الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجيع السيما

رشا ممتاز

2009 / 5 / 16
كتابات ساخرة


عندما قرر مايكل جاكسون العرب شعبان عبد الرحيم (حد عنده اعتراض) اقتحام مجال الأغنية الوطنية (حط تحت وطنيه الف خط ) أصدر شريطه الشهير بأغنية أنا بكره إسرائيل الذي أحدث صدى مدوي في حينها وأستمر إلى الآن , فقد انقسمت الآراء بين مؤيد للأغنية وهم غالبية الشعب العربي الكاره لإسرائيل
وبين حاقد مستكثر على شعبان الشهرة والثراء العائدين علية من وراء كلمات بسيطة وسطحية لم تأتى بجديد فكل مواطن عربي يحمل في قلبه كره إسرائيل وعندما غناها شعبان أشتهر( وكأنه جاب الديب من ذيله ) فعلا الحياة حظوظ ( يابختك يا شعبولا ) , وهناك الفئة الممتعضة دائما التي يطلق عليها مثقفي الوطن العربي حيث استاءوا كالعادة من انحدار الذوق العام الذي بات يمثله( مكوجى) لا يملك صوت أو كلمه أو لحن ناهيك عن قسوة افتتاحية الأغنية التي تبدأ بكره إسرائيل المتفوقه علميا واقتصاديا ( وده ميصحش عيب ) وسياسيا
أما أنا فكان لى موقف مختلف فبعد أن أتاني مصباح علاء الدين القرن العشرين (جوجل) بأغنية شعبولا وبدا صوته متحشرجا وهو يقول( أنا بكره إسرائيل وبقولها ولو اسأل أن شاء الله أموت قتيل أواخش المعتقل) لم تزعجني الكلمات على الإطلاق بالعكس وجدت إنسان بسيط يعبر عن رأيه بستماته وأعجبتني جرأته وشجاعته وتمسكه بموقفه خد بالك من ( ان شاء الله يموت قتيل أو يخش المعتقل دى) فعلا الرجال مواقف ولم أشعر إلا بلسان حالي يردد(يا سلام .... غضنفر يا شعبواا) وقبل أن أتم الجملة لقيته لحق نفسه و تبعها( وبحب حسنى مبارك عشان عقله الكبير بحب حسنى مبارك الريس حسنى مبارك عشان عقلو الكبير لو خطى أى خطوه بيحسبها بضمير وايييييييه)
عندها قلت بس لحقت نفسك يا شعبولا كده ضمنت لا حتموت قتيل ولا حتخش المعتقل وربما حظيت بمكافاءة كبيرة وتعيين وزاري كمان ( يا خسارتك يا شعبولا )
ومين عالم يمكن ونزولا على رغبة الجماهير تحل أغنيته محل السلام الجمهورى حتى إشعار آخر!!

ولا أدرى لماذا تذكرت شجيع السيما أبو شنب بريمه فى رائعة السيد مكاوى وجاهين وهو يقول (أول ما أقول عليهوب و أصرخلي صرخة السبع يتكهرب و يبقى فرخة)

ويبدو أن سبب شهرة شعبولا عائده على كونه مرآة تعكس حال الشعب ففى الغالب لا يدرى شعبولا معانى كلمات الأغانى التى يكتبها له إسلام (كاتب أغانيه ) يرددها دون فهم أو وعى وربما لهذا أطلق عليه لقب شعبولا (اسم الدلع لكلمة شعب ) وأصبح الممثل والناطق غير الرسمى بأسم الشعب !!!!
وحقيقة فى بلادى لا يوجد شعبولا واحد ولكن يوجد ملايين الشعبولات
فعند زيارتي لمصر العام الماضي لم أجد اثنان يتحدثان إلا والقضية ثالثهما بدءا من سائقي الميكروباصات مرورا بالطلبة والموظفين وصولا إلى أساتذة الجامعات والكتاب والمثقفين ليحتل وقتها سؤال أنت فتحاوى ولا حمساوى المرتبة الثانية بعد سؤال أنت أهلاوي ولا زملكاوى من حيث الانتشار(أيام خناقة فتح وحماس دلوقتى بقى حزب الله )!!

وقد قادتني الظروف أثناء رحلة سفر إلى مدينة الغردقة أن أكون بصحبة 4 أشخاص لم اشك يوما في كونهم من مدمني القراءة أو متعاطي السياسة ليتسنى لى أن أنعم بالاستجمام و الهدوء في اجازتى القصيرة
المهم وبعد أن أنطلق السائق بنا على طريق الغردقة وبينما كنت مسترخية على مقعدي الوثير( الصراحه لم يكن وثيرا ابدا بس لزوم الحبكة القصصية ) وغارقة في تأمل السلاسل الجبلية الصفراء والحمراء البديعة حتى سمعت صوت شجار يأتي من الخلف وبدأ الصوت يرتفع تدريجيا حتى غطى على الموسيقى المنسابة من السماعات التي أضعها في أذناي واستطعت أن أميز بعض الأسماء المكررة في الخناقة دحلان وأبو مازن وخالد مشعل وغيرها من الاسماء التى حفظتها ظهرا عن قلب ....
(يا نهار أسود هو أنتو منهم) لكن كيف وأنا قد اخترتهم بعناية لعلمي المسبق أنهم أبيض يا ورد وملهمش في الكلام ده!! وما العمل الان ؟؟ وقد أصبحنا في منتصف الطريق ومن الصعب أن أعود من حيث أتيت

أخذت نفسا عميقا وقررت تجاهل الأمر وعاودت الاسترخاء في مقعدى (الوثير) وكأن شيئا لم يكن ورفعت صوت السماعات حتى غطى على صوت برنامج الاتجاه المعاكس الصادر من المقعد الخلفي متمنية أن يأتي فيصل القاسم معلنا عن انتهاء الحلقة التي من الواضح أنها لن تنتهي !
ولم أزل على هذا الوضع حتى فوجئت بيد تمتد إلى كتفي وتنغزني بعنف مصحوبة بصوت حازم طالبا منى تحديد موقفي!!
ليكون بمثابة صفارة الحكم الذي سينهى المباراة ويعلن النتيجة النهائية للماتش !!
نظرت لهم باستنكار وانزعاج متسائلة في إيه؟؟(قال يعنى مكنتش واخده بالى )
فجاءني السؤال القاطع هل أنت مع فتح أم مع حماس ؟؟؟
قلت فتح إيه وحماس ايه ده وقته!!
فكرر السائل نفس السؤال ولكن بصوت أكثر حده وحزما وتبعه برجاء أن لا أتهرب من الإجابة لأهميتها في حسم النزاع !!!
بدا على الارتباك حينها وتصنعت العقل والحكمة وقلت لهم يا جماعه أنتو أخوات فتح إيه وحماس إيه اللي هيخلوكم تخسرو بعض ووجدت الطرف الاخر(المغلوب على أمره ) تشجع وقال لى من فضلك يا رشا حددي موقفك أنا مش هزعل !!!!

عندها وأمام إلحاح الجميع قلت لهم بصراحة وبدون هزار أنا مع(( الأهلى))
فبدا الاستغراب عليهم وظنوا أنني أحاول المزاح كعادتي لتهدئة حدة الحوار وترطيب الجو الذي ازداد حرارة بفعل سخونة الشجار
فقلت لهم أنا لا أمزح أنا فعلا مع الأهلي لم أقصد حينها فريق كرة القدم الشهير ولكن قصدت أنني أهتم بمشكلات أهلي وبلدي أولا , وبعد ذلك أنظر لمشاكل الجوار فليس من المنطق أن يكون بيتك مهلهلا من الداخل وعلى وشك الانهيار بل هو منهارا فعلا و تكون مشغولا بسلامة بيت جارك!!
لماذا لا أراكم تتحدثون عن أزمة رغيف العيش (وقد كانت في أوجها حينها ) أو عن ضحايا الدويقة الفقراء المعدمين الذين اختفوا فجأة ولم يتابع أحد مصيرهم أو حتى عن لحم الحمير والكلاب الذي يباع على أنه لحم بقرى!! عن تلوث المياه وتلوث البيئة عن الفساد الحكومي المستشري في جسد البلد عن إضراب 6 ابريل ونتائجه (وقد كان فى أوجه ايضا ) عن التوريث عن.. وعن ..وعن
الف قضية يمكن أن نناقشها ونحاول أن نجد لها حلول وإن لم نجد يكفى النقاش ونشر الوعي بدلا من تمضية الساعات في الحديث عن فتح وحماس (ده كان قبل ما يقلب الشريط على حزب الله )
ساد الصمت للحظات ووجدت أحدهم يقول لي هل أفهم من ذلك أنك تتخلين عن القضية ؟؟
فلتلو يا سيدي القضية على عيني وراسي لكنى امتنعت عن الحديث عنها والنقاش حولها منذ زمن, ف بالمنطق هل يستطيع إنسان مريض وغير قادر على حمل جسده الدفاع عن جاره ؟؟
بالطبع لا, سيفشل وسيزداد مرضا لأنه حمل نفسه فوق طاقاتها
إذا على هذا الشخص أن يلتمس لنفسه العلاج أولا حتى يشتد عوده وحينها يقوى على الدفاع عن أي شخص آخر , والوقت الذي تمضيه في الحديث عن جارك ومشاكله من الأفضل لك أن تمضيه في حل مشاكلك ..... ففاقد الشئ لا يعطيه ,كيف تستطيع تحرير غيرك وأنت نفسك غير حر؟؟ كيف تستطيع فك الحصار عن غيرك وأنت نفسك محاصر ؟؟
رد عليه نعم كل ما قلتيه صحيح لكن مشاكلنا لن تنتهي والحلول مستحيلة ومواجهة إسرائيل أسهل الف مره من مواجهة حسنى مبارك أو أي رئيس من رؤساء الدول العربية..... قلت فى نفسى فعلا يمكنك أن تكره من تشاء ( إسرائيل و امريكا والدنمارك والغرب الكافر والشرق الملحد أو حتى ساحل العاج و بوركينا فاسو) ما دمت تتظاهر سلوكيا بحب الريس والدليل أن الرقابة سمحت بتمرير أغنية شعبان أنا بكره إسرائيل واستحالة كانت ستسمح بتمرير نفس الأغنية لو قال أنا بكره حسنى مبارك!

لهذا من الأسلم لنا أن نكره إسرائيل ونستمر في متابعة أحداث القضية وأن تنبري أقلامنا في الكتابة عنها وترتفع أصواتنا في الخلاف حولها وننسى أنفسنا و نهمل مشاكلنا وأهو تسالى!

وأسهب محدثي مضيفا لهذا فنحن نتعامل مع الموقف وفقا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان ! فقضية فلسطين يمكن تغيرها باللسان وقضايانا لا نملك حيالها إلا التغيير بالقلب
وهذا أضعف الإيمان!!!!
ونظر لى بتمعن مضيفا أنتى معايا ولا ايه ؟
ولم أشعر بنفسى الا وانا أقول على طريقة شعبولا
اييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتاز مع مرتبة الشرف
Maher ( 2009 / 5 / 16 - 01:38 )
مرحبا بك أختاه وبقلمك الرشيق الأنيق... لا اعتراض لدينا على سخريتك اللاذعة على رموزنا الغنائية...ولا على الخطوط الفوشيا تحت الأغنية الوطنية خاصة اذا كانت تنتمى الى عصر نهضة أحمد سعيد الزاعقة وكلمات شعراء الستينات المنفعلون بالاحلام السامقة والقاهر والظافر والصواريخ الصاعقة وأقنعونا بأن سمائى حارقة ومياهى مغرقة ...وأرضى بتهرب الكهربة وهى ضاحكة!!! وجماهير الشعب بتدق الكعب وتقـــول ايييييييييييييه...كانت أيام!!! تبا لأيام تكلم بومها * وأضحى بلبلها حليف السكوت !!!
الأستاذة الفاضلة...أروع فقرات مقالك -ويبدو أن سبب شهرة شعبولا عائدة على كونه مرآة تعكس حال الشعب....الخ-فهو ليس خاطرة تمر مرور الكرام انما هو اكتشاف فنان شفاف بل أكثر من ذلك اختراع لغوى بناؤه على قاعدة صلبة من المعطيات العلمية واسألى علماء الفينوطيقيا واللغويات والأنثروبولوجى أو حتى حضرى روح سيبويه وسيؤكد لك الجميع أن مقولتك تستحق براءة اختراع ولاتنسى عند تسجيل اختراعك أن تشترطى على من يستعمل كلمة شعبولا أن يدفع لك حق الفكرة ولو قرش صاغ واحد لتصبحى فى غضون سنوات أغنى من بيل جيتس ...على أن تعتذرى عن اضافتك أن فى البلاد ملايين الشعبولات...فهو واحد فقط استحق اللقب بجدارة وطبقا لوصفك أصبح الناطق الرسمى (بعد شطب غير) باسم الشعب


2 - دم خفيف
ماجد ( 2009 / 5 / 16 - 11:34 )
جميل كتابة جميلة دمها خفيف احسنت

اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا