الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بغداد.. على صفيح ساخن

عبدالمنعم الاعسم

2009 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من الصعب ان تتخلص، حين تكون في بغداد، زائرا، او عائدا، من ضغط السائح في داخلك، فثمة الكثير من الاجابات حيال مفارقات ما يجري امام عينيك لا تصل اليها إلا من زاوية سياحية من خارج المشهد والتباساته.

***
الآن، ليس بعيدا عن مركز العاصمة، إذا ما اعتبرنا شارع فلسطين معبرا من المركز الى شرقه، نهض حي سكني حديثا (كما يبدو) من طابوق وباطون وثمة بيوت عشوائية من طين وصفيح مترامية في اطرافه، فيما تدثر المشهد تحت غابة من الاعلام السوداء والخضراء وصحون الستلايت وشبكة مخيفة، متشابكة، من اسلاك الكهرباء، ومنارتين.
ومن بعيد تلمح، اذا ما كنت عابرا، ما يشبه الصحراء من رمال وازبال تلف الحي كما لو كان واحة مقطوعة عن العالم، غير انك ستفاجأ بطوابير السيارات التي تقف، وقل تتكدس، في الازقة العشوائية والشوارع غير المخططة ولا المسفلتة، وستفاجأ اكثر حين تقع عيناك على احدث السيارات والشاحنات، وقد تجد افخرها جميعا امام منازل معدودة اشبه بحصون يونانية، وكان واحد من تلك الحصون حصة هذه المشاهدة التي تحتفظ لنفسها بالاسماء الحقيقية، التزاما بفكرة انها مشاهدات وليست لائحة شكوى الى القضاء.
صاحب المنزل (ابو محمد) كان منذ سنوات يعمل (مُصلّح بايسكلات) وقد انفتحت عليه الدنيا من عوائد غارات وحملات “غزو” وتشليح واختطاف، لا احد يشك بان ناسا ابرياء فقدوا حياتهم خلالها، وهو لا يزال يمارس سطواته لكن بكثير من الانضباط والاحتراف، وبما هو اهم من ذلك (انتباه) إذ يوزع (ابو محمد) اموالا طائلة على المحتاجين من ابناء الحي ويقيم ولائم باذخة في الشارع المحاذي لمنزله يحضر بعضها شيوخ وافندية يشار لهم بالبنان، وتنتشر في الحي روايات يوثقها اصحابها بالصوت والصورة عن مآثر مالية للرجل يهب فيها سيارات لبعض ابناء الحي ويغطي نفقات زواج لبعضهم ويقوم بأفضال الدفن واقامة مجالس العزاء لمن لا يستقوي على فجيعة موت تلمّ بواحد من اسرته.
في مقهى صغير يقدم الشاي الاسود وعلب المشروبات الغازية المستوردة باسم (كازينو السعادة) قال لي (سيد احمد) يمتدح ابن حيهم (ابو محمد) ان البعض يحسده (الحسد حرام) ويبحبش عنه المعلومات ومصادر رزقه، ويحرفها، وينشرها بين الناس (حرام) لكن ابو محمد (يضيف صاحبنا) يرد على اولئك بالاحسان، بل انه يشغّل بعضهم، ويمنّ عليهم بالمكرمات علنا امام الناس. انه، خطيّة، يوزع كل ما يحصل عليه الى الفقراء.. بعد شيريدون؟” ثم يخفّض صوته ليقول: “ابو محمد خطف قبل 4سنوات اثنين من الزناكين، قتل احدهم وسلم الثاني لقاء مبلغ كبير، هو الثروة التي تراها امامك”.
اعرف ان مثل هذا يحدث في كثير من الدول، وبخاصة في تلك التي تخوّض في الاضطرابات والحروب والفلتانات الامنية، لكن لا اعرف إلا القليل ممن يسرق ويحتال ويختطف ويقتل ليوزع “رزقه” على غيره قرامطة البحرين والاحساء الساخطين، او ما قرأناه عن “روبن هود” الشخصية الانكليزية الخيالية من القرون الوسطى الذي كان يقيم في غابة شيروود بانكلترا، يغير منها على قصور الاثرياء، ينهبها، ثم يوزع المنهوبات على الفقراء، وكان موضوعا لاكثر من مائة نص شعري ومسرحي وسينمي.. وشاهدت مؤخرا اوبراسا حرة عنه .
ترى، لماذا لا تبادر احدى الفرق الفنية العراقية الى تاليف وعرض اوبرا عن مآثر (ابو محمد) الانسانية.. جدا؟.

***
اليوم هو الجمعة 25/4 وشارع الرشيد يستيقظ متأخرا تحت نثار مطر خفيف من ليلة فائتة شاء ان ينسحب مبكرا امام اشعة شمس مشاكسة، ومن اول خطوة مما كان في الذاكرة قبل ثلاثين سنة بحثت من المدخل الشمالي للشارع عن محلات القيماقجي من اليمين ومطعم السولاف من الشمال فلم اجد لهما اثر، باستثناء عطفات حديد صدئة وعتبات سمنت لم تصمد حيال استحقاقات الايام العاصفة وزحف الازبال من كل جانب، لكن ثمة بهاء قديم يفتحه لك، في لحظة حميمة آسية تشكيل من شارع لا يزال يتمسك بروحه ومروياته وشناشيل ومحال واعمدة رصينة وابواب وسلطانات قاومت الانطفاء والتزاحم.
هذا مبنى سينما السندباد متربص خلف معازل كبيرة من الخشب، وعلى خطوات لا ادري اين قرات انه كان يوما مشفى كبير بناه عضد الدولة العام 982 ميلادية وكان احد المعالم الحية للعاصمة التاريخية غير ان ابن بطوطة، حين قصده عام 1327 وجده خربا ومرتعا للكلاب السائبة، وعلى مرمى نظر عبرت الشارع جوقة من الكلاب شقتها سيارة شرطة واهابت بها ان تلوذ في عطفة كانت تفضي الى سينما الخيام ومحلات باجة وصالونات حلاقة يوما.
سريعا جاءت مقهى المربعة. نفس السياج الحديدي باللون الازرق الذي كنا قبل اربعين سنة ، نصفّ الكراسي لصقه بانتظار موعد عرض فيلم الام في سينما الشعب المجاورة. كل معلم قديم بقيت منه علامة تحرّض على العبور ولا اقول العودة (لا احب كلمة العودة) الى مرميات في الذاكرة. مركز شرطة سيد سلطان علي الذي اعتقلتنا الشرطة فيه، انا واثنين من زملائي في دار المعلمين، وكثيرين، قبل ما يزيد على اربعين سنة، بتهمة التحشد لدعم ثورة الجزائر، واطلقتنا بعد ان فشلت محاولات التظاهر.
من تقاطع ساحة الوثية، تدخل شارع النهر الذي بدا ضيقا، ضيقا، فيما صورته في الذاكرة اوسع من ذلك، لكن ياقوت الحموي كان يشير في معجم البلدان الى احتجاج المنصور على ضيق بعض شوارع بغداد، والبغدادي القديم كان يجد حميمية في المكان الاكثر ضيقا كما كان يشير الزيات في ذكرياته عن بغداد الثلاثينات. اين محلات الصاغة؟ اين متاجر المودة والازياء والعطور؟ انها تقلصت الى محال صغيرة محصنة وراء ابواب حديدية، ربما يسهل على اصحابها، بذلك، اتقاء التفجيرات او غارات اللصوص.
رجل بسدارة بغدادية قبض علي حائرا في البحث عن مكان، قال: تفضل، من تبحث؟ قلت عن خان كان هنا يوما؟ قال، امش قليلا انه خان الدفتردار، تجد بقاياه في عمارة شيدت عليه باسم عمارة الدفتردار.
شددت على يد صاحب السدارة: قلت له: ابحث عن شارع المستنصر. قال: كان زمان.. قلت: ابحث عن محل كان يضع صورة كبيرة للزعيم على الواجهة. قال: كان زمان، حبيبي.
وفي الاسواق، وفيما عاشت بغداد ايام انفجارات مروعة، ومفاجئة، كان ثمة حذر تجده في عيون الباعة والجمهور معا. كتب احدهم على باب محله الموصود في الشواكة “اليوم وغدا مغلق” وثمة في اسواق اخرى العديد من المحال اغلقها اصحابها خشية محذور التفجيرات التي اخذت مسارا واضحا باستهداف الاحياء التي تسكنها اغلبية من اتباع الطائفة الشيعية، لكن حشود الاسواق من المتبضعين لم تتراجع، كما احسب، سوى ان انفعالا وحذرا وعلائم ترقب تتبدى على الوجوه وفي سرعة الحركة. الكل يركض “مستعجل” ويتقافز فوق بعضه: العربات والسيارات والنساء واصوات الباعة المبحوحة.
في شارع الكرادة داخل قال لي بائع كباب وكان الوقت صباحا “الله يسترنا اليوم” وفي المساء سمعته يقول “الله يسترنا من باجر” قلت له: ارى ان الناس لا تخاف، فضحك بما يشبه المرارة مخلوطة بيأس هامسا: النار جوّة. وفي السيارة قال لي سائق التاكسي: والله عمي لم ارسل الاولاد اليوم الى المدارس. قلت له، وانا اعرف الجواب: وانت لماذا لم تبق معهم في البيت؟ ضرب المقود صائحا: ومنين نعيش؟ اذا يوم واحد ما اشتغل يعني ماكو خبز.. صدقني.
السؤال الاستفزازي بالنسبة للمواطن هو “من قام بهذه التفجيرات؟ “ اكثر من واحد كنت اتعمد سؤاله كان يقول لي: متروح تسأل الحكومة” ويضيف “واحد يجرّ بالطول وواحد يجر بالعرض” لكن سرعان ما تتعرف على الكراهية والاحتقار حيال اولئك الانتحاريين والذين يقومون بتفجير العبوات والسيارات المفخخة ومن يقف وراؤهم من خلال العبارات المتوترة والغاضبة التي يطلقها المواطن رغم انه لا يعرف هوياتهم بعد “والله لو اعطوني واحد منهم لقطعته وصلة وصلة” قال لي مواطن كان يبيع الرقي على قارعة الطريق.
الشرطة والمفارز والسيطرات ونقاط التفتيش انتقلت من الاسترخاء الى التشديدات بالغة الصرامة، لكن الاسترخاء تحمل المواطن نتائجه الكارثية، فيما التشديد يدفع ثمنه هذا المواطن باهظا.. واستطيع القول، ان البعض (اقول البعض) من اجراءات التشديد في الشارع لا تعدو عن كونها تدابير استعراضية لا تفسير امنيا لها باستثناء الايحاء بالاستنفار وخطورة الوضع، وفي احد تلك السيطرات كان رجل الامن يمسك ورقة ويطابق معها ارقام السيارات المارة التي تتوقف حتى يبرئها من ظنة الشبهة في حين تتكدس خلفها المئات من السيارات والشاحنات بانتظار الفرج من حاجز ضيّق لايسمح بالمرور لاكثر من سيارة واحدة. احتج سائق يحمل امرأة مريضة على هذا التاخير فرد الرجل المعبأ بملابس القتال من تحت شمس قاسية “حبيبي اوامر.. شبيدي؟” فتقع الكلمات، عميقة اللطف والصدق والحميمية، في موضع الرضا فتشيع سماحة وصبرا بين بشر طالت سماحتهم، واستطال صبرهم.

***
أتهرب، في غالب الاحيان من السؤال: “كيف وجدتَ المزاج العام للعراقيين؟” الى ملاحظات عمومية، ذلك لأن قياسات الرأي العام واتجاهاته وفاعلياته وردود افعاله وتكوّن مواقفه تُعدّ من اعقد مهمات المحللين والمؤرخين والمختصين في علم الاجتماع، في حين تتعقد المهمة امامهم اكثر فاكثر حيال مجتمعات(مثل المجتمع العراقي) عاشت اضطرابات دينية وعنصرية ومعيشية مديدة وخاضت حروبا طاحنة، ومهلكة، مع نفسها ومع غيرها، ومرت في عزلة طويلة، وقهر، وقطيعة مع العالم واحداثه وتحولاته.
اقول، اتهرب من هذا السؤال الى تبسيطات سريعة، ازاول فيها، احيانا، ما يزاوله السائح حين يَعتبر حوارا عابرا مع سائق تاكسي بمثابة مصدر او حقيقة عما جرى ويجري في هذا البلد، لكن، وفي كل مرة، احلّ فيها شهورا في وطني، اهرع الى ما اعتبره المجسّ الاول لمزاج العراقيين، وهو وجوه المارة من الرجال والنساء والاطفال، من الشباب المهمومين والمتطلعين. وجوه رجال الشرطة وباعة الفواكه والخضر وروّاد مقاهي الرصيف. وجوه مثقفين يبحثون عن مكانهم في ما يجرى ومسؤوليتهم عما جرى يجري. وجوه اولئك المتنعمين والمحميين والمتخفين وراءالزجاج المظلل، والمهم، تلك الوجوه التي تقف في طوابير طويلة بانتظار ان تصل الى شباك موظف او ان تصل الى معبر امني الى المجهول.
وجوه تقول لك اشياء كثيرة، وتفصح عن قوة شكيمتها. مذلاتها. صبواتها، وتفيض بخليط من الالفة والعتب والريبة والصبر والاباء والذل والتشبث الاسطوري بالحياة، وهي في كل مرة، شهور بعد شهور، تحرر رسائل جديدة عما تكابده او ما تحلم به، ولا تبخل على المتملي بها، المشغول معها في المحنة، المنتسب لانتصاراتها وهزائمها في الافصاح عن اسرارها ومزاجها، لكن ثمة الكثير مما اقرأه في تلك الوجوه احتفظ به في دفاتري، واحيانا (اقول احيانا) اغامر في الاعلان عن بعض عناوينه ومفرداته.
وقفت في طوابير طويلة، وتحت شمس ظهيرة نيسان ومايس وحزيران، وطوال سنتين، في باحات مكاتب وزارة الهجرة والمهجرين، وامام شباك في المجلس البلدي لحي المشتل، وقبالة مدخل دائرة نفوس المحمودية، وعند سيطرات المنطقة الخضراء، وما تبقى من مستشفى الكاظمية، وعلى عتبة مديرية تربية الكرخ الثالثة، وفي طوابير من الرجال امام مفارز التفتيش في اطراف كربلاء، وفي طوابير اخرى في مدخل مطار بغداد بانتظار ان تقوم الكلاب البوليسية بواجب ترخيص مرور الحقائب، وفي طابور (لن انساه) كان ضحاياه ينتظرون لساعتين مرور ركب احد المسؤولين.. كان الاحتجاج الوحيد، الذي بقي في ذاكرتي قد سجل باسم طفل لم يكف عن البكاء طوال الوقت.


اقول، كل مرة، ومع مجريات الصراع يتغير (وقد يتقلب) مزاج العراقيين، لكن باتجاه حالة من الاسترخاء ومن التعايش مع الازمات، فوق انهم صاروا اكثر التصاقا بالسياسة، ليس بوصفها نظريات او (حجي صالونات) او ثرثرة في شؤون الامم المتحدة، لكنها كأمر يخص حياتهم إذ تتهدد على مدار الساعة من بوابة السياسة وعواصفها واستحقاقاتها.
في حالات الغضب وتحت ضغوط التفجيرات والحوادث الامنية المتلاحقة واجراءات التفتيش والتأخير وارتفاع الاسعار الجنوني والعزلة والمهانة والمكابرة تفلت من افئدة العراقيين الكثير من الصرخات والاحتجاجات المدوية وقد تتخذ شكل افكار فانتازية او دعوات فوضوية فاقدة الصبر، وهي في مجملها نزيهة، انسانية، جارحة وصادقة في ذات الوقت.
مراسل للبي بي سي كتب مرة ان شابا عراقيا عرض عليه منزل والده مقابل ان يسهل هروبه الى العالم الاخر، وحين اعتذر له عن ذلك، قال الشاب "تحيرونني ايها الاجانب. أي شئ يغريكم بهذه البلاد التعبانة" وطبعا لم يقتنع العراقي بان المناطق الساخنة في العالم(مثل العراق وافغانستان وغزة) هي الساحة المغرية بالنسبة للمراسلين والصحفيين.
وحين تكون مغتربا وتعود الى بغداد تسمع الكثير من هذا الكلام. قال لي كاتب عرائض قرب وزارة الخارجية(كان يلوذ بظل ظهيرة ضيّق) بعد ان اعطيته جواز سفري الاجنبي ليسجل معلوماته على طلب تصديق "ماذا اتى بك الى هذه البلاد المحترقة؟" قلت له: "الوطن يا عم" فضحك مبحلقا بي كمن يبحلق في لامعقول، قال وعدم القناعة بادية على وجهه "العفو.." وفي دائرة تعود الى محافظة بغداد دعاني موظف مهذب الى كرسي ريثما تنتهي معاملتي، قال بعد ان عرف اني مغترب عائد: "كم تقدّر عمري؟" قلت "بالثلاثين" قال "هل تصدق اني لم اركب طيارة طوال حياتي.. اليس هذا ظلم؟" قلت لأخفف عليه: "وماذا في الامر. الكثير من الاوربيين لم يستقلوا طائرات في حياتهم".
الامر لا يتعلق بالوطنية، انها المرارة اليومية مما يحدث، وربما لاسباب تتعلق بالمفارقة المرة التي يعيشها العراقيون باسمرار: بين حالهم الملتبس والمتوتر، من جهة، واحوال الطبقة الجديدة التي تستحوذ على الامتيازات والفرص من جهة ثانية، فعلى احد جدران حي بغداد الجديدة ثمة كتابة بالدهان الازرق الصارخ تقول: "ذهب الطاغية الى جهنم.. فلا تعضوا (قد يقصدون تعظوا من عظة) باخلاقه" وقبالة الجدران وقف اثنان من الشبان يتهجأون الشعار فحاروا عند كلمة "فلا تعضوا " سأل الاول عن معناها فقال الثاني على الفور "يعني لا تعضّوا بعضكم بعضا" فرد الاول "خلي يعضون بعضهم، بس لا يعضونا".
ـــــــــــــــــ
كلام مفيد:
“انه من المتعة ان تفعل المستحيل”.
والت ديزني









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات