الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!

رداد السلامي

2009 / 5 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الدعوة إلى الحوار أمر جيد ، لكنه غير مجدي ، وليست المشكلة في أن تدعو ، بقدر ما هي في أن تلتزم بما سيتمخض عنه ذلك الحوار ، والأخذ بعين الاعتبار أهمية أن تستجيب لمخرجاته وتعمل بها .
الحوار هو الحل، هكذا يردد صالح ، فيما العنف هو الذي يتجلى ، وباستغباء للناس تدعو إلى ما لا تفعل ، ولو كان الرجل جادا في دعوته تلك لكف عن الحوار بالدبابات والطائرات والمدافع ، ولأثبت أنه عند مستوى وطني يؤهله لأن يثق الشعب وقواه السياسية به ،

حوار العنف لا ينتج حلولا ، وحوار العقول والأفكار هو من يصنع الحلول العقلانية والوطنية ويبني أرضية من التفاهم العقلاني ، والوحدة الحقيقية لا تجسدها القوة ، لأنها لغة شاذة عن المألوف ونافية للتلاحم الطوعي المبني على رغبة ذاتية ، ولو كانت القوة تحسم شيء لكانت حرب 94م قد حسمت ذلك منذ زمن ، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.
التناقض لم يعد خافيا ، نحن في عصر لا تخفى فيه خافية ، وبالتالي استغباء الشعب هو استغباء للذات أولا ، الأمور ليست تحت السيطرة ، وتدفق الحرس الجمهوري نحو المحافظات الجنوبية يعني أن وهم تلك السيطرة ليس سوى خداع للذات أن ثمة أمور هي على ما يرام، والسيطرة مفهوم يتغير من زمن لآخر ، فإذا كانت من قبل تجسدها القوة ، فإن القوة اليوم لا تجسد سوى البعثرة ، لأن أدوات السيطرة في هذا العصر أضحت تتمثل في الممارسة السياسية العقلانية وأدوات الاختلاف الرشيد ، والسلوك العقلاني والحوار الجاد المسكون بنوايا الوصول إلى الحلول الحقيقية و، وليس المغالطة والمماطلة وتنفيذ ما ترغب به وما يجسد هيمنتك وقوتك .
والشراكة الوطنية مفهوم يتناقض مع فهم فخامتك ، وبالتالي فإن المطالبة بالتغيير تشمل أيضا تفكيك المنظومة العسكرية والأمنية التي غدت منظومة ملكية بامتياز ، فالتغيير يجب أن يكون جذريا وليس سطحيا ، وذلك يتطلب شيئان : الأول : التنازل الطوعي وتسجيل موقف وطني تاريخي من قبلك يعمد بجدية إلى تفكيك هذه الترسانة العسكرية والأمنية الأسرية ، أو الثورة ، وثورات الشعوب المقهورة لا ترحم أحدا.وإن كان مفهوم الثورة قد تغير فإن لها عوارضها التي لابد منها .
نحن نكتب بانحياز تام للوطن والشعب ، ونمارس دورا تنويريا راقيا يتجلى في رسم ممارسات نضالية راقية تتخذ طابعا سلميا ، لأننا نؤمن أن النضال السلمي وحده من يمكن أن يفرمل غضب الشعب المقهور وينحو به نحو مسار تغييري وثوري هادئ ، ولو كنت تظن أن إيقاف صحيفة أو حجب موقع او سجن قلم سيحد من إرادة الناس ويربك مواقفهم ، فأنت واهم ، لأن هناك وضعا سيئا طال الناس يتعايشون معه على كبد ومضض كل يوم ، وهناك قهرا بلع حد الوجع ، وأوشك أن ينفجر ونحن فقط من يحاول ان يجعل انفجاره عقلانيا لا يشوبه انتقاما أو يرافقه تدميرا بقدر ما نحاول استيعابه كي يكون بناء ومنتزعا للحقوق بلطف ومؤسسا للشراكة الوطنية التي سلبتها ونخبتك منذ دهر .
فأحد الأوهام التي يتشبث بها الكاتب حتى آخر لحظة هي الكلمة ، والكلمة الحلم، التي يتوقع أن يحدث من خلالها الكثير، والتاريخ الحقيقي هو تاريخ الناس البسطاء يا فخامة الرئيس ، وليس تاريخ الحكام والأقوياء فقط، وإذا كان ثمة إمكانية من أجل المساهمة في شق طريق المستقبل فلا أقل من أن يكون الصدق هو المفتاح لخلق وعيا قادرا على التمييز بين الخطأ والصواب الحقيقية وغيرها وهذا ما نستهدفه من خلال الكتابة .
لن تفلح القوة في كبح قوة الكلمة ، وصدقها ، لأن الكلمة هي الوقود المعرفي الذي يحدد على منواله الشعب طريقه ، وهي من ترسم له خارطة الخلاص الوطني وتنمي فيه يقين القدرة ، ودماغ القلم أقوى من دماغ الدبابة وعقل الرصاصة ، ولن يكتب الخلود الايجابي في سجل التاريخ إلا لمن استخدم هذه الأداة وابدع في جعلها خادمة للشعوب والمقهورين وبناء الأوطان ، أما الدبابة فلن تكون إلا رمزا للموت والهدم ، وخرافة السيطرة الموهومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد