الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- صمت المواطن العراقي -

فادي البابلي

2009 / 5 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خضوع أم لا حول ولا

قبل البدء بموضعنا حقيقتا يجب أن نقول بعض الكلمات عن الإنسان العراقي القديم الذي لطالما حارب الدكتاتورية والكبت والقمع....لكننا نشهد في القرون الماضية والحالية منها..صمت فضيع عند المواطن العراقي
ولا نعلم هل هو خضوع أم رضى أم انه من لا يستطيع أن يفعل شيء ليس له سوى الصمت وانتظار الآخرين الذين يتكلمون عنه ويأكلون عنه و يأمرون عنه....

نعم أصدقائي سنضع على صمت هذا الشعب علامة استفهام كبيرة جدا...
لما يجب أن يكون من مقاومة واستثناء غير عادي من قبل الأطراف المشتركة في تأسيس هذا الطابع الديمقراطي المسؤول عن تضافر الجهود السامية في إيجاد الحلول لهذا الوطن المستنزف إلى حد ألان...
عدة أسئلة نطرحها لبعضنا و لا نجد لها أجوبة شافية ومطيبة لجروحنا التي طالت وتقرحت..

لماذا المواطن العراقي الذي التزم الصمت ؟

هل انه اقتنع بان ليس هناك من يسمع ما يقول وان كل من يتملك السلطة التشريعية والكراسي الفخمة
سوف يفرض رأيه و مقولته وسوف يسكت الجميع بزئيره...!!!

أم أن هذا الصوت من كثرة ما صاح و ارتفع لم يعد يصل إلى ابعد الحدود...!!!
وكان داء الصم لازم هذا الشعب طوال حياته ولم يدرك بان لديه صوت يستطيع به أن يحرك الجبال
وان يزحزح الجدار الأسود والغمة التي وصلت ذروتها...

نتساءل و ليس بمقدورنا الإجابة لأننا ندرك بان الإنسان الذي يطلق صوته يريد من يسمعه و يأخذ برأيه
على محمل الجد وليس فقط مسايسة نوعية إلى أن يصل من يسمع صوتنا إلى غايته ثم يأكلنا لحما ويرمينا عظاما..
كثيرا ما شاهدنا هذه النظريات الواقعية على مر العصور..من قبل الرؤساء والزعماء
يسمعون ما يريدون و يضعون قطنا في أذنهم لما لا يريدون أن يسمعوه..
هنا على من سنرمي الذنب...هل على هذا المواطن البسيط الذي يصرخ وينادى إلى أن يقطع صوته
أم إلى هذا المسؤول الذي يدعي بان الشعب لا يدلي بصوته وانه يتكاسل أو إلى ما ذالك من تبريرات..

حقيقتا المشهد الدرامي يتكرر صرخات و نداءات لا تكاد تصل إلى عتبت طاولة المسؤول..
كيف لا وان مسؤلنا العزيز قد أغلق أذنيه من قبل أن يستلم وقد وضع لائحة كتب فيها جدوله بان لن يسمع احد سوى لنفسه وما يكون لمصلحة الفرد الحاكم والمتسلط...
وحين يريدون شيئا من الطبقة البسيطة التي نحن منها في ذالك الحين يسمعوننا و يبكون دمعا على بدلاتهم المخملية ذات الثمن الباهظ...
ولعل ألافت للنظر بان شعارهم هو الصوت حرية الشعوب وكرامتها...
وإنهم لن يكونوا شيئا ما لم نكون نحن لهم صوتا داعما...


سيداتي سادتي أليس من الغريب والسذاجة أن نبقى صامتين على تلك الأمور التي هي بنظرنا شيء قد تعودنا عليه منذ الصغر بان نرى أبائنا وأجدادنا يصرخون إلى هذا وذاك..وفي أخر المطاف نراهم يجددون البيعة لنفس السلطان و هو نفسه من جلدهم وقطع أحبالهم الصوتية كي لا يخرج لهم صوتا إلا حين هو يأمر ويحتاج..
ألا يكفينا خضوعا و قنوعا بما يأتينا...
أليس من الواجب علينا أن نطلق صرخات مدوية في أذن الذي أصبحوا علينا جبابرة و مستغلين لأصواتنا وقت ما أرادوا..

هل سنبقى نقول وان أطلقنا أصواتنا ولم يسمعنا احد ولم يغير ساكنا...

هل سنبقى نردد كلمات أبو نواس .. لقد أسمعت ولو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادي
فلنصرخ ونطلق الزئير بأصواتنا صغارا كنا أم كبار شيوخا نساء...

لكلن منا مجاله يطلق عن طريقه صوتا يندد و يرفض هذا الوضع الراهن..
إلى أدبائنا و ممثلونا ومسارحنا...إلى مدارسنا و جامعاتنا..إلى مؤسساتنا و دوائرنا

إلى متى سنبقى نخاف...إلى متى سنبقى كالشاة المساقة إلى الهاوية والمصير المجهول
لو مات الإنسان من اجل رسالة تنفع الوطن والشعب والأمة فهذا ما يعتبره الناس من قمة الاستشهاد في سبيل قضية تكون لمنفعة الجميع...فلا نخاف من هذا الصوت الدفين في داخلنا الذي لا أكاد اشك بأنه يؤرقنا في كل ليلة ننام فيها على أسرتنا...



أطلق لصوتك ورأيك العنان

فأنت من مجدك الله
وجعلك من بني الإنسان
هيا اخرج للحياة وكن زعيما
لنفسك أولا ثم دافع عن حق الأوطان



" صمت المواطن العراقي "

خضوع أم لا حول ولا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-