الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خذوا خنازيركم وارحلوا

ابراهيم جوهر

2009 / 5 / 6
القضية الفلسطينية


تتصادم في عالمنا اليوم ثقافتان : ثقافتهم الغربية الطاغية ، وثقافتنا الحالمة ، الهادئة ، الوادعة . ثقافتان متباينتان متعاكستان ، لكل منهما اتجاه وغاية وخط سير مختلف ،كماأن منطلق كل منهما مختلف .
وبين هذه وتلك ، ينساق عدد ليس قليلا من شباننا وشاباتنا وراء بريق الثقافة الوافدة ،
فيعجبون بمعطياتها ويحاولون تقليدها سعيا وراء الجديد الذي يلبي الأحتياجات الشبابية
الطائشة وغير المحسوبة على مسطرة القيم ، وتنتشر الألفاظ الغريبة الوافدة ، وتجر وراءها اللباس والسلوك والمعتقدات والرؤى !
انها ثقافة الموت والدمار المتسترة بلبوس الوداعة .وما الأوبئة التي بدأت بالأنتشار في الآونة الأخيرة الا أحد افرازات هذه الثقافة ، وثمرة من ثمارها .
هي ثقافة القوي المسيطر الظالم . ثقافة القتل والتدمير والتعذيب والسلب . انها ثقافة تقف ضد الأنسان والحضارة ، وتنحاز الى قيم السوق والأستهلاك والربح المادي السريع الذي لايلتفت للمعاني الأنسانية والوجدانية والروحية . هي ثقافة تحيل الأنسان الى آلة صما ء لا أحاسيس له ولا مشاعر …
هي ثقافة البريق الخادع ، والأنجازات الخادعة ، والفهلوة . ثقافة السمك في البحار ؛
لا مكان فيها للضعيف .

فيا أيها الجالبون لثقافة الأيدز، وانفلونزا الدجاج ، وجنون البقر … وانفلونزا الخنازير
ايها المارون بين أحلامنا ، وورودنا ، وأراجيح أطفالنا …
أيها العابثون بمصائر الشعوب
أيها الحاقدون على السلم والسلام ، المتآمرون على الحب والوئام
يا من تعشقون سفك الدماء البريئة في هذا العالم المنكوب :
آن لكم أن تترجلوا الآن عن عالمنا : ترجلوا عن قصائدنا ، وملاعبنا ، وأفراحنا .
آن لكم أن تغادروا حلقات رقصكم الأجرامية .

خذوا ما شئتم من ثقافتكم ، واتركوا لنا ثقافتنا / هويتنا / خصوصيتنا .
خذوا جنونكم ، وعبثيتكم ، وعطشكم لدمنا.
خذوا ما اشتهيتم من بريق ثرواتنا : نفطنا ومعادننا وشجرنا … وارحلوا عنا .

خذوا خنازيركم ، ورشحها . خذوا أمراضكم وأحزانكم
خذوا بقركم ، وحليبها ، وجنونها … خذوا كل شيء هو لكم ، واتركونا وحدنا .

اتركونا لأحزاننا ، وأوجاعنا .
اتركونا نداوي مرضانا ، ونواري قتلانا .
اتركونا نربي أطفالنا على هوانا .
خذوا ثقافة الهامبورجر ، والكوكا كولا ، والجينز الممزق والمنسّل …
خذوا بلوزات (نصف البطن)!!، وصحون الأستعمال لمرة واحدة !
واتركونا لبواطينا ، وأيدينا ، وقطين أرضنا .
خذوا (الكادبوري ) ، واتركوا لنا الزبيب والعجوة والهريسة ، وكرابيج حلب !
خذوا ثقافتكم وطرقعات لبانكم …. واتركونا نعش لأفراحنا ، وأعراسنا ، ودبكتنا
اتركونا لأغانينا المجروحة ، وحدائنا ،ومواويل عشقنا وفرحنا البسيط الأليف .
اتركوا لنا شبابتنا ويرغولنا وربابتنا وعودنا … وخذوا جيتاركم ، ورقصكم .
خذوا كلابكم المدللة ، وخذوا شامبوهاتكم المعطرة ، واتركوا لنا صابوننا النابلسي
وكنافتنا الخاصة .
خذوا أنفسكم ، وكلامكم ،وضحكاتكم ،وأكلاتكم…
خذوا كل شيء أغرقتمونا به … واتركونا لشأننا ؛ لنقائنا . لصفائنا . لأفراحنا .
لأعيادنا . لشقائق النعمان في حقولنا ، وللأقحوان على سفوح جبالنا .

أيها المغرقون أسواقنا وسماءنا ببضائعكم المزيفة :
خذوا زيفكم ، وكذبكم ، وعهركم ،وثقافتكم ، وارحلوا عنا …
اتركونا نحيا كما نحب ، كما يجب أن نحيا .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ؟؟؟؟؟؟
توت عنخ آمون ( 2009 / 5 / 5 - 22:20 )
ولماذا لا تدعهم يأخذون الانترنت أيضا . الذي تنشر من خلاله مقالك هذا ؟؟؟
نهارك سعيد يا أستاذ
تحياتي لما أسميته : ثقافتنا الحالمة ، الهادئة ، الوادعة
ولكن ما هي ثقافتنا تلك ؟؟؟؟
من فضلك دع الانترنت . لا تنشر شيئا من خلاله . دعه لأصحابه ولثقافة اهله . وابق مع ثقافتنا الحاااالمة الهااااادئة !!!! الواااادعة
سبحان الله
اكثر من هذا تخلف نريد ؟؟؟؟؟


2 - صح النوم ياستاذ اتفنا بالمزيد
الان ( 2009 / 5 / 5 - 22:57 )
اتركوا لنا اسدنا وصدامنا وصالحنا ومباركنا وعبد الله نا وبشيرنا
اتركوا لنا قذافنا وقابوسنا وخمدنا ,
اتركوا لنا بترولنا لنشربه ونتفرج عليه , وخذوا كهرباءكم
اتركوا لنا جمالنا وحميرنا وبغالنا وخذوا سياراتكم وطائراتكم
خذوا تلفوناتكم وتلفويناتكم واتركوا لنا حمامنا لنتراسل مع بعضنا ,
اتركوا لنا حجابنا وشادورنا وعباءاتنا وسراويلنا
خذوا قصوركم واتركوا لنا خيمنا
سبحان الله وكيف نعيش , المعنى في قلب الشلعر


3 - الكاتب معه حق
سوري ( 2009 / 5 / 6 - 06:21 )
لأن الأمة الحالمة هي في طريقها للخروج من التاريخ والجغرافيا، وسيتم ذلك بعون الله، وبجهود الأخيار من أمثال الكاتب الكريم، ممن يحرصون على تراث الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، بحسب قوله تعالى الذي لا ينطق عن الهوى، وأفضل خطة، إضافة لتطبيق نصائح الكاتب الكريم، هو البدء بحملة ضخمة على المستوى العربي والإسلامي لزراعة شجر الغرقد وذلك استعداداً للمعركة الفاصلة مع الأشرار، ولابأس بنزع كل الشجر الآخر في هذه الحملة، مع الحرص على إبقاء شجر القات، والذي هو من لزوم التفكير العربي الذي يأتي بالأفكار الإنسانية النيرة، كأفكار كاتبنا الفذ أعلاه


4 - إذا كنت صادقاً
كوريا ( 2009 / 5 / 6 - 07:22 )
عليك ان لا تركب سيارة
عليك ان لا تراقب تلفزيونا او تسمع راديو
عليك ان لا تكتب او تقرأ خلال الانترنت بالاحرى لا تستعمل الكمبيوتر
وابسط شيء عليك ان لا تستعمل الادوية الاجنبية عندما تمرض مع امنياتي لك بتمام الصحة.0


5 - مقال سيء جدا تفوح منه رائحة الكراهية والعنصرية
جوليا روبرتس ( 2009 / 5 / 6 - 08:21 )
مقال سيء جدا تفوح منه رائحة الكراهية والعنصرية، اهذا هو الحوار المتمدن ايها الكاتب ؟؟؟


6 - ايها الكاتب لا تنسى ان تاخذ معك
جوليا روبرتس ( 2009 / 5 / 6 - 11:41 )
لا تنسى ان تأخذ معك عمامتك وجلبابك ... لا تنسى ان تأخذ معك ناقتك وبعيرك ...لا تنسى ان تأخذ معك بول الابل من اجل الدواء... لا تنسى ان تأخذ معك سيفك وسكاكينك لذبح الابرياء وقطع اعناقهم ...لا تنسى ان تأخذ معك حقدك الاسود على الامم المتطورة ... لا تنسى ان تأخذ معك عطر النبي كي تتعطر به ولا تنسى ان تاخذ معك مكحلة النبي كي تتكحل بها ولا داعي لان اوصيك بان تأخذ قرأنك معك كي تريحنا من هذه التعليمات البغيضة ضد الاخر


7 - الكاتب بهذل حاله في هذا المقال
sara ( 2009 / 5 / 6 - 13:02 )
له له انت تحكي جد ---

اخر الافلام

.. لقاء عسكري تركي - سوري برعاية روسية في قاعدة حميميم


.. لأول مرة.. حزب -الإصلاح- البريطاني يتفوق على -المحافظين- في




.. لحظات انتشال 9 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف منزل بالبريج


.. غريفيث: الأسلحة استمرت بالتدفق لإسرائيل من واشنطن ودول أخرى




.. فرقة غزة حصلت على وثيقة تشرح بالتفصيل عملية احتجاز الرهائن و