الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى ذكرى النكبة

عزام يونس الحملاوى

2009 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


يحي الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من أيار في كل عام ذكرى النكبة، حيث تم اقتلاع مليون فلسطيني من أرضهم، وتم طردهم إلى غزة ،والضفة الغربية، والدول العربية، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 600 قرية، وقتل سكانها المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ العزل على يد العصابات الصهيونية، واحتلال المدن الكبرى مثل حيفا ويافا وعكا وطرد سكانها، واعتقال الجزء الأكبر منهم حيث تم إجراء إعدامات جماعية لهم.
إن تاريخ 15 أيار عام 48 كان سلسلة لمواجهات بدأت من1917حين صدر وعد بلفور، وقرر إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ووضع هذا القرار موضع التنفيذ، وفتح الطريق أمام الوكالة الصهيونية للاستيلاء على الاراضى، وفتح باب الهجرة لليهود، وإعداد قوة عسكرية مدربة، وبناء المستوطنات. وبدأت المواجهة لوقف المد الصهيوني بانتفاضات أهمها انتفاضة الشيخ عز الدين القسام، وانطلاق ثورة 1936 المسلحة.
بعد ذلك نقلت قضية الصراع إلى الأمم المتحدة، وتم طرح قرار التقسيم سنة 1947وتمت الموافقة عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ضغوط أمريكية كبيرة على عدد من الدول، ثم صدر القرار 181 الذي منح حق إقامة دولة صهيونية على ارض فلسطين.
إن نكبة فلسطين تعتبر نقطة سوداء على جبين العالم، ليس لطرد الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم، بل ولتشريدهم في كل دول العالم ومواجهتهم كل أصناف العذاب.
ومن المحزن إن اليهود في هذا اليوم يحتفلون بعيد استقلالهم مع زيادة قوتهم العسكرية، وممارسة كل أصناف العذاب والاضطهاد ضد الفلسطينيين، ونحن نحى ذكرى النكبة مع مزيد من الضعف والانقسام والتشرذم.
ورغم إن نكبات الشعب الفلسطيني مستمرة من حيث التهجير القسرى من خلال ومصادرة الاراضى، وبناء الجدار العازل، وتهويد القدس، والاعتقالات ،وحصار غزة والقتل، وكل هذا ماهو إلا استمرار لمشروع استكمال إقامة الدولة الصهيونية على الاراضى الفلسطينية المحتلة عام 67، فالنكبة ليست 15 أيار عام ،48 بل هي مستمرة حتى هذه اللحظة بل وأسوء منها.
ثم جاءت نكبة جديدة، وهى انقلاب حماس وسيطرتها على غزة، حيث قتل وأصيب الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني،ناهيك عن بتر الأطراف لكثير من الشباب، وما نتج عن هذا الانقلاب من حصار، وجوع، ومعاناة للمرضى ومنعهم من السفر للعلاج، والبطالة والكثير من المشاكل الاجتماعية، وحالة اليأس التي وصل إليها الشباب مما دفعهم إلى تعاطي الحبوب المخدرة.
وتوالت النكبات، وجاءت نكبة حرب غزة، والتي استهدفت البشر والحجر والشجر وهى تعتبر تكملة لنكبة،1948 حيث قام العدو الصهيوني باستهداف المدنيين بقصد وبتخطيط بهدف إجبارهم على مغادرة البلاد، والهجرة تحت ضغط الحصار والتجويع، ثم الموت تحت الأنقاض، إنها الحرب الأكثر دموية ضد الشعب الفلسطيني حتى الآن.
ويبدو إننا متجهين إلى نكبة جديدة اخطر من جميع النكبات السابقة، إلا وهى نكبة الانقسام، حيث سيؤدى إلى تدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية وإنهائها للأبد.إن عدم التوصل إلى حلول لتوحيد شطري الوطن وقوى الشعب، سيمكن الاحتلال الصهيوني من استكمال ممارساته لضرب الشعب في غزة ،والاستيلاء على باقي الأرض في الضفة الغربية والقدس كما خطط لها.
ومن المحزن وربما المثير للشفقة، إن أرواحنا أصبحت لعبة في يد قادتنا، فعليهم فقط التغني والتشدق بالوحدة والتحرير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس عبر الفضائيات، والشعب ينهار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبشريا.
إن المشهد الحالي يعتبر اخطر نكبة للشعب، وهو يعبر عن أزمة وطنية، ويلعب العدو الصهيوني دورا بارزا وأساسيا بتا، وعلى مسئولينا مواجهة هذه الأزمة وإيجاد الحلول عبر الحوار الوطني الصادق إذا كانت القضية الوطنية تهمهم، ويجب على المصلحة الوطنية إن تتغلب على المصلحة التنظيمية الفئوية الضيقة، وعليهم إن يعلموا إن عامل التوحد هو الأساس لحل جميع مشاكل الشعب الفلسطيني، والتصدي للرياح الخارجية التي لاتهمها مصلحتنا الوطنية، ولذلك يتطلب من الجميع إجراء مراجعات ذاتية لإنهاء حالة الانقسام حتى لاتكون النكبة التي قضت على القضية الوطنية وبلا رجعة.
كذلك على المجتمع الدولي، والرباعية الدولية، والأمم المتحدة ،وأمريكا، الضغط على إسرائيل وإلزامها على حل الدولتين بناء على القرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي من خلال إلزام للصهاينة دون الضغط على الجانب الفلسطيني، وان يتم الالتزام والتنفيذ لكل مايتم الاتفاق عليه.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص