الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عولمة الفقر والأوبئة

سعد تركي

2009 / 5 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لم يتفق المهتمون على تعريف العولمة، فكل ينظر إليها من زاوية مختلفة ففي حين يراها الاقتصاديون أنها حرية الاقتصاد وحرية انتقال الأموال والسلع والخدمات دون قيود ،يراها السياسيون أنها انتهاء الحدود بين الدول. ويتصورها رجال الفكر والثقافة أنها سيادة ثقافية واحدة على جميع ثقافات الشعوب الأخرى مما قد يؤدي إلى ذوبان هوية هذه الشعوب،أما الإجتماعيون فيرون أن العولمة هي تقسيم العالم إلى فئة أغنياء مترفين وفئة فقراء معدمين فتزيد بذلك نسبة البطالة.
روجت الدوائر الغربية ومراكز بحوثها كثيراً لمفهوم العولمة وصورته على أنه الحل السحري لمشاكل العالم حتى تيقن بعضنا أننا وفق هذه المفهوم سنتساوى بسرعة صاروخ مع العالم المتحضر في تقدمه العلمي والتكنلوجي والاقتصادي ونكون شريكاً معه في كل شيء,ما دمنا نتشارك العيش معه على هذا الكوكب.
غير أن ما حصل فعلاً خلاف ذلك فلم تتم عولمة العلم والتكنلوجيا وبدل أن نتقدم تأخرنا مراحل..وبدل أن نتساوى مع الغرب في متانة الاقتصاد وقوته ورفاه شعوبه,أستنزفت اقتصادياتنا وسُرقت ثرواتنا ووقعنا فريسة أزمة مالية عالمية.وكما يعرف الجميع أن المال الذي يخسره شخص ما سيذهب الى خزانة آخر!فأين ذهبت المليارات الطائلة التي خسرتها دول وأفراد خلال هذه الأزمة؟!صحيح أن هذه الأزمة قد طالت أفراداً من دول العالم المتحضر,لكن من يستبدل سيارة الفيراري بتويوتا ليس كمثل من يفقد بيته وعمله ولا يجد لقمة يقتات بها!
العولمة لم تستطع منحنا شيئاً سوى التفرج بلوعة على الحفلات الباذخة لتوزيع جوائز الاوسكار حين لم تستطع صناعة السينما عندنا من انتاج فيلم واحد يضع يده على جراحنا وآلامنا..لم تمنحنا شيئاً غير أن تشتت انتباهنا عن مآسينا وواقعنا المزري لنبكي دمعاً سخيناً لأن(نور)زعلت على حبيبها(مهند),ونسهر الليالي نتألم على(أسمر)الذي لم يعرف أن(نادين)هي صديقة طفولته(غزل)!!لم تمنحنا العولمة سوى مشاطرة (أوبرا وينفري)حبها للكلاب وخشيتها من البدانة!!قسّمتنا العولمة
-فضلاً عن انقساماتنا الطائفية والعرقية- الى (ملكي)و(كاتلوني)!!
نسينا-بفضل العولمة-أن شعبنا يذبح بسكاكين الارهاب المعولم وأن من بقي حياً منه تنشب في جسده الضعيف مخالب الفقر وغياب الأمن والسكن..نسينا برد الشتاء وظلامه القاسي الموحش, وحر الصيف بلياليه الساكنة الا من نغمات(البق) وبكاء الاطفال ولعلعة الرصاص..نسينا حاضرنا البائس ومستقبلنا المظلم المتجهم..نسينا كل ذلك ورميناه خلف ظهورنا ورفعنا آيادينا الى السماء ندعو الله أن يأخذ بعمر فخامة الرئيس حسني مبارك الذي أغضب الحسناء(بريجيت باردو)باصداره أمر اعدام الخنازير في بلاده دون أن ترتكب ذنباً أو تأتي منكراً سوى حملها لوباء معولم اسمه(انفلونزا الخنازير) فان يمت بضعة مصريين(وما أكثرهم) خير من موت خنزير بريء واحد!!
ليأخذوا باسم العولمة منا كل شيء وسنرضى بالظهور على شاشاتهم عراة جياعاً وقتلى يتصدقون علينا بفتات ثرائنا الذي سرقوه ما دمنا نرى على شاشاتنا (مادونا) و(أنجلينا جولي) تتجولان في بلادنا وتتبنيان أحد أطفالنا اليتامى, فهذه هي نعمة العولمة التي ما بعدها نعمة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله وقصف إسرائيلي مستمر على الضاحية الجنوبية


.. حسن نصرالله.. نظرة على مسيرة قائد حزب الله منذ بروزه قبل ثلا




.. خرق استخباراتي لحزب الله.. هكذا وصلت إسرائيل لمكان حسن نصر ا


.. عماد الدين أديب عن مقتل نصر الله: قتلته إيران بالتخلي عنه




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي: نفذنا قبل قليل عمليتي اغتيال في بيرو