الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(أممية) القرن الحادي والعشرين..

عزيز الحاج

2009 / 5 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


كان مقررا أن يرِّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد على زيارة الرئيس الفنزويلي، هوكو شافيز السابقة لطهران بزيارة مقابلة لفنزويلا ومعها دول أخرى ولكن الزيارة تأجلت في آخر لحظة ووصل الرئيس الإيراني لدمشق. إن من المفيد فهم العلاقة الوثيقة بين نجاد والفنزويلي شافيز، سواء إن تمت الزيارة قريبا او فيما بعد.

إن ما بين الرجلين أكثر من وشيجة: الغوغائية، رعاية الإرهاب، وخصوصا الكراهية بلا حدود لأميركا؛ ويبدو أنهما بدآ يستضعفان والولايات المتحدة مع أوباما، ويفسران مواقفه بالضعف، الذي لا بد من استثماره في السعي لتحقيق مطامح كل منها:
شافيز راعيا لأميركا اللاتينية، مهيمنا ومتصدرا حملة معاداة أميركا في القارة بعد أن شاخ كاسترو وأنهكه المرض والعمر. أما أحمدي نجاد فهدفه إكمال "المشوار " الإيراني نحو القنبلة، منفذا أوامر خامنئي والحرس الثوري، بمواصلة التوسع والهيمنة الإيرانيين في الشرق الأوسط، وتصعيد رعاية منظمات الإرهاب.

الرئيسان الفنزويلي والإيراني يلتقيان في السعي لتشكيل جبهة عالمية واسعة ضد الولايات المتحدة خاصة، وضد الغرب عامة، وإن ثمة قوى واسعة، متعددة الاتجاهات السياسية والمنطلقات، مستعدة للانخراط فيما نسميها "الأممية الجديدة"، في مقدمتها القاعدة بإرهابها العابر للقارات، والأنظمة الغوغائية اليسارية المتطرفة في أميركا اللاتينية، وكوريا الشمالية ودول مثل بورما وزيمبابوي، والسودان، وقوى اليسار الغربي المتطرف، وتيارات أقصى اليمين العنصري في الغرب.

إن ما يشجع نجاد وشافيز وكوريا الشمالية والقاعدة وطالبان على تصعيد التحركات هو الوضع الدولي المتوتر بسبب سياسات الحرب الباردة لروسيا ولاسيما حول جورجيا. ولقد ثبت تجسس السفير الروسي لدى مقر منظمة حلف الأطلسي فطرد من هناك، كما أن روسيا راحت تحشد اليوم قواتها في أبخازيا واوسيتيا الجنوبية، مواصلة رعاية كوريا الشمالية وإيران والسودان.

أما نظام الأسد فلا يزال أقرب لإيران، والنظامان يدعمان الإرهاب ويتدخلان في العراق ويرعيان العمليات الإرهابية لحزب الله وحماس، وإن التصريحات الأخيرة للأسد تبرئ حزب الله من التآمر على مصر بدعوى أن "لا دليل"، وهو يدعو للحوار مع حزب الله وحماس. النظام السوري يريد المناورة واللعب بكل الأوراق، ما بين الحلف الاستراتيجي مع طهران ودعم الإرهاب وبين مفاوضاته غير المباشرة مع إسرائيل والحوار مع واشنطن وباريس.

إن هوس معاداة أميركا متغلغل عميقا بين هذه القوى والتيارات والأنظمة جميعا، وأيا كان رؤساء أميركا، وإذا كان اليوم هو موسم مناورات التهدئة المؤقتة للهجوم الدعائي والسياسي العنيف ضد واشنطن بانتظار ما سيفعله أوباما، فإن الكراهية العمياء نحوها متأصلة وستستمر زمنا طويلا آخر، وسيستمر اتهام واشنطن بكونها وراء كل الكوارث والمآسي البشرية. إن الرئيس الأميركي يخطئ إن لم يستوعب هذه الحقيقة، وإن لم يفهم أن بوش ليس هو المسئول عن هذه الكراهية المهووسة وأن اللغة والمناشدات الرقيقة الناعمة ومواصلة التحامل على عهد بوش ونعته بأقسى النعوت سوف يعالج وباء الكراهية والعداء هذا.

إن إيران لحد الآن أكثر المستفيدين مرحليا من مواقف الإدارة الأميركية، التي لا تزال تقدم رجلا وتؤخر أخرى في سياستها نحو إيران، وسواء نجح في الانتخابات نجاد أو الموسوي أو رضائي، فإن إيران ماضية في مشروعها النووي العسكري وإن كل المرشحين يعلنون أن التخصيب لن يتوقف. آخر التصريحات الإيرانية حول الموضوع تصريح مسئول الخارجية حسن قشقوي الذي قال إن إيران ماضية في برنامجها النووي حتى لو فرضت أميركا عقوبات تستهدف شركات تشحن الوقود لإيران، علما بأن إيران في حاجة قصوى للوقود لقلة محطات التكرير، مثلما تستورد الكميات الأكبر من المواد الغذائية من دول الغرب. إذن ماذا تتوقع واشنطن بعد؟ الموقف الإيراني واضح ومحدد ومعلن، وكل مواقف وسياسات تتجاهل هذه الحقيقة ليست لصالح الأمن الدولي وشعوب المنطقة، وبالتالي ليست لصالح أميركا.

أما شافيز فقد تحدى أوباما بإهدائه كتابا يساريا متطرفا عن أوضاع أميركا اللاتينية، وهو لا يزال يتصرف وكأنه تكرم على الرئيس الأميركي بمصافحته.

إن الأوضاع الدولية لا تساعد على التفاؤل، وكلما تواصل التردد والبلبلة السياسية الأميركيان زادت الفرص أمام قوى التطرف والعدوان والإرهاب لتخريب الأمن الدولي وتعريض الشعوب لكوارث كبرى، والعراق أيضا سيكون خاسرا مباشرا رغم تغني بعض النواب بما يصفونه بـ"العلاقة الإستراتيجية مع إيران."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل صائب
مختار ( 2009 / 5 / 5 - 21:52 )
تحليلك صائب وأنا أتفق معه تماما. غير أني لا أعتقد أن هذه الحقائق يمكن أن تغيب عن بال الإستراتيجيين الأمريكيين.
المؤسف في هذه المهزلة هو هذا التحالف الغريب الأطوار بين اليسار الذي يعتبر نفسه أعلى مرحلة في التطور الاجتماعي وبين قوى تنتمي إلى مخلفات التاريخ القروسطي ولا تقيم أي وزن للحريات والديمقراطية.
نعم الحكومة الأمريكية أخطأت في حق تشافيز عندما أيدت الانقلاب الذي دُبّر ضده في 11 أفريل 2002، وكان رئيسا منتخبا ديمقراطيا، إلا أن هذا لا يشفع لتشافيز تحالفاته المشبوهة، وهو نفسه حاول القيام بانقلاب وفشل سنة 1983 وقضى عامين سجنا جراء ذلك.
تحياتي


2 - يساري سابق أم يساري تائه؟
ناجي قطان ( 2009 / 5 / 6 - 01:24 )
لم يشرح لنا اليساري السابق عزيز الحاج ما هو الخطأ في معاداة أمريكا؟ وكأن الرضا على أمريكا من المسلمات، وكذلك حقيقة حزب الله الإرهابية، وطبيعة تشافيز الديكتاتورية .. إلى آخر المعزوفة..
هناك حوالي نصف دزينة من كتاب هذا الموقع ما تنفك تكرر هذه الكليشهات بدون أي تحليل ذي قيمة، وكأن مجرد تكرار هذه الديماغوجيا سيجعل الناس يسلمون بها (وفق نظرية غوبلز).


3 - ماهكذا يتكلم الماركسيون
نسيب عادل حطاب ( 2009 / 5 / 6 - 09:28 )
عجبا...احقا ما اقرأ...كأني ازاء كاتب ينضح حبا وعشقا لامريكا
وسياسة امريكا...اكاد افهم ان السيد الحاج يعتب كثيرا على امريكا وربما اسرائيل لتاخرهما في معالجة المشكل الايراني ولو بالقوه اود ان اساال الكاتب ...من المسوؤل عن تردي الوضع العالمي...من المسوؤل عن استمرار المشكله الازليه في الشرق الاوسط...من المسوؤل عن تفشي الفقر والحروب....من المسوؤل عن خلق بؤر التوتر في العالم... اعرف جيدا ان الشيوعي ربما
يبتعداو ينفراويتخلى عن ارتباطه السياسي ولكنه بالتاكيد لن يتخلى
عن ماركسيته فهي مفتاحه لفهم الامور ومايدور حوله...فما بالك
ياسيدي اذ تخليت مرة واحده ونزعت عنك رداء الماركسيه لترتدي حللا لاتليق بك ...لست هنا بصدد الدفاع عن نجاد اوشافيز .....
عموما لاتقلق فمهما بدت لك امريكا مهمومه بتحديات السلام والاستقرار العالمي فهي فرحه داخل اوساطها الحاكمه بكل هذا
تسنطيع ان تساوم وتبيع سلاحا كثيرا لدول بحجم رأس الدبوس
وتستميل الراي العام الساذج لتخيفه وتحشده لتاييد حماقاتها اخيرا وانت السياسي المخضرم والمناضل القديم هل لك ان تجيبني من الذي صنع ماساة بلادك منذ1963 ولغاية هذه اللحظه ...من الذي صنع صدام حسين ومن الذي انهاه..ومن...ومن...بودي لو تتفضل فتجيبنا مشكورا علنا تتذكر ان هنا


4 - لماذا لم ينشر تعليقي
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 5 / 6 - 11:11 )
للاسف لم ينشر تعليقي والذي هو مجرد وجهة نظر وليس فيه اي اساءة لشخص معين. فقط كنت ادعم راي الكاتب عزيز الحاج بما طرحه وكوني شيوعي سابق ارى ما كتبه الحاج حقيقة ملموسة لاتقبل الخطا ولكن يبدوا البرمجة الآيديولوجية واللاوعي هو الذي يتحكم في مواقفنا. . ان التحالف غير المقدس بين قوى اليسار العالمي وليس كله طبعا والحركات الاسلامية الارهابية والاحزاب القومجية العروبية موجود ويتوحدون تحت شعار يا اعداء الغرب واعداء امريكا اتحدوا. وابسط مثال هو تضامنهم مع قتلة وارهابي معتقل جوانتي نامو وشاهدناهم بعد خروجهم من المعتقل مباشرة التحقوا بالمنظمات الارهابية لقتل الناس الابرياء ومنهم من قام بعمليات انتحارية في العراق لقتل العراقين الابرياء . .انا اعيش في الدانمارك وفي كوبنهاكن وبام عيني شاهدت وتكلمت مع بعض المتظاهرين من اليساريين المتطرفين الدانماركين الذين كانوا ينظمون المظاهرة وفي الحي الذي اسكن فيه وكان التجمع لايتجاوز المئة شخص وكان نصفهم من الاسلامين الملتحين والمحجبات وقسم اعرفهم من حزب التحرير الاسلامي وهو حزب ارهابي في اورباويرفعون شعارات لخروج القوات الامريكية من العراق.و في المانيا والنمسا وهولندا وبريطانيا ودول اخرى يقوم اليساريين المتطرفين بجمع تبرعات وارسالها الى الارهابين في العراق والذ


5 - الان اصبحت حاجا
مسلم حميد ( 2009 / 5 / 6 - 16:24 )
لان العالم اليوم لاشيئ فيه يدعو للاستغراب فان الاخ الحاج لم ياتي بجديد حين يعتب على كل من يتهم امريكا بانها مسببة الكوارث للبشرية وكان مايحدث منذ عقود الحرب الباردة الى الان غير كافي كي يفهم الحاج الدور الامريكي القذر في مصائب الشعوب كي تتزايد ارباح شركاتها وخاصة شركات السلاح حتى وصلت اعتداءات امريكا الى البيئة العالمية لتصبح بشهادة الجميع اكبر مدمر للحياة البيئية منذ فجر التاريخ الا يكفي هذا ايها الحاج ام تريد المزيد
وتاكيدا على خطأ تصورات الحاج مانشاهده في نسبة التصويت لتقييم مقالة ام انها ايضا لايعترف فيها الحاج عزيز


6 - أمريكا بين الإعجاب والكراهية
مختار ( 2009 / 5 / 6 - 16:43 )
تقريبا المناقشات الدائرة هنا تمحورت بين الإعجاب والكراهية لأمريكا. أنا أعتقد أن من حق الجميع أن يعجبوا أو يكرهوا، ولكني أعتقد أكثر أن المناقشات سوف تكون مثمرة أكثر لو أن الناقمين على أمريكا وعلى الكاتب المعجب بها حاولوا تجاوز الرد الانطباعي وطرح بعض الأسئلة المهمة، مثل: ما هي الأسرار الكامنة وراء هذا التفوق المدهش لأمريكا وغيرها في العالم اللبرالي الحر؟ ما هي أسباب فشل التجربة الاشتراكي بعيدا عن نظرية المؤامرة الداخلية والخارجية؟ ألا تشبه مواقف من يرفض فهم أسرار هذا التفوق والاستفادة منها من اليساريين مواقف الإسلاميين الذين ضلوا يرفضون الغرب الكافر ويرفضون معه كل فنونه في الإدارة والسياسة والتربية ولا يأنفون من الاستمتاع بمنجزاته التكنولوجية؟
ومن جهة أخرى ألا يعتبر حزب الله إرهابيا وهو الذي يحتل نصف لبنان ويمتلك ثكنات وجيوش من عشرات الألوف ويقيم علاقات شبه رسمية مع دول أجنبية ويتلقى التسليح والتمويل ويرفض حتى انتزاع أجهزة التنصت من على مطار بيروت ويتسبب في حرب غير متكافئة مع إسرائيل كانت كارثية؟ أي مفهوم عندكم للدولة الحديثة؟


7 - عدائهم ليس لامريكا بل للمستقبل
سلام الشمري ( 2009 / 5 / 6 - 17:50 )

معزوفة العداء غير المنطقي لامريكا جمعت اطراف كثيرة لا يجمعهم اي رابط غيره فاصطف اليسار الاخرق لشافيز و اليسارالامبراطوري لمملكة كوريا الشمالية مع اليسار الخرِف لكوبا ومقابلهم اصطف اليمين التكفيري بكل الوانه من كل بستان شوكة واندفعوا في دبكة عرجاء يطبل لهم الخائفون من مستقبل لا مكان لهم فيه ويزمر لهم المطرودين من ماضٍ اسرفوا فيه على انفسهم حتى تقأيتهم شعوبهم
لم يعد لكل هذه الهوام السامه الا مشترك واحد هو العداء لامريكا فيما تناسوا انهم لو ملكوا كل اسلحة الدنيا لما كانت كافية لكي يصفوا حساباتهم فيما بينهم ومع كل مختلف عنهم ولو استطاعوا لاحرقوا الدنيا بما فيها ليخلقوا فيما تبقى منها ممالكهم الالفية التعيسة من كلٌ كل مايملك ولكلٍ كل مالا يطيق
بعض هؤلاء خلقهم الغرب الرأسمالي نفسه وهو يجرب طرقه لنيل الدنيا الى جانبه وهي حقيقة لا يمكن نفيها لكن التاريخ ليس ملكأً لاحد وكل اشكال الاصفافات وارده في دنيا فقدت فيها القيم المجردة عن الزمان والمكان فعاليتها وغاب عن افقها سلم ارتقاء المستقبل فالارض مهددة من سوء الاستخدام والبشر معرضون لان يختنقوا وسط تزاحمهم الجرذاني على موارد اقرب الى افواه الجراد (المادي او المعنوي) منه لافواه الجياع
يبدوا اليوم وكأن امام البشرية دربان لا ثالث له


8 - ما العمل؟
ابو العز ( 2009 / 5 / 6 - 18:34 )
الكاتب غني عن التعريف والرأى الذي طرحه لا ينسجم مع ما نتوقعه منه. ان الواقع الذي وصفه مبسط جداً ولابد من وضع بعض النقاط على الحروف الا وهي من هو العدو الطبقي الحالي واين نقف الان؟ اذا كانت مصالح شافيز تكتيكياً تتلاقى مع قوى اخرى معادية لامريكا فهذا من حقه كما ان من حق امريكا ان تدافع عن مصالحها باسلوبها. نحن لن نغير شئ الا اذا انكرنا الحقيقة والشاطر الذي يحسبها صح اليس كذلك يا عزيزي الحاج؟ ام انا غلطان؟ اذا كان المقال يحرص على الشعوب وسياسة حكامها فيجب اعطاء الحق للكل لكي نحاسبهم على ما فعلوا وليس فقط رمي هذا او ذاك باسماء ليس لنا الحق به.. كانت امريكا وما زالت اكبر مركز امبريالي للراسمالية العالمية ولكن هذا القطب لن ينفرد باللعبة كما نرى والتوازن يسير باتجاه اخر لان ذلك هو قانون الطبيعة للصراع.

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24