الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل استوفت الفاشية مقاييسها التقليدية في اسرائيل ام ماذا؟!

احمد سعد

2009 / 5 / 6
القضية الفلسطينية


في ذكرى النصر على النازية والفاشية:
هل استوفت الفاشية مقاييسها التقليدية في اسرائيل ام ماذا؟!
في التاسع من ايار الجاري تمر الذكرى السنوية الـ 64 للنصر على النازية الهتلرية، ومن الاهمية بمكان استخلاص العبر من هذه المناسبة، احد الصحفيين من المحررين في احدى الصحف التجارية ومن انصار الليبرالية – كما يؤكد – يلومنا وينتقدنا، انا وغيري من قادة الحزب الشيوعي والجبهة، ويتهمنا باننا نبالغ في تقييمنا لمخاطر الفاشية في اسرائيل، وخاصة التقييم بان حكومة نتنياهو يشمل ائتلافها اعتى قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الترانسفيرية والاصولية الدينية اليمينية اليهودية المتطرفة. وحسب رأيه ان الماركسية تقيم الوضع فاشيا عندما يصادر النظام جميع الحقوق الدمقراطية من حرية التنظيم والتجمع والصحافة وحرية الرأي وغيره، وهذا غير قائم في اسرائيل!! قلت له، انك تكرر المواقف المتخاذلة للقوى والتنظيمات الاشتراكية الدمقراطية والليبرالية ومختلف القوى الاصلاحية والانتهازية في المانيا النازية الهتلرية وايطاليا الفاشية الذين تجاهلوا التحذيرات الكثيرة للشيوعيين الالمان والطليان من مغبة مخاطر الفاشية والنازية الهمجية المعادية للانسانية وللدمقراطية والتي تفترس انيابها جميع القوى السياسية والاجتماعية المناهضة لها فمن ناحية علمية يؤكد الشيوعيون بناء على معطيات وحقائق الواقع ان الفاشية تولد في رحم النظام الرأسمالي وتجسد فكر وسياسة اكثر فئات البرجوازية الرأسمالية الامبريالية عدوانية ورجعية في عز واوج ازمتها الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية. الفاشية تمثل عمليا مصالح برجوازية رأس المال المالي المأزوم اقتصاديا وسياسيا. وبرأينا ان الفاشية الاسرائيلية تمتاز بالتداخل الجدلي بين ازمة النظام الرأسمالي المأزوم في اسرائيل والمشحون بالايديولوجية الصهيونية العنصرية وبين العداء البهيمي للحقوق الوطنية الشرعية للشعب العربي الفلسطيني الذي تحتل مناطق واراضي دولته وللاقلية القومية العربية الفلسطينية وللدمقراطية في اسرائيل. تداخل يحظى طيلة السنوات الماضية بدعم القوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ودوائر الحلف الاطلسي العدواني ودواجن بعض انظمة التواطؤ العربية.
برأينا ان جميع مقاييس الفاشية الاقتصادية والشوفينية القومية والقضائية التقليدية تتطور لتبلور مرحلة متطورة من مخاطر الذئب الفاشي المفترس، خاصة بعد صعود اعتى قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الى سدة الحكومة واقامة حكومة الثلاثي الكارثي – نتنياهو – ليبرمان – براك. وسنحاول التركيز باختصار على خلفية التصعيد الفاشي العنصري في الظرف الراهن.
* الخلفية الطبقية الاقتصادية للفاشية:
لقد صعدت الفاشية النازية الهتلرية في المانيا على خلفية ازمة الركود العظيم للرأسمالية في سنوات 1933 – 1929 حيث استغلت الطغمة المالية الالمانية المأزومة البطالة الواسعة في ظل انخفاض وتائر النمو الاقتصادي في الدعاية الديماغوغية الاجتماعيةمن خلال التركيز على افضلية الجنس الآري عرقيا لضمان مكان السيادة في العالم وتبرير الحرب الامبريالية ضد الشيوعية واليهود داخل المانيا وضد من يقف من الدول ضد المخطط الامبريالي لاعادة توزيع مناطق النفوذ الاستعماري الامبريالي في العالم لصالح المانيا والنازية، وفي اسرائيل وصل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة الى الكنيست والحكم القوى الممثلة لمصالح الرأسمال الكبير ومواصلة الاحتلال والاستيطان والتمييز القومي العنصري ضد المواطنين العرب.
فقد وصل الى سدة الحكم ورئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو الممثل المدافع عن منهج ونهج الرأسمالية الخنزيرية النيوليبرالية والدفاع عن مصالح ارباب الرأسمال الكبير، والف نتنياهو حكومة اليمين المتطرف في عز اعصار الازمة المالية الاقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي التي طالت انيابها المفترسة الاقتصاد الاسرائيلي وعمقت من مرحلة ركوده الاقتصادي ولمواجهة هذه الازمة الزاحفة لا يقترح نتنياهو وحكومته مواجهة وانقاذ الدولة من الركود والبطالة بل انقا بنوك وشركات الرأسمال الكبير من الازمة والافلاس والانهيار على حساب الاقتطاع من رغيف خبز معيشة العاملين والشرائح الاجتماعية المسحوقة من ذوي الدخل المحدود والبسيط. ففي وقت تعكس الاحصائيات الرسمية انه منذ بداية هذه السنة يبلغ معدل من يطردون الى سوق البطالة شهريا اكثر من عشرين الف معطل جديد وانه حتى نهاية السنة سيزداد عدد المعطلين عن العمل بأكثر من 130 الف انسان ليصبح عدد جيش المعطلين عن العمل حتى نهاية السنة الحالية اكثر من ثلاثمئة الف انسان واكثر من 10% من قوة العمل، ولن تتعدى نسبة النمو الاقتصادي الواحد في المئة. لمواجهة هذا الوضع فان خطة حكومة نتنياهو الاقتصادية مبنية على اساس اغناء الاغنياء وافقار الفقراء. ففي هذه الخطة يجري الحديث عن تخفيض ضريبة الدخل عن الرأسمال الكبير والمداخيل الدسمة من 65 الى 36% وعن الشركات الاحتكارية من 36% الى 18%، وتخصيص عشرين مليار شاقل لدعم البنوك والشركات الكبيرة المأزومة، ومقابل ذلك زيادة الضريبة المضافة عن الخضار والفواكه وتجميد اجور العاملين في القطاع العام وضرب مخصصات التقاعد والبطالة وتوسيع نطاق ونفوذ شركة ويسكيسين لنهب واستغلال المعطلين عن العمل والمسنين وحقوقهم، وزيادة ضريبة الارنونة والضرائب على الهواتف والدخان والغاء العديد من الامتيازات المادية التي كانت تقدم للنساء العاملات وغير ذلك. وتستغل حكومة اليمين المتطرف التوجه الديماغوغي العنصري لصرف انظار ضحايا سياستها الاقتصادية – الاجتماعية عن العنوان الصحيح وتوجيهها الى عنوان وهمي عنصري الى العمال الاجانب والى العمال العرب، او اضافة الى ذلك الى تأثيرات الازمة المالية العالمية.
* التوجه والممارسة الفاشية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني:
ان فرض الحصار التجويعي على قطاع غزة وحشر مليون ونصف مليون فلسطيني في ما يشبه الجيتو المغلق والمحاصر برا وبحرا وجوا في قطاع غزة، وشن حرب الابادة والتدمير وممارسة المجازر الجماعية وجرائم الحرب الهمجية ضد المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب والبنية التحتية والجامعات والجوامع والمدارس والمستشفيات جميعها يندرج في اطار الممارسات الفاشية العنصرية. كما ان تنكر ورفض نتنياهو وحكومته لحل الدولتين وطرح "السلام الاقتصادي" بديلا واشتراط اعتراف الطرف الفلسطيني بـ "يهودية الدولة"، لا يعني سوى اقامة نظام ابرتهايد عنصري فاشي يضطهد الشعب الفلسطيني من حقه في الدولة والقدس والعودة.
لقد تطرقنا الى هذا الموضوع في معالجات سابقة، ولهذا ساقتصر الحديث عن المدلول الفاشي العنصري لاقتراح وزير الداخلية في حكومة نتنياهو، زعيم حركة شاس ايلي يشاي، اقترح خطة تبني "النموذج الامريكي في العراق" بنشر قوات امريكية الى جانب القوات الاسرائيلية لفرض الامن والاستقرار ولفترة من الزمن حتى تتوفر ظروف فرض حل على الفلسطينيين. ما يقترحه يشاي مضاعفة معاناة وتعذيب الشعب الفلسطيني على امل كسر شوكة مقاومته العادلة من اجل التحرر والاستقلال الوطني. وبودي ان انقل اقوال بعض اقوال المجرمين ممن شاركوا في جرائم الحرب ضد الشعب العراقي اعتراف هؤلاء الجنود والضباط الامريكيين وصمة عار في جبين الفاشيين الجدد. ففي ملحق صحيفة "يديعوت احرونوت" 17/4/2009، يقول المحارب السابق اندريه شفارد الذي خدم سنتين في العراق "قتلنا، عذبنا وفجرنا مدنيين ابرياء. ليس سرا ان الاباتشي آلة مدمرة وهائلة. بعد كل هجمة كنا نشاهد الفيديو ونرى كيف يتمزق الناس الى كتل لحم مفرومة، رأيت أي خسائر خلفنا للسكان، كيف حولنا الالاف الى لاجئين يتضورون جوعا. القادة افهمونا اننا جئنا هنا لنقتل. الامر الذي سلمناه مكون من حرفين (ف ف) ومعناهما حرية اطلاف النار! هذه كانت الروح السائدة التي بموجبها نشطنا"!! الجندي كليبتون هيكس يقول "كنت في كتيبة 82 في ضواحي مدينة سموعة، سافرنا في مجنزرات عسكرية تنتصب المدافع على اطرافها، فجأة سمعنا طلقات تنبعث من بيت بجانب الشارع، كان في البيت عرس، اطلقنا النار الى داخل البيت وسقط قتلى وجرحى، طلبنا من القيادة سيارة لنقل الجرحى، القائد اجاب بصياح "تشارلي مايك" ومدلولها العسكري واصلوا النشاط"!! الامثلة كثيرة ولا يتسع لها المجال "ولكن ما نود تأكيده للوزير يشاي ولجميع العنصريين الفاشيين ان هول وفظاعة الجرائم التي ارتكبها الغزاة المحتلون الانجلو امريكيون وعملائهم لم تستطع احناء هامة الشعب العراقي المقاوم للاحتلال وحتى كنسه والتخلص من دنسه، والشعب الفلسطيني الباسل ليس اقل وطنية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي حتى كنسه.
* القضاء شريك في الجريمة:
القضاء الاسرائيلي احد الاذرع الناشطة في ممارسة السياسة التمييزية العنصرية ضد الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربي في اسرائيل. فالقضاء الاسرائيلي يبصم دائما على مصادرة الاراضي العربية والفلسطينية وعلى هدم البيوت وغض الطرف عن القوانين الفاشية العنصرية التي تشرع في البرلمان والقضاء الاسرائيلي لا يحرك ساكنا لمواجهة الفاشيين العنصريين من دعاة الترانسفير والتطهير العرقي للعرب، ولا يتصدى للمأفون الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان الذي ينتقص من حق الجماهير العربية في المواطنة ويطالبها بالولاء الصهيونية لسياسة التمييز القومي العنصرية الممارسة.
ان تصعيدا خطيرا فاشيا عنصريا معاد للعرب وللدمقراطية يبرز في السنوات الاخيرة، وفي الآونة الاخيرة، فالمستشار القضائي للحكومة مزوز الذي برأ المجرمين من شرطة وقوات القمع السلطوية الذين قتلوا بدم بارد 13 شابا عربيا في هبة اكتوبر والاقصى في اكتوبر الفين، هذا المزوز يقدم لائحة اتهام ضد رئيس الجبهة وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي النائب محمد بركة بتهمة "عرقلة" عمل الشرطة اثناء اعتدائها على مظاهرة ذوي شهداء اكتوبر، وانه تصدى للشرطة وقوات الاحتلال مع المتظاهرين في بلعين المحتلة ضد جدار الضم والعزل العنصري، وان بركة دافع عن المتظاهرين في مظاهرة تل ابيب اليهودية العربية ضد الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان.
والهجوم البوليسي مؤخرا على مكاتب بروفيل حداش في تل ابيب ومصادرة محتوياتها لان هذه المنظمة ضد الهيمنة العسكرية على نواحي الحياة وضد الخدمة الالزامية في جيش سياسة الاحتلال والعدوان ان مخاطر الفاشية المتصاعدة تستدعي رص اوسع وحدة صف كفاحية يهودية – عربية لمواجهة ما هو مرتقب. فبالوحدة الكفاحية نستطيع كبح جماح وتكسير انياب الذئب الفاشي المفترس.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟