الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزانية والزاني

محمد شرينة

2009 / 5 / 6
الادب والفن


عندما انصرفوا واني لأسمع وقع أقدامهم بعد إن واروني، التفت فإذا أنا بآدمي.
قال: مرحبا، هل قدمت فقط الآن؟
قلت له: منذ متى أنت هنا؟
مد يده وقال: مت عام 70.
قلت: هجري؟
قال أقول لك عام 70 فهل للأعوام أسماء كما للشهور؟

فكان مما حدثني من ضمن حديث كثير:
أن الله لما خلق آدم راح ينظر إليه وإذا به يمزح مع الملائكة ويضحكهم.
ولم يكن قبل ذلك في العالم ضحك.
ثم هو آدم يغضب ويبكي، ولم يكن قبله في العالم بكاء.
فقال الله: هذا الخليقة سيفسد ملائكتي دون شك.
يجب أن أفنيه.
ولم يكن الله قد أفنى شيئا بعد أن صنعه.
فقال إذا تشمت الملائكة وقد قالوا: أتجعل فيها من يفسد!
فاغتم غما عظيما حتى أنه نام.

فأظلم العالم لما نام الله.
ولم يكن قبل ذلك في العالم ظلام.
ولما أظلم العالم لم يعد آدم ير شيئا.
فخاف وأوى إلى حجر ملاك.

والله النائم كان يراقب كل شيء.
فقال في نفسه:أجعل لهذا الآدم من يأوي إلى حضنه.
واجعل ليلا حتى يتحاضنا.
فأكتفي شره نصف الزمان.
فخلق حواء.

بعد آلاف السنين من تلك الواقعة.
تحديدا بالأمس.
فكر الله في نفسه:
لقد اكتفيت شره كل الزمان وليس نصفه.
في العتم هو يأوي إلى بين ذراعيها.
وفي الضوء يسعى ليجعلها تقبل بإيوائه.

فقلت له: عمن أروي هذا الخبر؟
قال: عني.
قلت: ثم عمن.
قال: عني، دعك من سلسلة كل رواتها ثقات وليس في متنها كلمة واحدة معقولة، فهل جاءكم ابن صياد؟
ضحكت وقلت: إن حديثكم هنا في الآخرة لعجيب لا ندري عنه شيئا في الدار الدنيا.
فقال: وان حديثكم هناك أعجب لا أحد هنا في الآخرة يعرف فكرة منه، ولعله في الثالثة يحصل نفس الشيء.
قلت: الثالثة! ما الثالثة؟!
قال أنت قدمت من الأولى إلى الثانية وأنا في الثانية أنتظر الذهاب إلى الثالثة.
فذعرت وقلت له: ليس هناك إلا أولى وآخرة.
فقهقه وقال لي: ألم تكن في الصف الأول، أول دخولك المدرسة؟
قلت: بلى.
قال فهل كان لنا حديث ونحن في الصف الأول إلا عن الصف الثاني وطلاب الصف الثاني؟ ثم قال لي:
فما تعدون فيكم الزاني أنتم أهل الأولى؟
فقلت: قد كنتَ فيها فأنت تدري.
قال: لا. فقد جعل الموت مصيبة، فهو ينسيك كل ما قبله حتى أنك في كل مرحلة تظن انك تستقبل العالم مبتدءا.
قلت إذا لعلني كنت فيما بعد الأولى.
قال: هذا ممكن، فكلنا لا نعقل إلا أولى وأخرى.
الأولى التي نحن فيها والثانية التي نستقبلها وينسينا الموت ما قبل ذلك.
ومسألة الصف الأول والثاني تمنعنا من التفكير بما بعد ذلك.
فلما عرفت عما يتحدث سكت طويلا.
فأعاد سؤاله: ما الزاني عندكم؟
قلت: أن يتعدى رجل على حرم رجل آخر، ينكح الرجل ما شاء من النساء إذا لم تكن المرأة محجوزة لرجل غيره؛ ولا يكون أبدا زاني، فانكحوا ما طاب لكم من النساء.
قال هذا الرجل فما حال المرأة؟
قلت: أن تنكح المرأة من لا يرضاه الرجل فالزانية من تنكح دون إذن وليها.

ثم قلت له: نحن نتذكر أننا أتينا من هناك، لماذا؟
قال لي وهو ينصرف: يحصل هذا قليلا، لعلك مت ميتة سهلة مثلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو