الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب إبادة الخنازير جريمة قومية

سامي المصري

2009 / 5 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


للمشكلة خمسة أبعاد:
حكومة متآمرة على شعب ممزق
استعمار أجنبي يبتز كل خيرات مصر ويترك الشعب جائعا
إعلام فاسد عميل يغطي على جرائم الحكومة ببجاحة لا تقبل الخجل
إدارة كنسية فاسدة متواطئة ترتع وتترع في مفاسدها وتغنم من محن الشعب
شعب محبط مغيب بالمخدر الديني استمرأ الهوان والذل والعبودية

أولا: حكومة متآمرة على شعب ممزق
• في ظل أزمة اقتصادية عالمية، لها آثارها الخطيرة على مصر
• وفي ظل اقتصاد مصري بلغ إلى الحد الأقصى من التدهور والخلل، مما حول 90% من الشعب المصري إلى حد الفقر أو ما دونه من بينهم أطباء، بفضل فساد حكومي متنامي يسعى بلا توقف لإفقار هذا الشعب.
• وفي ظل عصر ظهرت فيه العشوائيات وسكن الناس المقابر بأعداد مهولة حيث أن الدخول لا تسمح بأي حال لتوفر السكن الآدمي لتلك الأعداد الكبيرة من المصريين.
• وفي ظل حالة من ارتفاع الأسعار المتزايد بشكل مخيف مع انعدام الموارد وانخفاض المرتبات الحكومية إلى ما يقل كثيرا عن الحد الأدنى العالمي لمعيشة الإنسان.
• وفي ظل زيادة ارتفاع البطالة، مع الفشل الحكومي الكامل في إنقاذ الموقف بخلق فرص عمل، مما دفع بشباب مصر أن يلقوا بأنفسهم في مراكب الموت للهرب من وضع كارثي لا يجدوا فيه الحد الأدنى لإمكانية الحياة الكريمة.

في ظل كل هذه الظروف معا، ترتكب حكومة مصر جريمة بشعة لزيادة إفقار الشعب المصري وتحويل ما يزيد عن مليون شخص معظمهم من الأقباط إلى متسولين. الحكومة المصرية تدمر رأس مال أكثر من مليون شخص!!! قيام حكومة مصر الرشيدة بتدمير ثروة مصر القومية في تلك الظروف المستحيلة، يعتبر خيانة عظمى، وجريمة بشعة، لا يمكن أن يبررها أي سبب، مما يستوجب إعادة تشكيل محكمة الشعب لمحاكمة الخونة من المسئولين.

القرار الكارثي الذي تقرر في لحظات بطريقة عبثية غير مدروسة، مدفوعا بمشاعر التعصب الوهابي، والكراهية والانتقام من الأقباط، والمغلف بفكر ديني سلفي، لن يؤثر على الأقباط وحدهم بل على اقتصاد مصر كلها بشكل مروِّع، مما يضيف لمحنة الشعب المصري ثقلا لم يدرس بعد مداه وأبعاده المخيفة على الاقتصاد المصري، وعلى الأسعار التي سترتفع بشكل جنوني خاصة أسعر اللحوم بأنواعها.

ليست هذه هي المرة الأولي التي تقوم فيها حكومة مصر بعمل تخريبي لا إنساني ضد شعب مصر من؛ استيراد الأسمدة المسرطنة مع حماية الدولة للمجرمين، إلى تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بأسعار رمزية بينما الشعب بتضور جوعا، إلي بيع ثروات الشعب ومصادر إنتاجه للأجنبي ليحقق أرباح خيالية من دم الشعب، إلي تهريب الأموال للخارج وغسيل الأموال والحكومة تغض الطرف عن المجرمين العابثين بالثروة القومية لتعطيهم الفرصة للهرب، إلى بيع الأعضاء البشرية فتحول الإنسان المصري العظيم صانع الحضارة الفاخرة لقطع غيار بشرية تباع لجهلة أثرياء الأرض من سعوديين وعرب وأتراك، إلى مذلة الإنسان المصري تحت حكم بوليسي إرهابي في الداخل، أو تحت غربة مخيفة عن الوطن غير مأمونة العواقب في الخارج، دون سند حكومي لشعب يتجرع مرارة المعاناة. إلخ ... إلخ ... إلخ.

وفي تلك الظروف الشنيعة يحدثنا رئيس الحكومة بشخصه، ومن خلال لجنة سياساته، وبكل فخر عن ثمار الإنتاج، بلا أثر للخجل لما اقترفته حكومته من جرائم ضد الشعب الطيب!!!!! واليوم تقوم الحكومة بتخريب الإنتاج تحت شعارات وهابية مخدرة للعقول البلهاء ليتقبل الشعب المغيب ضربة جديدة قاسمة لاقتصاده بيد حكومته حتى يزداد الشعب جوعا وعوزا.

ثانيا: استعمار أجنبي يبتز كل خيرات مصر ويترك الشعب جائعا:
لم تكن هناك فترة في تاريخ مصر إلا وكان هناك فيها استعمار أجنبي يجسم على صدر مصر باستثناء زمن عبد الناصر. فبعد عبد الناصر استعاد الاستعمار سطوته على مصر بصورة جديدة أكثر شراسة على يد الرئيس المؤمن محمد أنور السادات، ثم تنامى واستشرى في عصر الرئيس حسني مبارك. كان الاستعمار القديم استعمار ظاهر بجنود وقوات ومدرعات لها تكاليف باهظة، كل ذلك ليضمن المستعمر تدفق أموال مصر إليه، أما اليوم فالأمر لم يعد يكلف المستعمر كل تلك التكاليف، إذ تحول الاستعمار لمجرد شركات وبنوك أجنبية تبتز مصر وتستنزف كل إمكانياتها الاقتصادية، وتترك الشعب جائعا عاريا. الحكومة المصرية أصبحت اليوم هي سمسار الاستعمار الأجنبي فكل مسئول حكومي وكل وزير لا هم له سوى اجتذاب رأس المال الأجنبي ليحقق أكبر قدرا من الثراء الشخصي، في نفس الوقت يضمن تدفق الموارد، وثروة مصر القومية للمستعمر الجديد، دون إيجاد أي فرصة للتنمية الحقيقية للموارد الموقوفة على المستعمر. وبالتالي قلت فرص العمل، فانحسر خير مصر عن شعبها، ليسلم ليد المستثمر أي المستعمر الجديد. لقد صار المصري غريبا في بلده فمصر هي البلد الوحيد على الأرض التي يجد الأجنبي فيها تميزا عن الوطني المصري!!!! لم يعد للمستعمر جنسية واحدة بل هو متعدد الجنسيات، أوربي، أمريكي، أسيوي، عربي كل حسب قدراته على ابتزاز مصر. ولعل من أبرز تلك الصور الاستعمار الوهابي السعودي لمصر الذي يُصدَِر لمصر الإرهاب والتخلف الفكري، بعد أن يبتز خيرات وإمكانيات مصر الحضارية.

المواطن المصري الذي يهرب من بلده حيث لا يجد فيها أي شكل من الأمان تحت وطأة الاستعمار البشع والحكم البوليسي الإرهابي مما رخص ثمنه بالخارج. الإنسان المصري صانع الحضارة البناء لكل الدول العربية وصانع شكلها ورونقها الحضاري (خارجيا فقط) هو نفسه الذي يُجلد في سجون المستعمر السعودي، دون اهتمام من الدولة!!! المرأة العاملة المصرية تحت نظام الكفيل تذل في السعودية، بينما السعودي الجاهل أصبح سيدا في مصر، ومالكا لمدن كاملة وصاحب شركات ومستثمر يبتز خيرات مصر، يحضر إليها ليمارس كل عهر وفساد، ليس فقط بالاعتداء على النساء بل والرجال أيضا واللواط. السعودي الذي كان يعيش في شظف القفار، ويتلقى المعونة السنوية من مصر من خلال المحمل نسي أصله وتاريخه وتناسى من الذي رقاه وحضَّره، فيتفنن في ِإذلال البطل المصري الذي أخذ بيده. والذنب كله هو ذنب الحكومة المصرية التي رخَّصت الإنسان المصري الغالي والثمين.

ما علاقة ذلك بذبح الخنازير وإبادة ثروة مصر. لن أتعجب أن أري السادة الحكام الذين اصدروا قرار المذبحة تحت تأثير شعارات وهابية أن يصيروا أنفسهم المحتكرون لاستيراد لحم الخنزير لمصر، لسد احتياجات السوق، لكن بأسعار فلكية قد تصل لعشرة أضعاف السعر الحالي، بعد أن يكون قد دمر مصدر الرزق لأكثر من مليون مصري. ولعلهمه يكتشفوا شركة أجنبية جديدة تقوم باستيراد وتربية الخنازير في مصر والتعامل مع الزبالة. ليس ذلك جديدا، فلقد سبق للحكومة أن قامت بعمل تخريبي في دلك المجال بأن أحضرت شركات أجنبية لجمع القمامة لكي ما تدمر القائمين عليها من المصريين لحساب الاستعمار الجديد، فكل عمل المسئول الحكومي هو خدمة المستعمر بخطف أرزاق المصريين، وآخر لقمة عيش حتى لو كانت في الزبالة!!! لكن الشركات الأجنبية المكلفة بجمع القمامة، التي لم يكن لها أي اهتمام سوى ابتزاز الأموال، كان لا بد لها من أن تعتمد على جامعي القمامة المصريين ليقوموا بنفس دورهم القديم تماما دون أي تغيير. الفرق الوحيد هو أن فُرِضت ضريبة على كل بيت لكي تعطيها الحكومة للشركات الأجنبية بدون لزوم حيث لا تقوم بأي عمل!!! النتيجة الأخيرة أن رائحة القمامة أصبحت تنبعث من كل ركن بمدينة الإسكندرية وبأحياء كثيرة بالقاهرة، مما يشكل خطرا صحيا مخيفا يهدد سلامة مصر. فليست مواقع الخنازير هي الخطر ولكن التعامل الجديد مع القمامة باستخدام شركات أجنبية، لا تقوم بأي عمل سوى الابتزاز هو أساس المشكلة الحقيقية. ولما فشلت تلك المحاولة الأولي لتدمير موارد الرزق لأكثر من مليون مصري باستبداله بالمستعمر الأجنبي، وجدت الحكومة الفرصة في إنفلونزا الخنازير لتدمير رأس المال القومي، ولخطف آخر لقمة عيش موجودة بالزبالة من فم المواطن المصري لتعطيها للأجنبي. أليس ذلك هو نفس ما حدث ويحدث في قطاع المباني حتى أن البنَّاء المصري العملاق، الذي بني كل الدول العربية صار موظفا وعاملا عند صاحب الأموال الخواجة والسعودي!!! الم أقل أن الأمر يحتاج لمحكمة شعب جديدة لتحكم على المتآمرين والخونة الذين يختطفون موارد الرزق من المصري ليتقاسموه مع أجنبي، أسجل هذا العار لأضعه أمام التاريخ الذي سيكتب الكثير عن معاناة الإنسان المصري في ذلك العصر الأسود.

ثالثا: الإعلام ودوره الخطير في التعتيم وتشويه الحقائق فيما يخص المجتمع القبطي:
أولا أشكر الإعلامية هالة مصطفي لحديثها الموضوعي الذي اتسم بالصدق في برنامج القاهرة اليوم. كما أقدم جزيل شكري لبرنامج العاشرة مساءً والسيدة منى الشاذلي الإعلامية المتميزة على برنامجها التنويري، الذي يبحث ويكشف عن الحقيقة، حيث أحضرت فيه شخصيات مسئولة، أوضحوا لنا حقيقة الأمور بشكل موضوعي واقعي رائع. في نفس الوقت أشعر بالضيق والأسى لبرنامج السيد وائل الإبراشي "الحقيقة" الذي تخصص في التحدث مع شخص قبطي أمريكي متخلف، لاستثارة المتعصب المسلم بحديثه الفج. برنامج السيد وائل الإبراشي يستهدف البلبلة وتشويه الحقيقة بطريقة مخيفة، أعتقد أن فيها تعمد. فبحديثه المتعصب المغالى مع إحضار التعصب المضاد على مائدة الحوار، لكي يبرر تعصبه ويستعرضان معا صورة قبيحة من نقاش مسمم لا يحقق سوى الخداع مع انقسام المجتمع المصري. وهناك الكثير من الإعلاميون سواء بالفضائيات أو الصحف كل عملهم هو تشويه الحقيقة إما لحساب حكومة تقوم بأعمال كارثية مدمرة للمواطن بشكل عام والقبطي بشكل خاص. وإما أن هذه الصحافة تعمل لحساب التنظيمات الوهابية الإرهابية المتأسلمة التي تحقق الخراب والانقسام لتدمر أمن مصر وسلامها. لقد ظهر إعلام جديد في مصر أصبح متخصصا في مهاجمة الأقباط بشكل مستفز ومستمر دون مصداقية ودون حسيب أو ضابط. الدولة التي لا تؤمن بحرية الصحافة ألا في ذلك الاتجاه المخرب تفسح لتلك الصحافة الصفراء المجال لبث الانقسام، وللعبث بأمن المواطن القبطي. الأقباط في مصر من حقهم الحياة الحرة الكريمة في وطنهم دون أن يتعرضوا لهذا الكم الفاسد من ترهات الإعلام المصري التي تسخنهم بالجراح في كل يوم بالأكاذيب والغش، الأمر الذي بدأ لأول مرة في تاريخ مصر الحديث في عصر السادات. لو كانت هناك حكومة رشيدة لأوقفت هذا التيار الفاسد المخرب للمجتمع المدمر لحق المواطنة.

رابعا: إدارة كنسية فاسدة متواطئة ترتع وتترع فسدا وتغنم من محن الشعب القبطي:
تصريحات الأنبا شنودة عن موضوع ذبح الخنازير، لا يستطيع سامعه إلا أن يصاب بالغثيان مما فيه من مغالطة وخداع للشعب القبطي، وهي تكشف عن تواطؤ خبيث وتنسيق كامل مع الحكومة، التي تستشيره في كل مرة قبل أن تخرج علينا بقراراتها الكارثية، فيقوم الأنبا شنودة بواجبه الحكومي بالتعتيم والغش وتميع القضية. الأنبا شنودة لم يتحرك لأي عدوان ضد الأقباط إلا مرة واحدة عند الاعتداء على دير أبو فانا، حين ثار ثورة عارمة، ولأول مرة يتكلم فيها علنا عن التعصب الديني في مصر، ولأول مرة يذكر حادثة الكشح بعد ثماني سنوات من الأحداث!!! لذلك كان هناك اهتماما حكوميا وإعلاميا بموضوع دير أبو فانا. في نفس ذلك الوقت كانت هناك أحداث أكثر أهمية وخطورة من دير أبو فانا لم يعر البابا لها أي اهتمام فصارت في طي النسيان. ومن تلك الأحداث قتل أربعة في محل جواهرجي بالزيتون وأحداث الإسكندرية، ثم الاعتداء على كنيسة عين شمس، وفي كل مرة كان هناك تجاهلا كامل من البابا وبالتالي من الحكومة. دير أبو فانا القابع في صحراء المنيا ليس له الأثر الضخم على أمن وسلام المجتمع القبطي، لكن أهميته عند البابا هو أنه أحد مصادر التمويل للبطريركية من خلال الموالد. لذلك فهو أكثر أهمية من قتل وموت أي عدد من الشعب القبطي، أو ضياع ثروة أكثر من مليون قبطي، أو ترك أكثر من مليون مسيحي للكنيسة القبطية، فكلها أمور لا تزعج أو تخص أو تهم الأنبا شنودة، طالما هو يجلس على تلها للخراب. الأنبا شنودة يتولى مسئولية تخدير الشعب القبطي كمندوب يمثل الحكومة بقدراته المتميزة. الأنبا شنودة وأساقفته ومجلسه الملي حالة ميئوس منها. ليت الشعب القبطي المغيَّب يفيق من مخدر الأنبا شنودة، ليدرك بعد كل هذه المعاناة أن البطريرك الذي يصل إلى كرسيه مستندا على قوة حكومية لن يكون إلا صوتا للحكومة، يعمل ضد الشعب. أما الأب البطريرك الشرعي المنتخب من كل الشعب طبقا لقانون كنسي صحيح فهو الراعي الصالح، وعلامته التي يعطيها لنا السيد المسيح نفسه هي، "والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف... وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويبددها. والأجير يهرب لأنه أجير ولا يبالي بالخراف." (يو 10: 12، 13). أليس ذلك هو الواقع الذي نعيشه في عصر الآنبا شنودة وأساقفته، إلا أننا نرى في شخص الأب سمعان الشيخ راعي كنيسة المقطم صورة الراعي الصالح المدافع عن شعبه، الذي يتكلم ولا يسكت دفاعا عن الحقيقة. بينما الأنبا شنودة يضع كل شيء في يده ليضيع حقوق الأقباط، فمن لحظة جلوسه علي كرسيه فقد الأقباط كيانهم ووجودهم الذي كان فعالا على الساحة المصرية.

خامسا: شعب محبط مغيب بالمخدر الديني، استمرأ الهوان والذل والعبودية:
تخيل لو كانت الخنازير في حوزة أي مجتمع آخر غير الأقباط حتى لو كانوا من اليهود فهل كان ممكن أن يصدر قرار بذبحها؟ أقول مستحيل. وحتى لو صدر القرار فهل كان يمكن تنفيذه؟ الإجابة مستحيل. إن عدد الأقباط الضخم جدا الذي يتعيش من تلك المهنة، لم يبذل جهدا ولو ضئيل للدفاع عن ممتلكاته، ضد قرار حكومي ظالم مستبد، مخرب لاقتصاد مصر القومي. مع أن هذا المجتمع القبطي يملك من الإمكانيات الضخمة التي بها يستطيع أن يلزم الحكومة لترضخ لمطالبه العادلة، إلا أنه لم يحاول أن يبذل أقل الجهد لرفض طلب الحكومة المجحف. منذ عامين أو أكثر، الشركة الأجنبية التي تجمع قمامة الإسكندرية كان لها بعض المطالب المالية من الحكومة فتوقفت عن جمع القمامة لمدة زادت عن الأسبوعين مما أجبر الحكومة على تنفيذ كل مطالب الشركة على عجل، وحتى يومنا هذا فإن رائحة العفن تغطي سماء المدينة العريقة أم الحضارات. قرار ذبح هذا العدد المهول من الخنازير كيف يقابل بهذا الاستسلام الذليل؟!!! قبل أن يُحضر لنا برنامج العاشرة مساءً (مشكورا) القائمين على العمل في الزبالة كنت أتصورهم قوم ضعفاء جهلة، لا حول لهم ولا طول، لكني فوجئت بشخصيات عصامية محترمة، ثقفوا أنفسهم بأنفسهم، ولهم خبرات علمية وعالمية بالعمل الذي يقومون به مما يفرض الاحترام على كل من يسمعهم. يا سادة لماذا تصمتون لماذا تستكينون لقرار حكومي مدمر للاقتصاد القومي لمصر؟!!!! إن صمتكم أعطى الفرصة لأمثال موريس صادق أن يشوهوا شكل الأقباط الحضاري بحديث غبي فاسد مثير للانقسام. لست أتوقع منكم أن تقوموا بأعمال تخريبية مثل الإخوان المسلمين أو تنظيم الجهاد، فثقافة وحضارة الإنسان القبطي تمنعه عن السلوك الهمجي الإرهابي. لكن في نفس الوقت صمتكم المعيب هو تغييب للحقيقة واستسلامكم يفسر بالضعف والخنوع بلا مبرر. إن ما ظهر منكم من وطنية حقيقية وحب وانتماء عميق المفروض أنه يشكل دافعا قويا للدفاع عن حقكم المشروع. علما بأنكم تقفون ضد جريمة ليس فقط في حقوقكم الشخصية بل تدافعون ضد عمل تخريبي للثروة القومية لمصر كلها. كيف تستكينون لمسئول حكومي مجرم يعطيكم تصريحا ببناء زرائب حديثة للخنازير في موقع صحراوي بعيدا عن المدينة، وبعد أن يتم البناء من أموالكم وكدكم يعطي قرار بإزالة الحظائر الجديدة بالبلدوزرات؟!!! كيف تسكتون على هذه الجرائم مما شجع المجرم على التمادي في جرمه حتى صدر القرار الحكومي الفاسد بذبح كل الخنازير. إني أرشح ذلك المسئول الحكومي ليكون أول من يحاكم في محكمة الشعب عن تدميره للثروة القومية للشعب لمصري. يا أقباط مصر ارفعوا أصواتكم في وسط المجتمع المدني المصري ليكون هادرا مخيفا لأعداء مصر الخونة، الذين يعملون لحساب الاستعمار الجديد.

يا أقباط مصر لا تتكلوا على إدارة كنسية تخون شعبها، لا تستلموا لأحاديث البطريرك المخدرة التي بها يكبل شعبه لكي يقدمهم لذابحيه مخدرا مقيدا. يا شعب مصر كله الذي يساق للذبح ، ارفع صوتك عاليا. تكلم ولا تسكت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أكثر من رأئع
يوحنا المصري ( 2009 / 5 / 12 - 05:31 )
شكراً يا أستاذ سامى علي مقالكم ... ففيه الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرين والذي يعرفون كانهم لا يعرفون... ويرحم ربنا الأقباط من الحكومة ومن الكنيسة التى تدعى أنها تساند او تدافع عن الأقباط... فياريت يقرأ الأقباط التاريخ ويشوفوا موقب البابا يوساب من حريق كنيسة السويس وموقف الأنبا شنودة من كل المصائب اللي بتحدث للأقباط
دمعم لمصر وللأقباط
يوحنا المصري

اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |