الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد يفسد فى ٱلأرض

سمير إبراهيم خليل حسن

2009 / 5 / 13
حقوق الانسان


إنّ سنّة ٱللّه أمر جارٍ فى ٱلحقِّ سوآء ءكان ٱلناس يعلمون به أم كانوا لا يعلمون. فإنّ سنّته ٱلفاعلة فى طفوِ ٱلأجسام وٱلأجساد على سطح ٱلمآء وٱلتى كشف عنها نظر عبد ٱللّه "أرخميدس" كان فعلها جارٍ من قبل أن ينظر فيها "أرخميدس" وبقى فعلها على جريانه من بعد نظره وكشفه لها.
كذلك هى سنّة ٱللّه فى حدود وسع ٱلمكان ٱلتى كشف عنها عبد ٱللّه "توماس روبرت مالتوس" (1766 - 1834) بنظره فى مسألة عدد ٱلناس وعلاقته بحدود وسع ٱلمكان. حيث رأىۤ أنّ عدد ٱلناس إن زاد عن حدود وسع ٱلمكان ينقص طعامهم وتزيد كلفته فيفقرون. وأنّ ٱلموارد ٱلاقتصادية محدودة مهمآ أُدخل عليها من تطوير وزيادة رأسية أوۤ أفقية. وأنّه سيأتى يوم لا تجد فيه ٱلأعداد ٱلمتزايدة من ٱلناس ما يكفيها من ٱلموارد ٱلاقتصادية بفعل تعدى نسبةُ زيادة ٱلسكان نسبةَ ٱلزيادة فى ٱلموارد. وبذلك رأى فى ٱلعقم وسيلة لتقليل عدد ٱلمواليد ولتجنّب ٱلبؤس ٱلذى يحدثه ٱلعدد ٱلزآئد.
وبتأثير ما كشفه نظر "مالتوس" من سنّةِ حدِّ ٱلمكان رأى سياسيون أنّ ٱلعقم لا يكفى وأن ٱلحرب هى ٱلوسيلة ٱلأسرع لتنقيص عدد ٱلسكان وجعل أحوال ٱلباقين أفضل.
وعلى ٱلرّغم مما كشفه "مالتوس" من فعل هذه ٱلسنّة ٱلرّبّانيّة إلآ أنّه لم يرَ أنّ زيادة عدد ٱلسكان هى فعل من أفعال ٱلفساد فى ٱلأرض ٱلتى تقتل ٱلنفس من دون نفس. لكن بما بيّنه نظر "مالتوس" من فعل هذه ٱلسّنّة ٱلربّانيّة فتح ٱلباب للعقل مع مفهوم "حدود ٱللّه" ومنها حدوده فى ٱلمكان. فٱلمكان له حدود وسعٍ لعدد ٱلأحيآء فيه ومَن يتعدّى تلك ٱلحدود يظلم نفسه ويظلم غيره.
لقد كتبت عن ٱلفساد فى ٱلأرض عددا من ٱلمقالات عقلت فيها بين ما يعلنه ٱلعلمآء ٱلمصلُّون على ٱلفساد فى جوّ ٱلأرض وبحرها وترابها من بيانات عمَّا سيُحدِثه ٱلفسادُ فيها من أحداثٍ تؤثر على عيش ٱلناس بفعل أعمالهم وتكاثرهم وتكاثر مزارع ٱلدّوآبِّ ٱلتى يأكلون لحومها وبين ما جآء بيانه عن هذه ٱلمسألة فى كتاب ٱللّه. وقد رأيت أنّ ٱلفساد فى ٱلأرض يحدث بفعل ٱعتدآء ٱلناس على حدود ٱللّه ومنها حدود أيام عملهم ٱلأسبوعىّ وحدود عددهم وحدود ما صنعه لهم من مكان.
وبمآ أنّىۤ أرى وأصدّق أنّ ٱللّه هو صانع ٱلأرض ومَا عليها فإنّىۤ أرىۤ أنه ٱلأعلم وٱلأقدر على بيان ٱلهداية لعباده ٱلناظرين إلى حدوده ٱلمسنونة فيما صنعه من مكان وإلى حدود عدد ٱلساكنين فيه وحدود أعمالهم.
كمآ أرىۤ أنّ ٱللّه هو ٱلأعلم وٱلأقدر على بيان فعل ما نفخه من روحه فى ٱلبشر من منهاج ملهم فى نفسه (فجور تقوى) ومنه منهاج "إبليس" ٱلذى يعصى على منهاج "ٱلرّحمٰن" ويجعل ٱلنفس ٱلتى تتبعه تخيب وتخسر. أما ٱلنفس ٱلتى تتبع منهاج "ٱلرّحمٰن" فتكون من عباد ٱلرّحمٰن ولا يكون لإبليس عليها سلطان فتتزكّى.
وبذلك أرىۤ أنّ ما يحدث من زيادة للفساد فى ٱلأرض يبيّن أنّ أكثر ٱلناس يتبعون منهاج "إبليس" ٱلذى يشاركهم فى ٱلأموال وٱلأولاد ويغويهم بما يفعلون من فساد. وهذا يبيّن أنّ أكثر ٱلناس لا يصدقون بيان ٱللّه ويسخرون منه بظنِّ علمٍ لَّهم فى ٱلحقِّ يتفوّق على علم ٱللّه ٱلصانع لأنفسهم وما فيها من منهاج جدلىّ وٱلصانع لمكان عيشهم ولحدوده فيهما.
لقد بيّن ٱللّه فى كتابه لعباده ٱلناظرين فى ٱلحقِّ أنّ فساد ٱلناس فى ٱلأرض حتمىّ:
"ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِى ٱلبَرِّ وٱلبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذى عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" 41 ٱلرُّوم.
وقوله هذا يبيّن أنّ زمن ٱلفعل "ظَهَرَ" قد مضى بفعل ما كسبته أيدى ٱلناس وأنّهم ذاقوا طعم فسادهم. وما يبيّنه عباد ٱلرّحمٰن ٱلذين يصلّون على ٱلفساد فى ٱلأرض فى كلِّ يوم من أسباب لفساد ٱلناس فيها ويحذّرون من أخطاره يبيّن أنّ ٱلفساد حدثَ وبدأَ تأثيرُه يظهر ويذوقه ٱلناس. وبتأثير تحذير عباد ٱلرّحمٰن ٱلمصلِّين قام بعض ٱلناس ٱلمصدقين للتحذير فى شهر نيسان 2009 فى عدد من عواصم ٱلبلدان بإطفآء ٱلكهربآء كعمل يدعوا ٱلناس جميعهم لإصلاح ٱلأرض من ٱلفساد ٱلجارى فيها.
لكن ما يحذّر منه ٱلمصلُّون وما يدعوۤا إليه ٱلذين أطفأوا ٱلكهربآء هو بعض ما جآء فى ٱلقرءان من تذكير للناس به وبحدوده وتحذير لهم من تعديّها وممّا تفعله شهوات ٱلناس من فساد فى ٱلأرض يبدأ أثره بظهور أمراض كأنفلونزا ٱلخنازير تقتل أنفسًا من دون نفسٍ وكذلك تحدث قوارع (كوارث) تعصف بٱلناس تدمّر مساكنهم وتشردهم وتقتلهم.
ومع ذلك وبفعل خضوع أكثر ٱلناس لشهواتهم ٱلتى يغويهم بها منهاج "إبليس" فما زالوا لا يستمعون إلى تحذير ٱلمصلِّين ٱلعالمين ولا يصدقون ولم يتأثروا بما فعله ٱلمصدقون. فهم يتابعون ٱلركض ورآء شهواتهم فى تكثير أموالهم وتكثير أولادهم فيزيدون فسادهم فى ٱلأرض ويعتدون على حدود ٱللّه يظلمون أنفسهم ويظلمون جميع ٱلناس بما سيحدث من تغيير فى جوِّ ٱلأرض وبحرها وبرّها.
فإن لم يستمع أكثر ٱلناس (ولن يستمعوۤا) إلى ما يقوله ٱلمصلّون عن ٱلخطر ٱلأتى عليهم وإن لم يصدقوا قولهم ويعملون على وقف أعمالهم ٱلمفسدة سيذهب ٱلفساد بما عملته أيديهم ويهلكهم ويهلك أولادهم وأموالهم ويهلك معهم جميع ألوان ٱلحياة.
لقد بيّن ٱللّه للناس أنّه جعل لهم ٱلأرض صالحة وحذّرهم من ٱلفساد فيها:
"ولا تُفسِدُوا فِى ٱلأَرضِ بَعدَ إصلَٰحِهَا" 56 ٱلأعراف.
وحذرهم من ٱللهو بٱلتكاثر:
"ألهٰكُم ٱلتكاثُرُ/1/ حتَّى زُرتُمُ ٱلمقابِرَ/2/" ٱلتكاثر.
ولهوهم بٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد ينسيهم ٱلتحذير ويجعلهم لا يعلمون بحدود ٱللّه حتى يدركهم ٱلموت.
لقد سخروا وما زالوا يسخرون من تحذير ٱللّه عن ٱللهو بٱلتكاثر وغفلوا عن وصيته بحدِّ ٱلسَّبت وما زالوا يغفلون عن خطر ٱلتعدّى على حدِّ أيام ٱلعمل ٱلستّة:
"وقُلنا لهُم لا تَعدُوا فِى ٱلسَّبتِ وأخَذنَا مِنهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا" 154 ٱلنِّسآء.
وقد بيّن ٱللّه لهم ما يفعل بهم تعدّيهم على هذا ٱلحدِّ:
"ولَقَد عَلِمتُم ٱلَّذين ٱعتَدوا مِنكُم فِى ٱلسَّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خَٰسِئينَ" 65 ٱلبقرة.
فٱلذين ٱعتدوا فى ٱلسبت ظنوۤا أنّهم سيكسبون بٱلعمل فيه فخسروا كلّ شىء وعاشوا فى ذلٍّ وهُون (قردة).
وإلى ٱليوم فما زال أكثر ٱلناس يعتدون فى ٱلسّبت وقد بلغ فسادهم فى ٱلأرض حدّ قارعة تحلّ بهم. وحتى لا تحدث قارعة تأخذهم وتأخذ ما كسبوه فى ٱلسبت وما كثّروه من أولاد وأموال عليهم أن يعلموۤا أنّ ٱعتدآئهم فى ٱلسبت لا يترك للأرض فرصة تصلح ما فسد فيها فى ستة أيام وعليهم أن يقبلوا به يوما واحد فى جميع ٱلأرض يمتنعون فيه عن أى عمل مهما كان مكسبه ولا يشعلون فيه نارا. وعليهم أن يعلموۤا أنّ ما عمله بعض ٱلناس فى عواصم بعض ٱلبلدان بإطفآئهم للكهربآء كدعوة لإصلاح ٱلأرض هو بعض من عمل ٱلإصلاح بفعل ٱلوصيّة ٱلتى يبيّنها كتاب موسى فى "سفر خروج":
"اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأمّا اليوم السابع ففيه سبت للرب إلٰهك. لا تصنع عملاً ما. أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك ٱلذي داخل أبوابك" الإصحاح 20.
"ستة أيام تعمل عملك. وأما اليوم السابع ففيه تستريح لكي يستريح ثورك وحمارك ويتنفس ابن امتك والغريب" الإصحاح 23.
"لا تشعلوا نارًا في جميع مساكنكم يوم السبت" الإصحاح 35.
لكنّ أكثر ٱلناس يجلب عليهم "إبليس" برجله ويغويهم ويزيّن لهم ٱلشهوات بكثرة ٱلأولاد وكثرة ٱلأموال ويجعلهم يفسقون على ٱلوصية ويعتدون فى ٱلسّبت على ٱلرّغم من تحذير بعضهم لبعضٍ من تعاظم فسادهم.
فهل ينفع ٱلتحذير مع أكثر ٱلناس فيعملون بٱلوصيّة ويتبعونها فيسبتون بعد عمل ستة أيام ولا يشعلون نارا فى جميع مساكنهم ولا يعملون أىّ عمل مهما كان ٱلمكسب منه؟
على ٱلناس أن يعلموۤا أنّ ٱلسبت ٱلمطلوب لأرض صالحة هو سبت للرّب. وأنّ ٱلرّبَّ هو ٱسم ٱلفاعل فى ربوِّ كلّ شىء فاسد كان أم صالح. فإن سَبَتَ ٱلناس فى ٱلأرض جميعهم يوم ٱلسبت فَعَلَ ٱلرّبُّ فى ربوِّ ٱلإصلاح. وإن فسقوا عن ٱلوصيّة وٱعتدوا فَعَلَ فى ربوِّ ٱلفساد حتّى ينقلب عليهم بطآمّة كبرى تأتيهم قارعة فتأخذهم مع جميع ما ٱكتسبوه.
كذلك عليهم أن يعلموۤا أنّ ٱسم ٱللّه هو ٱسم لفاعل ٱلنّور ٱلمبيّن لأفعال ٱسم ٱلرّبِّ جميعها. وأنّ ٱلرّبَّ هو ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض ٱلذىۤ أرسل لهم بيانا مفصّلا عن جميع ٱلحقِّ وطلب من جميع ٱلناس أن يؤمنوا به:
"يَـٰۤأيها ٱلَّذين أُوتُوا ٱلكِتٰبَ ءَامِنُوا بِمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُم مِن قَبلِ أن نَطمِسَ وجُوهًا فَنَرُدَّها علىۤ أدبارِهآ أو نَلعَنَهُم كما لَعنَّا أصحٰبَ ٱلسَّبتِ وكانَ أمرُ ٱللَّه مفعولاً" 47 ٱلنسآء.
و"ٱلذين أوتوا ٱلكتٰب" هم جميع ٱلناس من دون ٱستثنآء. وقد جآءهم ٱلكتاب من بعد نفخ ٱلروح مع رسلٍ وعلىۤ أطوار حتى كمل ٱلكتاب برسالة ٱللّه "ٱلقرءان". وفيها طلب لهم جميعهم "ءامنوا بما نزَّلنا" وهو ٱلقرءان وفيه ٱلنّور ٱلهادى إلى كلِّ عمل صالح. وجآء فيه وصف "مصدِّقًا لما معكم" مبيّنًا أنّه لا ينقض ولا يخالف ما معهم من عند ٱللَّه ومنه وصيّته بيوم ٱلسبت وهو حدّ إن لم يتوقّف عنده عمل ٱلناس ٱلمفسد فى ٱلأرض يأخذهم فسادهم مع ما ٱكتسبوه. وجآء فيه أنّ "أصحٰب ٱلسَّبت" وهم ٱلَّذين ٱعتدوا فيه وما زالوا يعتدون قد لُعنوا وسيلعنون فطُرِدَ أكثرهم وسيطردون من ٱلعيش ٱلرّغيد إلى عيش ٱلقردة ٱلخاسئين.
إنَّ ٱلمأرب من حدِّ ٱلسّبت يبينه ٱلقرءان فى ٱلوصيَّة ٱلتالية:
"ولا تُفسِدُوا فِى ٱلأَرضِ بَعدَ إصلَٰحِهَا وَٱدعُوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحمَتَ ٱللَّهِ قَرِيب مِّنَ ٱلمُحسِنِينَ" 56 ٱلأعراف.
فٱلسبت حدّ لكسب ٱلناس فى ستّة أيام. فإن ٱعتدوا فى ٱلسبت فقد ٱعتدوا على ٱلأرض ٱلتى جعلها ٱللّه صالحة وبذلك فقد ٱعتدوا علىۤ أنفسهم.
ٱلفساد فى ٱلأرض يحدث بفعل نقض ٱلناس لعهد ٱللّه وبنقضهم للعهد يخسرون:
"ٱلَّذينَ ينقضُونَ عَهدَ ٱللَّهِ مِن بَعدِ مِيثَٰقِهِ ويقطَعُونَ مَآ أمَرَ بِهِ أَن يُوصَلَ ويُفسِدُونَ فِى ٱلأَرضِ أُولَـٰۤئِكَ هُمُ ٱلخَٰسِرُونَ" 27 ٱلبقرة.
لقد وصّى ٱللّه ٱلناس ليسمعوا ٱلوصيّة ويعملوا بها فلا ينقضوها ولا يعتدون على حدوده ومنها حدّ ٱلعمل ٱلأسبوعىّ ستّة أيام. وإن لم يعملوا بٱلوصية فسيذوقون من فسادهم فيها:
"ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِى ٱلبَرِّ وٱلبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذى عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" 41 ٱلرُّوم.
وعلى ٱلرّغم من ظهور ٱلفساد فى ٱلبرِّ وٱلبحر فإنّهم يستطيعون وقف ٱلفساد ووقف أثره بٱلرّجوع عنه "لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" فيستمعون إلى تحذير ٱلمصلين ويصدقون ٱلوصية ويعلمون أنّ لعملهم حدود بستة أيام وأنّ ٱليوم ٱلسابع هو راحة للأرض وما فيها وأنّ لعددهم حدود ولمكان عيشهم حدود عليهم ٱلوقوف عنده.
إنّ مسألة ٱلفساد فى ٱلأرض من أكثر ٱلمسآئل ٱلمعروضة فى كتاب ٱللّه. وفى سورة ٱلعنكبوت بلاغ عن أقوام عظيمة ٱلعلم وٱلقوة تركت لنا بقية من أعمالها ٱلمفسدة:
"وإلىٰ مَديَنَ أَخَاهُم شُعَيبًا فَقَالَ يَٰقَومِ ٱعبُدُوا ٱللَّهَ وَٱرجُوا ٱليَومَ ٱلأَخِرَ وَلا تَعثَوا فِى ٱلأَرضِ مُفسِدِينَ/36/ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتهُمُ ٱلرَّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِى دَارِهِم جَٰثِمِينَ/37/" ٱلعنكبوت.
أولئك أهل "مَديَنَ" فهم متمدنون وعالمين وأقويآء "كَانُوا مُستَبصِرِينَ" يملكون وسآئل ٱلعلم وصناعة ٱلقوّة. ومثلُهُم ٱليوم هو فى ٱلدول ٱلصناعية ٱلكبرى جميعها. وسياسات هذه ٱلدول تبيّن أنّهم من ٱلذين "زيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيطٰنُ أَعمَٰلَهُم". فهم على ٱلرّغم من كونهم مستبصرين بأعمالهم ٱلتى تفسد فى ٱلأرض ويعلمون بٱلفساد وبخطره ٱلأَتى عليهم وعلى ما بنوه من قوة تدمير وهلاك لا يهتدون إلى عمل ٱلإصلاح بفعل ما زيّن لهم ٱلشيطان من شهوات.
لقد بيّن ٱللّه أن أصحاب ٱلأثار ٱلباقية أهلكتهم أعمالهم ٱلمفسدة فى ٱلأرض. وبيّن أنّ أولئك لم يكونوا بداۤئيين فى ٱلعلم وٱلقوة:
"أَوَلَم يَسِيرُوا فِى ٱلأرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذين مِن قَبلِهِم كانوا أَشَدَّ مِنهُم قُوَّةً وأَثَارُوا ٱلأرضَ وعَمَرُوهاۤ أَكثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا" 9 ٱلروم.
"أَوَلَم يَسِيرُوا فِى ٱلأرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عَٰقِبةُ ٱلَّذين كانوا مِن قَبلِهِم كانوا هُم أَشَدَّ مِنهم قُوَّةً وءَاثَارًا فِى ٱلأرض فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِم وما كان لَهم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ" 21 غافر.
كانوۤا أشدآء أقويآء مستبصرين وأثارهم ٱلباقية تدل على قوتهم وٱستبصارهم. وأن قوة ٱلمستكبرين ٱليوم ليست أعظم من قوتهم ولا بيوتهم أحصن.
لقد بيّن ٱللّه أنّه من بعد هلاك ٱلمفسدين ٱلسابقين جعلنا خلآئف فى ٱلأرض لينظر كيف نعمل:
"ثُمَّ جَعَلنٰكُم خَلَٰۤئِفَ فِى ٱلأرضِ مِن بعدِهِم لِنَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُون" 14 يونس.
فهل من سبيل إلى عودتنا عن ٱلفساد فى ٱلأرض؟
يقول ٱللّه لنا:
"عَسَىٰ رَبُّكُم أَن يَرحَمَكُم وإِن عُدتُّم عُدنَا وجَعَلنا جَهَنَّمَ لِلكٰفِرِينَ حَصِيرًا" 8 ٱلاسرآء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طالت غيبتك أيها النبيل
العقل زينة ( 2009 / 5 / 13 - 08:49 )
أموالهم يعني_ زيادة الثروة والمال _ونساءوهم_ يعني حا يخلفوا عيال_ غنيمة لكم وأعتقد هذا كلام سبحانه وتعالي العالم بكل شئ وسبحان مغير العقول


2 - تباهي
يعقوب ( 2009 / 5 / 13 - 09:00 )
تكاثروا تناسلوا فاني مباهي بكم الامم يوم القيامة .صدق صلعم .


3 - ءَامِنُوا بمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُم
رياض الحبيّب ( 2009 / 5 / 13 - 15:09 )
سءَكتب عشر ءَايات ممّا معنا لعلكم فيها تتأمّلون:

البشارة كما دوّنها متى: الفصل: 7 والآية 15:
اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!

البشارة كما دوّنها متى: الفصل: 24 والآية 11:
وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.

البشارة كما دوّنها متى: الفصل: 24 والآية 24:
لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.

البشارة كما دوّنها مرقس: الفصل: 13 والآية 22:
لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ، وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.

البشارة كما دوّنها لوقا: الفصل: 6 والآية 26:
وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.

رسالة بطرس الثانية: الفصل: 2 والآيات 1-3:
وَلَكِنْ كَانَ أَيْضاً فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ،

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر