الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواسم الاستوزار الفلسطيني

جورج حزبون

2009 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



قال المأمون /كثر القائلون وقل الفاعلون / وهذا ما ينطبق على الساحة الفلسطينية الداخلية، فعند كل تشكيل وزاري جديد، تبدأ العروض الشخصية والوساطة، لتسويق زيد أو عمر لهذه أو سواها، والغريب إن الواجدين في أنفسهم القدرات الوزارية، لا يملكون أية مقومات نضالية سواء بالتاريخ أو الحضور، مع عدم الاعتداد بأننا في مرحلة النضال من اجل استكمال الاستقلال الوطني، ومن ثم تطوير مجتمع ديمقراطي تعددي فلسطيني.
وحسب اتفاقات "أوسلو" فالصفة هي مسئول ملف، ومع هذا ودفعا للأمور ولعله تشجيعا وإنعاشا للأبعاد الشخصية، وإنها هنا للأبعاد العشائرية، جرت تسمية (وزراء)، وطبعا هذا اقتضى مرافقين وسيارات ومقرات ومتطلبات لا تستقيم مع حال شعب أرضه محتلة، وأمنه غائب، والبطالة مستشرية، واللاجئين فيه أكثر من أعداد القائمين فيه، ولست مهتما بمواصفات القيادات وأفرادها في وضعنا الخاص، ولكن مع مراعاة وجود قيادات وطنية متتابعة طيلة سنوات الاحتلال بفعل الاعتقالات والابعادات، فكأنها كانت وزارات يتم تشكيلها في مجرى النضال، وهؤلاء وزراء النضال الوطني لم يكن يزاحمهم احد وربما لان مكانهم طبيعي بفعل تضحياتهم، أو لان المهمة ليست استعراضية وهذه المقارنة ضرورية، لان الحال في المضمون النهائي ظل هو الاحتلال، أما أشكال القيادات فتغيرت مضامينها، وأصبحت تحتاج إلى علاقات أو توصيات، علما إن الطبيعة الكفاحية تزداد حدة، بفعل عوامل المتغيرات الإقليمية، والعالمية، وتفاعلاتها بالصراع واللقاء، لعلها تخرج قواعد عمل جديدة ملائمة لهم وتحل بها المسالة الإيرانية، وربما الكردية، والتركية، والسورية بالتأكيد، وهذا لم تتفاعل الحالة الفلسطينية، وبالتأكيد( الوزراء) فهم المتابعون للعمل اليومي والعلاقات الدولية واحتياجات الشعب الذي تزداد عذاباته يوميا حصارا وبطالة ومرضا وأزمات.
وعليه فان تشكيل الوزراء يجب إن يأخذ ذلك في الاعتبار، حتى تكون لهذه الوزارة قاعدة وطنية شعبية، فالوزير مهمة وليست رتبة، وحتى تكتمل الصورة فان التفاعل القاعدي مطلق، مهنا يجب إجراء انتخابات بدءا من اللجنة التنفيذية للمنظمة إلى البلديات التي انتهت مدتها القانونية إلى الغرف التجارية التي لم تجري فيها انتخابات من 1965 باستثناء رام الله ونابلس قبل أوسلو، والمنظمات الشعبية وخاصة النقابية.
في ظل مثل هذه المناخات الغير ديمقراطية كيف يمكن أن يلتف الشعب خلف قيادته، وما هو برنامجها ؟ فهذا "نتنياهو" بعد أن فاز بالانتخابات لديه برنامج عدائي ينسجم مع اتفاقات كامب ديفيد وإفرازاته من الحكم الإداري الذاتي للسكان وليس للأرض، ويدعو لتحسين شروط المعيشة، ويكلف وزير خارجيته العتيد بالحوار الاستراتيجي مع واشنطن، ومن جهتنا لا زلنا نلوك مواقفنا دون أية إستراتيجية عملياتية لحكوماتنا، اللهم سوى استجلاب مساعدات المانحين، وصرف الرواتب التي هي محرك للحياة في وطننا، والاستثمار متوقف ولا يبدو أفق أفضل، فعن أي تسابق يتحدث المستوزرين؟فالحالة الفلسطينية تحتاج كما كانت دائما إلى ثوار، وان التدافع يكون على التضحية وليس الاستعراض والشخصنة التي تحمل مسؤولية عن الوضع الراهن وان كان بحد نسبي، فما زالت الدولة تحتاج الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ