الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم التوافق واثره في اجهاض الديمقراطية

محمد الذهبي

2009 / 5 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التوافق امر معمول به منذ فترة طويلة وهو نظام قريب من نظام الشورى في الحكم،
مبدأ يبتعد في كثير من الاحيان عن التخصص ويلجأ الى مبدأ المحاباة ومداراة
مشاعر الاخرين. ونحن نحاول جاهدين ان نبني اللبنات الاولى للديمقراطية ونعد العدة
لانضاج هذه التجربة الفتية نرى ارباكا كبيرا في سير عمل الكثير من المجالس التي
اتت بها الديمقراطية،وهذا الارباك نتيجة طبيعية للتوافقات التي سرقت مبدأ الديمقراطية
والغت نظام الاغلبية. هناك علاقة ربما تكون غير ظاهرة بين الديمقراطية والتوافق اي الشورى وقد ادت هذه العلاقة الى كثير من الاخطاء التي طالت المبدأين،لقد اعتاد السياسيون ان يجعلوا من مبدأ معين سببا لظهور مبدأ سياسي آخر . ونحن امام مبدأين احدهما كان حلما يسعى اليه الشعب وهو الديمقراطية والثاني كان وليدا لعملية ربما خلقتها المفاجأة وهي المحاصصة التي اتت على الكثير من احلام الشعب العراقي والبسته ثوبا ضيقا ذهب باحلامه سدى. ان المحاصصة كفكرة هي بذرة اولى بذرها السياسيون من اجل تعطيل الديمقراطية اما في جذورنا العربية فقد كانت البيعة وهي نوع من التوافق اللا طوعي والمتميز احيانا بالقتل والتنكيل اما المنهجية في تناول تجارب العالم الاخر فقد بنيت على اعتبار ان الواقع موضوعا للفكر، ولذا لجأ من امسك بزمام المبادرة بالعراق بموافقة امريكا ام عدمها الى اعادة صياغة نظام الشورى الفاشل الذي ذهب بانجازات الفكر الاسلامي ومزقه باتجاهات عدة رجع هذا المبدأ ليظهر ثانية تحت عنوان آخر هو التوافق، فهل نجحت الشورى في سياسة الامم وهل ادت غرضا حقيقيا حتى تعود بوجه آخر ربما يعيد لنا وسط الايديولوجيات المتعددة عنت وجور تلك العهود . وهل من الممكن ان تستوعب الديمقراطية واقعا كان حكرا على الانظمة الشمولية والتوافقات المشبوهة التي ربما هي نظام مقوض للديمقراطية بحسب الاتفاقات والتوافقات التي تجري خلف الكواليس. لقد التبس الامر حتى عد البعض التوافقات جزءا من الديمقراطية وهذا الالتباس سيدفع بفكرة التوافق باتجاه المقدمة ,هي فكرة جديدة للتخلف وحرف مسار الديمقراطية وسرقة حق الاغلبية باتجاه صياغة قانون اخر يكون نواة لديكتاتورية مبطنة سرعان مايخلع مرتكبوها عباءة التوافقات والتمسك تحت ضغط بنائية جديدة تتالف من مجموعة بسيطة متوافقة تكون نواة لفكرة مجلس قيادة ثورة وما بالامر حتى يبرز انيابه عن ديكتاتورية مستقبلية وهذا الامر يسعى اليه بعض السياسيون في العراق حين يحاولون تكوين ائتلافات وتوافقات همها الاول هو الفوز بالانتخابات وهي في هذا خالية من برنامج سياسي او اقتصادي حالها في ذلك حال الانقلابات التي لم يكن للاغلبية شان فيها في الماضي القريب، يمكن للتوافقات ان تأخذ حيزا جديدا تفرض فيه نفسها في وضع امني هش يتوجس فيه البعض من البعض وبالتالي فنظام التوافقات اكثر مايحقق طمأنينة لهذا البعض ولبعض الوقت ،لماذا لايطلب من الكتل الغير فائزة ان تبقى بجهة المعارضة لتصحيح مسار الاغلبية والمضي بالتجربة الديمقراطية ،لماذا لاتعترف بعض الكتل بهزيمتها المؤقتة كي تستطيع ان تحصد اصواتها التي تستحقها في مرحلة اخرى، ولماذا لا نتعض بالديمقراطية الامريكية حين جاءت بملون الى دفة السلطة وهذا امر يستحق الدراسة ملون من اصل افريقي ومسلم كلها صفات منفرة للامريكان في فترة من الفترات اما الان فهي صفات مقبولة بعد ان شبعت الاغلبية من السلطة فاشركت معها اقليات ملونة كانت مضطهدة في يوم ما.يبقى التوافق تكتيك لمرحلة ستراتيجية قادمة تعتمد الديمقراطية اساسا للحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!