الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي تستقيم العملية الامنية

مرتضى الشحتور

2009 / 5 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعلن رئيس الوزراء عزمه اعتبار عام 2009 عام مكافحة الفساد الاداري ، ولهذا الغرض فقد اصبح بحكم المؤكد ان حملات واسعة للتطهير الاداري سيتم المباشرة فيها وشيكا ، ربما مع عودة رئيس الحكومة من جولته الاوربيه الحالية الى لندن وباريس.
كان رئيس الوزراء ودع بغداد وداعا مؤلما فقد حصدت جرائم القتل البربري الاخيرة ارواح مئات المواطنين في وضح النهار.
هناك خروقات خطيرة تكررت وانتكاسات كبيرة تطابقت وبنفس الطريقة ونفس الادوات في المكان نفسه وحواليه أوقريبا منه . كارثة في الكاظمية واخرى في الثورة وقبلها الكرادة واخيرافي مدينة الحرية، ثم وانا اكتب هذه السطور علمت ان موجات نار صاروخية قد افرغت صبح المنطقة الخضراء التي كانت تحظى بعناية فوق العادة ،باعتبار اهلها ناس فوق العادة .
لماذا لايستقيم الامن وماعلاقة الامن بالفساد؟ .
ساورد القصة التالية.دائما استعين بالقصص ، انا اعتبرها شواهد حية؟
من مدينة واحدة ومن قبيلة واحدة بل ومن ظهر جد واحد ، يوجد في جيشنا العزيز اليوم رجلان،
الاول ويدعى (م) وكان عميدا في جيش العراق السابق تحت التجميد.
الثاني ابن عم له عريف هارب . لديه شهادة تيسي فيسي. اعدادية من احدى دول الجوار فقد كان هاربا يجاهد في ايشانات الاهوار.
وسقط الحكم في بغداد. وكان العميد المغضوب عليه يتوقع موقعا مرموقا، وكان العريف يتحدى العسكر القديم ويتوقع لهم مصيرا اسود ا، حتى لو كانت اسرهم معارضة او كانوا انفسهم معارضين.
بدأ تشكيل الجيش. قدم العميد اوراقه،و رفضوه وتقدم مع اعلان دعوة اخرى رفضوه مرة اخرى ، ثم بعد عناء وشقاء وجد من يقبله ولكن بشرط ان يقبل تخفيض رتبته الى مستوى ادنى.
العسكر كالسمك لايعيش خارج الماء وبعدتردد وصراع اذعن واعيد ولكنهم منحوه رتبة مقدم ، لماذا (مقدم) اظنها سياسة طرد مهذبة.
لم تمض ايام على التحاق صاحبنا عميد الامس مقدم اليوم( بالمقلوب) الى وحدته اذا به يواجه العريف( ع) عند مقر القائد ويحمل امرا ديوانيا بتعيينه برتبة عميد ضمن قائمة تتجاوز الالف .
هنا اقف عند سؤال الافتتاح؟
هل يستطيع العميد الذي خفضت رتبته الى مقدم العمل تحت هكذا مهزلة هل يمكننا توقع ذلك ؟
وهل بوسع هذا العريف وبقية عناوين قائمته ان ينهضوا بمسؤولية الرتب الضخمة.
هل يدار الامن بالرتب او بعقول وخبرات الرجال التي تحمل الرتب؟
ومن هذه الزاوية اعتقد اننا امام فشل في اسناد المهمة؟
هناك قادة مغبونون يعانون قسوة الحيف ، فالعسكري النبيل لايتحمل خفض استحقاقه.
وهناك طارئون!العريف ،بكل الحسابات العقلية والغيبية والغبية لايتعدى قدراته .جدلا وظلما ان نعتقد امكانية ان تعتمد عليهم الامة. وان يديروا وحداتها الامنية
هذا مايجري اليوم وهذا نموذج حاضر في التركيبة العسكرية للجيش والشرطة الحالية.ان الفشل الحالي ينسجم مع هذه الكارثة البنيوية، هذا الفشل يجسد النتائج الطبيعية لهكذا بنية امنية.
اعود الى الفساد، يتحدث رجال الحكومة عن حملة وطنية لاجتثاث الفاسدين واظن ان هناك فساد رسميوليد سياسات احزاب السلطة ، مايتعلق بالقيادات ؟
في القوات الامنية.هناك الاف المدنيين الذين منحوا رتبا قيادية خارقة.
ولو اقتصر امر على الرتب لهان الامر انما الخطر المحدق تمثل في توزيع المناصب الحساسة واسنادها لاهل الرتب التكريمية .
اجهزة الامن فخخت بعدة الاف من الضباط الاميين وهؤلاء منحوا الرتبة بطريقة هزيلة ومهينة لتاريخ العسكرية . لقد منحوهم الرتب ولاحقا طلبوا منهم ان يدبروا حالهم قالوا لهم هاتواوثائقكم. وكان سوق مريدي اقرب اليهم من حلب الوريد ويجيب دعوة المزورين وانا لله وانا اليه راجعون.
ان الجيش في ورطة وضباط الدمج في ورطة فقد دفعتهم سياسات قياداتهم الى الاستعانة بالمزورين . ليكملوا اوراقهم ولشتروا الوثائق حسب الطلب .
الملازم يشتري اعدادية والعميد يشتري البكلوريوس.
في الحقيقة تزدحم المؤسسة الامنية باشباه هذا العريف وذاك العميد . ويعاني طيفا واسعا من ضباطها غبنا مشابها لحالة العميد (م) كما وسيواجه الضباط المدمجين عاجلا ام اجلا محاكمات بتهم التزوير والحصول على رتب غير مستحقة .سوف نجد معارضين جددا ونحتاج الى مصالحة جديدة.
لقد اقدموا على هذه الفكرة الجهنمية ليحترق البلد باثارها ،متناسين الاف الضباط الاكفاء الذين لو منحوا الفرصة العادلة المناسبة لقدموا عطااتهم السخية انما رفضوهم وحاربوهم وكانما قتلوا اباء هم!
وعدا ذلك فقد وجدنا اغلب المواقع القيادية( الستراتيجية) توزع توافقيا.
الحزب س له الاستخبارات والحزب ص له الارهاب .
ولان الصفقة الشاملة تسمح بتنازلات شاملة. فقد حسمت العملية وتلقينا الكارثة الامنية.
ان المشكلة الامنية ستظل قائمة وان الاضطراب سيمتد ويتعاظم .
ذلك ان الجهاز الضخم كالبيت الكبير ان بني على اسس هشه سيظل عرضة للانهيارسينهار حتما . في باكستان الدولة النووية هناك انهيار امني . العراق اليوم يشبه باكستان وربما يطابقها.
فالقوات الامنية موزعة طائفيا. تنخرها الاصولية ، يعث بها الاصوليون!
وتعيينات القادة في معظمها لاتستند الى الكفاءة ومعايير القيادة.
ان التدرج الوظيفي والتجربة العملية ومايوفرانه من خبرة متراكمة لم يعد معيارا ومن يقول بذلك سيتلقى اتهاما بمحاولة اعادة الصدامين وغلق الباب امام المجاهدين.
الامن لايستقم ولن يستقيم بدون مراجعة القاعدة البنيوية والتشكيلات القيادية.
الامن لايستقيم اذا لم لم يكن القائد العام قادرا على محاسبة الفاشلين وتحميل المقصرين المسؤولية.
الامن لايستقيم اذا كانت مؤهلات جنرالاتنا الشهادة الابتدائية.
لايستقيم الامن اذا لم ننته من توزيع المناصب الامنيةعلى اسس حزبية.
وحتى يستقيم الامن يجب ان نمنح الحقوق لاصحابها ونمنع بيع الرتب لمن لايستحقها.
العملية السياسية والخيار الديمقراطكي يواجه تحديات شتى ولكن الاستعدادات الداخلية لم تتجاوز التعقيدات الولادية،هل تعيد الحكومة مراجعة ذلك ، لااظن ان حلفاء الحكومة لايقبلون ذلك.
ولي كلام كثير ولدى الناس كلام خطير يصب في نفس المعنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ