الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيكون مصيرنا افضل من زهرة بودكور؟

نجيب شوقي

2009 / 5 / 16
حقوق الانسان


بحلول 14 ماي تكون قد اكملت زهرة بودكور بالتمام و الكمال سنة في السجن المدني بمراكش بدون محاكمة، انه الوجه الاخر لمغرب العدالة، ففي ظل هرولة من قلبوا كبوطهم السياسي نحو التصفيق لانجازات العهد الجديد في ما سمي بطي صفحة سنوات الرصاص و المغرب الاسود، نجد في الواقع شيئ اخرا، شباب في مقتبل العمر،معتقلون بدون محاكمة، تعرضوا لكل اشكال التعذيب و التعنيف من طرف جلادي العهد الجديد،و للتاريخ فعملية التعذيب لم يكن مكانها الى "لاكاب" الذي يتواجد تحت ساحة جامع الفناء ،فالحلايقية يحاولون رسم البهجة على موريديهم و الجلادون يرسمون علامات العهد الجديد على اجساد نحيفة لطلبة قادمون من مناطق المغرب الغير النافع.
و المبكي المضحك في مغرب يرسم معالمه مجموعة من السماسرة الجدد، استفادوا من اقتصاد الريع و التقرب من اعلى سلطة في بلاد و الفساد الانتخابي ، هو ان الشباب اذا مارس السياسة يعتقل، و اذا قاطع السياسة و الاحزاب اصبح متهما انه هو السبب في تردي الوضع السياسي، هل تريد الدولة و اجهزتها الامنية السوداء، ان تضع للشباب "باريم" للعمل السياسي؟، فما جدوى العمل السياسي اذا كان مجرد تطبيل و تغييط للسلطة و لاحزاب فاسدة مدانة من طرف القضاء "ؤالمهزلة" في اكثر من قضية، اين هو الحق في الانتماء السياسي و التنظيم، و الحق في العمل النقابي، مادام انه لا يدعو الى العنف و لا يحرض على الكراهية و العنصرية؟ ،ام ان مهندسي مهازل العهد الجديد يريدون الشباب التوجه الى تنظيمات سرية لكي يعبرو عن قناعتم الفكرية و السياسية، فما الفرق اذن بين مغرب الحسن الثاني، و مغرب اليوم؟
فهاهو سيكليس يتزعم نقابة عمالية و يقود العاصمة العلمية للمغرب بيد ملطخة بتوظيف العصابات في تسيير مرافق المدينة ولا يعرف منطق لحسم الصراع مع خصومه الا لغة الضباع و السب و الشتم ، فليس العيب طبعا في مهنة السكليس " لكي لا يقع القارئ في لبس ما"، و انما الاشكال هو ان هذا السكليس تاريخه اسود في المدينة، و لاجهزة الامن الكم الوافر من التقارير التي تدين هذا الشخص، لكن العدالة المغربية طبعا لا ترى الا ما تريد، ورجالات الامن لا تحركهم الا لغة الاوامر العليا، فاصبح الطالب الذي تحركه غيرة على وطنه، و يناضل من اجل حقوقه المشروعة ، يعذب و ينكل به و تداس كرامته و كرامة اهله، و السياسي الفاسد يعز و يصبح " ستارا" في الميديا.
زهرة بودكور اكملت عقدها العشرين من داخل المعتقل، سنة مرت على اغتصاب حريتها ، لازالت صامدة في وجه معذيبيها، بل استطاعت رغم كل معاناتها ان تفضح جلاديها عبر كتابة ما تعرضت له من تنكيل في معقل جامع الفنا السيء الذكر، فهل ننتظر يوما يطل علينا بنزكري جديد ليقول لزهرة نأسف على دوس كرامتك و تعذيبك، اليس تكرار التعذيب في اكثر من نازلة يوحي بان هذا البلد لم يتغير فيه شيء على مستوى الحريات السياسية، و ان الصقف محدد و من تجرأ على تخطيه لن يكون مصيره افضل من مصير زهرة زاكورة .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المغرب إلى الهاوية
إدريس-كوبنهاكن ( 2009 / 5 / 15 - 21:09 )
شكراٌ أخي نجيب على غيرتك على هذا الوطن الجريح
بالنسبة لي وأنا أعيش خارج هذا الوطن،لا أرى أي مخرج للمشاكل المتفاقمة في هذا البلد. عائلات تسير البلاد منذ الإستقلال غير الكامل، تحكم بطريقة عشائرية لا يهما مصلحة البلاد،بل همها الوحيد الغنى الفاحش والحفاظ على كراسيهم وتوريثها لأبنائهم..لا يهمهم لا حقوق الإنسان ولا هم يحزنون
تحية لكل غيور مغربي

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية