الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين المسير؟!!...

حياة البدري

2009 / 5 / 13
كتابات ساخرة


انقلبت عجلة الحياة رأسا على عقب، وانقلبت معها المفاهيم والمبادئ المتعارف عنها والقيم المتفق عليها...فأصبح التابع متبوعا والذيل يهز الكلب؟ !!! وعمت الفوضى جميع الأرجاء فغابت شمس الحرية الفكرية وحلت محلها الدياجي والعتمات العقلية... فبات معظم رجالاتنا ومتخذي القرارات السياسية لبلداننا في خبر كان...

فقد تكلست طبقات حجرية على قشرة الدماغ البشري ولم يعد مرنا وقابلا للأخذ والرد والتفكير في الآخر، فقد طغت عليه الأنانية وسيطر عليه الفراغ واللمعنى وتزعزعت لديه المفاهيم... فأصبح مبرمجا على ثلاث أشياء لا أقل ولا أكثر، تكمن في: المال/ الجنس/العنف.

فقد أصبح بعض مناضلينا، الذين كنا نهتف بأسمائهم وننتظر منهم الكثير لهذا البلد ولأبنائه ولمعطليه ولنسائه وأطفاله وشيوخه وفلاحيه... والذين كنا من بين جيوش الطلبة والشباب والمعطلين الذين قطعوا الأحذية وحرقوا الطاقات الكبيرة عن حسن نية وثقة لا محدودة في عملية الدعاية الانتخابية، لهؤلاء المعول عليهم في التغيير نحو الأحسن وإنقاذ جيوش المعطلين الذين مازال يهزمهم الزمن وينخر بذرة صبرهم وأملهم يوما عن آخر... مجرد عبدة لسلطان الدرهم... فقد كان الأمل فيهم أكبر، وفي مبادئهم وروحهم الجماعية ومسؤوليتهم العميقة آنذاك... !! وكانت الثقة العمياء في كلامهم ووعودهم المعسولة التي حلقت بالعديد من المهضومين الحقوق والمكلومين... لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقدا تضح لنا مع مرور الزمن أننا كنا مجرد مغفلين، وضيعنا جهودنا وثقتنا على "فشوش " وعلقنا آمالنا على شماعة هشة سرعان مانكسرت وعودها أمام سحر الوريقات الزرقاء والأجور الخيالية والمشاريع الخاصة والأرصدة البنكية الكثيرة... وكان الله في عون عامة الشعب وفقرائه وطلابه وعماله ومعطليه وفلاحيه... فقد زاد وسيطر حب المال واكتنازه وعدم تشغيله... عن حده بشكل ملفت...وطال كل النفوس بما فيها رجال ومناظلي الأمس الأوفياء... ! ويا للعجب ثم العجب !!! فأكيد هناك خلل...

أما فيما يخص ثاني الثالوث والمتمثل في الجنس، فقد طغى هذا الأخير بشكل إباحي ولم يعد هناك فرق بين الذي يمتلك العقل والذي يفتقده، فقد بات البعض يحلق هاهنا وها هناك بين جسد وآخر دون خشية الأمراض القاتلة والمعدية...ولم يعد الفرق بين المتزوج والغير متزوج والمتزن وغير المتزن وبين المسؤول وغير المسؤول... لدرجة بتنا نرى على "عينك يابن عدي" نساء متزوجات ورجال متزوجون ومسؤولين كبار جدا... ينغمسون ويستحمون في أوحال الخيانة المتعددة واللامحدودة... وبات هذا الثالوت سلطة تمارس الضغط وتوجه العديد من المسارات وتشارك في القرارات المهمة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والسياسية... أكثر من سلطة الأحزاب السياسية !؟ وأصبح عملة جد رائجة وتجارة ذات دخل وفير جدا وتصدر حتى للخارج تحت عدة أغطية... فقد بات بني البشر كالذباب وباقي الحيوانات التي لا تمتلك تلك النعمة التي فظل الله بها الإنسان على باقي المخلوقات ...فقد صرنا نرى ونسمع في المحاكم وفي الشارع ... ممارسة الجنس على الأطفال الصغار الذين لم يتجاوزوا سن الأربع سنوات !! ... فقد كثر الاغتصاب بشكل مقرف سواء في السجون أو في الشارع أو في المنازل والمدارس وحتى المساجد !؟ فماذا جرى لأصحاب العقول ؟... وأين يكمن الخلل وما سبب انتشار هذه الظاهرة بشكل مهول؟؟؟

أما ثالث الثالوث المهيمن فحدث ولاحرج، فقد أصبح كالماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه وقهوة الصباح التي نرتشفها ، فنظرا لانتشاره المتتالي فقد بتنا نألفه ونتعايش معه! فهو يبتدأ انطلاقا من المنزل من طرف بعض الأزواج على زوجاتهن، سواء اللفظي، النابي اللاذع والذي يصل في معظم الأحيان إلى اللطم والضرب أو ذلك العنف الذي يمارس على الأطفال من طرف الوالدين معا أو من طرف الأخ الأكبر أو الولد الذكر على البنت، ويصاحب هذا الثالث/ العنف، الإنسان المعنف، الذي تتمتع به المرأة بحصة الأسد، إلى الشارع، حيث يبدأ الكلام الساقط والخادش للحياء واللمس والهمس والقذف في بعض الأحيان ! القذف على الملابس وتلطيخها خصوصا في الأتوبيسات التي لا تحرتم شروط صحة وسلامة المواطنات والمواطنين وتكدس الإنسان كخرفان أو قطيع من القطعان... إضافة إلى الرفس والجر ومحاولة الاغتصاب والسرقة بالسلاح الأبيض لدرجة بات فيها المرء يعيش في الللا أمان المستمر... وكأنه في بلد غريب ليس ببلاده؟ !! أو حلم مزعج مستمر... ينتظر أن يستفيق منه على أحر من الجمر...

ولا يتوقف هذا العنف هنا بل يذهب مع المعنفين ويلازمهم كظلهم، حتى مكان عملهم ودراستهم، حيث نجد بعض المعلمين والأساتذة، الآباء الثانيين في التعنيف يفرغون شحنهم على التلميذ المسكين ويكرهونه في التعليم وبالتالي يكونون سببا في قذفه إلى الشارع لكي يتخرج معنفا بامتياز– بكسر النون- هذا فيما يخص الأطفال والطفلات الصغيرات،أما عن باقي اليافعات والشابات والمراهقات بالاعداديات والثانويات والجامعات، اللواتي يكن في أمس الحاجة للنصيحة من الأب الثاني والمثال الأعلى، الذي كاد أن يكون رسولا، فقد تطالهن التحرشات الجنسية التي تصل إلى التهديد بالتكرار والرسوب، من بعض- وليس الكل- الأساتذة، أحد دعائم التربية والتكوين والتقويم والتهذيب ... عفى الله عنهم وأيقظهم من هذا ... وجعلهم في خدمة عماد المستقبل وبنائه، البناء الصحيح ... أما في العمل، فنجد هذه العملة، تقدم على صحن من فظة للعمال والعاملات من طرف بعض الرؤساء، ويكون على شكل إهانة وشتم وتصغير وتحقيير وتحرش جنسي للعنصر النسائي وتهديد بالطرد لكل من سولت له نفسه برفع الراس...
فما السبب وراء هيمنة هذا الثالوث بشكله الحالي وماهو مكمن الداء ومالحل للحد من اكتساحه وانتشاره بشكله المهول؟؟؟... أسئلة يجب طرحها بجد في قبتنا الخضراء مع العمل على اقتلاع المرض من الجذر حتى لا يعاود النمو... ولا ينمو نمو الفطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا