الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الإعلام في محاربة الفساد

مهدي زاير جاسم

2009 / 5 / 12
الادارة و الاقتصاد


لا يمكن الحديث عن محاربة الفساد دون وجود صحافة حرة،حيث إن تمتع وسائل الإعلام بحرية التعبير يمكنها من المشاركة بفاعلية في عملية المحاسبة والمساءلة ونشر الشفافية وتمثيل مصالح المواطنين والدفاع عنها، إضافة إلى فضح حالات الفساد التي تهدد مصير أبناء المجتمع ومستقبل التنمية في بلدانهم.

وما زال سؤال ملكية وسائل الإعلام في العالم مفتوحاً دون إجابة نهائية ، ففي أغلب هذه البلدان تفرض الدولة احتكاراً كاملاً على الوسائل المسموعة والمرئية ، بينما يبدو الأمر أقل تقييداً بالنسبة للصحافة المكتوبة ،ولكن هذه السلطة إذا لم تكن تملك الصحف أو وسائل الإعلام الأخرى عملياً فهي تملكها لأشخاص أو جهات مقربة منها ، وفي حال ظهور وسيلة إعلامية خاصة تحاول توسيع هامش استقلاليتها فهي تلاقي أنواعاً مختلفة من التضييق الحكومي،علماً أنه تم تسجيل ظهور واختفاء صحف كثيرة من هذا النوع خلال السنوات الأخيرة .

وفي كثير من البلدان العربية تعمل الدولة على احتكار الإعلام والحد من حرية الصحافة ودورها في غرس قيم الثقافة المدنية وتطورها للمساهمة في تكوين رأي عام مقاوم للفساد.والصحافة تُعَدُّ من المفردات المهمة في عملية المراقبة ،حيث يمكن لبعض وسائل الإعلام أن تصبح من الآليات المهمة للمشاركة الشعبية والنزاهة والمساءلة وتمثيل مصالح الناس ، كما يمكنها جمع المعلومات ورصد الانتهاكات المتعلقة بالفساد في قضايا بعينها.

ولا يمكن تصور الوصول إلى إعلام حر من دون دعم من قوى المجتمع المدني ، لذا ينبغي تحفيز هذه القوى على خوض معركة الإعلام لما فيه من خير لصالح الجميع ، فالمجتمع المدني القائم على أسس ديمقراطية نزيهة وفاعلة لتطوير المجتمع هو الحليف الأول للإعلام الحر،وهو الذي يجب أن يزرع الجرأة عند الصحفيين للمواجهة ، وأن يقوم بدور الدفاع عن هؤلاء الذين يتعرضون للقمع ، وأن يتبنى حملات لتغيير القوانين المقيدة للحريات الصحافية،وهو أقدر،بحكم مصلحته واتساعه،على توظيف وسائل الإعلام في معركة مواجهة الفساد.

وعندما نتحدث عن الإعلام ودوره في مواجهة الفساد، يستلزم الأمر منا التطرق إلى الإعلام البديل أو المتعارف عليه "بشبكة الانترنت" حيث إنه بفضل هذه الوسيلة الإعلامية أصبحت قوى فقيرة مالياً،ولكنها فاعلة اجتماعياً وناشطة في الشأن العام ،أن تصل إلى مئات الآلاف ،وقد يزيد، من القراء وطرح مواقفها بسهولة ويسر.


لذلك علينا القيام بعملية مراجعة شاملة للقوانين المختلفة المتعلقة بتقييد الحريات، وإلغاء قوانين المطبوعات المقيدة للحريات، وتبني حملات وطنية لإقرار قانون حرية الوصول إلى المعلومات ، والقيام بحملات توعية للمجتمع المدني بضرورة حرية الصحافة، وبالتالي خوض معركتها ، لكونهما يمثلان حلفاً واحداً ، و حث القطاع الخاص على إصدار الصحف لكونها خط دفاع مهماً ضد الفساد الذي يشوِّه العملية الاقتصادية ويوجهها نحو الاحتكار، والربح غير المشروع في كثير من الأحيان ، الحث على تأسيس نقابات وتجمعات تدافع عن الصحفيين وتقوم بالتعاون المشترك بين النقابات العربية والأجنبية في هذا الأمر.

ونعتقد أن إعطاء دور اكبر للإعلام في محاربة الفساد من خلال الترويج للصحافة الاستقصائية بوصفها الأهم في فضح قضايا الفساد في المجتمع. والعمل على إقناع المؤسسات الصحافية بتخصيص صفحات لمتابعة قضايا الفساد،وحث مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على دعم صحف متخصصة في محاربة الفساد. تخصيص جوائز سنوية لأحسن موضوعات عن محاربة الفساد، أو لأشخاص يحاربون الفساد، ويتفرغون لمواجهة هذا الوباء الذي يفكك المجتمع ويسبب نتائج مريعة لكافة مجالاته وقطاعاته، و عقد دورات لتدريب الصحافيين على الصحافة الاستقصائية المتخصصة وسبل كشف قضايا الفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد مهدي
غالب الدعمي ( 2009 / 5 / 11 - 20:21 )
أن لادولة تحترم القانون والنظام ولا دولة تحارب الفساد مالم تحترم فيها اصحاب الراي والحرية ويسمح للسلطة الرايعة بممارسة دورها الرقابي ، وان الدول والحكومات التي تريد لنفسها الامتداد والاستمرار لابد لها ان تحترم الاعلام والاعلاميين وتسمع منهم وتدعمهم ، كما اؤشر هنا اننا بحاجة الى صحافة مسؤولة لبناء البلد تبتعد عن التشهير واضعاف سلطة الدولة من خلالر نشر وتداول المعلومات غير الدقيقة عن واقع الفساد في العراق ولكن على الصحالفة ان لاتغفل الحقائق بل ان نشرها هو فيه قصاص من المفسدين


2 - كلمة
سلمان النقاش ( 2009 / 5 / 12 - 09:15 )
استاذ مهدي .. يشهد العراق اليوم اكبر فوضى صحفية واعلامية عبر تاريخه الحديث اضافة الى ما تتيحه شبكة الانترنيت من امكانية ارى اننا نستطيع تلمسها بدليل ما كتبته انت وتعليقي عليه
الاعلام المتطور شأنه شأن كافة النشاطات الاجتماعية الاخرى يخضع تماما الى مستوى المنحنى الذي يتحرك ازاءه اي مجتمع فلا نستغرب ابدا حين نرى كيف يستطيع النشاط الاعلامي في بلد يقف في اعلى هذا المنحنى ان يحرك القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسلوكي بشكل فعال ومنتج ويؤدي الى حراك اخر باتجاه التقدم .. برغم ان المؤسسات الاعلامية الكبيرة اليوم باتت لا تختلف كثيرا عن الشركات والمؤسسات بل حتى الاحتكارات التي توظف راسمال ضخم في سبيل المردود المادي لكن مع الاسف ان النشاط الاعلامي يسير باتجاهين متعاكسين وفقا لطبيعة المجتمع ومستوى وجوده على المنحنى الذي ذكرت
الامر لا يخص النشاط الاعلامي وحده في مسألة الحد من ظاهرة الفساد في مجتمعاتنا فالاعلام يتشكل كنتيجة للكيفية التي تدار بها مصالح قوى المجتمع فكلما ترسخت ثقافة العمل المنتج اجتماعيا لا طفيليا كلما اصبحت الازاحات اكثر فاعلية للنشاط الاعلامي التابع لهكذا نمط من الحراك الاجتماعي واعني به هنا النشاط الطفيلي

اخر الافلام

.. عيار 21 الآن..أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو 2024


.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي




.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟


.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم




.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى