الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات كوردستان: أية منافسة ستشهد؟

جاسم الحلفي

2009 / 5 / 8
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ينتظر القوى السياسية الكوردستانية استحقاق انتخابي قريب، بعد ان تم تحديد يوم 25 تموز موعدا لإجراء انتخابات برلمان كوردستان، فيما سبق وان أقرت الحكومة الاتحادية في بغداد ميزانية لانتخابات الإقليم تصل الى 39 مليون دولار، وقبل ذلك صادق السيد مسعود البارزاني، رئيس إقليم كوردستان، على قانون الانتخابات الجديد حال إقراره من قبل برلمان الإقليم قبل حوالي بضعة أسابيع. وقد اعتمد هذا القانون نظام القائمة المغلقة، واعتبر إقليم كوردستان دائرة انتخابية واحدة، كما أقر كوتة للنساء هي 30% من قوام الفائزين.

والمتابع للشأن الكوردستاني يلاحظ بوضوح ان الاستعدادات لخوض منافسة حامية تجري على قدم وساق. وما يميز الانتخابات هذه المرة إنها ستجرى ليس من خلال قائمة كوردستانية تحالفيه واحدة، بل هناك قوائم عديدة ستخوض الانتخابات، وقد دخل في قائمة التنافس 22 كيانا سياسيا جديدا، إضافة إلى 20 كيانا تم تسجيله في الانتخابات السابقة. وحسب ما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فإن هناك 31 كيانا سيتنافسون في قوائم عامة على 100 مقعد، فيما ستتنافس ثلاثة كيانات على خمسة مقاعد خصصت للتركمان، وهناك خمسة مقاعد أخرى خصصت للكلدان- الآشوريين- السريان تتنافس عليها أربعة كيانات، هذا إضافة الى مقعد للأرمن يتنافس عليه أربعة كيانات.

والسؤال في كوردستان يدور اليوم عن القوائم التي ستتحالف فيما بينها لخوض الانتخابات، بعد ان انتهت فترة تسجيل الكيانات السياسية لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وبدأت مرحلة تسجيل التحالفات الانتخابية للفترة من 1/5 الى 7/5 . ويبدو ان أول تحالف تم الإعلان عنه رسميا بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، حسب المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد الرئيس جلال الطالباني والسيد رئيس الإقليم مسعود البارزاني يوم 3 أيار في منتجع دوكان السياحي. فيما لازال الحوار يدور بين باقي القوى السياسية من اجل حسم تسمية تحالفاتها وتسجيلها رسميا. اما تحالف "الأحزاب الأربعة، الاتحاد الإسلامي الكوردستاني، والجماعة الإسلامية، الاشتراكي الكوردستاني، وكادحي كوردستان" فلم يحسم أمر دخوله الانتخابات بقائمة واحدة لغاية هذه اللحظة، وربما ستؤثر التطورات التي حدثت داخل حزب كادحي كوردستان على ذلك.
ويبدو ان قائمة " التغيير" التي ولدت من رحم الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتي يقودها الأمين العام المساعد السابق للاتحاد الوطني الكوردستاني" نوشيروان مصطفى" قد أكملت استعداداتها لخوض الانتخابات كقائمة مستقلة ومنافسة، وهي تتبنى خطابا نقديا شديدا لإدارة الأوضاع في الإقليم.
ومن جهة أخرى هناك بحث وحوار من اجل إقامة تحالف يساري ديمقراطي يضم الحزب الشيوعي الكوردستاني وأحزاب وشخصيات يسارية وذات توجه اجتماعي ديمقراطي.

وأمام هذه الصورة يكون قلق المواطنين مشروعا من حدة التنافس المتوقعة وشدته بين القوائم على أصوات مليونين ونصف مليون ناخب مسجل في الإقليم. فالقلق مبرر، ومسؤولية تبديده تقع على عاتق المسؤولين في الإقليم، عبر التأكيد على ضمان إطلاق الحملات الانتخابية ومواصلتها بحرية وسلام وبعيدا عن التوتر والعنف، وإعطاء مساحة مناسبة للقوائم كي تعرض برامجها في وسائل الإعلام الحكومية بكل حرية، وبعيدا عن التراشق الكلامي وإطلاق الاتهامات، والتأكيد على حيادية ونزاهة الإدارة الانتخابية ومهنيتها، وعدم تكرار النواقص والأخطاء التي وقعت فيها المفوضية في انتخابات مجالس المحافظات.

ويبقى المواطن يتطلع إلى ما يميز برامج وخطابات القوائم المتنافسة عن بعضها، ومدى استجابتها لمصالحه، وتأكيدها على الأعمار والتنمية وتشغيل العاطلين، وتعويض الضحايا، وحماية اسر الشهداء، وتبنيها للضمانات الاجتماعية، ليس هذا وحسب رغم أهميته، بل يتطلع المواطن أيضا إلى خطوات عمل جريئة لمعالجة كل القضايا العالقة مع الحكومة الاتحادية بروح المسؤولية المشتركة، انطلاقا من ان العراق وطنا يتسع للجميع.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال