الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناهدة الرماح..نحن عيونك

سعد تركي

2009 / 5 / 8
الادب والفن


حين ارتقت المسرح لم تجد أن سحر الكلام قادر على فتح مغاليق السمع والبصر وأدركت ببصيرتها الثاقبة أن القول مهما عظم فأنه سيضيع في عتمة الضوضاء وستعلو عليه المارشات العسكرية والخطب الحماسية التي تحمل كل شيء الا أن تكون صادقة تعيش في الوجدان..أدركت أن عبقرية الفنان على المسرح لا تكون شيئاً ما لم يكن الجسد قد امتزج بالصوت توأماً سيامياً..
أدركت أن رسالتها على المسرح ستكون ناقصة لو أنها قالت فقط , وأن عيون المشاهد التعبة ستبقى كليلة قصيرة النظر دون فعل جريء وحركة مباغتة تجعل من الكلام فعلاً قادراً على اخراج المشاهد من تبلده وسكونه لينظر وسع عينيه الى واقعه المزري..فعلاً قادراً على وضع الملح في جراحه وايلامه ليجأر بالألم ويطالب بالعلاج..أدركت بفطرتها السليمة وبصيرتها النافدة أنها لكي تُري المشاهد ما تريده أن يراه فلابد لها أن تعطيه نور عينيها!
هل فهم من كان قائداً ضرورةً سبب العمى فحاربها وضيق عليها وطناً كان يضيق(على رحابة أرضه)شيئاً فشيئاً ليتحول الى سجن كبير؟..هل أدرك بحسه الأمني أن وجود الفنان الحر المبدع(الذي يضحي بكل شيء من أجل ايصال رسالته)خطر على وجوده وبقائه فألجأها الى المنافي بعد أن خابت كل مساعيه للترويض؟..بعد أن فشل في منع فرس بريّ من الصهيل,فرس يأبى الأعنة والسروج.
صعد كثيرون على خشبة المسرح وهبطوا ولم يتركوا في ذاكرة المشاهد أثراً أو ذكرى لأنهم مثّلوا عليه لا له..وناهدة الرماح عاشت في وجدان وقلب المشاهد صوتاً يأبى أن يغادر سمعه وفعلاً علمه أن الحياة لا تعني العيش وأن البلابل لا تحسن التغريد في الأقفاص وأن ظلام الحاضر لا يمنع البصيرة من رؤية نور المستقبل.
أجمع أوراك الشوك وركة اعله وركة
أنطر وعيني تحوم صوبج يا طبكـــــة
غادر كثيرون أرض الوطن ونسوه ونساهم ,وناهدة الرماح حملت الوطن بين ضلوعها ففتح ذراعيه لها حين عادت وربّت على كتفيها المتعبين ومسح دمع عينيها وزرع في قلبها وردة ليس لها أن تذبل أو يفنى شذاها وعطرها الفواح.
بين الشمس والفي طالت وكفتي
يمته يجي الخطار ويفك حسبتي
عادت ناهدة الرماح قوية كما كانت..حالمة كما كانت..فان تكن فقدت بصرها فأنها لم تفقد بصيرتها ورأت الوطن بعيون الناس الذي ضحت من أجلهم..نحن عيونك أيتها المبدعة الغالية كما كنت عيناً لنا أيتها النخلة العراقية الشامخة التي لم تبخل يوماً بظلها الوارف..شكراً لك أيتها الحمامة الحالمة أبداً بغد أكثر اشراقاً ونوراً ودفئاً,بوطن يعمه السلام والحب والحرية..شكراً لعينيك اللتين لم تتوقفا عن التألق واللمعان على الرغم من كل الظلام الذي حاول خنقهما..شكراً لقلبك الكبير..شكراً لأنك عراقية بدءاً ومنتهى..شكراً لك لأنك..لأنك ناهدة الرماح..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع