الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول زيارة الصدر الى تركيا

عصام البصري

2009 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بالغت تركيا في حفاوتها بالصدر، تمثلت في استقبال الرئيس التركي ورئيس الوزراء له، واهتمام اعلامي استثنائي. ولا تتناسب هذه الحفاوة مع التسريبات عن وساطة تركية بين الصدر والحكومة العراقية. ووفرت الديمقراطية والحرية في تركيا ظروف عقد المؤتمر الاول لتيار الصدر، وربما اضطر التيار الصدري لعقد مؤتمره في تركيا بعيدا عن الشروط الايرانية الايدولوجية. وتحدث قادة التيار الصدري اعضاء البرلمان عن النية لتاسيس حزب سياسي وخطط لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، واختلفت الاراء بينهم كالعادة.
وربما مثلت زيارة الصدر لتركيا عن رغبة التيار في التقرب من الولايات المتحدة الامريكية. وفرصة عقد مؤتمر التيار الصدري في تركيا حليفة الولايات المتحدة الامريكية، وعضو حلف شمال الاطلسي، تمثل اكثر من مؤشر على تغير في المنطلقات النظرية فضلا عن الرغبة في التقارب مع امريكا. وقد يشير عقد المؤتمر في تركيا الى محاولات التيار الصدري لتخفيف التوتر في العراق، والابتعاد عن المسار الايراني في تحدي المجتمع العالمي في امتلاك الاسلحة النووية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول منطقة الشرق الاوسط.
وفرت ايران الملجا للصدر في الاوقات العصيبة، وتتناول وسائل الاعلام اقتراب الصدر من الحصول على لقب اية الله في ايران بعيدا عن صعوبات وتعقيدات الحوزة الدينية في النجف (تحدى الصدر الحوزة الدينية في النجف مرارا). واكدت الفضائيات دعم ايران لجيش المهدي. وعليه تشكل زيارة الصدر لتركيا وحيثيات ذلك مفاجاة.
كانت شعارات معارك النجف والفلوجة متماثلة حيث مقاومة الاحتلال. وتوسعت تلك المفاهيم فطالت المواطن العراقي حين توسعت مفاهيم العداء وتهمة التعاون مع المحتل، وانطلاق فتاوي متعددة في الجهاد وعمومياته، وتحولت اليات المقاومة الى الخطف والفدية والقتل على الهوية وتقسيم بغداد على اساس طائفي وغيرها. وربما لعبت القوى السياسية المتنافسة دورا في تعزيز تلك الاساليب، ويتضح الاصطفاف الطائفي وبالتالي التصويت على اساس طائفي كذلك.
ولازال العراقيون يتناقلون احداث المواجهات بين جيش المهدي والجيوش الاخرى متعددة الاسماء، وبعضهم يؤكد دور جيش المهدي في الحفاظ على الوجود الشيعي في بغداد!. الا انه الكل اطراف في حرب اهلية عصفت بالعراق وتنكر الحكومة واحزاب البرلمان حصولها.
وحصدت الاطراف نتائج اعمالها في الانتخابات النيابية، وخسر التيار وزرائه، في حين تعززت مواقع اطراف الحرب الاهلية الاخرى، وبمثال الصحوة وظهور ابو ريشة تحولوا الى حلفاء للولايات المتحدة الامريكية، وتعزز غضب الاخيرة على اتباع التيار.
الاهتمام التركي بمنطقة الشرق الاوسط، ومنها العراق تمثلت في زيارات المسؤولين الاتراك المتكررة لبغداد والاشتراك في محاربة الارهاب اضافة الى الاتفاقيات الاقتصادية. وربما تؤكد زيارة الصدر لتركيا دورا له في المستقبل لتعزيز الدور التركي في العراق والشرق الاوسط وتحت الرعاية الامريكية. وخلال الزيارة برز التفكير في تاسيس حزب سياسي! للتيار، وربما يتماثل مع حزب اردوغان. وعندها ستضحى كل اطراف الحرب الاهلية اصدقاء او حلفاء للولايات المتحدة الامريكية. ولابد ان نتذكر صرخات قادة المكون الاخر في تركيا قبل الحصول على مقاعد البرلمان.
تغيرت القناعات مرارا متعددة لدى قادة في العراق، وتعزز الاصطفاف الطائفي واندلعت حربا اهليا (تهجير وقتل وخطف وسيارات مفخخة وقنابل بشرية وغيرها)، وتظهر نغمة الديمقراطية والاستثمارات والاصلاح بعيدا عن الاحزاب الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امريکا تغازل ترکيا بالکعکة العراقية.. ولعاب ترکيا سيغرق العر
شولبان علي ( 2009 / 5 / 10 - 14:40 )
يبدو ان الادارة الامريکية تريد ان تراضي الخليلة السابقة ترکيا. ولکن من المعروف ان امريکا قلما تشتري هدايا المراضاة من جيبها الخاص، فاما ان تدعو الاتحاد الاوروبي لمشارکتها في النفقات او تطلب من صندوق امين البصرة من الخليجيين ان يفتحوا خزائنهم. في حالة ترکيا يکفي التلويح لها بحصة من نفط العراق حتی يستقبلوا مقتدی الصدر او ايا من السياسيين العراقيين کالأباطرة.. لقد سبق وان استقبلوا عدنان الدليمي للتلويح لامريکا بان لدی ترکيا تأثيرا علی السنة و الآن جاء الدور علی التلويح بتأثيرهم علی الشيعة و الامريکييون يبارکون من يساعدهم علی التخفيف من الصداع الصدري. اما القادة الاکراد فيبدو وکأنهم استوعبوا الدرس بان اسلم طريق للمحافظة علی استثماراتهم الملياريية في ترکيا هو ان يکونوا تلامذة نجباء للنهچ الاتاتورکي الی جانب نهج بقية الخالدين! فجاءت تصريحات عن ان التفکير بالدولة الکردية هو حلم الشعراء بالرغم من ان عبارة احلام العصافير حول نفس الموضوع وقبل مايقارب ثلاثين سنة من الغد الديمقراطي کادت ان تؤدي الی غضب الاتحاد الوطني بما کان لا يحمد عقباه

اخر الافلام

.. ما الذي يحول دون وقف إطلاق النار في غزة ؟ • فرانس 24


.. سيدة بلا تذكرة تتجاوز أمن المطار وتصعد للطائرة دون اكتشافها.




.. شاهد| سيطرة المعارضة السورية على مطارات عسكرية بإدلب وحلب


.. مقاتلو المعارضة السورية داخل قصر الضيافة بمدينة حلب




.. قراءة في دلالات كمائن القسام في رفح وعمليات سرايا القدس وسط