الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفسي فيه وأخ تفو عليه

احمد سعد

2009 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الاعراس في قرانا العربية دارت وحميت وربك يسترها على اصحاب الجيوب المخزوقة ابو سليم ربى اولاده على القناعة و"على قد فراشك مد رجليك". والعاقبة لكل العزابية خطب ابنته هيفاء لعلي الحسن، عامل عمار ابا عن جد. حدثني ابو سليم بعد عودتنا من مظاهرة اول ايار في الناصرة قائلا "اصر خطيب البنت ان ارافقهم الى مدينة عكا لتجهdز كسوة الخطبة، نبهت على هيفاء ابنتي ان لا تخرب ديار عريسها بالمشتريات، اكتفي بشيء رمزي دخلنادكان الجوهرجي، تدخلت وقلت يكفي المحابس وزوج سحابات، ولم التفت الى احتجاج العريس ووالدته، دخلنا دكان فساتين العرائس، لمحت بريق الرغبة يشع من عيني هيفاء عندما امسكت فستان خطبة احمر عنابيا تزينه اشرطة ذهبية، نظرت الى ورقة السعر على الفستان، جفلت وتراجعت الى الوراء، اقتربت وقرأت ان سعره سبعة آلاف شاقل، سألها عريسها ان تأخذه فأجابته انه لا يعجبها، همست في سري اصيلة يا ابنتي "نفسي فيه واخ تفو عليه" تربيتي فيك لم تذهب خسارة.
ومعروف عن ابي سليم انه انسان مثقف، لبق في الحديث ويحلل اعقد القضايا السياسية بلغة تفهمها بائعة الخبيزة والأميون من حيث الوعي السياسي. قال ابو سليم المثل "نفسي فيه واخ تفو عليه" ينطبق على موقف كل من طرفي التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي من ملامح تحسين العلاقات الامريكية – السورية في عهد اوباما. فادارة اوباما بخلاف ادارة بوش السابقة "بنفسها" تحسين العلاقة مع النظام السوري ومن منطلق خدمة المصالح الاستراتيجية الامريكية. فهذا النظام يرى من الغباء السياسي القاء الحرمان ومقاطعة لاعب مركزي كسوريا على ساحة التطور والصراع في الشرق الاوسط. فاوباما يتوخى من تحسين العلاقة مع سوريا مساعدة الادارة الامريكية في تنفيذ خطة الانسحاب من العراق خلال سنة وضمان الاستقرار في لبنان وكبح جماح حماس وحزب الله اللبناني والاسهام في المساعي السياسية الدبلوماسية لحل قضية المشروع النووي الايراني. كما تتوخى ادارة اوباما الامريكية ان يؤدي تحسين العلاقة مع النظام السوري الى دفع عجلة استئناف المفاوضات الاسرائيلية – السورية والاسرائيلية – الفلسطينية وذلك بهدف انجاز "سلام امريكي" كما ان تحسين العلاقة مع سوريا يعود بالفائدة الاقتصادية والتجارية للاحتكارات الامريكية ويعزز نفوذ الامبريالية الامريكية في المنطقة.
اما اسرائيل حكومة الكوارث والعدوان واليمين المتطرف فانها قلقة من التغييرات في الموقف الامريكي استراتيجيا وتكتيكيا على ساحة العلاقات الدولية. لقد جن جنون حكومة نتنياهو – ليبرمان – براك من احتمال اعادة العلاقات الدبلوماسية السورية – الامريكية بدرجة السفارات وحجيج العديد من المسؤولين الامريكيين الى دمشق كمؤشر يعكس تحسنا في العلاقات. فاسرائيل الرسمية "بنفسها" ان تبقى العربيد المدلل كمخفر امامي في استراتيجية العدوان الامبريالية و"تفو" على أي تغيير امريكي او دولي يؤثر على مكانتها ودورها العدوانيين. في عدد الاحد الماضي من صحيفة "يديعوت احرونوت" 3 ايارالحالي يكتب شمعون شيفر "ان مقاييس اللعبة قد تغير" ويقصد التغيير في مواقف ادارة اوباما من سوريا، وعن الدهشة الاسرائيلية من تحسين العلاقات الامريكية – السورية يورد تصريحا لاحد المسؤولين الكبار في حكومة نتنياهو، اذ يقول "ماذا يحدث هنا؟ السوريون لا يزودون الاسباب التي تجعل من المصداقية بمكان لركض رسل النظام الامريكي الى دمشق. النظام السوري لا يزال يبحش في احداث العراق وتمكين الارهابيين من عبور الحدود للقيام بتفجيرات ارهابية ضد الجيش الامريكي في العراق، السوريون يرشون ويفسدون كل شيء يتحرك في لبنان وذلك بهدف التأثير على نتائج الانتخابات هناك"!!
ابنة ابو سليم الهيفاء ومن منطلق التربية على القناعة والمسؤولية نحو عريسها العامل الفقير قالت "تفو على الفخفخة الزائدة" وعلى مظاهر من "برة طقشة طقشة ومن جوا حزا محشي"، اما عرابيد البلطجة العدوانية الاسرائيلية فيستحقون اكثر من مليون تفو على سياستهم المعادية للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية