الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراهقة و أساليب علاجها

بريهان الجاف

2009 / 5 / 13
العلاقات الجنسية والاسرية


الشباب هم مستقبل الأسرة وهم أملها في مستقبل أفضل ويمر الشباب في مراحل النمو المختلفة بالكثير من التغيرات النفسية والجسمانية بداية من مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة المراهقة التي تنتهي ببلوغه سن الرشد ومرحلة المراهقة هي فترة انتقالية يتوق المراهق خلال هذه الفترة إلى الاستقلال عن أسرته والى أن يصبح شخصا مستقلا يكفي ذاته بذاته، وفي العراق يتراوح سن المراهقة بصورة عامة بين الثالثة عشرة ونهاية الثامنة عشرة ومن أهم مشاكل المراهقة هي حاجة المراهق للتحرر من قيود الأسرة والشعور بالاستقلال الذاتي وهذه المشكلة هي السبب الرئيسي في معظم الصراعات التي تحدث بين المراهق وأسرته ومن أمثلة تلك الصراعات الصراع في حرية اختيار الاصدقاء وطريقة صرف النقود أو المصروف ومواعيد الرجوع إلى المنزل وطريقة المذاكرة ومشاكل الدروس الخصوصية وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر واستعمال سيارة الأسرة في سن مبكرة وبدون وجود ترخيص القيادة وأمور أخرى. إن كلا من الأسرة والأبناء يجب أن يعترفوا بوجود هذه المشاكل الطبيعية حتى يستطيع الجميع التكيف معها وان يبذلوا جهدهم ويغيروا سلوكهم حتى يتجنبوا الصدام العنيف والوصول إلى بر الأمان حتى يسود الأسرة جو من المحبة والطمأنينة وتدل الكثير من الدراسات والبحوث التي أجريت حول مشكلات المراهقة ومعاناة الشباب أن أكثرهم يعانون من فجوة الأجيال التي تتسع تدريجيا والتي يزداد اتساعها يوما بعد يوم ، بين ما يقومون به من أعمال وبين توقعات آبائهم فيما يجب أن يمارسوه فعلا بما يتفق مع معاييرهم الأسرية وتشير الدراسات إلى أن 95% من الشباب يعانون من مشكلات بالغة يواجهونها عند محاولتهم عبور فجوة الأجيال التي تفصل بين أفكارهم وأفكار آبائهم وتدل الدراسات أيضا أن أبرز ثلاث مشاكل يعاني منها الشباب في نطاق الأسرة- بناء على نتائج قياس حاجات التوجيه النفسي - مرتبة حسب درجة معاناتهم منها هي:
*صعوبة مناقشة مشكلاتهم مع أولياء أمورهم.
*صعوبة إخبار أولياء أمورهم بما يفعلونه.
*وجود تباعد كبير بين أفكارهم وأفكار أولياء أمورهم
ومن ثم يلجأ الشباب ، ولاسيما الذين لا يجدون من يسمعهم أو يصغي إليهم لمساعدتهم على حل مشكلاتهم التي يعانون منها، إلى بعضهم في نطاق جماعة خاصة بهم يكونونها على أمل مساعدتهم في إيجاد حلول مناسبة لها، وتخليصهم من المعاناة التي تؤرقهم بسببها. لذلك نجد كل فرد في سن المراهقة يحرص كل الحرص على الانضمام إلى جماعة من الرفاق تشبع حاجاته التي فشلت الأسرة في أشباعها. إن فترة المراهقة هي من أصعب المراحل التي يمر فيها الفرد لأنه قد يتخبط بين محنة وأخرى أثناء محاولته تحديد هويته وتأكيد ذاته بين المحيطين به والمخالطين له ولا سيما أعضاء أسرته الذين قد يخطئون في تفسير خصائص نموه العضوي والانفعالي والاجتماعي وقد يلجأ أفراد الأسرة إلى أساليب غير تربوية في رعاية المراهق الذي ينشأ بينهم حيث تعمد إلى النقد واللوم أو التوبيخ ، أو التهديد والوعيد بسبب سلوكياته التي تبدر منه ولا ترضيهم ، دون أن يحاول أي منهم مساعدته على تعديلها أو تبديلها بما هو أفضل منها ، مما يتسبب في النيل من كرامته وجرح مشاعره وطمس معالم هويته ، لذلك يجد المراهق سلوكياته دائما مرفوضة في رؤية الآباء، بينما يجد سلوكيات أقرانه المماثلة لها مقبولة في رؤية الرفقاء ، مما يجعله يميل إليهم من أجل اكتساب الاعتراف بذاته في إطار جماعتهم ومن أهم أساليب علاج مشاكل المراهقة هو الأسلوب الوقائي حيث يتمثل في الابتعاد بالمراهق عن الملل واللجوء إلى أحلام اليقظة والانطواء على النفس وطغيان الدوافع الجنسية الغريزية ويجب خلق نشاطات توظف من أجل تحقيق هذه الأهداف التربوية العامة من خلال شعوره بالتقدير الاجتماعي وتقدير حاجته الدائمة إلى الانتماء إلى الجماعة وتفهم رغبته في المخاطرة وحب الاستطلاع كذلك فان الجانب الروحي في حياة المراهق موضوع حيوي وخطير ونجد أن الإسلام وضع لها العلاج الأمثل والحل السليم ، وما مرحلة المراهقة إلا جزء من تكوين الإنسان طفلا ثم مراهقا ثم راشدا ثم كهلا. والإسلام لم ينظر إلى كل مرحلة من هذه المراحل على أنها مشكلة ولذلك نجد أن مرحلة المراهقة ليست خطيرة وليست بالأمر الصعب في نظر الإسلام حيث إذا صلحت أمور الأسرة صلح المجتمع كله ومن أساليب التربية الإسلامية الوعظ الطيب والإرشاد المؤثر بالكلمة الصادقة التي تخاطب الوجدان مباشرة { قل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } على أن يكون الداعية قدوة حسنة في سلوكه والعقاب ينبغي أن يكون معنويا ليس بدنيا بالصورة التي تلحق الضرر البدني أو الألم النفسي كما أن اختيار الأصدقاء عامل مهم في الحفاظ على طاقة الشباب وقيمه " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير).
إن علاج مشكلات المراهقة يهدف في النهاية إلى علاج نفسي جماعي ، يهدف إلى تحقيق التوافق الاجتماعي بين المراهقين حيث تكون فرصة المناقشة والمعاملة دعوة صريحة للتعلم وازدياد الثقة بالنفس للوصول إلى الصحة النفسية السليمة وأخيرا فانه مع إعطاء المزيد من الوقت للأبناء ومزيد من التفهم والتفاهم والحب والصداقة ، نستطيع أن نصل إلى الحل الناجع لمشاكل الشباب.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
العراقي ( 2009 / 5 / 13 - 08:30 )
موضوع مفيد ومميز وحبذا لو ترفدنا بحالات وكيفية علاجها وخاصة عينات تتناول شخصية المراهق العراقي في ظل السلطة الابوية المطلقة .


2 - ثلاثة ملاحظات
قارئة ( 2009 / 5 / 13 - 09:40 )
شكرا على المقالة، من الجيد تناول هكذا موضوع، في وقت قل فيه تناول مواضيع المراهقة، اولا لي ملاحظة على العنوان، المراهقة و اساليب علاجها، ان هذا يشبه ان تقول الطفولة و اساليب علاجها او البلوغ و اساليب علاجه او الشيخوخة، كما تقول في المقالة انها مرحلة نمو طبيعية يمر بها الانسان، فلذلك لا داعي لوضع اساليب للمعالجة لمرحلة نمو طبيعية، الا ان الوالدين و المجتمع عليه ان يعرف كيف يتعامل مع مرحلة النمو الطبيعية هذه، بكل ما فيها من هرمونات تؤثر على نفسية المراهق، صعودا و هبوطا، تقلب مزاجة، ان مشاكل مرحلة المراهقة لا تعود للمراهق نفسه، بل للوالدين الذي لا يجيدون فن التعامل مع هذه المرحلة، لقد قرأت الكثير من الكتب بالانكليزية حول تربية المراهقين واستخدمت قواعدها في تربية ابني، و استطيع القول، لقد اثرت تاثيرا ممتازا على كيفية التعامل مع ولدي المراهق، الان لدينا علاقة رائعة الفكرة تدور حول مسؤولية الكبار، انا لا ارى المشكلة في المراهق، بل في الوالدين و المجتمع، من هنا، لدي ملاحظة ان تضع الكبار و الابناء على قدم المساواة في حل الموضوع، حيث ان الابناء لازالوا غير بالغين، انهم في مرحلة انتقالية من الطفولة الى النضج، فكيف تحمل شخصا غير ناضج المسؤولية عن حل مشاكل عمره، التي لا يعرف الاباء كيفية التعامل


3 - مراهقون ام مجتمع مراهق؟
ابو العز ( 2009 / 5 / 13 - 17:00 )
ان عنوان الموضوع كما ذكر البعض غير موفق ومحتواه عمومي حذر ولكن مع ذلك فهو خطوة باتجاه صحيح. شكراً للكاتب اثارة الموضوع
لكي نجد حلاً لائ مشكلة يجب اولاً الاعتراف بوجودها وثم العمل على تشخيص الاسباب الغلمية الصحيحة لها بعدها نبحث عن اساليب لعلاج المشكلة. نحن مجتمع ذكوري تسوده علاقات قبلية الاصل نفعية الطابع وتميزها التمسك بالماضي والادعاء بامتلاك اعلى القيم والعلوم في كافة المجالات.
النتيجة هي عدم القراءة وعدم التفكير بان هناك خبرة ومعرفة نحن بحاجة لها غير الذي بين يدينا وتجربتنا الشخصية والعائليةوالخ... كم من الاباء درس مبادئ واسس نمو الجسم بالمدرسة بشكل صحيح؟
من وكم هو عدد الذين يقدرون على الخروج عن المألوف الاجتماعي في تربية الاطفال والمراهقين والمراهقات؟
اين دور المجتمع في توفير المعرفة العامة للكبار والشباب والشابات لمعرفة ماذا يحصل في جسم الانسان منذ الولادة لغاية الموت؟ ليس كطب بل كثقافة علمية اجتماعية ونفسية؟
كيف يتم التعامل مع الاشخاص الذين يحاولون المساهمة في هذا الجانب وهم ليسوا قلة قليلة؟
لماذا لا تدرس في مدارسنا للبنات والاولاد بشكل سلس وعلمي ماذا يحدث وكيف يحدث التغيير في الجسم البشري؟
من يقف وراء جعل العلم ينسحب للوراء امام العادات والتقاليد البالي

اخر الافلام

.. ماذا عن الانتهاكات في الحرب في السودان خصوصا بحق النساء؟


.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية




.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك


.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج




.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً