الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبول الحرب تقرع بقوة فلتستعد إيران ؟؟؟

سعيد موسى

2009 / 5 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


((مابين السطور))


وآهم من يعتقد أن المجتمع الإسرائيلي، قد أتى بجوقة الإجرام نتن ياهو وليبرمان وتوافقوا مع براك، من اجل صنع سلام أو فرض سلام، قبل شن عدوان وليس أي عدوان، ووآهم من يراهن على تصلب الرئيس الأمريكي اوباما في اعتراض مخططات شبه جاهزة عدوانية إسرائيلية، لقد اجمع الرأي العام الإسرائيلي على انتهاج سياسة التغيير، بتتويج من هم أكثر دموية وتطرفا على رأس الهرم القيادي، كي يعيدوا للكيان الإسرائيلي هيبته على مستوى الشرق الأوسط، وليس على مستوى عملية صغيرة في غزة وجنوب لبنان، فقد أصبح لدى المجتمع الإسرائيلي قناعة بان ذلك الهدف لا يتآتى إلا بضرب الرأس بعيدا عن اذرع المقاومة الأخطبوطية، التعامل مع الإحداثيات الثابتة ومع الأنظمة والجيوش الرسمية مع التفوق النوعي الجوي والنووي منه خاصة، وع وجود أهداف عسكرية ونووية ثابتة على سطح الأرض ، اثبت التاريخ والتجارب أن للكيان الإسرائيلي ومؤسسته العسكرية والاستخبارية فيها نصيب كبير من إمكانيات الحسم وتحقيق النصر، وعدوان النكبة 48 وعدوان النكسة67 وضرب المفاعل النووي العراقي ، مع وجود ترسانة من الأسلحة الجوية والأرضية والصاروخية لدى العرب، إنما هو نموذج سيرتد إليه قادة الكيان الإسرائيلي، ويهربوا من فخ مناورة المقاومة الزئبقية في غزة وجنوب لبنان.



إن كل المؤشرات وبحجم خطر المشروع النووي الإيراني، مهما شكك البعض في جدية الكيان الإسرائيلي من استهداف طهران، وإن عمليات التضليل الإسرائيلية والمتراوحة بين التأجيل وعدم إعطاء الضوء الأمريكي للهجوم ، إنما يخدم إستراتيجية الارتداد الصهيونية، حيث تعود الكيان الإسرائيلي على إستراتيجية المباغتة بسلاح الجو الأكثر حداثة من حيث الإمكانيات التقنية العسكرية، وكذلك باستخدام اذرع الموساد في إرباك الجبهات الداخلية، ولعل نموذج العدوان على غزة ماهر إلا تدريب وتمرين ليس لاستعادة الردع والهيبة المفقودة وحسب، بل لاستعادة الاستراتيجيات القديمة المطورة، حين يعتقد الخصم أن العدو منشغل بهمومه وفساده ومناكفاته الداخلية، وتفعل المكنة الإعلامية المخابراتية فعلها، تارة بحتمية العدوان وتارة أخرى بتأجيله وتارة ثالثة بعدم إمكانيته، فتفتر الهمم والاستعدادات وتكون الأرضية خصبة لعملية المباغتة، وهذا ماحدث في العدوان الأخير على غزة، لدرجة انه حضرني مشهد مسموع بعد أن اتخذ المجلس الوزاري الصهيوني المصغر قراره بشن الهجوم دون تحديد ساعة الصفر، خرج مواطن أو مسئول على الهواء، ليسأل المحلل السياسي الأخ/ ناصر اللحام قائلا: هل فعلا سيشنون عدوانا على غزة، فقال له الأخير غاضبا: ماذا تقول يارجل لقد بدأت الحرب فعلا على الأرض!!!.



ما يحدث من تدريبات إسرائيلية جوية اكتملت، وما يحد من استعدادات للجبهة الداخلية على كافة المستويات حتى توقع هجوم كيميائي مضاد شبه مكتملة كذلك، وقد اتجهت بوصلة اكتمال العدوان إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وهؤلاء فعلا وليس تهويشا يطلبون من الكيان الإسرائيلي عدم بدء الهجوم، لدرجة انه وحسب الصحافة المخابراتية الصهيونية، فقد تصل القيادة الأمريكية والأوروبية إلى قناعة حتمية ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لان البديل سيكون بحشرهم في الزاوية وجرهم إلى واقع ليس ببعيد في أتون ذلك الهجوم المتوقع، وبالتالي لن يكون أمامهم دون استعداد أو تنسيق إلا مباركة ذلك العدوان، خاصة إن كانت الضربات سريعة ودقيقة ومدمرة، وسيجبرون دون تردد في حال تعرض الكيان الإسرائيلي للخطر، إلى دخول حرب جوية خاطفة ومزلزلة ولن يتخلوا عن ربيبتهم الصهيونية تحت أي مبرر ولا بأي احتمال.



وربما ما رشح مؤخرا من دلالات قوية في كافة ميادين الحرب المتوقعة، يثبت دون أدنى شك أن العدوان قاب قوسين أو أدنى، على اعتبار أن الرأس الإيراني النووي هو الهدف، وعلى اعتبار أن العدوان لن يتم بمباركة مجلس امن لاعتراض ناعم من روسيا والصين، وان إيران بكل المقاييس السياسية والعسكرية لديهم معزولة عربيا وإسلاميا ولا حليف لها في حال وقوع حرب فعلية تتطلب دخول طرف ثالث في حرب مدمرة قد يجد نفسه في مواجهة العملاق الأوروبي والأمريكي، فمن له مصلحة بعيدا عن المصالح السياسية السطحية والاقتصادية، للاشتراك في تلك الحرب القادمة، قد يعتقد البعض أن سوريا نتيجة علاقتها الإستراتيجية مع طهران ستكون طرفا في تلك الحرب المتوقعة، وبكل المعطيات السياسية والعسكرية فان هذه الفرضية ضعيفة جدا، وقد يعتقد البعض أن المقاومة اللبنانية ستستطيع حينها خرق قرار التكبيل "1701" على غير رغبة وإرادة سيادة الدولة اللبنانية، ليجدوا نفسهم مع أول صاروخ يضرب تجاه العدو الصهيوني، في مواجهة مع قوات اليونفيل الدولية وتتحرك حينها الأساطيل القريبة والقوات الجوية والبحرية، وبقرار مجلس الأمن قد اتخذ مسبقا داخل أحشاء القرار"1701" والذي صدر تحت الفصل السابع ولن يتأخر أي من الدول الأوروبية عن ضرب المقاومة اللبنانية بشراسة وحتى دون تدخل الكيان الإسرائيلي، والمقاومة حينها في غزة هي مقاومة دفاعية غير مؤثرة في إرباك مثل ذلك العدوان الكبير، بل لو أطلقت عدة صواريخ في تلك الأجواء الدامية سترتكب طائرة واحدة ألف مجزرة ومجزرة لا تقوى عليها غزة المحاصرة المكشوفة.



الرئيس الأمريكي حصل رغم اعتراضه على المباغتة، على تعهد من قبل الكيان الإسرائيلي ، بإبلاغه مسبقا وربما قبل دقائق في خبث المصطلحات الصهيونية، حول بدء العدوان حول زمانه ومكانه وأهدافه، ولن يكون مع هذا الزخم السياسي على سوريا إذا ما حيدت ذاتها أو تم تحييدها بالانفتاح الأوروبي والأمريكي عليها، ومؤخرا طالعتنا وسائل الإعلام بشكل يدعوا للقلق وجدية العدوان والاستعداد لمواجهته، بان إيران نشرت صواريخها في منطقة الخليج و قرب مضيق هرمز وحول المنشات النووية والعسكرية الإيرانية، وجاء الخبر بان معلومات سرية تسربت إلى طهران بنية الكيان الإسرائيلي لشن عدوان مباغت اكتملت خيوطه، وان صح ذلك فان معلومات على مستوى عسكري واستخباري روسي وصيني قد أبلغت إيران بتلك المعلومات.



إذن هي الحرب وان كانت تلوح في الأفق، فلا نخالها إلا حربا ضروس يتوقع من يبادر بها، أن تفقد الخصم المستهدف زمام وإمكانية الرد المؤثر، لأنه كما هو معلوم تكتيكيا واستراتيجيا، وهذا حتما ضمن أهم خطوط المخطط الصهيوني، إن الكيان الإسرائيلي لايحتمل حربا طويلة استنزافية على الإطلاق، ولا يحتمل كذلك ضربات مدمرة في عمق كيانه الغاصب، حيث الافتقار للعمق الاستراتيجي، ومن المحال في حال استهداف طهران نقل المعركة إلى ارض الخصم، لذا فان البديل سيكون في أدوات وحجم ومكان الهجوم بحيث لايحدث خطأ يمكن الخصم من امتصاص الضربات الأولى، ومن ثم يشن هجوما صاروخيا مضادا ، أو ربما يتم توقع هذه الإمكانية مع التأكد بان ذلك الهجوم المضاد الذي لن يستمر طويلا، لن يكون غير تقليدي واقصد صواريخ باليستية متوسطة المدى قد تحمل رؤوسا كيميائية، لان طهران تعي جيدا ماذا يملك الكيان الإسرائيلي من أسلحة نووية وأخرى غير تقليدية، وتعي تماما إن نتنياهو وبراك وليبرمان لن يترددوا لحظة واحدة في استخدامها في مثل هذه الحالة ليسكتوا ليس قواعد الإطلاق فحسب، بل ليسكتوا كل حراك الكائنات الحية في طهران وربما في غزة وجنوب لبنان.



ولعل الدلالات السياسية باتت واضحة جدا، على الخطاب الإيراني الرسمي الذي تنحو صوب التهدئة سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى بطرق غير مباشرة مع الكيان الإسرائيلي، وآخرها عدم ممانعة طهران بحل الدولتين"الفلسطينية والصهيونية" وفتح قنوات الحوار مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والإفراج عن الصحفية الإيرانية من أصل أمريكي، وقد أدينت بالتجسس المثبت وصدر بحقها حكما قضائيا 7 سنوات، وعدم عرض الصواريخ التي تطال الكيان الإسرائيلي أثناء الاحتفال بالعيد القومي للقوات المسلحة الإيرانية، وبمقابلة التهدئة الإيرانية نجد الكيان الإسرائيلي وعلى كل المستويات، سواء تعبئة الرأي العام العالمي، أو الرأي العام الإسرائيلي، والاستعدادات الجوية وعلى مستوى الجبهة الداخلية بإنهاء التدريبات على هجوم بأسلحة غير تقليدية مفترض وبشكل جدي وجاد، ولا اعتقد أن الكيان الإسرائيلي أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة ستسلم بإمكانية امتلاك طهران للقنبلة النووية قريبا، مع استنفاذ كل الوسائل السياسية والحصار الاقتصادي غير المجدي في ثني إيران عن حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية، والشك في مدى مصداقية النوايا السلمية لذلك الطموح النووي الإيراني، بموازاة طموحها السياسي الشرق أوسطي، ولا اعتقد أي من دول الجوار الخليجي والإقليمي العربي، سيسلم بذلك الامتلاك النووي ثم الامتداد والهيمنة السياسية والاقتصادية، لأنه باختصار معنى التسليم إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، يعني أن المنطقة ستشهد حتما سباقا نوويا تحت مسميات التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ومثل الدول الأخرى سيرفض الجميع إخضاع مؤسساته إلى مراقبة الهيئة الدولية للطاقة الذرية، إلا بشكل شامل، وربما كتبت سابقا بعنوان" مضلة نووية خليجية في مواجهة الطموحات النووية الإيرانية" وقد ظهرت إرهاصات ذلك السباق ، سواء بالتعاون النووي الأمريكي- الإماراتي، أو بالمشروع النووي الفرنسي- السعودي،و الذي يدفع الجميع لتوقع العدوان الإسرائيلي للجم ذلك السباق، بضرب المنشآت النووية الإيرانية، والتفرد الصهيوني بامتلاك هذه المحرمات التسليحية.



لعلنا نشهد حراكا إسرائيليا وسيزداد قريبا، على مستوى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وروسيا والدول العربية، وكل هذا مفاده ليس الحصول على مباركة أو موافقة من عدمها للعدوان الصهيوني القادم، وإنما لجس النبض حول الحراك السياسي الغاضب جراء الحجم التدميري للمنشآت وربما بشريا، ومن اجل استدرار عاطفة الغرب باسم معاداة السامية وخطر المشروع النووي الإيراني على المصالح الغربية والشرقية والدولية، في حال إجراء إيران تجربتها النووية لتعلن تاريخ دخولها النادي النووي العسكري، ومن ثم يتم نسف الاستقرار في المنطقة، بل لتفعيل قوى الضغط الإعلامية والاقتصادية والسياسية الصهيونية في كل تلك البلدان كي لا تتفاجىء باندلاع ذلك العدوان.



وفي غضون أيام سيكون لقاء بين معظم قيادات المنطقة ، بما فيها اللقاء القريب بين اوباما ونتنياهو، واعتقد أن في كفتي الميزان سيكون هناك قضيتين لاثالث لهما، قضية السلام مع سوريا ولبنان وتحديدا حل الدولتين في فلسطين وما لهما من استحقاقات كمطلب أوروبي أمريكي عالمي، وفي الكفة الأخرى طلب مباركة العدوان الإسرائيلي وتغطيته سياسيا وعسكريا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، على اعتبار أن تحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي المصيري بالنسبة للكيان الإسرائيلي، أولوية تسبق التسويات السياسية مع سوريا والفلسطينيين، تعيد للكيان الإسرائيلي هيبته جراء الانتكاسات العسكرية التي حلت به جراء معارك جانبية خاسرة لم تحقق أهدافها في غزة وجنوب لبنان، وان مثل ذلك العدوان سيؤدي حسب اعتقادهم إلى إطفاء جذوة وخطر المقاومة والتي يعتبرونها اذرع بتمويل عسكري ومادي إيراني، وعندها يكون المجتمع الصهيوني قادرا على تقبل التسويات من منطلق قوة لا ضعف، وسيفلح هؤلاء الصهاينة وبمساعدة رجالهم في الإدارة الأمريكية والكونجرس وايباك، بإقناع الرئيس اوباما ولو نسبيا بأهمية إنهاء الملف النووي الإيراني، والتفرغ للملف السياسي وعملية السلام المزعومة في المنطقة، وان أي تأخر في علاج ذلك الملف النووي سيكون له تداعيات خطيرة قد تعصف بأجندة اوباما وأوروبا السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فيوضع اوباما أمام مسئولياته دون مناورة أو تسويف، أما حسم الأمر سياسيا عاجلا وهذا بعيد المنال في ظل التحدي الإيراني لامتلاك ذلك الحق، وإما هي الحرب والعدوان بمباركة ومشاركة أمريكية وتعاطف وتوجس أوروبي، لن يزول إلا بمعرفة الآثار المدمرة والخاطفة والدقيقة الإسرائيلية في تنفيذ أهدافها، لان أوروبا وأمريكيا تعلم علم اليقين بان أي من الدول العظمى لن تؤثر على مسار الحرب الجوية ، إلا بحراك دبلوماسي سريع داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأما ثورة الجماهير العربية والإسلامية وحجم ضغطها فاعتقد أن الإبادة التي حصلت في غزة بالعدوان الصهيوني الدموي الشرس ضد مقاومة زئبقية بسيطة وشعب اعزل، لن يحدث ربعه في ظل مهاجمة دولة إقليمية مسلحة قوية مثل إيران في مواجهة ادعاء ذلك الكيان الصهيوني الهش القابل للإزالة في دقائق.




ترجوا من الله أن يوحد شمل وكلمة العرب والمسلمين، وإنهاء حالة العداء المستشري بينهم، ليجنبهم ذلك حتمية التفرد بهم وإسقاط أنظمتهم، وتدمير بناهم الاقتصادية، وقتل شعوبهم تحت حراب صمتهم، ودون ذلك فالقادم خطير ليس على إيران فحسب، بل على كل دول المنطقة، من تقسيم وتدمير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نجادي يتمنى ان تحدث هذه الضربة وعلى يد اسرائيل بالذات
سلام الشمري ( 2009 / 5 / 16 - 16:15 )
نجاتي هو لصغر عقله ينتمي الى نمط من صغار رجال الدين هم الحجتية الذين يتأملون ان تساعدهم الظروف الدولية او الاقليمية لاقامة الحجة على المهدي صاحب الزمان كما يلقبه الشيعة لكي ينهي غيبته ويعلن ظهوره فينهي وجود دولة اسرائيل ومعها كل اليهود, ويقيم الالفية السعيدة حلم المتدينين في معظم انحاء الارض مع اختلاف تسمية القائم بالامر
نجادي الذي يظن ان دولته هي الممثلة الوحيدة للعدل الالهي والمذهب الحق الثالث والسبعون المبشر وحده بالجنة, متأكد من ان السماء ستسرع لانجاد نظامه اذا ماتعرض لخطر داهم
قد يعترض احدهم بأن نجادي سياسي وحاكم دولة لا يعقل ان يصدق هذه الترهات فاقول ان أقواله وخطاباته تكشف صغر عقله وسبب اختيار خامنئي والمتشددين له فليس ألمطلوب عندهم صاحب عقل او شخصية, بل صاحب أيمان بالفقيه

اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس