الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداء والدواء

عاهد ناصرالدين

2009 / 5 / 15
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ردا على مقال " المحرمات....والجنس المتاح؟!" للكاتبة امتياز المغربي ، والمنشور على موقع الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171703
في البداية أتفق مع الكاتبة الكريمة في تصويرها لبشاعة نكاح المحرمات وممارسة ما حرمه الله تعالى بقوله : {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا }النساء(22)
ولكنني أختلف مع الأخت الكاتبة بعلاج هذا الداء الخطير بل الوباء المستطير وهو انتشار الزنا ومنه زنا المحارم .
فعلاج مثل هذه المشكلة موجود في الإسلام وحده بشكل واضح صريح وإليك البيان
يقول الله تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }الأحزاب58
اعتبر الإسلام أن الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصان ومنع أي اعتداء على عرضها فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وأمر بحفظ الفروج وفرض كثيرا من الأحكام الشرعية التي تصون هذا العرض وأوجب عقوبات رادعة لكل من يعتدي على هذا العرض بالفعل أو القول ؛
وجعل الله عقوبة من فعلها الرجم حتى الموت إن كان محصنا ، والجلد مائة جلدة إن لم يكن محصنا.
قال الله تعالى في بيان حد الزاني البكر - أي غير المحصن - : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور/2 .
أما المحصن فحده الرجم بالحجارة حتى الموت ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خُذُوا عَنِّي ، خُذُوا عَنِّي ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ ) .
والثيب : هو المحصن ، رجلا كان أو امرأة .

وبعد أن نفّر الحق سبحانه من جريمة الزنا أعظم تنفير، وأمر بمعاقبة مرتكبها بدون رأفة أو تساهل.. أتبع ذلك بتشريعات أخرى من شأنها أن تحمي أعراض الناس وأنفسهم من اعتداء المعتدين
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور(4).
وإن كانت المرأة المقذوفة زوجة ولا يوجد أربعة شهداء فاللعان ، قال سبحانه وتعالى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ{7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } النور النور[6-9] .
وأما ما دون ذلك من الإعتداء على الأعراض فالعقوبة تعزيرية ، ورد في كتاب الأحكام السلطانية (......... , وإن وجدوهما في طريق يكلمها وتكلمه ضربوهما عشرين سوطا , وإن وجدوه يتبعها , ولم يقفوا على ذلك يحققوا , وإن وجدوهما يشير إليها وتشير إليه بغير كلام ضربوهما عشرة أسواط ).
وإضافة إلى ذلك كله فإن الإسلام حرم الزواج من المحرمات وحرم الجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها أو خالتها فكيف الزنا بهن ؟؟
ومنذ أن هدمت الخلافة الإسلامية والمسلمون جميعا في شقاء وضنك من العيش،لأنهم أخذوا بالمفاهيم الغربية التي عششت في أذهانهم وغيرت من سلوكهم؛ تلك الحضارة التي تجعل من المرأة قطعة فنية للمتعة الجسدية وسلعة تُباع وتشترى، فأراد الكافر المستعمر أن يبعد المرأة المسلمة وسائر المسلمين عن أحكام الشرع ومنها أحكام النظام الإجتماعي الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل، وينظم العلاقة التي بينهما عند اجتماعهما وكل ما يتفرع عنها .
فتم غزو المرأة بأفكار غريبة عن دينها وقيمها في محاولة من الغرب لاستخدام المرأة في حربه على المسلمين فيستهدف أعراضهم سعيا لإفسادها لكي يكون ذلك عاملاً مساعداً له في حربه على الحضارة الإسلامية وثغرة يتخلل عبرها لحصون المسلمين .
إن الحل المناسب والعلاج الناجع أن نأخذ بالأحكام التي أنزلها خالقنا ولا نلتفت لمفاهيم الغرب وحضارته الزائفة وشعاراته البراقة التي هي وعود من الشيطان وصدق الله العظيم:{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }النساء12

وقال سبحانه وتعالى:{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27.


إن الحضارة الغربية التي تنادي بالحرية الشخصية تهيئ كل الأجواء لإيذاء المرأة والتعرض إليها من المحارم وغير محارم ، يقول (فرويد) فجاء ليقول «الجنس هو كل شيء، وكل شيء نابع من الجنس»، وقد حضَّ الشباب من الجنسين للخروج على التقاليد التي كانت مفروضة عليهم، ودعاهم لممارسة الجنس كيف شاءوا، فظهرت الكتب الجنسية والأشعار التي أُلفت ليتلذذ القارئ بالجنس، وظهرت دور السينما والمسارح التي استغلت جسد المرأة وأُنوثتها، مما أوجد وضعاً جديداً للمرأة في أوروبا.

وقد انعكس هذا الوضع الجديد على القوانين التي كانت سائدة في الدول الأوروبية، والتي كان فيها نوع من القيود وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فعقدوا المؤتمرات لبحث هذه القوانين وتغييرها حتى خلت قوانينهم الجديدة من أية قيمة روحية أو أخلاقية أو حتى إنسانية، وصارت السعادة عندهم هو الأخـذ بأكبر نصيب من المتع الجسدية ومنها التلذذ بالجنس، وصارت المرأة لا قيمة لها إن شوهت أو أصيبت بمرض أو عاهة أو كبر سنها، وقيمتها أصبحت عندهم تكمن في صغر سنها وجمالها وجاذبيتها الجنسية. وأخذوا بالحرية الشخصية، فكان التحلل والتفكك الأسري والانفلات من كل قيد، فأصبحت الرذيلة مقننة عندهم، يمارسونها في بيوت مرخصة، تحميها الشرطة والقانون، وصاروا يطالبون شعوب العالم بأن يحذوا حذوهم، وأخذوا يُسوقون هذه الحرية إلى معظم شعوب الأرض باسم الديمقراطية، وبالأخص إلى الشعوب المستعمَرة كشعوب العالم الإسلامي. إنه الإسلام الذي يأمرنا أن نعيش طرازا خاصا فريدا،وأن نتقيد بهذا العيش كما أمر الله تعالى بغض النظر عما إذا وافق أو ناقض ما عليه الغرب وهذا لا يكون إلا من خلال نظام خاص المتمثل بنظام الخلافة على منهاج النبوة الذي يُسعد البشرية ويخلصها من المبادئ الفاسدة ويخرجها من الظلمات إلى النور .

قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أليم }النور 63








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -


.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا