الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ايقاعات راقصة لعازف حزين
أحمد الجنديل
2009 / 5 / 12الادب والفن
الدعاء المستجاب :
رفعت الدجاجة رأسها إلى السماء وقالت :
يارب ، احفظ لي أفراخي من كلّ مكروه .
سمعَ الثعلبُ دعاءها ، فرفعَ رأسه إلى السماء وقال :
يارب ، عبدكَ الجائع يسعى إلى الرزق الحلال ، فباركْ في سعيه .
ونامت الدجاجة مطمئنة ، وبقيَ الثعلبُ ساهرا .
وعند الصباح ، استجاب الله لدعائهما ، حيث الأفراخ لم يمسسهم سوء ، والثعلب يغطّ في نوم عميق ، وفي جوفه جسد الدجاجة الكبيرة .
الغناء والبكاء :
اجتاحت الغراب رغبة في الغناء ، فطار نحو مكامن البوم ، وراح يغنـّي بأعلى صوته .
سمعَ الهزار غناء الغراب ، فأجهش بالبكاء .
توقفَ الغراب عن الغناء ، وطار نحو الهزار وأخذ يجفـّفُ دموعه ، وأقسمَ له ألاّ يعاودُ الغناء ما دام يثير شجونه حدّ البكاء .
الاحتفال :
في العيد السنوي لاختيار ملكة جمال الغابة ، خرجت الحيوانات مغمورة بالفرح والبهجة وهي ترتدي أفخر الثياب ، وخرج مع من خرج ، النملة الحسناء وقد ارتدت أفضل ما لديها ، وتزيّنت بكلّ ما هو أنيق وجميل تحفّ بها صديقاتها من المعجبات بها ، واتجّه الجميع نحو ساحة الغابة حيث يقام الاحتفال .
وقد وصل الجميع باستثناء النملة الحسناء التي رقدت بين أظافر الخنزير العفنة ، الذي خرج إلى ساحة الغابة لتفرج على كرنفال اختيار ملكة جمال الغابة .
التحية :
في الطريق المؤدي إلى بيتها ، التقت النملة بالفيل العجوز ، فحيته بلطف :
عم صباحا يا جدي العجوز .
ردّ الفيل بتحية مماثلة :
عم صباحا يا نملتي العزيزة .
ومنذ تلك اللحظة فقدت النملة سمعها .
المستحيل :
التقت الحمامة بشاعر الغابة وهو في طريقه إلى صومعته ، وبحياء شديد طلبت منه شيئا من العشق الحزين الذي يملك قلبه ، ضحكَ الشاعرُ من طلبها ، وأجابها بلهجة رقيقة :
دونكِ قلبي فخذي ما شئتِ منه .
لمْ تفلحْ الحمامة في تحقيق ما تصبو إليه ، فطارت نحو عشّها باكية ، وهي تردد :
من يمنحني العشق الحزين لأكون شاعرة .
الجرح :
سأل الأرنب زميله :
ــ إذا جرحت ، فهل تستطيع أن تفصل دمك عن جرحك ؟
أطرق زميله هنيهة وقال :
ــ هذا ممكن .
ــ وهل تستطيع أن تفصل آلامك عن جرحك ؟
لم يتردد زميله في الإجابة :
ــ هذا غير ممكن .
ــ لماذا ؟
ــ لأنه لو تحقق ذلك ، لم يعد هنالك جرح .
أنجبت نظراتهما المتلاقية ابتسامة طغت على شفتي كلّ منهما ، وافترقا يلفهما ظلام كثيف .
الطلاق المبهم :
في ليلة زفاف الظبية الحسناء ، لم يكن هناك عناق حار ، ولا توحّد جميل ، بل كانت نظرات توجس وخوف .
وعند الصباح ، حدث طلاق مبهم لا أحد يعرفه وسط مهرجان الفرح الذي أقيم بهذه المناسبة .
السراب :
نظر السنجاب إلى الأفق البعيد الواسع ، وحثّ خطاه نحو بركة تراءت له من بعيد ، وبقي يحثّ خطاه حالما بالماء العذب .
بعد عدّة أيام ، تأمل راعي الأغنام ابتسامة السنجاب الصغير الميّت ، وأزاحه برفق عن طريق أغنامه .
الرحيل :
عند انبلاج الفجر ، أعلن عن وفاة الظبي الذي قضى ثلاث سنوات بالسجن الانفرادي لاتهامه بالتجاسر والتطاول على قدسية ملك الغابة .
وعند الظهيرة كانت مراسم الدفن قد انتهت بسرعة ، وبدأ الابن الأكبر يستعد لاستقبال المعزّين الذين كانوا يكنون له الاحترام .
وقد فوجئ كلّ من حضر موقع العزاء بصورة الظبي المعلقة على أحد الجدران ، وقد كتب تحتها تاريخ الوفاة الذي يشير إلى ساعة دخوله السجن ، ولم يتجرأ أحد أن يسأل الابن عن هذا التاريخ سوى القنفذ الهرم الذي قال :
ــ هل مات والدك في هذا التاريخ المثبّت أسفل صورته ؟
أجابه الابن بانكسار واضح : تعم ، لقد توفي والدي وفارق الحياة ساعة الحكم على قطع لسانه وإدخاله السجن الانفرادي ، أمّا اليوم فكلّ الذي حصل ، أنّ جسده قد رحل من سطح الأرض إلى جوفها .
الجراد :
الجراد !! .. أسراب هائلة من الجراد حجبت ضوء الشمس عن الغابة الكبيرة .
انه الجراد !! صرخ السنجاب ، وهرب مختفيا في إحدى المغارات البعيدة .
انه الجراد !! شيء لا يصدّق ، موج مخيف احتلّ الغابة ، وبسرعة مذهلة اخترق منافذ الأنوف والعيون والآذان ، وراح يلتهم ما في رؤوس حيوانات الغابة ، ثمّ خرج بأسرع ممّا جاء .
لم ينجُ من الكارثة ، سوى السنجاب الذي أحرقته حيوانات الغابة لأنه يحملُ رأساً معافى .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الاقلام الحرة
ليلى الشيباني
(
2009 / 5 / 12 - 13:00
)
منذ زمن ونحن نبحث عن قلم يكتب بصدق ،يزرع كلماته دون نفاق ،لقد غرقنا بأقلام المنافقين ولهذا عشقنا قلمك . أكتب ما شئت ففي قلمك حلاوة وسحر .
شكرا لك أيها الاديب الرائع .
2 - قلم محترف
سرمد الركابي
(
2009 / 5 / 12 - 13:32
)
قلم محترف وقصص جميلة تحمل دلالات الرمز وتختبئ وراء كلماتها المعاني الكبيرة وتنتهي بضربات سريعة رائعة .تحياتي لك أيها الاستاذ الرائع وشكرا .
.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة