الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة حول الفكر العائم في العراق الجديد

محمد سعيد العضب

2009 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تهدف هذة الخاطرة الموجزة اثارة بعض القضايا والمسائل حول المأساة العراقية, كما تحاول علي عجل من دون بحث متاءن, تبني مقولات واطروحات, قد تحتاج لدراسة اصيلة متعمقة..لذا يتحتم اعتبارها مجرد مداخلة لاثارة النقاش والحوار لقضايا عائمة تدور في فكر وخلد حملة راية الاهتمام بقضايا العراق, الذين يشعرون, بل يتألمون لمحنة وماساة الشعب العراقى, وما اصاب البلد من دمار وتخريب وضياع ,وفقدان الامن والاستقرار, وغياب الدولة,ويسعون بناء فكر موضوعى ينشد ويساهم بتواضع انقاذ الشعب المسكين من الكارثة والورطة التى لحقت بة, والتى لاتزال تاخذ منة ما تبقى فية من قدرات وامكانيات.
اتسمت الحياة السياسية في العراق بالعنف والانقسامية, كما تميزت بتعدد التيارات والتوجهات, وطغى عليها غياب الاجماع الوطني والابتعاد عن اتفاق الحد الادنى حول استراتجية واضحة ذات غايات واهداف محددة للتطور السياسي الاقتصادي الاجتماعى, سواء قبل او بعد سقوط النظام من قبل القوات الاميركية, كما افتقرت لبرناج شامل لبناء مستقبل يتألق فية ا لرفاةالمجتمعي, ويتعزز بة التكافل الاجتماعي, ويسودة احترام كينونة الفرد, وتضمن عبرة حقوقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
تعززت العيوب هذة في العقود الاخيرة, خصوصا في ظل النظام الصدامي السابق بعد تعمق تجميل منطق " الانا"
او المبالغة في قدرتها الذاتية مقابل الحط من قدرة "الاخر" او التنكر للواقع الفعلي, كلة قاد الى اتساع رقعة الوهم ليس في الخطاب السياسي لنظام الحكم السابق فحسب , بل شاع الوهم هذا بدعوات ونداءات القوي السياسية المعارضة باختلاف هوياتها او رقم رصيدها الجماهيري الداخلي او الخارجي . انعكس ذلك جليا في تطبيقات و ممارسات القوي السياسية الجديدة الفاعلة والمسيطرة سواء في مجلس الحكم والحكومة المؤقتة المعينة من ادارة الاتئلا ف المؤقت, او حتى الحكومة المنتخبة في ظل دبابات الاحتلال وتحت شعارات التكليف الشرعى والقومي.
فالنظام الفرد- العائلة السابق الذي قاد العراق الى كارثة عميقة عبر حروب لامبرر لها الحقت بالبلاد والعباد الخراب والدمار, وعمقت حالة الانحلال والتفسخ ببني وسلوكيات افراد المجتمع ,كما تعززت حالة التخلف للانسان العراقي , كلة فقط من اجل بقاءة على عرشة الهلامي سندة صك غفران, اذعن بجبروتة لعقوبات دولية صارمة لامثيل من نوعها في عصرنا الراهن, كما تقبل الحصار والمقاطعة الاقتصادية اللاشرعية, وحالة انتداب بامر الواقع , بالتالي تمكن ليس فقط تعويم روح النضال وحالة التذمر والاستياء لدي الشعب العراقي فحسب , بل استطاع تحييد كافة القوي المعارضة في الداخل والخارج وترصين حالة الشللية, وذر روح الطمع والانانية الذاتية في النفوسمما مهد كلة الطريق, ووفر مستلزمات, ليس فقط الغزو والاحتلال الاميركي, وصعود قوي انانية طائفية وقومية متعصبة,.بل تمكن ان يحول المواطن العراقى الى كائن يتحرك دون شعور بالاخرين,همة الوحيد- هو علي حق -,الديمومة والبقاء بكل ذكاء وفطنة متاصلة فية,فاقدا بذات الوقت الطيبة ودماثة الخلق, بعدما تحولت حياتة الى بؤس وشقاء وعناء وصبر .كلة جعل العراق ومجتمعة اليوم يعيش حالة فوضى مدبرة ومدارة من قبل القوات الاميركية, والقوي السياسية والاحزاب التى تسعى استغلال الفراغ السياسي والاخطاء في مسيرة ما دعي تسميتة بناء الدولة الجديدة و الديمقراطية الفيدرالية وغيرها من شعارات التنويم المغناطيسي.
فان اردنا اهمال او التغاضي عن البحث والتقصي عن اسباب - الغزو والاحتلال الاميركى للعراق- وطرحها جانبا, نرى ان الاطراف والجهات اللاعبة الان لحالة الفوضي و الظلام المعقدة الشائكة والمتشابكة هي قوى عديدة متضاربة الاجندات مختلفة الاهداف والغايات , قديمكن تكميمها بالاتى:
* الحكومة الاميركية بمختلف اداراتها واسا ليب حكمها , ووحدة اهدافها الجيوسياسة للهيمنة والسيطرة علي العالم عموما والشرق الاوسط والعراق خصوصا
* الحكومة العراقية بوازارت المحصصاصة و باطيافها العديدة بكافة تناقضاتها
* القوات المسلحة وجيوش قوي التحالف
*الجيوش الخاصة( شركات امنية, مقاولون حماية وفرق مرتزقة)
*دول الجوار( ايران,سوريا, تركيا,السعودية, الكويت والاردن)
*اسرائيل
*مصر
*المرجعيات الدنينية
*الاحزاب والتجمعات السياسيةسواء المشاركة فيما اطلق عليةالعملية السياسية التي تجاوزعددها المئات, علاوة علي القوي والكيانات المعارضة والمناهضة للغزو والاحتلال ولاسباب عديدة وربما مختلفة ومتباينة, او تلك التي فقدت امتيازاتها السياسية والاقتصادية السابقة., مما يدلل بدورة علي عمق روح الفردية في المجتمع العراقي
* فصائل التمرد والمقاومة(تتالف من دزينة من المنظمات الاساسية ما يقارب عددها ال (40) مجموعة مسلحة متميزة وبارزة),وهذة القوي خليط غير متجانس يشمل قوي مقاومة حقيقة وفئات متمردة من منطلقات مختلفة علاوة علي ما تضمة من اصحاب سوابق ورواد سجون مجرمون, تم اطلاق سراحهم قبيل الغزو لجعلهم طابورا اضافيا للدفاع عن النظام السابق كما اعتقد .
وبعد هدر ارواح وتقديم المجتمع ضحاياخلال الاحتلال تجاوز عددها المليون انسان عراقي , تمكنت قوات الاحتلال جزئيا, او هكذا ربما ارادت- بعد فشلها الساحق في السيطرة علي الاوضاع الداخلية- تحييد اقساما من هذة القوي , او الالتفاف عليها عبر وسائل الترغيب او دعوات الصحوة او غيرها من التسميات , وسوقتها بمعونةالحكومة العراقية الشكليةتحت لافتات وشعارات المصالحة او حفظ الامن و صيانة القانون , رغم استمرارليس فقط غياب الدولة- الامة, وهدر متعمد للمال العام ,,وتفشي الفساد الاداري والمالي , بل الاستمرار في ضياع قيمة الانسان الذي ظل في اخر اولويات القوي المسيطرةنسبيا علي البلاد.

فهذة التوليفة المتشابكة اختلط فيها الفاعل القوي المؤثر بالفاعل الضعيف , الاسا سى بالثانوي, الكاذب ,بالصادق الوطني بالعميل , الفوضوي المخلص بالانتهازي الفاعل ,العراقى الوطني بالشوفينى القومى المتعصب, العراقي المتمسك بوحدة العراق, او ذلك العامل على تفتيت البلاد و تقسيمة.
ان تعقيدات وتشابك هذة القوى الفاعلة على مختلف مستوياتها ونفوذها ومصادر قوتها وتشعب مدياتها والتداخلات فيما بينها اضافة لابعادها الداخلية والاقليمية والدولية,جعلت صورة الوضع في العراق ليس فقط ضبابية, بل غيبت ايضا المنطق والتفكير العقلاني, كما عرقلت بلاشك التحليل الصائب والمنطقي ووضع التنبؤات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واحتمالات المستقبل , لذا تظل هذة المسالة تحتاج هي ايضا الي دراسة وتحليل, قد تتجاوز امكانات الخاطرة السريعة هذة ....بل يجب ان تشكل حسب اعتقادنا بداية لمشروع دراسى شامل نامل اغناءة من خلال المناقشة والحوار والتعليق.
مع ذلك نري ضرورة التركيزعلي بداية البديات لهذة االموضوع الشائك وهو البعد الذاتي " الانساني", الذي ربما اهمل او اريد تحاشية في الكتابات والدراسات التي تناولت مسالة التغيير في العراق وكيفية اعادة بناء الدولة – الامة, واعتبارة مدخلا هاما يضاف الي البعد الموضوعي الاجتماعي الاقتصادي . ,
يتمحوراحد جوانب دراسة البعد الانساني لعملية التخلف في الخاصية الفردية التى تتجلى في النزعة السلوكية للفرد العراقي فى التسلط ,حيث تتحكم هذة النزعة ليس فقط فى الحكام ,بل تشمل كافة الافراد والنخب بانماطها المختلفة وتعدد توجهاتها او مشاربها الفكرية او الايديولوجيةسواء كانت في مواقع الحكم والسلطة او خارج اروقتها.
فالتاريخ السياسي الحديث في العراق يوفر امثلة ويقدم ادلة جلية وكافية لهذة الظاهرة: انعدام التشاور الموضوعى الاختياري المتكافئ الرصين ... غياب الاجماع الوطني في حدة الادني بخصوص غايات واهداف او اسلوب التغيير المطلوب والمنشود,تشبث وتمسك البعض بفرض الرائ والسلوك الانتزاعي والتزمت والانفراد بالحقيقة او حمل راية الصحيح المطلق- الذي لايوجد.-.تخطئة الاخرين. او التهديد بالسلاح واستخدام الدبابة لعملية التغيير ..كل ذلك هي سمات مميزة, بصمت واقع كافة التنظيمات والاحزاب والنخب الفكرية والاجتماعية, كما غطت ظلالها اجهزة الدولة والموسسات والمنظمات الحرفية والمهنية واصحاب المال والجاة, وتجذرت اصولها , تكونية العائلة والمحلة والقبيلة والعشيرة, باستثاء حب الوطن والشعور الواعي بكينوتة.
قبل الدخول في تحليل جذور هذة الظاهرة والقاء الضوء علي اصولها, يتوجب ابتداءا تقديم تعريف اولى لمفهوم النزعة الفردية التسليطة لدي الفرد او المجتمع العراقي.
بشكل عام,تعني النزعة الفردية التسلطية... هيمنة ابوية وفرض صيغ التحكم بالاخرين, واعتبارها متوارثا شرعيا واخلاقيا,خصوصا عند اولئك الذين يتمكنون من احرازة عن طريق القوة والعنجهية او الرياء الاجتماعى او الدينى, او المضاربة المذهبية والطائفية والسياسية او عن طريق تسويق ايديولوجيات او ديموغوغيات او الادعاء بالعلم والمعرفة والثقافة والفكر, او بسبب توارث موقع او ترتيب اجتماعي او عبر تراكم ثروة ومال.
فالفرد العراقي,بغض النظر عن موقعة الاجتماعي, يميل الى الفردية حتى في تجاوزة مقولة" الانا "بحيث تحولت لدي العديد الى فردية زائفة تسلطية,ايجابية او سلبية,كما اعتقد البعض انها, هي حق او مطلب لا يرمي عبرة تحقيق مأرب شخصية ذاتية انانية,بل بعملة الفردي الموهوم هذا انجاز اوتنفيذ مصالح ومطالب جماعية ,سواء ضمن العائلة,المحلة, القبيلة, العشيرة,الدولة, التنظيم السياسي او الموءسسي.
من هنا تولد تناقض حقيقي بين نزعة" الانا "الفردية التسلطية التى ترفض حق الاخرين في التعبير او الممارسة, وبين الادعاء او الدعوي لتحقيق او تنفيذ مصالح الجماعة.
فهل يمكن تزاوج هذا التناقض الظاهري؟
انها بلاشك معضلة حقيقة تحتاج لكثير من التدقيق والبحث ,حينما تم تركيز مقدمة الخاطرة فقط علي توصيف العلة التى ربما تعتبراثارة مثل هذة القضية من قبل العديد انها مجرد نزوة خيال يراد بها حرف مسارت النضال ضد المحتل, وزابنيتة , اوتبرير الامر الواقع او اهانة الفرد والشعب العراقي.
مع ذلك تظل اهمية هذا الموضوع وتعميق الحوار حولة ضرورة حتمية, قد توفر وتساعد على تطوير فكرة بحث اسباب هذة الظاهرة والتبحر بجذورها التاريخية والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى عززت شيوعها, لاجل ادراك مداخل المستقبل وتطوير مناهج التغيير, سواء فى مجال الحكم او المجتمع التي غابت الان من واقع العراق الجديد ,حيث لاتوجد دولة., وليس هناك اقتصاد والمجتمع مجرد جموع سكانية لاجامع بينها .
وضمن هذا السياق نورد ما جاء عبر بعض سطور مقدمةكتاب الدكتور مصطفي حجازي الموسوم التخلف الاجتماعي –مدخل الي سيكولوجبة الانسان المقهور التي تنسجم لحد ما , مع ما حاولنا اثارتة وضرورة الاهتمام بة حيث يقول "ان تجاهل كون التخلف علي المستوي الانساني كنمط وجود مميز لة دينامياتة النفسية والعقلية والعقلانية النوعية , اوقع دراسى التخلف وعلماء التنمية ومن ورائهم القادة السياسين الذن يقررون عملية التغيير الاجتماعي,ALADHUB في مازق ادت الي هدر الكثير من الجهد والوقت والامكانات بشكل اتخذ طابع التبذير الذي لايمكن للمجتمع المتخلف ذي الاعباء الثقال ان يسمح لنفسة بة,قائمة علي دراسات جمعيها جزئية لم تتجاوز السطح معظم الاحيان,كي تنفذ الي دينامية البينة المتخلفة من ناحية , او الي التكوين النفسي والذهني للانسان المتخلف الذي اريد تطويرة من ناحية ثانية....حيث لم ينظر لانسان هذة المجتمعات- بلدان العالم الثالث- باعتبارة عنصرا اساسيا ومحوريا في اي خطة تنموية ."











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي