الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر أبو قمر سيرة حافلة بالعطاء

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 5 / 11
الادب والفن



عرف الشاعر عبد الرزاق كميل بأسمه الشعري "أبو قمر" وأشتهر به منذ أواسط ستينيات القرن الماضي،وشارك فيما شارك به أبناء جيله من أحداث عاصفة في تلك الفترة متأثرا بالشارع السياسي وتوجهاته الوطنية التي فرضت وجودها على ما كتب من شعر.
ولد الشاعر في مدينة المحاويل عام 1942 ودرس في مدارسها وكان في طليعة أقرانه تفوقا ونشاطا في مدرسته وحاز أعجاب أساتذته الذين وجدوا فيه قابليات أدبية حضت منهم بالتشجيع والرعاية فكان الخطيب والمنشد في الاصطفاف الأسبوعي والحائز على أعلا الدرجات في دروس العربية،وبدأت بواكير نشاطه في أسهامه بالنشرات المدرسية التي كانت المجال لنمو وتطوير التوجهات الأدبية والفنية للطلبة،ولكن الأحداث العاصفة بعد ثورة الرابع عشر من تموز ،والإسهام في الأنشطة الطلابية أثرت على مواصلته الدراسة فتعثر فيها بسبب الاعتقالات والمضايقات والاختفاء،ولم يمنعه ذلك من مواصلة تثقيف نفسه والاستزادة من الأدب عن طريق القراءة،فكان يلتهم الكتب ويقرأ كلما يقع بين يديه من كتب أدبية وثقافية فكانت معينه في مواصلة مشواره الأدبي ،وقام بنشر نتاجه في الصحف العراقية في أواسط سنة 1964 ونشر رثائية رائعة بالفصحى في جريدة المنار البغدادية وكانت عن استشهاد شقيقه الذي اغتيل في ذلك العام.
من هنا بدأت مسيرة النشر في الصحف فكانت جريدة الراصد وصحيفة المجتمع وابن البلد وغيرها من صحف تلك الفترة ميدانه الواسع للنشر وأسهم في المهرجانات الشعرية المحلية التي تقام في محافظة بابل أو المهرجانات القطرية التي تحتضنها المحافظات الأخرى – الناصرية – الديوانية – السماوة – البصرة ومنها المهرجان القطري الذي أقيم برعاية مديرية الموانئ العراقية في البصرة سنة 1973 وشارك فيه الشعراء خنجر الشامي وكاظم غيلان والشهيدين فالح الطائي وفوزي السعد والشاعر عبود السوداني ومحمد عزيز كاندو وغيرهم من شعراء المحافظات،وكذلك المهرجان القطري للشباب الذي أقيم في السماوة، وغيرها من المهرجانات.
تأثر الشاعر برائد المدرسة الحديثة الشاعر الكبير مظفر النواب وقرأ عليه بعض قصائده في لقاآت خاصة،واحتفظ معه بعلاقات استمرت لحد الآن،وقد انتمى لجمعية الشعراء الشعبيين وأسهم في جلساتها ومهرجاناتها ولكنه أبتعد عنها بعد أن تحولت إلى واجهة للسلطة ،وهيمن عليها المحسوبين على النظام البائد، وعزف عن المشاركة في النشاطات الشعرية مكتفيا بالكتابة لنفسه،ومعالجة الهموم الاجتماعية ،وبعد سقوط النظام البائد سارع مع مجموعة من شعراء الحلة لإعادة الروح للنهضة الشعرية من خلال أعادة تشكيل الاتحاد العام للشعراء الشعبيين وكتاب الأدب الشعبي ،وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية وأصبح رئيسا للإتحاد الذي ضم في هيئته الإدارية الشعراء راسم الخطاط ،عبد الستار شعابث،عامر الجشعمي،على طوش،محمد علي محيي الدين،بهجت الجنابي،وقد نشر بعض قصائده في جريدة طريق الشعب وجريدة الفيحاء وغيرها.
من قصائده المنشورة هذه القصيدة :
يا كل الأشياء...
اسجدي على أصوات أجراس الكنائس
والبسي الأثواب المنسية
ففي دهاليز الغريزة يصلب المسيح....
وعلى أديم الركبتين تقام الصلوات
وله في الرثاء هذه القصيدة الشعبية:
يمسافر بوجه الضوه...كلبك رجف للريح
جرف النهر جرحين...
جرح يبجي الحسين وجرح دمه يسيح
ويوله الدمع ما حوفر العين...
لوكف وصيح الدمع ...دمع التماسيح
وقصيدة أخرى يقول فيها:
جرح من الشمس عتني ...
وجرح بيّه يدليني شتاني
وعثر بيّه الجرح غناوة حديثة...
وشفت بيه الجرح..صاير جسر بين الجفن والعين
وما تاه الفجر بيه... وغفه بحده الجفن..
والكمر ما لغمط جفوفه جذب بالطين
شرب مايه وعرك بالطين
وقصيدة نجتزيء منها:
يالمبحر بفكرك زود...ولمدك أصير حروف
هاك أخذ كلبي ربابه أودك طبل ودفوف
أشتلت الكلب بدروبك عيون تشوف
ولون وازاك حجي المندعه والحجي المحيوف
ها شوف المبطن وين والملفوف
ها شوف
تلكاني بسمه بهاك الفجر..تعجز تلمها جفوف
أوكفلك الحد الموت وإعظامي أمدها سيوف
والخدود الأسيليات أفصلها الهواك زلوف
ها شوف...
آنه النذرت العمر من زغري الفد راي
وتحمليت العطش شوك النهر للماي
وألما تلفحه الشمس لتظن يدور أفياي
أخذوني جلمة محب ما ريد جنة عاد
واللي يخون الملح يحرم عليه الزاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انه قمر
رحيم الغالبي ( 2009 / 5 / 10 - 21:04 )
حقا اسم الى مسمى ابو قمر
عرفته منذ بداة السبعينات واواخر الستينات مبدعا وصلبا
شكرا لللاخ محمد على لحسن اختيارة
تجياتي لابناء الحلة وموفق الشاعر ا الشاعر


2 - شموع مضيئة
مسلم حميد ( 2009 / 5 / 10 - 21:13 )
ايها الانسان النبيل يا استاذنا الجليل محمد علي محي الدين نشكرك من اعماق قلوبنا وانت مستمر بتنوير ذاكرتنا بهذه المعلومات المهمة والوفيرة عن رموز وطنية حقيقية تستحق منا لك ولاصحابها الاحترام والعرفان فمزيدا من نشاطك الذي نحن بامس الحاجة الية في زحمة الفوضى التي خلطت الحابل بالنابل من اجل ان نحتفظ لهذه النماذج الطيبة من ابناء العراق مسؤولية الامتنان والتقدير


3 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 5 / 11 - 07:03 )
عزيزي الشاعر الغالبي
تحياتي وتمنياتي لكم باتوفيق والشاعر ابو قمر من الأصوات الشعرية التي لم تأخذ حقها بسبب ممارسات النظام البائد وتهميشه لخيرة شعراء البلد وهذا الشاعر الشيوعي لا زال يحمل أجمل وسام في تاريخه هو أصابته البالغة بأطلاقة حاقدة عندما كان يلصق المناشير المنددة بالرجعية وفتاواها القذرة
استاذي الأكرم مسلم حميد
الف تحية لشخصك النبيل وأهتمامك بها الرجل الفذ الذي لا زال وافر العطاء ومشاركا فاعلا في أقامة لبنات اتحاد الشعراء الشعبيين رغم مهامه السياسية المتشعبة


4 - نعم الوفاء
كاظم غيلان ( 2009 / 5 / 11 - 09:26 )
هكذا تدام ذاكرة الثقافة العراقية، بهذه التقاليد التي عودنا عليها الاستاذ العزيز محمد علي محيي الدين ، هو اليوم يكمل انصاف شاعر مناضل مزج بين اخلاقياته النضالية وابداعه


5 - شكر
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 5 / 11 - 10:17 )
أخي الودود الشاعر كاظم غيلان
محبتي وتقديري لما يجود به قلمكم السيال من مقالات هادفة لها ثرها في خدمة الشعر الشعبي الذي أنتم علما من أعلامه والسعين لرفع لوائه في زمن الضياع والتفكك

اخر الافلام

.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل


.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-




.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??