الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء مسرحي عراقي ابتلعته وحشة المنفى

هادي الخزاعي

2009 / 5 / 15
الادب والفن



ليلة اكتملت مسرات زرادشت ، وشارف القمر الفضي الطالع على مغادرة عرشه المداري ، قال : --
-- تعالوا ... تعالوا... هيا تعالوا فقد دنت الساعة ، هيا بنا الى الليل !
وحال مغادرة القمر لليل ، فقد حط زرادشت رحاله فيه في رحلة الأبد !
ومنذ ايام مرت ثقيلة ، استبدل الفنان المسرحي العراقي رزاق اللامي نور روحه ونهارات ابتساماته بليل ابدي في رحلة التراب الذي اليه نعود .
لقد ذهب رزاق الى الليل ليسامر وحدة كانت قد استحوذت على كل أنسانيته ، وبكل التفاصيل ، وهو يكرع الموت غصة اثر غصه ، بعد ان وزع المرض ذراعاته التي لا فكاك منها على كل روحه العائمة على نسيج آلامه .
لم اجد غير صورته وهي تأفل عندما علمت ان صديقي رزاق قد أفل، بعد ان أودعه مرض عضال في جبه المعتم . . وقد تضاعف حزني عندما غبت عن جنازته ، فلم اهل على نعشه التراب وهو يوارى ، ولم اضع على مثواه زهرة وداع كان حري بي ان اضعها .. سوف يسامحني رزاق ، فقد كنت في طريقي الى الوطن ، الذي طالما منعه المرض من رؤية العراق .
كم كان مكرها على ذلك ، رغم انه طالما تمنى ان تطأ اقدامه عتبة العراق لتجوس اقدامه تراباته وتعطر شذاه رئتاه .
ما كان امامي غير ان ألج تداعياتي عنه ، فقد سابقتها كي اصل الى اولى محطاتنا التي ارتحنا منها سوية الى عالم المسرح . كان صديقي الراحل رزاق اللامي يسابقني في هذه التداعيات من مسرح الى مسرح ومن مقر فرقة الى اخرى . من مسرح معهد الفنون الجميلة في كسرة بغداد الى الى مسرح بغداد ، ومن مقر فرقة مسرح اليوم الى مسرح الستين كرسيا في مقر فرقة المسرح الشعبي في عمارة الأخوان وهو يتأبط كتابا لم يكمل قراءته بعد ، ليسرني بفكرة مسرحية ركبت كل افكاره .
اذكرك رزاق يوم كنت تبيع الصحف في ساحة النهضة وكيف كنت تكد لتسقي رفوف مكتبتك العامره بكتاب جديد .. اذكرك رزاق بلكنتك العمارتليه، فأنت القادم مع عائلتك من مدينة الطين والقصب ، مدينة العماره ، والتي لم تفارق اخلاقها الحميدة حافظة اخلاقك الطيبة التي كانت عنوانا لك في كل فصول حكاياتك .
رحل الفنان المسرحي العراقي رزاق اللامي بصمت عن عالم يصخب بالنكرات ، رحل رزاق دون ان يبل شفاهه بماء الفراتين ، وأظنه سيبقا عطشا رغم رحيله الى امواه العراق الذي احبه بكل ما يملك الفنان من ادوات فنه ، وبكل مقاسات المصداقية التي عودنا عليها .
وداعا ايها الفنان الذي كان يحلم .. وداعا رزاق اللامي رغم انك ستبقى في ضمير ووجدان اصدقائك الكثر وأنا واحد منهم .


صديقك الوفي
هادي الخزاعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل افتقدنهم حقاً ؟
حيدر الحيدر ( 2009 / 5 / 15 - 16:00 )
الاخ الفنان هادي الخزاعي
احزننا والله خبر رحيل زميلنا الفنان رزاق اللامي في الغربة
لقد كان فناناً متوهجاً بحب المسرح مذ كان في فرقة الصداقة اواخر الستينيات
وفي فرقة اليوم والشعبي .. وقبله افتقدنا الفنان نصر حمود ثم الفنان الخلوق نعمان داود
وبعده كان رحيل حسين الحسيني ذلك الشاعر الرقيق وقبل ايام كانت الذكرى الاولى
لرحيل الفنان الهادئ (عادل كوركيس هرمز ) .. وفي حساب قائمة الراحلين من مسرح اليوم
كان الفنان فاروق محمد علي في التسعينيات احد الاعضاء البارزين في مسرح اليوم
ومازال ذكرى الدكتور عوني كرومي ابو حيدر لم يغب عن الذاكرة كذلك الجعفرين الخادين ( جفر السعدي وجعفر علي ) وتطول القائمة وليس في وسعنا الا ان نقول :
تغمدهم الله برحمته وإنا لله وإنا اليه راجعون .
تحياتي لكل الاصدقاء في الغربة .. وهل لديكم خبراً عن الفنان جعفر راضي ؟
اخوكم : حيدر الحيدر /
فرقة مسرح اليوم / التي بقي اسمها فقط .
15 / 5 / 2009

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب