الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبات متناثرة - الكبار يأكلون الحصرم , والصغار يضرسون ؟ مهداة للأول من أياّر عيد العمال العالمي

مريم نجمه

2009 / 5 / 7
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟


حبات متناثرة - الكبار يأكلون الحصرم والصغار يضرسون - مهداة للأول من أيار عيد العمال العالمي ؟
*..... قطفت عناقيد الليل
حبة .. حبة
فليلنا طويل
زرعته بكروم العنب
وها هو اليوم قد نضج
أصبح العنب أحمراً .. أسوداً .. أبيضاً
ما أكلته .. وما لمسته !

تركته للجائعين .. للكادحين
للأطفال
سيأتي طلاب المعرفة
يملأون السلال
يركضون فوق عشب الوطن
ويحضنون أمهاتهم
يملأهم فرح كبير
لغلال الخصب
ونتاج المتعبين .. ..............1993


*
يلف الكرة الأرضية اليوم
يأس عالمي
هيمنة القطب الواحد على مقدرات الشعوب !؟
لكن , هذا لا يستمر
مسح العراق وتفتيته مستمر , بغض النظرعن الأنظمة
الشحن مستمر
عشق العراق مستمر ..

*
لماذا " الكبار يأكلون الحصرم , والصغار يضرسون ؟

لماذا نكتب ؟
لماذا نقرأ ؟
لماذا ندرس ونتعلم ؟؟
لماذا الشهادات .. والعلم ؟

لماذا النضال , والسياسة ؟
لماذا الوطن ... والحرية
لماذا الأرض .. والكرامة ؟
لماذا التعب .. والسهر ؟
لماذا نأكل .. نشرب .. نسير ؟
لماذا البشر .. التعارف .. الزيارات , الإجتماعات ؟
لماذا الأطفال ؟
لماذا المزارعين .. الفلاحين , العمال
والعمل ؟؟
لماذا ... لماذا ..!؟

....

لماذا كل هذا الكم
كل هذه الأحلام
كل هذه الأساسيات .. والحاجات ؟
الثوابت , والمبادئ والقواعد والأسس , والتربية ؟
لماذا الخير , والفضيلة
والشرف , والنقاء
والصفاء ؟
لماذا كل هذه الأثقال والسلاسل التي نحملها منذ مولدنا , حتى مماتنا ؟
لماذا كل هذا الصخب .. والضجة .. والضجيج
والركض .. والسهر .. والتعب ؟؟
لماذا كل هذا النوم
وقلة النوم .. وفقدان النوم .. والأرق ؟
لماذا الترقب والصبر والقلق ؟
....

لماذا الأرض تدور حول نفسها
وحول الشمس وما تعبت ؟
لماذا الليل , والنهار
والفصول وما بدلت ؟
لماذا الخير .. والشر ؟
الوطنية .. والخيانة ؟

*

البطل , والهزيمة , الخوف والتخاذل , الإنسحاب , والهروب
والإستسلام ؟
لماذا كل هذه الحروب .. والأسلحة
والجيوش
والمعدات , العتاد , التخصص , الصواريخ بعيدة المدى , قريبة المدى
عابرة القارات ؟؟؟؟؟؟
لماذا الثورات .. والقضاة
والمحامين ؟
لماذا كل هذا الردع , والنهي
والأحكام .. والسجون
والمواعظ والإرشادات
والمشانق ؟
لماذا القوانين والتشريع والمنظمات
والنقابات
والعيب والخطأ والصح والصواب
لماذا لماذا هذا اللف والدوران
هذا التناقض في الميزان ؟

*

الإزدواجية في المعايير والتقييم والتحييد والإبعاد
والتدجين ,
والتهميش
والقرارات
طالما التخلف , والعمى , والجمود
هو المطلوب والسائد..!!؟؟
طالما الإستسلام والتسليم والذل وعدم التحرير والتغيير
هو المطلوب ..!؟

المطلوب هو الخنوع , وتمجيد القائد , وريع أرض الوطن " للخالد " !؟
الإستلاب , والإستعباد
وكم الأفواه .. هو المطلوب !؟
دفن الماضي .. والذاكرة .. والتاريخ , والجغرافيا
وتغيير الحدود , هو المطلوب !؟

......

مطلوب تقوقعنا , إنزواءنا , رحيلنا
ضياعنا , صمتنا , فقرنا , سرقتنا
سجننا , نفينا , تهجيرنا
إقتلاعنا من جذورنا
من ماضينا .. تاريخنا
مبادئنا , أخلاقنا
إغتيال أحلامنا
حريتنا
انتمائنا
أرضنا
أوطاننا
أولادنا , أهلنا , جماهيرنا , أصدقائنا
إنتاج حقولنا , تدريس طلابنا , تهديم بيوتنا !؟

ممنوع الكلام
والنشر والطبع والتأليف والأحزاب
ممنوع الغناء والفن إلا للملهم الهمّام
الحب والعشق ممنوع
الإبداع الحر , والمجتمع المدني أيضاً ... ممنوع !؟

نعم .. نعم .. كل هذا ممنوع
صمت , صمت .. ألم .. صرخة .. ثم
نتساءل ؟
لا يمكننا إلا أن نتساءل
من أعطاهم الحق في كل هذه الأباطيل والتعطيل ؟
من شرّع لهم ليطبقوا الأحكام العرفية اللاإنسانية واللاعصرية
إلى أبد الاّبدين ..؟
فنحن في عصر يسمى أو يدعى بعصر ( العالمية )
عصر المعرفة والتعارف , والإنفتاح والكونية
عصر الحرية , واحترام الشخصية الفردية , والديمقراطية
احترام الإنسان , والتعدددية , إحترام الحقوق الإنسانية
المعرفة والتواصل والتعرف على كل شئ كل شئ ..
فكيف يطلب منا أن نعيش في عصر الإنغلاق , عصر ما قبل التاريخ , العصر الحجري " البشري المتجمد " الذي يخاف من الطبيعة والإنسان الاّخر !؟
أن لانشارك في أي شئ !
تتاّكل في أنسجتنا خيوط البقاء
والبكاء ..؟
حتى الدم والنزيف حتى العظم
والوجع حتى داخل العظم واللحم .. ؟

*
لماذا كل هذه الأكفان
لماذا
لماذا كل هذه الأكفان من اللاءات والحواجز والقيود والأقمطة ؟
كل هذه المجلدات من التعاليم والمثل ؟
لماذا كل هذه البيانات والنشرات والإذاعات ؟
الأغاني .. والأناشيد الوطنية
واللوائح الحجرية .. والوصايا العشرية
لماذا كل هذا الإعلان والإعلام
المدارس والجامعات والروضات
المؤسسات والنوادي والجوامع والمعابد والأديرة والخيام والمخيمات -
والمعتقلات والقضبان والقيود والشهداء ؟؟
والماّثر والأبطال والتماثيل – والكتب والتاريخ ووو والحدود ؟ والعلَم ؟
لماذا كل هذه الدوائر , والإطارات , والتشكيلات
والخطوط والإشارات
والرتب والتكنولوجيا والعلوم والشهادات
كل هذا الإبداع والإختراع ؟

هناك مجموعة , مجموعات , وجامعة
ودولة ونظام ودول , وحفنة وحفنات أو عصابة ومافيات
طالما نحن وصلنا للنهاية
والدخول إلى ( جنة الخلد ) و ( عقبة الزمان ) وصلح الشجعان
كلها عدل عدل منصف انتظرناه طويلاً طويلاً ..!؟

*

بعد قليل من ( صلح الشجعان ) سندخل إلى كهوف , ومغاوور وسجون وأنفاق
مستنقعات وأوحال نغوص فيها للأسفل , وأهوار من الظلام , وأكوام جديدة مستوردة من الممنوعات
وكم الأفواه " باالشرتيتون " اللاصق ؟
سيقال لنا :
توقف هنا ., هنا ممنوع الدخول
ممنوع الكلام , والتحيات
ممنوع الأحزاب
والحرية والنقابات
والتجمع و الديمقراطية والتعددية
والسير على الرصيف كذا ؟
السفر والقراءة
الوطن والهوية .
إنه لمنطق جديد , غريب متطور جداً
ومكتشف حديثاً على يد " عالم الاّثار " , أو دفن التاريخ ., والماضي
( غورباتشيف العصر الجديد ) بائع الأوطان
للإنسان الجديد – مغسول الدماغ - , للتناحر الجديد , للحروب الجديدة
للأقليات – والنعرات – والعصبيات
هذه نظرية الإنفتاح ..!
البيروستريكا الجديدة – الغلاسنوست – الذي ولد توَاً دواء للشعوب " لعصر التقاتل , لعصر عسر الهضم ؟؟

....
هنا .. وهناك انتصر الدولار واندثر cccp الإتحاد السوفياتي
الرياح الغربية تهب تهب مسرعة
تفرفح القلب المقبوض , وتدمي أو تجمد " الدب الروسي " ؟
وتضعف الغزال العربي وتشرّده في الصحارى – وتبطئ سير الجمال
وتضاعف الإقتتال العربي , والإنكسار , وتزيد الإنبطاح ..

لقد سقط الروبل وسالت ( الفودكا على الفولغا ) , وغلب الويسكي وساد الهامبرغر, والدخان المستورد " صنع في أميركا –
سقط ( تمثال ) حقوق الإنسان , ودولة العمال في كل مكان ..؟
انتصرت حقوق , حقوق من ؟
هزمت حقوق , لا تقل لي يا قارئي حقوق من ؟
طعنت الشعوب , اغتيل التعايش والإخاء والتضامن والمحبة , سادت الجريمة والإفساد
انتشرت البطالة , والتعصب , والنازية الشوفينية العنصرية
ساد الجوع والكذب والسرقة والمافيات والفساد والعهر السياسي الدولي والعربي والمحلي .
ألم أقل لكم هذا هو المطلوب ..؟
تفتت , واتحادات
تشرذم تقوقع , وكيانات , ومستوطنات , ودويلات , وتغيير خارطات
واقتتال واغتيالات وهجمات ومجازر وجرائم - لا بأس !؟
لا بأس لقد انتصر فأسكم القاطع الرقاب
ومشوّه , وضارب الأحزاب ,
لقد انتصر مؤقتاً فوق رؤوس البشر , فوق مكاسب حقوق العمال
فوق الصغار والشعوب المنكوبة بنار جلاديها
إننا نمر في مفترق طرق , طرقاً عريضة ومتشعبة , وأحياناً ضيقة ومسننة أو مسمَرة
لقد انتصر الكبار وهزم الصغار – انتصروا لحين الكبار - , سرقوا الكروم والسهول والثمار والغلال والحقول أكلوا العنب , والحصرم للصغار ..؟

هنا يتساءل الإنسان , إنساننا الشريف الحر , إنساننا الواعي المناضل , الثائر ضد الظلم أين نحن الاّن ؟ لأي كوكب ننتمي ؟ إلى أي وطن ؟
أصبح المكان لا جمال لا هواء فيه ولا ماء
لا حياة , لا معنى , لا لون ولا طعم , ولا هوية ولا إنتماء
هو كوكب خال من الحرية , شلحوه شاله ودفئه
عروه من ثوبه الأخضر , وقبعته البيضاء الجليدية القطبية
فرغوه من مضمونه من معناه من مداره
فصلوه على قياسهم , قياس الجيوب والطيوب والبترودولار
العالم كله لهم ملكهم ..... وحدهم
أفرغوا هذا الكوكب من الإنسان والإنسانية .. والبناء و الحضارة , شاحب اللون مريضاً بالهزال والدوار ..!!
....
الحضارة يا إخوتي كما نفهمها هي - تفاعل تضامن محبة تبادل تناغم انفتاح الفكر والعقل
هي تعدد وعطاء ومحبة وتلاقح وتقدم وبناء وفرح وسلام
حرية اللسان واللغة والمعتقد والتفكير والطموح والمشاعر والأفكار
وبها تتورد عروق أوردة أو شرايين الخصب في أرحام القارات والدول والأمم والشعوب .. والكادحين
من الحرية وفي الحرية وعبرها يزهر ياسمين الحب والمحبة لعروس ستفرش أثوابها بخطى المستقبل القريب .. القريب .
فمنطق الأشياء ..
منطق الخير والحق والعدالة والحرية يقول لي هكذا ..!؟
..... ليل نهاية كانون الثاني 1994 / لبنان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آه يا سيدتي من حباتك المتناثرة
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 5 / 6 - 21:27 )
ارفع لك قبعتي احتراما يا صاحبة القبعة.. أرفع لك قبعتي احتراما على هذا المقال الحقيقي الواقعي المليء بالجراح التي لا تشفى ولن تشفى. مقالك أبكاني وذكرني سنين شبابي التي وهبتها لهذا الوطن المحروم من كل حرية و كل أوكسيجين. كلماتك جراح وأصداؤها جراح, مكبوتة, مخنوقة, محرومة, ممنوعة. وحتى أفكارنا لا يمكننا أن ترددها خفية في ليالي الكبت المعتمة. آمالنا تعيش في سجن أبدي, لا أفق له ولا أية شجرة خضراء... وعدونا بالجنات والحوريات.. ولم نر سوى العتمة والشقاء.. واليوم يا سيدتي صاحبة القبعة, تذكرينا بهذا الواقع الأليم.. رحمة بنا أرجوك...بعد كل هذا, أحييك من جديد... وحتى نلتقي.. بكتابة أوتعليق آخــر!!!
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة


2 - كتابة جميلة أليمة
سـوزان الأسـمـر ( 2009 / 5 / 7 - 08:30 )
مقال جميل, رائع, صادق, أليم, واقعي, يمثل بصدق حـلـة غالب المواطنين العرب في دولهم المختلقة, كما يعبر عن مشاعر كافة مهجريهم في بلاد العالم. تحية صادقة للسيدة الكبيرة مريم نجمة من أخت مهجرة.


3 - تحية وشكر للأخ أحمد بسمار
مريم نجمه ( 2009 / 5 / 7 - 13:34 )
أشكرك يا أستاذ أحمد على متابعتك كتاباتي , جراحنا وهمومنا واحدة , أبعد ما أرنو إليه في نهاية كل مقال أو قصيدة نثر ألاّ أختمها بالتشاؤم والألم فيعتصر قلبي إذّاك , لأن اليأس هو موت النفس , فنحن أبعد ما نكون عن هذه الثقافة التي يكرسها العدو عملياً , فالأمل والتفاؤل والغد الأفضل المشرق هو لنا للشعوب المضطهدة .. أبداَ لفجر الحرية القادم لا محالة ..
مع التقدير والمحبة


4 - لماذا ؟
مريم نجمه ( 2009 / 5 / 7 - 17:46 )
الإخوة الأعزاء المشرفون على التعليقات والردود في الحوار المتمدن .. تحية وسلام
لقد كتبت وأرسلت رد وشكر للسيدة سوزان الأسمر التي علقت على مقالي اليوم - رقم 2 - لم أشاهد ها بعد , هل من سبب ؟
محبة وشكر


5 - ردي المهذب للسيدة الرائعة مريم نجمة
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 5 / 7 - 18:07 )
آه يا سيدتي, لو أستطيع الإيمان بتفاؤلك. ولو تعلمين كيف حرقت بداية شبابي وتعليمي وحياتي في سبيل سرابات عقائدية, لم تنتج ولم تثمر. لأنه
في بلدنا المشترك الذي أحببنا ولم يحبنا أبدا, لا مكان للفكر والعقيدة. إنما للسيف والقنبلة والبارودة. لا مكان للجمال والكلمة والحب, إنما لشراسة السجان ومن يهيمن على مواقع التحقيق والسجون, حيث ملأت جدرانها من كبتي وجراحاتي وأملي بغد أفضل. لم يكن ولن يكون. لأن شروشنا تـاخـة تـاخـة يا سيدتي ذات القبعة. وما هجرتـك الاضطرارية وهجرتي, سوى تصديق إيجابي لكلماتي المخنوقة هذه. ورغم ابتعادي الطويل من مكان ولادتي, ما زلت أخبئ اسمي خوفا, باسم مستعار من ذكريات جــدنــا جــحــا.. وحتى نلتقي..
لك مني أطيب تحية مسائية!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة