الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبع قصائد ليانيس ريتسوس

أدونيس

2009 / 5 / 7
الادب والفن


ترجمة: أدونيس
الأربعاء 6/5/2009
// تجارب
تهجرني الألوان، مع مرور السنين، وأهجرها
ويبدو لي الحجر الأبيض أكثر ملاءمة
أنحت بطرف أصابعي، بملء راحتي، بشفتي
جسمًا أبيض، نقيضًا لليل، مجانسًا لليل –
يبرز جليًا في العتمة، يشع، أترك
بشهوة لساني في فم الرخام. من الآن فصاعدًا
يحق لي أن أصمت، وأن أطبق أهدابي.



// بياض
وضع يده على الصفحة، لكي لا يرى الورقة
البيضاء، وعاش تحت يده العارية. حينذاك
أطبق أيضًا عينيه، وأصغى إلى بياض مكفن،
معتم، لا يوصف، يتصاعد في نفسه.



// الحاجة إلى التعبير
قال: الكلمات هي أيضًا تموت مع الزمن
والتعب. لم يبق شيء ليعبر عن أي شيء.
نحلت أصابعه. سقط خاتمه. يربطه بطرف
خيط، يدليه في البئر، يسحبه، لا شيء.
لم يعد للخيط أي معنى. لكن ارتطام الخاتم
بالحجر بدا كأنه يقيس شيئًا ما، شيئًا كان لا
بد من قياسه لكي يصل مساءً إلى الرقم المفرد
المنقوش وراء الباب.



// استغراب
كانت قطعة خبز متروكة على الحجر. حط
العصفور، نقرها.
عادت العجوز وقالت: "لم أتركها لك".
تناولت قطعة الخبز وأخذت تفتتها وتنثرها
أمامه. كان العصفور يحدق في عينيها. ولم
يأكل.



// النساء
النساء بعيدات جدًا. لأغطية أسرتهن رائحة
"الليلة الطيبة".
يضعن الخبز على المائدة، لكي لا نشعر أنهن
غائبات.
حينذاك نحس أننا مذنبون. ننهض عن مقاعدنا
ونقول:
"لقد تعبت اليوم كثيرًا" ، أو أيضًا " دعيني ،
أنا من سيشعل المصباح " .
حين نشعل عود الثقاب ، تقوم ببطء
متجهة نحو المطبخ باهتمام لا يفسر.
ظهرها
تلة صغيرة من المرارة مثقلة بموتى لا حصر لهم،
موتى العائلة، موتاها هي وموتانا.
لخطواتها صوت يصر فوق الألواح الخشبية
العتيقة،
والصحون تبكي في الخزانة، ثم يعلو صوت
القطار الذي يحمل الجنود إلى الجبهة.



// وسيلة التعبير
لم يعد يحب الأشياء والكلمات والعصافير
التي تحولت إلى شعارات أو رموز (ولا شيء
تقريبًا أفلت من هذا المصير). هكذا ، فضل
بعد ذلك ألا يفتح فمه، وأن يقوم كالأبكم بأنواع
من الحركات الغريبة، الهادئة، الغامضة،
المحزنة، أو بالأحرى المضحكة.
لكنهم ، هم أيضًا، بعد بضع سنوات،
تحولوا إلى شعارات .



// صورة مكبرة
لم يكن لنا سند آخر.
هو، الجميل غير المهموم، كان يتوسد حجرًا
ويرقد على الأرض.
كنا نعرف: سكينه في جيبه، مطبقة،
تدفئها حرارة جسده، وبين أسنانه قشور
العنب.
الباقي، في الليل، كان أحمر اللون.


(من مجموعتيّ "الجدار في المرآة" و"قبل الإنسان")









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ادونيس ام حميد كشكولي
هادي ( 2009 / 5 / 6 - 19:48 )
اعتقد الاصح ان يكون عنوان الموضوع: سبع قصائد ترجمة ادونيس
وصاحب الموضوع هو، حميد كشكولي مع العنوان البريدي
لان الخطأ كان ان صاحب الموضوع هو ادونيس وعنوانه البريدي هو عنوان حميد كشكولي


2 - عن من ترجم ادونيس؟
هادي ( 2009 / 5 / 6 - 19:57 )
عزيزي حميد
عن من ترجم ادونيس؟ عن نفسه؟
كان الاولى ان يتم التوضيح


3 - أدونيس في العراق
ظـافـر غريب ( 2009 / 5 / 6 - 21:33 )
بعد صبر 40 عاماً يعود - أدونيس- متأخراً إلى العراق، إلى شمال العراق، لم يذهب إلى بغداد لأن المثقفين العراقيين ذهبوا إلى مهرجان مربد البصرة وبعضهم استنكر الزيارة. زاره رئيس جمهورية العراق وعبر له عن سعادته بزيارته التاريخية احتفوا به وعلقوا صوره في مدن الشمال في كردستان العراق. تحدث عن كل شيء مع المثقفين العرب والكرد. الشعراء الشباب يحبونه ويحبون شعره كما يحبون فكره. تحدثوا معه بصدق وحرية عن كل شيء بما في ذلك الأخطاء التي ارتكبها خلال مسيرته الشعرية والحياتية. قالوا ونشروا في صحف الحكومية، أنهم لا يخافون الحكومة ولا الرئاسة ولا البرلمان ولا الأحزاب لكنهم يخافون الذين يضغطون على الزناد شيعة وسنة، يعرفون قاتلهم. لم يذهب أدونيس إلى العراق ليقرأ شعراً حسب، تحدث أدونيس عن الشعر والأيديلوجيا والدين والفلسفة واللغة العربية وانقراض الحضارة العربية وأوهام العرب -تتساقط من التاريخ بسرعة ولولا وجود النفط لكنا خرجنا منه منذ زمن طويل-! وحذر الكرد من السقوط في وهم القومية وقال بوضوح أنه سعيد بسقوط الصنم. الوضع الأمني يحول دون حضور المثقفين العرب إلى العراق. عن الاحتلال يقول أدونيس: - كنت أتمنى أن يتم ذلك الإسقاط من قبل الشعب العراقي أما وقد جاء الأميركان فشكراً وليذهبوا ! . . وهل هناك بلد عربي ليس


4 - يانيس ريتسوس
حميد كشكولي ( 2009 / 5 / 6 - 21:39 )
عزيزي هادي
شكرا على الملاحظة
فالقصائد ترجمها الشاعر الكبير أدونيس عن الشاعر اليوناني الكبير يانيس ريتسوس

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي