الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم الدولة المدنية

جعفر درويش

2009 / 5 / 11
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


العراق بلدٌ ظلوم، توارث اهله المآسي وتسالموا على ضياع الحقوق، رغم ان اعداد السياسين فيه بلغت ارقاماً فلكية قياساً الى نسبة السكان، الا إن كثير من تحمّس للوطن بعد 9/4، عمل وفي حساباته سلة الامتيازات والموارد الشهرية التي تؤمن مستقبله المالي وتساعده على الظهور والعيش بمستوى يليق بالقادة السياسيين المرموقين، ورغم انحسابات كهذه ليست محرمة، الا ان من بين السياسيين من آمنت بهم الناس ثم انقلبوا عليها بعد ان اغترفوا من اموال العراق ما عجزوا عن بلوغه حتى في الاحلام، هؤلاء لازالوا يؤمنون ايماناً قاطعاً انهم يملكون الحق في هذا المال دون الخرين ويشرّعون لذلك، بل منهم من يقول بهذا المعنى على نحو المبدأ باعثين رسائل تطمين لاقرانهم الباقين:
" ان لاتثريب عليكم اليوم..." !
وبما أن الجميع قد انقلبوا الى السياسة بعد( الفتح) الامريكي لبغداد، مفرّطين بالقدرات المدنية الهائلة للمجتمع العراقي، والتي هي اصلاً طاقات مؤجلة تمثل خزيناً عبر سنين طويلة من القمع والاستبداد، تم احباط الالاف من التجارب المحلية المدنية التي طرحت نفسها ومشاريعها ايماناً بالعراق الجديد، عبر تنوع هائل في البرامج والعناوين ولكنها سرعان ما اصطدمت بصخرة الواقع السياسي المر، فهناك من تراجع وترك العمل وهناك من ظل يرواح مكانه متطلعاً الى السياسيين ماذا يصنعون!! ولما كان السياسي لم يفصح بعد عن مشروع واضح، أخذت الانظار تتجه صوب حراك العراقيين المدني، وظهرت دعوات كثيرة الى احتضان طاقاتهم الجبارة والاهتمام بها. لكن السياسي العراقي كعادته، حال بين الناس وبين بناء وطنهم، إذ اخذ ينال من هذا الحراك ويحط من قدر منظمات المجتمع المدني الناهضة، بدعوى انها منظمات وهمية، ودعوة كهذه فيها من التجني الكثير على الشعب العراقي وعلى سمعته وفيها من الاستخفاف الواضح بالشخصية المدنية العراقية، إذ ليس هناك منظمات وهمية بل ثمة اوهام حكومية وزّعها السياسيون بعد التغيير على الناس بالمجان، مما جعل العراقيين يقدمون على التجربة المدنية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق الحديث، الا انها اجهضت برمتها وبكل اسف، وكادت تطيح بمجمل العملية السياسية، وصار الخلل واضحاً في عموم المشهد العراقي، إذ جر السياسيون بلادنا باتجاه عسكرة المجتمع مدعومين بعسكرة السلطة، تحت ذريعة محاربة الارهاب او البطالة او غيرها من الذرائع التي تساق هنا وهناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال