الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة .. -أبو قنديل-

مفيد دويكات

2009 / 5 / 17
الادب والفن


أبو قنديل

المغارة معتمة موحشة .. والليل في الخارج يلف الكون
لاشيء سوى الصراصير تعزف لحنها الخالد
رغم ذلك لم يكترث ..
فرش قطعة السجاد وجلس فوقها ينتظر
ارسل يده الى الارض متحسسا وجود الحجارة والشوائب لأزالتها
وحين استخرج من جيبه علبة السجائرخبأ الشعلة في يده
أن يكون اللقاء في مغارة هي رغبة الحاجة "زهية" عليها غضب الله
لو قبلتِ ان يكون اللقاء عندك ، في السقيفة ، وليكن في الظلام ، أما كان أفضل ؟
خافت على السمعة الطيبة !
سمعتها !
...............
وأذن لصلاة العشاء منذ مدة ولم تحضر
فهل ضحكت علي ؟
لا يمكن ان تكذب أو تخدع فهي تعرف طبعي
ربما حدثت عراقيل
الصبر بالله
...........
لو سئل "ابو قنديل" في تلك اللحظة عن اجمل امرأة في الدنيا
لقال " هي بنت ابو نحلة "
وهي تلك التي كان جالسا بانتظارها
..........
كم ذهلت الحاجة "زهية" حين اخبرها برغبته
قالت : انتم الرجال عيونكم فارغة
لا ادري مالذي يعجبك بها ؟
دبة!
وزوجتك افضل منها الف درجة
هتف مداعبا :
_ لو انك رجل لعرفتِ
وحاولت ثنيته عن نيته لكنه أصر وألح عليها ان تساعده
ولولا الدنانيرالخمسة التي لوح بها لما قبلت
...........
بعد ايام قالت له :
_ ابشر .. وافقت !
واخبرته بالمكان والزمان
وقالت مع آذان العشاء لأن زوجها سيذهب الى الجامع
ليصلي التراويح .. وهذا هو الوقت الأنسب
قبل
وقبل أن تكون المغارة هي مكان اللقاء .. بعد أن ألدى تذمره!
_ بالك يكون كون في مضافة ؟
مجنون أنت ..في المغارة وبالكاد حتى قبلت
....
سمع دبيب اقدام في الخارج ..تصاعدت دقات قلبه
أطلت من الباب كشبح اسود
تبعتها الحاجة التي همست له :
_ مثلما اتفقنا .. لا حس ولا خبر
و بسرعة
...........
وهاجمها كذئب جائع
.....
بعد دقائق معدودة انفصل الجسدان المتعبان
وكان يهمس كمن يناجي نفسه :
_ صار لي خمس سنين منتظر
لم تجب
_ ما رايك كمان مرة
احس بيدها تبعده
تمتم :
_تأكدت انك تحبينني يوم العيد .. حين ابتسمت لي .. صاحية ؟
_ ... ...
_ نياله زوجك
وتوقف عن الفحيح وهو ينظر الى الحاجة التي دخلت المغارة قائلة :
_ استغنيت يا طماع؟
_ ملعونة أنت .. تطوعين الحجارة !
لن أنسى لك معروفك هذا
ابتسمت وقالت مخاطبة صاحبتها:
_ احكي معه .. مالك ساكتة ؟
_ عرفتك يا حمدان على حقيقتك ؟
قالت المرأة فذهل :
زوجته وليست غيرها كانت
صاح بالحاجة :
_ شو عملتي يا خاينة ؟
أجابت :
_ أتيتك بأجمل امرأة في البلد .. أنا الخاينة ؟
قهقه كالمجنون مخاطبا زوجته :
_ بالعكس عن الحلال .. ما أطيبك في الحرام !

" من التراث"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا