الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية وترحيل الديمقراطية

محمد زهير الخطيب

2009 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


رغم أن المعارضة السورية بكافة أطيافها أرست سفنها على شواطئ الديمقراطية كخيار استراتيجي حرمها منه النظام، إلا أن كثيراً منها عندما يواجه استحقاقات هذه الديمقراطية يفضل ترحيلها والعزف على أنغام التوافق والتفاهم مسوغا موقفه بالظروف الصعبة واللحظة التاريخية الحرجة، وهي نسخة مدجنة من أعذار النظام واطروحات الزعيم الاوحد.
لقد كان إقدام إعلان دمشق في الداخل على عقد إجتماع موسع ضم عشرات النخب السياسية الوطنية، وإجراء إنتخابات بينهم لاختيار قيادات ديمقراطية خطوة متقدمة في إرساء أدبيات الديمقراطية، ولن نقف عند حصيلة النتائج التي قد ترضي أطرافا وتغضب أخرى، فالحدث أكبر من أن نخدشه بالتفصيلات والانتقادات، وحري بمعارضة الخارج أن تتعلم من هذه التجربة وتتأسى بها وهى تتفيأ ظلال الحرية وتنعم في بحبوحة تكنولوجيا العولمة.
ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر بكل الاكبار والاعتزاز جميع الرجال والنساء الذين قدموا لنا هذه التجربة العظيمة ودفعوا ثمنها وقتا ثمينا من حياتها يقضونه وراء القضبان وقد كانوا أهلا ليكونوا ممثلين عن الامة في الوزارات والبرلمانات.
إن المعارضة في الخارج تحتاج لمثل هذه الخطوة الشجاعة، وإن أي مبررات تطرح للهرب من إستحقاقات الانتخابات والديمقراطية يحمل في طياته فيروسات الاستبداد والاستئثار، ولئن كانت المعارضة في المهاجر تسوّق أدبيات التوافق التي تأتي غالبا كعقود الاذعان فانها أعجز من أن تلتزم بالديمقراطية المرّة في الداخل التي ليس فيها (يا أمي ارحميني) والتي أطاحت بأقوى الزعماء في التاريخ أمثال ديغول وبوش الكبير ومؤخرا المحارب القديم المخضرم جون ماكين أمام الشاب الافريقي المولود في أميركا باراك حسين اوباما.
الديمقراطية ليست سبع حبات (انتي بايوتيك) نأخذها على مدى اسبوع مرة بعد وجبة الغداء، إنها ممارسة عملية تربوية حضارية إنسانية يجب أن نعيشها في البيت والمدرسة والمعمل والنقابة والبرلمان وفي كل مكان حتى تدخل في تلافيف أدمغتنا وتصبح جزءا من لاشعورنا الموبوء بفيروسات الفرعنة والأنانية والاستئثار.
أنا أدعو نفسي وأصدقائي في المعارضة أن يقفوا وقفة مخلصة مع النفس ويقارنوا بين أمراضنا في المعارضة وأمراض النظام، وأن نربأ بأنفسنا من أن نشابه النظام في استبداده وأنانيته وتسويغه للظلم، وفي اليوم الذي ننجح فيه في إنشاء تجمع ديمقراطي وطني كبير يضم مئات بل آلاف السورين المهاجرين والمهجرين نساء ورجالا، شبابا وكهولا، من كافة الاطياف والالوان، يحتكمون جميعا لصناديق الاقتراع متساوين في الحقوق والواجبات والاصوات، عندها سنكون على موعد مع القدر للعطاء والتغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الممارسة وحدها وعملية القلب المفتوح ..؟
الحارث السوري ( 2009 / 5 / 12 - 20:56 )
أمراض المعارضة معروفة ومشخصة في الخارج يا أخ زهير أما الداخل المأساوي فله أسبابه الذاتية المشخصنة من جهة , وانعكاسات القمع الفاشي والإستبداد العنصري المزمن الذي لم يتعرض لمثله شعب في عالم اليوم .. من جهة أخرى كان الله بعون شعبنا المظلوم في السجون الصغيرة والسجن الكبير ...؟
أما معارضة الخارج التي يتصدرها مثقفون بورجوازيون ودكاكين حزبية عفا عليها الزمن ويعتقد كل منهم وهويحمل ريشة الطاووس أنه يملك الحقيقة وحده . مع استثناءات مستقلة وواعية الصورة طبعاً لكنها لاتزال ضعيفة ومتفرقة .. وفي رأيي أن الإخوان المسلمين والسيد خدام وأطراف أخرى ساهموا في التشرذم الجديد دون استبعاد ألغام النظام المنتشرة كالوباء في كل مكان ... ولابد في النهاية من ولادة طبيعية لمعارضة حقيقية بعد إجراء عملية القلب المفتوح وفتح كل الشرايين المصابة وتنقية القلوب من الخثرات والعلقات المؤذية بعد كشف كل الأخطاء بشجاعة ووضوح لرسم طريق الخلاص الحقيقي لشعبنا المعذب ووطننا الأسير - لك تحيتي


2 - سوريا اولا اوثانيا
الان ( 2009 / 5 / 13 - 02:30 )
والله كلام جميل والاجمل كلام السيد الحارث , مع الخلاف بانه بدلا من الولادة الطبيعية يتوجب ولادة قيصرية او قسرية , بمعنى استبعاد المؤدلجين وبالاخص الذين يريدون الامة العربية الواجدة قبل سورية الحرة والامة الاسلامية قبل الامة اسورية ,تصور ياخي شخص يدعي بانه ابو المعارضة واسم ابنه الكبير صدام , نعم والله العظيم يزعل اذا ناديته باسمه الحقيقي سوى بالمناداة بابو صدام, واخر قبل ان يقول بسم الله الرحمن الرحيم , يتناولك ببداية الحديث عن ان الشهيد صدام حسين كان كذا وكذا , وندما تدخل في الحديث عن برامج لسورية العصرية , يطالبك بسورية اولا وسورية اخرا وليذهب ابناء سورية الى الجحيم , وحتى يكتمل الشمل لابد من طرج ان المواطن السوري اولا وسوريا ثانيا والنظام الذي سيحكم ثالثا وحقوق الانسان كونه انسان رابعا ووووووخامسا وسادسا و سابعا ووو والامة العرابية عاشرا والامة الاسلامية عشرونا وووومائة


3 - وحدة المعارضة
محمد دامس كيلاني ( 2009 / 5 / 13 - 10:21 )
أحييك أستاذي الحبيب بأنك قد أجدت و وجدت أماكن التعفن في معارضتنا التي باتت من جراء هذا التعفن هزيلة يفرح النظام الديكتاتوري بهزلها و ضعفها وانه وكلما تشبثت بديكتاتوريتها كلما صح رهان النظام على الزمن في أن المعارضة ستمضي سنوات معدودة وتنتهي من تلقاء نفسها وهي وجهة نظر ناقشت فيها كثيرا دون اجابات أو حلول جذرية فالنظام يراهن وأظن رهانه صحيح ونتمنى جميعا أن لايتحقق فعلى سبيل المثال هناك معارضة لايعلم غير قيادتها مايدور في أقبية مواردها و مصارفها اللهم ان لم يكن واحد فقط ويثق كل منا به لكن لو قدر الله له أمرا فأين يمضي المتكدسون خلف الأبواب نهاية الشهر ليستلموا رواتبهم وآجارات بيوتهم وحتى الكثيرين منهم لايبحث عن عمل لانه ان وجده فانه أقل من راتبه الذي يتقاضاه وان كان الكثير ممن يمدون أيديهم نهاية الشهر و يشتمون و يلعنون ان تأخر وصول الراتب يخالفون شرع الله جهارا نهارا 0
المهم كلما اختلفت أطراف المعارضة كلما علت وارتفعت قهقهة النظام علينا بسخرية و مهزلة فهل نجد من يمد يده بصدق و اخلاص و ثقة لعله يستطيع أن يجمع المعارضة على أسس وطنية صادقة مخلصة في حبها لسوريتنالعل الله يزيح عنا هذا الكرب العظيم؟؟؟؟؟0 أتمنى و أظنكم تتمنون معي0

اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت