الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في تصريح مشعل

عزام يونس الحملاوى

2009 / 5 / 12
القضية الفلسطينية


لم يتفا جئ الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني بتصريحات مشعل الأخيرة حول وقف إطلاق الصواريخ وميثاق حماس والتهدئة مع إسرائيل ,فمن بعد انقلاب حماس في غزة بدأت حماس تبحث عن مرحلة ما بعد الانقلاب وهي الاعتراف بحركة حماس من قبل العالم العربي والغربي وأمريكا كحركة سياسية وبدأت باتصالات حثيثة عبر وسطاء في أوروبا ولكنها لم تتوج بأي نتيجة ايجابية.وهنا أدركت حماس بأن هذه الطريقة عقيمة ويجب البحث عن طرق تؤدي إلي نتائج أكثر ايجابية للحركة فما كان هناك إلا تقديم وثيقة أحمد يوسف الشهيرة والتي لم تسفر عن أي شئ وعندها أنكرت حماس تلك الوثيقة.
وعندما بدأت الأحداث تتلاحق كانت حماس تحاول جاهدة إيجاد مدخل سياسي لها ولكنها اصطدمت بأمريكا والدول الغربية والذين طالبوها بالاعتراف بشروط الرباعية ولكن حماس رفضت ذلك لعدة أسباب في ذلك الوقت منها عدم موافقة إيران وسوريا وكذلك تضارب هذا الاعتراف ببرنامجها السياسي والذي لو تنازلت عنه سيكون البداية لتدمير ميثاقها مرة واحدة وبهذا تفقد التعاطف الموجود لها عند بعض شعوب الدول العربية.
وبعد ذلك عاودت حماس الكرة مرة ثانية وأرسلت رسالة إلي الرئيس الأمريكي أوباما عن طريق السفارة الأمريكية وتركت الرسالة بالسفارة ولم تصل إلي الرئيس الأمريكي وكان هذا ردا علي حماس بأن الطريق إلي أمريكا معروف وهو عن طريق شروط الرباعية .
وجاءت مقابلة كارتر الشهيرة مع مشعل في سوريا ولم يتذكر الأخ خالد مشعل بأن الرئيس جيمي كارتر لم يستطع إن يقدم لفلسطين وشعبها شيئا حين كان رئيسا لأمريكا فما بالك اليوم؟ ولكن هذا من حق مشعل وحركته مقتديا بقول الله عز وجل"وان جنحوا للسلم فاجنح لهم" ولم تسفر هذه المقابلات عن شئ بعد ذلك.
وعلي الرغم من ذلك ظلت إشارات الغزل قائمة بين مشعل والولايات المتحدة وأهمها عندما صرح مشعل" لاأحد يقدر علي ضبط الأمن في غزة أكثر من حماس" واليوم أصبحت حماس متأكدة أكثر من أي وقت مضي بان الوقت يمر بسرعة وعليها وضع موطئ قدم لها في الحركة السياسية حتى تنال الاعتراف والشرعية خاصة وان علاقا تها مع الدول العربية شبه معدومة باستثناء قطر-سوريا- السودان – والدولة الفارسية إيران وحتي علي الصعيد الفلسطيني الداخلي فعلاقاتها مع كافة الفصائل فقط مقتصرة علي التنسيق الذي يجري كل فترة وأخري
إن ما أربك حماس أكثر تصريحات الأسد حول حماس وحزب الله وعدم السماح لهما بالمقاومة عن طريق الجولان وهنا أدركت حماس إن علاقاتها مع سوريا لن تعمر طويلا وخاصة بعد الانفراج النسبي لسوريا في علاقاتها مع أمريكا وأن سوريا فقط تستخدمهم لتنفيذ أهدافها التي تخدم مصالح بلادها وسرعان ماتناقلت الأخبار طلب الأسد من حماس البحث عن مقر لها خارج سوريا وهنا أدركت حماس بأنها سوف تخسر مركز ثقل لها وهي دمشق حيث ماتسمي بفصائل الممانعة موجودة هناك وبرحيلها عن دمشق ستخسر أكثر المواقع انطلاقا لتحقيق أهدافها .وكان قبلها نجاد قد أعلن موافقته علي إقامة الدولتين وكعادته قدم الغزل والمديح للسياسة الأمريكية والإسرائيلية ولم نسمع أي تعليق من قبل قيادة حماس .
ومن هنا بدأ الغزل من خالد مشعل يزداد أكثر فأكثر عبر تصريحاته فكان تصريحه الشهير الذي ذكر في البداية بالإضافة إلي المديح الدائم برئيس الولايات المتحدة اعتقادا من مشعل بأن مثل هذه التصريحات يمكن أن تغير من سياسة أمريكا تجاه حماس أن سياسات الدول تبني علي المديح والغزل والنوايا الطيبة
بعد ذلك قامت حركة حماس بنفي هذا التصريح كعادة الرؤساء والملوك العرب"اليوم نصرح وغدا ننفي" وهذا يدل علي أن التصريح كان بمثابة جس نبض وإحساس الشارع الفلسطيني الذي أبدي دهشته واستغرابه من هذا التصريح حيث كانت حماس تعتبر أن المفاوضات مع إسرائيل وأمريكا بمثابة انهزام واستسلام وخيانة وتنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى في حوار القاهرة رفضت حماس كلمة "التزام" الموقعة في الاتفاقيات واستبدالها بكلمة "احترام"وقالت إن هذا التصريح كان فقط لكشف حقيقة إسرائيل وتعريتها أمام العالم في حين أنه عندما كان يحصل ذلك من حكومة أبو مازن كانت حماس تتذرع وتهاجم بأن إسرائيل ليست بحاجة لكشفها وأن جرائمها خير دليل علي ذلك وإسرائيل ليست بحاجة إلي مبررات لجرائمها فمبرراتها جاهزة .
أما التنسيق الذي يجري هذه الأيام بين إسرائيل وحماس علي صعيد الصحة والإدارة المدنية فهذا لصالح الشعب علي عكس الماضي كان خيانة .
وهنا نطرح هذا السؤال إذا كان كل هذا يحدث :لماذا حصل الانقلاب والحصار والحرب علي غزةاذا أرادت حماس التنسيق مع العدو وأمريكا وأرادت الخوض في العمل السياسي ؟أما كان من الأفضل أن نوفر هذا العناء علي أنفسنا !!
يجب علي حماس إن تختار فإذا أرادت العمل السياسي فالطريق واضحة وقصيرة وهي الاعتراف بشروط الرباعية أما إذا أرادت أن تظل حركة مقاومة فقط فعليها أن تكون أكثر ايجابية في حوار القاهرة وان تجد القواسم المشتركة مع الفصائل الفلسطينية لإخراج شعبنا من هذا الظلام الدامس حتى يستطيع الشعب الفلسطيني التفرغ لقضيته المركزية والقدس .
علي حماس أن تحدد ماتريد بوضوح في حوار القاهرة لعل وعسي أن يصلوا إلي شئ يخفف العذاب عن هذا الشعب المنكوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10. June 2024


.. الانـتـخـابـات الأوروبـيـة: مـن سـيـحـكـم فـرنـسـا؟ • فرانس




.. -صفعة- عمرو دياب تتصدر المشهد وليدي غاغا تنفي شائعة حملها..


.. هل تكون مقامرة ماكرون.. جائزة لبوتين؟| #التاسعة




.. صفعة عمرو دياب.. بين القضاء وتوقعات -ليلي عبد اللطيف-!| #منص