الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرض خطير جدا

محمد التهامي بنيس

2009 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مرض خطير جدا
مع بداية فصل الربيع , يتعرض كثير من الناس من دوي الحساسية للإصابة بأمراض موسمية , وفي ربيع هذا العام ظهر مرض أطلق عليه اسم إنفلوازا الخنازير أو إنفلوانزا
وأخذ ينتشر بين أمريكا وأوربا , ووضعت كل الاحتياطات لعدم ظهوره h1 –n1
في المغرب ليظل هذا البلد العزيز في منأى من هذا الوباء
ولكن بلدنا أصبح في هذا الموسم يشكو من أمراض سياسية كثيرة وخطيرة ومزمنة , أجمع على تشخيصها الواقع المغربي الذي لا يكذب والذي كرر في جميع الأزمات أن مرض السياسة هو الحقيقة الثابتة في تمييع العمل السياسي . وإذا فحصت الأمر بتدبر وتأمل , استغربت أنها نفس العلل والأمراض :
* المتسلط على المسئولية ينتفخ حتى يصبح ورما عملاقا يمتص دماء المواطنين , مدعوما بإطلاق اليد للزبانية وبطانة السوء للعبث بالمال العام والخاص وبالنقابة والحزب وبالمؤسسات
والمنظمات الاجتماعية والقانونية والحقوقية
* المتسلط يمارس سياسة الابتزاز وسياسة الشر, مقتديا بسياسة المصلح الأوحد الذي يقتات من بقايا المستقطبين والمستقبلين
* المتسلط يمارس السياسة الطائفية العاجزة بيد , وسياسة العصا والجزرة باليد الأخرى , وسياسة الزج بالأحزاب في الصراعات بالأنف المجذوعة
* المتسلط مريض بانفصام الشخصية , فهو زعيم نقابي من ورق , وبطل سياسي من هشيم , ورئيس من خشب
* المتسلط أصبح ملحا فاسدا والملح لا يصلح إذا فسد , إنه باختصار السرطان السياسي المتأخر
ولكن في مدينة فاس ظهر مرض خطير يهدد مجتمعنا , يمارس فيه المريض سلوكيات عدوانية كلاما وفعلا , أصاب فيمن أصاب في بداية ظهوره الالتزام بداء العظمة , ومن أعراض هذا المرض استباحة حقوق المواطنين دون خجل أو خشية أو شعور بالذنب , بمبررات يسميها تنويرية وما هي إلا استقواء هذا المصاب على المتشبثين بالقانون وحماة البلاد , الأحياء منهم والأموات , يستقوي بحزبيته ووصوليته التي أجلسته بعض كراسي المسئولية محليا ووطنيا , نقابيا وحزبيا .على الآخرين , لحد محاولة اغتصاب الحق وضرب مشروعيتهم
من أعراض هذا المرض أن المصاب يعتدي على الناس بالاقتحام وجرأة العصابات وتهييج الكلاب , ويشعر المريض بالنزوع إلى الانتقام العنيف وادعاء المظلومية رغم كل الجرائم التي يقدم عليها باسم النضال وتدبيره للشأن المحلي ورباطه الزائف بالحزب الأخرس , إنه مرض الطاغية الصغير , شاحب اللون فاقد الإنسانية المنكل بالفقراء المستغني بالارتشاء , الذي انتقل بقدرة قادر من اللواط إلى الرباط , ومن يدري أين يقوده هذا المرض الخطير ؟
لقد استفحل الداء وأصبح التهابا حادا في جسم المدينة , ولا يسعنا إلا أن نسأل الأطباء وصناع الحياة وصناع القرار , عما هو أنجع علاج للالتهاب الحاد والمرض الخطير جدا ؟
محمد التهامي بنيس
9-5-2009











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط