الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزراء في سورية شباب بعد الستين وبعضهم في الحكومة منذ اكثر من ثلاثين عاما

بهية مارديني

2004 / 4 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سؤال مشروع يمكن ان يسأله المواطن السوري سواء العادي ام المهتم بالشان السياسي ,لماذا تغيب الوجوه الشابة عن الحكومة رغم ان هذه الحكومة تعد بحل مشاكل عويصة وكبيرة ويتعلق قسم كبير منها بمشاكل الشباب وهموهم من قبيل البطالة وازمة السكن وانخفاض مستوى الاجور ؟.
الجواب يبدو بسيطا وسهل المنال لو اخذ بتبسيط ومباشرة ولكنه في العمق يحمل اكثر من جواب واكثر من اشارة استفهام وتعجب .
يمكن ان يقول قائل ان السبب هو هيمنة حزب البعث على الحياة السياسية في البلاد من اكثر منذ اربعين عاما وبالتالي فمن الطبيعي ان يبقى رجالاته في واجهة السلطة مدة طويلة ولكن هذا الكلام هو التسطيح بعينه ,فحزب البعث يضم في عضويته اكثر من مليون ونصف المليون عضو وبالتالي فان مثل هذه القاعدة العريضة قادرة على افراز قيادات متجددة تستطيع أن تنهض بالبلاد وتتحسس مشكلات الجيل اذا اين يكمن الخلل ؟هل هو في الية انتقاء الوزراء أم ان الوزراء مجرد واجهة وبالتالي لاضير من بقاءهم لمدد طويلة
الجواب محير بالطبع ولكن الخبراء في الشأن السوري يحيلون الامر الى الفترة السابقة التي حكم فيها الرئيس الراحل حافظ الاسد البلاد
فهم يقولون ان الرئيس الراحل كان لايميل الى التغيير في الوجوه كثيرا وكان المسؤول يضمن بقاءه لفترة طويلة في منصبه مادام الاسد راضيا عن ادائه اما اذا اخطأ فيمكن ان يقال بمرسوم رئاسي فورا كما حدث في احدى المرات مع وزير السياحة في حكومة محمود الزعبي الاولى
كما ان هناك وزراء مزمنين في سورية رافقوا الاسد الاب منذ وصوله الى الحكم سنة 1970 مثل وزير الدفاع مصطفى طلاس الذي لم يغب قط عن اية حكومة سورية كما ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع يتسنم منصبه منذ سنة 1984.
بالطبع يمكن ان يتفهم السوريون ان يبقى وزير الدفاع في منصبه كل هذه الفترة الطويلة بحكم صلته بالرئيس وضمان الاستقرار للبلد من وجهة نظر بعض المحللين .. ويمكن ان يتفهموا بقاء وزير الخارجية فاروق الشرع في منصبه بحكم مرواحة السياسية السورية في خط معروف منذ اربعين عاما ولكن من غير المفهوم امام المواطن السوري ان يبقى وزراء في وزارات غير سيادية لعشرات السنين ,أضافة الى غياب عنصر الشباب عن حكومة ترفع لواء الاصلاح وتهجد به ليل نهار .
ان قراءة سريعة في اسماء وزارة محمد ناجي عطري يمكن ان تصيبنا ببعض الدهشة خصوصا لجهة اعمار الوزراء فرئيس الحكومة عمره ستون عاما وعمر وزير الصحة اربعة وستون عاما وزير الكهرباء ثلاثة وستون عاما ووزير الاوقاف يشارف على الستين ووزير الثقافة عمره خمسة وستون عاما والنقل ستون عاماوالداخلية كذلك والاقتصاد اثنان وستون عاما والنفط ستة وستين عاما ووزير الاعلام اربعة وستون عاما ؟!.
ويشذ عن القاعدة الستينة عدد محدود من الوزراء السوريين منهم وزير المالية الدكتور محمد الحسين الذي يبلغ من العمر خمسة واربعون عاما وهو نفس عمر وزير الدولة حسام الاسود وهما اصغر وزيران في العمر داخل الحكومة السورية كما ان هناك عدد اخر من الوزراء يتجاوزون الخمسين عاما مثل وزير المغتربين الدكتورة بثينة شعبان ووزير السياحة الدكتور سعد الله آغا القلعة ووزير الزراعة الدكتور عادل سفر ووزير التربية الدكتور علي سعد .
بالطبع لن نسرد اسماء كل الوزراء واعمارهم ولكننا نريد الوصول الى نتائج عبر استقراء سليم للواقع الوزاري في سورية ,وهنا يمكننا التأكيد مما سبق على ان هناك اعتبارات كثيرة تدخل في اختيار الوزراء وربما لايكون العمر شيئا رئيسيا فيها رغم ان تمتع الوزراء بصحة جيدة من شأنه ان ينشط الوزارة خصوصا في ظل تضخم مهمات الوزير في بلدان العالم الثالث .
فالانتماء الحزبي شيء مهم والاحزاب المتحالفة مع حزب البعث في الجبهة الوطنية التقدمية لها مقاعد في الوزارة وهذه الاحزاب يمكن ان ترشح شخصيات لاعتبارات غير اعتبارات الكفاءة فمثلا احد رؤساء الاحزاب رشح زوجته لشغل منصب وزاري مالبثت ان اعفيت منه في اول تشكيلة كما ان حزب البعث نفسه يرشح اعضاءه للوزارة لاعتبارات كثيرة ايضا مثل التاريخ الحزبي للشخص وخدماته السابقة ولذا امكننا ان نجد وزيرا غير مختص في وزارة تتطلب بشدة ان يكون على رأسها شخصا من التكنو قراط .
كما ان رضا الاجهزة المختلفة في الدولة عن الوزير شرط لازم لبقائه في وزارته لذلك فان دوام الرضا يديم الكرسي مع ما يستتبع ذلك من تبعات .
كما ان صداقة شخص مع عضو متنفذ او شخصية كبيرة كان يمكن في فترة من الفترات ان تؤمن له مقعدا في الحكومة وباختصار فان معايير النزاهة والكفاءة التي يجب ان تتوفر في الوزير لم يتم التطرق لها الا في السنتين او الثلاث سنوات الماضية.
وبانتظار ان تثبت الحكومة في سورية انها حكومة اصلاحية تعالج مشكلات المواطن مازال ترف الخوض في نقاشات من قبيل عمر الوزراء او صحتهم او اسباب وجودهم بعيدا بعض الشيء عن صميم اهتمامات السوريين المنشغلين بكسب عيشهم ومتابعة القنوات الفضائية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو