الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلامات يا تدين

رشا ممتاز

2009 / 5 / 13
كتابات ساخرة


المصريون أكثر شعوب العالم تدينا خبر قرأته منذ فترة ليست بالقصيرة على موقع قناة العربية وقد رسم هذا الخبر بسمة عريضة ساخرة على شفتاي في حينها وخاصة بعد أن ربط تدينهم بحرصهم على الصلاة وتكرارهم كلمات معينة في حياتهم اليومية مثل إن شاء الله والله كريم وربنا يسهل الخ
ورغم مرور مدة زمنية كفيلة بأن تجعلني أنسى هذا الخبر تماما إلا أنني لم أنساه وكلما تذكرته ارتسمت نفس الابتسامة الأولى ولكنها ازدادت عرضا
فقررت أن أعبر عن رأيي فربما أخراج الكلمات العالقة في حلقي يساعدني على بلع الخبر(ليه لا )
حقيقة لا أدرى ما هو معنى التدين في بلادي ؟
كلمة أسمعها كثيرا;عندما أجد سيدة ترتدي النقاب وتمسك بالمصحف في يدها فيقال لك أن فلانة متدينة (حتى لو كانت موظفه حكومية كشره ومطلعه عين الناس ومأخراهم ونازله تقميع فى الباميه بين الصلوات طبعا )
أو عندما نجد شاب ملتحي وقصير الجلباب و السبحة لا تفارق يده نقول عنه أن فلان متدين(حتى لو كان عاطل عن العمل وداير من جامع لجامع )
أو إذا قابلت شخصا لا يحدثك 5 دقائق إلا وتجد قال الله وقال الرسول تكررت أكثر من 50 مره في الدقيقة (حتى لو كانت بدون مناسبه أو حق يراد به باطل )
فنصفه بالتدين ;إذا فالتدين بات مرتبطا بشكل وهيئة معينه أن قمت بها خلعو عليك ثوب الصلاح ,وإن تركتها أصبحت في نظرهم بعيدا كل البعد عن دينك وتدور حولك الشكوك وتبدأ النصائح تتساقط عليك كالطوب متمنية لك الهداية وإياك أن تحاول الاختلاف ومعارضة الناصح فسينظر لك حينها نظرة شك وريبة وستتهم بالانتماء إلى تلك الفئة المارجة المارقة عدوة الإسلام والمسلمين ونصيرة بوش والصهاينة ويأتيك السؤال كقذيفة اللهب أنت علماني ولا أيه ؟؟
وأنصحك أن تؤثر السلامة وتوفر وقت النقاش أو الخناق وتنفى عن نفسك تلك التهمة الشنعاء نفيا قاطعا ولا بأس لو تبعت ردك بالاستعاذة بالله من العلمانية وشرورها
لأن الدين فى بلادى
تحول إلى مظهر وطقوس وعين كل منا نفسه حكما على الآخر يحكم على تدينه من عدمه من خلال مظهره وتأديته للطقوس, من التحى وقصر الجلباب أصبح أهلا ومحلا للثقة, لهذا فطن أغلب النصابين أصحاب شركات توظيف الأموال وغيرهم إلى هذه الحقيقة المنتشرة بين الناس مثل النار في الهشيم وقرروا التحول إلى متدينين في غمضة عين حيث لن يكلفهم الأمر سوى إطلاق اللحية ورسم زبيبة الصلاة والإمساك الدائم بالسبحة ويا حبذا لو زادت الحبكة بطقيه صغيره وجلباب ابيض
قصير ,عندها ستتحول بقدرة قادر من علماني فاسق تارك للدين إلى شيخ محل ثقة تحل بركاته اينما ذهب
ولا تنسى عند كل أذان أن ترفع صوتك معلنا انك ذاهب لأداء الصلاة وطبعا سيطلبون منك أن لا تنساهم بالدعاء يا حج !
تحضرنى نكته تعكس هذا الواقع تقول أن رجلا من رواد المساجد أشار على شاب يصلى وقال لصديقه هذا الشاب متدين جدا كلما دخلت المسجد رأيته يصلى فسمع الشاب حوارهم وأضاف ليس هذا فقط فأنا أقوم اليل و صائم منذ شهرين ولسه متصدق حالا على هذا الفقير!!!!

فقد أصبح معيار التدين كلمات تقال وحركات تؤدى و تم تفريغه تماما من مضمونه وجوهره!

ولا عجب أن رأيت الراقصة فلانة بعد أن أفنت حياتها في خدمة الرقص الشرقي أو الفن الهابط وبدأت تنحصر من عليها الأضواء أن تقرر العودة بشكل آخر أي بارتداء الحجاب لتحولها تلك القطعة القماشية السحرية التي كانت تربط بها وسطها والان وضعتها فوق رأسها بقدرة قادر من عالمة في الأفراح والكباريهات الى عالمة في الدين !!!!!!!!
أو نخترع لها لقب داعية دينية أنسب !!! فإن كانت أمية لا تجيد القراءة والكتابة يبقى كفاية عليها دور مقدمة برامج دينية طبعا على شاشات القنوات الفضائية ولا باس فى إصدار الفتاوى والمواعظ للنساء والرجال كمان !!!
هذا هو معيار حكم الناس على الأشخاص
المظهر والشكل وأسلوب الكلام هو مرآة تدينك ولا يهم بعد ذلك أن تنصب زى الريان أو تسرق زى السعد أو ترتشي أو تتزوج ب 17 طفلة وأنت في عمر الستين وتتهرب من الضرائب زى السويركى صاحب محلات التوحيد والنور أو ......... او....... او
ولا بأس بين الحين والاخر ان تستغنى عن كام الف من أموال الغلابه اللى سرقتهم وتشترى بهم عجل توزعه على غلابه تانيين ولاتنسى أن تصحبه بزفه ليعلم الغائب والحاضر ومادام هناك لحم فعندها ستمنح لا محالة لقب رجل البر والتقوى !

باختصار ما دمت لم تزل مطلقا لحيتك ومقصرا جلبابك فأنت متدين أعمل اللي تعملو بعد كده بقلب جامد ولا يهمك فحسنات مظهرك ستذهب سيئات أفعالك مهما كان حجم تلك السيئات !!!

يبدو أنني سرحت كثير, ما علينا عودة إلى الخبر المنشور على صفحات العربية والحقيقة ليس بيني وبين هذه القناة أو موقعها أي عمار ولكن مع ذلك أتصفحه من باب العلم با لشئ أو ربما لأن كثير من أخبارها تثير الضحك على قولة شر البلية ما يضحك.
إذا ووفقا لاستطلاع الرأى أن المصريين هم أكثر شعوب العالم تدينا لو صدقت هذا الخبر ستكون هناك كارثة لا محالة
حيث أنني سأتهم بالإساءة للإسلام لا بل وللمسيحية أيضا وسيكون نهاري أحلك من نهار اريك سورنسون( رسام الكاريكتير الدنماركى)

وربما أجد نفسي خلف الأسوار متهما بتهمة ازدراء الأديان(الموضة الحالية )

اذ لو كان المصريون متدينون حقا حسب رأى الاستطلاع فهذا معناه أن سلوكهم يعكس تعليمات دينهم الحنيف (واخد بالك من الحته المهمه دى ) وهنا الفاجعة الكبرى والإساءة التي لم يدركها كل المهللين للخبر( الفرحانين بخيبتهم ) لن أتكلم عن انعدام الضمير وانتشار الرشاوى والفساد والغش بكافة مستوياته والفقر السائد وانتشار السرقات والجرائم وأطفال الشوارع والتحرش والعنف ,..... الخ الخ
اذ يكفى أن تسير في الشارع وترى أطنان القاذورات لتعرف طبيعة الدين الذي يطبقوه ليطلق عليهم لقب أكثر شعوب العالم تدينا !!!!!!!!!!
وبما أنى لست من أطلق الخبر ومن قام بالأستطلاع فإنني أمامكم أنفى تحملي أي مسئولية عن الإساءة للإسلام وأنسبه لقناة العربية ناشرة الخبر (رغم أن غيرها نشر لكن تلاكيك بقى) ومن قام بهذا الاستطلاع الزائف
مثل تلك الأخبار التي فرح وهلل لها الكثيرون( وهذا واضح من تعليقات القراء), توضح لنا حجم الانتكاسة التى نحياها والكذبة التى صدقناها وعشنا فيها
واقرأ ألآن تعليق أحد المدونين الفرحين بالخبر وهو يعلن أننا سنبنى فى كل شبر جامع (طب ابنى مدرسة او مستشفى أو مركز بحث او مساكن للشباب احسن )ولو كره الكافرون(ياريت تقولى من هم الكافرون من باب العلم بالشئ المهم أسمى مكتوب فى وسطهم ؟؟) !!! ويضيف أن التدين فى مصر بدأ يغزو الجامعة الامريكية فى عقر دارها(الله أكبرررررر ظهر الحق وزهق الباطل ) !!!!!!!
(والله الواحد مش عارف يضحك ولا يبكى ولا عارف يقول ايه )
كل ما أستطيع قوله لهذا الشاب ولملايين غيره أن التدين لم ولن يكون قاصرا على بناء المساجد ودور العبادة أو على طقوس ومظاهر كما كان فى عصور الظلمات الوسطى ,

التدين هو ا لتطبيق العملى لتعاليم الدين فى الحياة العامة تطبيقا يؤثر فى الواقع ويمنح المجتمع حياة أفضل ان لم تجد انعكاس للدين كسلوك فردى وجماعى وكتعاليم سماوية سامية تحث على العلم والعمل والصدق والنظافة والأمانة والتكافل بين افراد المجتمع, فلن يكون هناك تدين

فكما لا يمكن للشرق والغرب أن يجتمعان كذلك انحدار المجتمع و تدينة لا يمكن أن يجتمعا أي مجتمع منحدر ثقافيا واقتصاديا وعلميا هو مجتمع بعيد كل البعد عن أي دين ولو ارتدى كل افراده العمم والأحجبه (جمع حجاب) واطلقو اللحى وبسملو وتعوذو وتابعو قناة اقرأ والناس والمجد والرحمة والبركة والفجر و(الظهر والعصر والمغرب كمان )


كل هذا لا يتعدى كونه نفاق
ومتاجرة بالدين
وفى أحسن الأحوال وبفتراض حسن النية سأقول انه سطحية
وجهل

ولو أدرك المصريون والمسلمون معنى الخبر لستبدلت فرحتهم الغامرة بثورة عارمة ونفى قاطع
ولهذا سأكون الصوت الأول والوحيد
الذى يطالب بأن

تسحب العربية الخبر مراعاة لمشاعر المسلمين (الفرحانين )
وتقدم الجهة المستطلعة اعتذارها الرسمي (قال يعنى كل ده هيحصل ) للإ سلام
(وليس للمسلمين ماهم فرحانين )

........
ملحوظة أتضح لى حالا أمر خطير
وهو أن الجهة المستطلعة هي معهد غالوب الامريكى

لهذا لا استبعد أبدا نظرية المؤامرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للكاتبة
رعد الحافظ ( 2009 / 5 / 12 - 20:22 )
بالضبط ما تصفينه يا سيدتي وكل هذه المظاهر التي أسميها خزعبلات هي في رأيهم التدين , وأبسط من ذلك إن شئتي ,يكفي الرجل أن يكون متدين تكراره لعبارة سبحان الله بين كل جملتين , أما اللحى المشتتة فهي دليل أكيد على شدة التدين في نظرهم ,,وياريت بفايدة
ذكرتيني بنقاش مع إبني الاوسط (علي 22 سنة , , وقد أصبح منهم , قلت له إحلق لحيتك يابني فمنظرها لا يسر أحد وأنت وسيم لماذا تعمد الى هذه الاشياء ,أكيد الدين وحب الله ورسوله أكبر من تلك الشعيرات الخفيفة المتباعدة
إحلقها كي تخشن ثم إطلقها وقم بتشذيبها أحيانا لأن المؤمن حسن المنظر أفضل , وخذوا زينتكم ,,,والله يحب الجمال ...وغير ذلك كثير فلم يصغ الي وقال لقد أوضح لنا الشيخ السنة النبوية وتركها فيه أجر كبير .. خشيت أن أقول له ..لو جاءت فرصة لشيخك هذا للغنيمة شرط حلق لحيته فأنه مستعد لحف حواجبه أيضا ساعتها .اكيد ..لان الغاية عندهم تبرر الوسيلة..شكرا للكاتبة المحترمة


2 - صدقتي
samerames ( 2009 / 5 / 12 - 22:13 )
تحية عطرة لك يا أ.رشا وكل ما وصصفتيه للأسف موجود فكم شخص التقيت به يبدو من مظهره متدين ولكن افعاله وتصرفاته عكس ما يبدو عليه ..وشكرا لك ولشجاعتك لطرحك هذا الموضوع


3 - رشا ممتازة
عمرو اسماعيل ( 2009 / 5 / 12 - 23:15 )
مش بس رشا ممتاز .. مقال رائع وصف تماما حالة التدين الطقوسي المظهري ونسيان كل قيمة أخلاقية للدين


4 - مقالك زى العسل إنتى شربات وسكر
الحر العاقل ( 2009 / 5 / 13 - 03:16 )
وكما قال الفنان الكبير عادل إمام -ينص دينك يا استاذ خليفه- هههههههه إنتى مقالك ذى العسل إنتى حته شربات بالتوفيق أنا أول مره اقرأ لك ولكن هتابعك
والنكته دى جميله
تقول أن رجلا من رواد المساجد أشار على شاب يصلى وقال لصديقه هذا الشاب متدين جدا كلما دخلت المسجد رأيته يصلى فسمع الشاب حوارهم وأضاف ليس هذا فقط فأنا أقوم اليل و صائم منذ شهرين ولسه متصدق حالا على هذا الفقير!!!!


5 - قول الحقيقة
محمد جبار السماوي ( 2009 / 5 / 13 - 06:23 )
الست المحترمة
رشا ممتاز
بدءا اشد على اياديك لموضوعيتك واسترسالك البسيط الذي ينم عن وعي
وثقافة ودراية لواقعنا الماساوي -المظهري -الذي وللاسف ينظر للامور
بسطحية وهامشية مفرطة , بعيدة عن المنطق ومسايرة الحضارة والتقدم
ولا اقصد هنا ان الدين ليس كذلك بل المشكلة في عقل الانسان المتحجر
الذي يتراجع باسم الدين للضلامية والتخلف وقهر الاخر كما اسلفت الكاتبة
شكرا لتعليقك
وشكرا للذين معك في الايجاب


6 - سلامات ياتدين
محمد الخليفه ( 2009 / 5 / 13 - 10:54 )
ولكن لماذا وصف الفرد إمرأة كان أورجل بالعلمانية يعتبر تهمة شنيعة ، في نظري إنها وسام شرف لكل من يحمل هذا الفكر


7 - مقال ممتاز
رشاوي ( 2009 / 5 / 13 - 12:37 )
مقال رائع يا استاذة رشا / وأنا صوت للمقال ب 100% ولكن
اسمك رشا من يرشو ، رشوة . وهي حرام شرعا .
لذا أنصحك ، واجتنابا للشبهات - عملا بالسنة المطهرة .
أن تغيري اسمك . من رشا الي اسم آخر
واسألوا أهل العلم
ههههههههههههههههه


8 - العربية موقع تافه
sara ( 2009 / 5 / 13 - 14:37 )
امتا يريحنا ربي من هالتخلف
كم اكره التدين المظهري
اذا صادفت متدينا فاهرب 100 كلم نصيحة لكل واحد نجاه الله تعالى من نفاق التدين
مسكينة مصر


9 - سلامات ياتدين
خالد ابراهيم ( 2013 / 8 / 6 - 15:09 )
مقال جيد كعادتك في كتابة المقالات بحيث أن من يقرأ أو سطر يضطر الى المتابعة حتى قراءة المقال بالكامل . نادرا ما أبعث تعليقات ولكن التعليقات تسعد الكاتب وتجعله يشعر بأن هناك من يتابع مقالاته ويناقشه ويهتم .
شكرا لك على مقالاتك جميعها أنني وكأني أشعر بأني من يكتب هذه المقالات
شكرا لك

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف


.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة




.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط