجهة الاحتلال، وأن الاختلاف يجب أن يكون على قاعدة التكامل، بالنهاية هدفنا واحد، واليوم نجد مؤشرات جدية على أن الكثير من النقاط الخلافية مع حماس بدأت تأخذ طريقها للحل إذا ما أحسن إدارة الحوار حولها على قاعدة المصلحة الوطنية المشتركة، والابتعاد عن سياسات الاكتفاء بالشعارات العامة التي ألحقت أذى كبيراً بالقضية الفلسطينية، وإذا تم الخروج منها بخلاصات تؤسس لخطوات عملية.
س7: هل لديكم استعداد لدراسة فكرة المشاركة في الحكومة والسلطة الفلسطينية وكيف ؟
ج7: هذا الموقف أعلناه منذ وقت بعيد. نعم نحن مع المشاركة في حكومة ائتلاف وطني عريض، بشرط الاتفاق على برنامج قاسم وطني مشترك يشتمل على برنامج إصلاح ديمقراطي لمؤسسات وبنية السلطة الفلسطينية، بما يخلصها من الفساد والفاسدين، لتكون أداة نضالية بيد شعبنا تنهض بما عليها في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
س8: هل انتهيتم من وضع خطة لاستقطاب قوى السلام الإسرائيلية وتفعيل دورها في الشارع الإسرائيلي؟
ج8: المشكلة ضعف قوى السلام الإسرائيلية، حيث أن المجتمع الإسرائيلي شهد في السنوات الأخيرة عملية تحول واسعة نحو اليمين واليمين المتطرف. خطتنا تقوم على توحيد الرؤية السياسية الفلسطينية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية أولاً خلف شعار سلام متوازن وشامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية، حتى لا يبقى شارون يكذب على العالم وعلى المجتمع الإسرائيلي بعدم وجود "شريك فلسطيني". المطلوب من قوى السلام الإسرائيلية أن تثبت وجودها في الخارطة السياسية الإسرائيلية. وهنا نشير إلى أن المراهنة على مبادرات جزئية ومجزوءة افتراضية مع بقايا أوسلو لن يخدم قضية تحقيق السلام الشامل والمتوازن لأن هذا لن يتحقق إلا بنيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة كاملة في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان حزيران/ يونيو 1967، بما في ذلك القدس عاصمة دولة فلسطين.
س9: هل تأملون بوجود أية فرصة للتقدم في المفاوضات مع شارون في المرحلة الراهنة، وحتى لو حقق نجاحاً ثانياً في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ؟
ج9: النضال لا يقوم على المراهنات، بل على خلق وقائع على الأرض نستطيع أن نجبر حكومة شارون أو أي حكومة إسرائيلية أخرى على التسليم بحقوقنا وشرط هذا توحدنا ببرنامج موحد، قيادة موحدة، حكومة اتحاد وطني.
مشاريع شارون تتغذى من غياب الفعل الفلسطيني الموحد، ومن سياسات البوالين الاختيارية التي يطلقها أهل أوسلو، التي تبقي الباب مفتوحاً أمام تنازلات تداعب أحلام المطامع الاستعمارية التوسعية الإسرائيلية، وكذلك من غياب موقف عربي موحد من السياسات الدموية التوسعية الشارونية. النضال إذا ما أحسن توظيف كل أدواته وتحقيق شروطه لا يعرف المستحيلات. ألخص إجابتي بالقول نعم يمكن أن نزحزح حكومة شارون عن مواقفها ونلجم سياساتها التوسعية وهذا رهن بنضالاتنا وإعادة بناء ودمقرطة وحدتنا الوطنية.
س10: ما هو المطلوب فلسطينياً لمواجهة العدوان والسياسات الإسرائيلية على الأرض ؟
ج10: في إجاباتي على الأسئلة السابقة أجبت على هذا السؤال، أساس المواجهة إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وصولاً إلى صياغة برنامج قاسم وطني مشترك يؤطر نضالاتنا ويثمرها، بعيداً عن السياسات الفئوية والانقسامية، والتلاعب بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، لأن هذه السياسات أدت إلى آثار كارثية على قضيتنا الوطنية.
بهذا يكون الرد الفلسطيني فاعلاً ومؤثراً وقاعدة للانطلاق نحو انتزاع كامل حقوق شعبنا في أرضه وسيادته عليها وعودة أبناء شعبنا اللاجئ .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل