الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرٌ .. للبوح

رائدة جرجيس

2009 / 5 / 6
الادب والفن


كل صباح انهض لأنظر في عينيه النرجسيتين لألمس فيهما عمق الحب والرحمة والمودة وهو يطالبني بفطوره الصباحي المعتاد ، بيضة مسلوقة والقليل من الحليب ثم يجلس قبالتي لأمشط له شعره الأبيض الناعم كنعومة روحي

ونلعب معا ونمرح أو نخرج قليلا لنتمشى ونعود ليجلس على كرسيه المركون في إحدى زوايا الغرفة قبالة شاشة التلفزيون وانشغل أنا بإعمالي الأخرى
اعتاد على تصرفاتي وفهم مزاجي كما اعتدت عليه فحين أكون مثقلة بالهموم واليأس كبحيرة هادئة يجلس بقربي بلا حراك وكأنه يشاطرني الهموم وحين أكون بمزاج وردي يملا المكان معي حراكا وألوانا لنشكل معا مقطوعة موسيقية بلحن الشقاوة والمرح

نفس الشارع لا يغادره إلى آخر كما لو كان يرى لوحة موته المرسومة بمخالب الانتقام و مع بدء مسرحيات الليل ومع مغيب الشمس ورحيلها إلى فجر جديد يخرج الى الشارع ليتنزه قليلا مع صديقته الجميلة ذهابا وإيابا و يعود
تاركا كل العروض و كل الأبطال عائدا إلى حضني الحرير بسيطة الحب لتعبث أصابعي بشعره و تتنقل بين رأسه وصدره وظهره كجدول صغير يركض بين السهول يمنحه الهدوء والهناء

فينساب كابتسامات الماء المتدفق بين أغطيتي لينام مطمئنا وآمنا

لكن .. هذا الصباح ليس ككل الصباحات فلم انهض على مداعباته لأنه لم يعد البارحة من مشواره الأخير ولن يعود فلقد طالته يد غدر وحيونة الإنسان دون أجراس إنذار .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل