الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش حماس وانكفاء السلطة الفلسطينية

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 4 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في كل مرة يخرج فيها أنصار حماس إلى الشارع في تظاهرة أو جنازة يتكشف شيء جديد عما يدور في الأراضي الفلسطينية.

خلال جنازة عبد العزيز الرنتيسي وقبله جنازة أحمد ياسين رأينا استعراضا لمسلحين وكأنهم عسكر نظامي. يحملون السلاح من رشاشات وبنادق وحتى قذائف ار بي جيه وغيرها من الأسلحة، ويتجولون بين المدنيين بكل ثقة.

لن نسال من أي حصلوا عليها. فهذا بات معروفا، ولكن نسال أين السلطة الفلسطينية؟

هذه ليست دعوة لحرب أهلية وليست دعوة لكي نوغر صدر السلطة على المسلحين التابعين لحماس والجهاد وغيرهما من الفصائل. ولكنها دعوة للعقلاء من قادة الشعب الفلسطيني لكي يبادروا ويعيدوا تنظيم السلطة الفلسطينية لكي تقوم ثم بضبط الشارع الفلسطيني وجمع الأسلحة والعودة إلى المقاومة الشعبية اللاعنفية

التساؤل المهم لماذا لم تقم السلطة الفلسطينية بمجرد عودتها إلى غزة عام أربعة وتسعين بضبط الشارع بصورة جدية وإقامة مؤسسات دولة ديمقراطية؟

فهل تستطيع السلطة الآن أن تفعل ذلك
بالتأكيد لا تستطيع لان الأمور فلتت من أيديها

فقد استطاعت إسرائيل أن تجعل من حماس حالة خاصة
وحماس أخذت تقترب من الهدف الذي سعت إليه من البداية وهو أن تقوم إسرائيل بمفاوضتها ومن ثم الاتفاق معها وبعد ذلك تسليمها البلاد والعباد.
ومن علامات ذلك أن إسرائيل عرضت الانسحاب من غزة بعد تصاعد عمليات حماس ليبدو الانسحاب نتيجة للعمليات التي قامت بها وحماس وبالتالي رفع شعبيتها وتأهيلها بشكل أو بآخر لتسلم السلطة.

وإسرائيل بهذا تؤكد قدرها على صناعة دولة دينية إسلامية في الأراضي الفلسطينية أو جزء منها بما يبرر أن تكون هي أي إسرائيل دولة دينية يهودية.

وحماس منذ فترة ليست بالقصيرة غرها أن تكون ندا لإسرائيل أن لم يكن في التفاوض في هذه المرحلة فإنها في الكفاح ضد الدولة الإسرائيلية وقطف ثمرة أعمالها المتمثلة في انسحاب إسرائيل. فهذه الحركة وبمجرد أن أطلق شارون خطة الانسحاب أخذت تطالب بحصتها من السلطة بعد أن كانت زاهدة فيها.
والغريب أن حماس وان كانت لا تعلن مناوئتها للسلطة إلا أنها في التطبيق العملي تبدو معادية لها.
حتى العلم الفلسطيني بالكاد يرفع في مسيرات حماس
فهل هذا صدفة؟

والسؤال الكبير أين الرئيس ياسر عرفات من كل هذا؟
ما هو دور السيد الرئيس المنتخب فيما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية
هل هناك من يحاسبه ويسأله لماذا وصل الحال بالشعب الفلسطيني إلى هذا الدرك؟
هل هناك من يعرف الدور السري للرئيس المنتخب في تعطيل عملية السلام وتأخير تمتع الشعب الفلسطيني بحياة طبيعية مثل بقية الشعوب؟
هل يكفي الرئيس عرفات أن يصدر بيان استنكار ويعلن الحداد ويطالب الناس بالإضراب؟
طبعا ليست هذه دعوة لكي ينهض الرئيس المنتخب ويعلن الحرب على إسرائيل
لأنه بالتأكيد وبكل بساطة لن يفعل.
لكنها دعوة جادة إلى الشعب الفلسطيني للمراجعة والبحث والتنقيب في الدور الذي مارسه الرئيس المنتخب منذ أن تولى أمر منظمة التحرير بصورة مشبوهة عام تسعة وستين إلى أن أعلن رئيسا للدولة إلى أن عاد إلى غزة إلى أن انتخب رئيسا.
هل الشعب الفلسطيني سيظل هكذا كمن ينتظر خروج روحه من جسده؟
ألا يستحق الشعب الفلسطيني قيادة أفضل، قيادة تعرف كيف تقوده وتوصله بر الأمان؟

المطلوب الآن من الشعب الفلسطيني القيام بانتفاضة ضد السلطة وتنظيفها مما علق بها من الطفيليين والمرتزقة وإقامة قيادة فلسطينية شريفة ومخلصة تستطيع أن تجري مفاوضات جادة مع إسرائيل وتضمن تحرير الأرض وإقامة مؤسسات الدولة الديمقراطية المنشودة.
حان الوقت لكي تقول الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب الفلسطيني قولتها وترفع صوتها ولا تبقى بعد اليوم صامتة لأنها ستحاسب على ما ستؤول إليه أوضاع الشعب ا لفلسطيني إذا ما استمر الأمر على هذا الحال.
حان الوقت ليقال للرئيس المنتخب: أيها الرئيس ، قد قل شاكروك وكثر شاكوك فإما اعتدلت وإما اعتزلت.

حسين عبدالله نور الدين
كاتب صحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن