الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام فياض ليس -اخواني- حتى يشكل الوزارة ..؟؟

ابراهيم علاء الدين

2009 / 5 / 17
القضية الفلسطينية


بعنجهيته المعهودة وقف خالد مشعل امام مؤيديه من الفصائل السورية بدمشق ليعلن ان حركته لن توافق على تكليف الدكتور سلام فياض برئاسة الحكومة الفلسطينية، ومن غزة استهجن رئيس حكومة حماس المقال اسماعيل هنية قرار تشكيل حكومة جديدة قائلا "ان ذلك يؤشر على الجاهلية السياسية وفقدان البوصلة وخلل خطير في ترتيب الاولويات"، ويتابع قائلا " ان ذلك يناقض تطلعات شعبنا ورغبته في هذه المرحلة".
وشارك القيادي في حماس احمد بحر زميله هنية الاستهجان بل وذهب الى ابعد من ذلك عندما قال "ان أي حكومة يشكلها محمود عباس – غير دستورية – باعتبار ولايته منتهية" أي انه يفتقد الى الشرعية والمرجعية، واضاف "ان حكومة سلام فياض هي حكومة غير شرعية وغير دستورية وان تكليف عباس له بعد انتهاء ولايته يعد خرقا صارخا للدستور والقانون".
واعتقد ان الرئيس محمود عباس يكون قد ارتكب خطأ كبيرا بتأجيل تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور فياض اذا كان هذا التاجيل نتيجة لاعتراض حركة حماس ورموزها سواء من تطيب لهم اقلاامة في دمشق او من اختبئوا وتركوا شعب غزة يذبح بنيران طائرات وصواريخ العدو الصهيوني او من وصل الى كرسي المجلس التشريعي من خلال رشوة المواطنين البسطاء بكيس طحين ومسبحة وسجادة صلاة.
والغريب ان يستخدم هنية عبارة "الجاهلية السياسية" فيما حركته نشأت بالأساس على قاعدة الجاهلية السياسية المعبأة بأوهام ماضوية وأحلام نرجسية ليس لها علاقة بالواقع او المستقبل وكل ما طرحته من أفكار قائم على جرجرة التاريخ الى الوراء الى مرحلة الجمل والسيف والخليفة الذي لا يتايه الباطل من امامه او ورائه، ليكون هو واخوانه تلاميذ مخلصين لرجل لم يرى بالاسلام سوى السيف يشهره بوجه كل من يعارضه الفكر والموقف والرؤيا.
فهل الجهل السياسي ان يدرك رجل الدولة حقائق الواقع وموازين القوى والمؤثرات الاقليمية والدولية، ويدرك بوضوح امكانات شعبه وطاقاته وعناصر القوة التي يملكها..؟، ام ان الجهل السياسي هو سلوك من لا يمتلك رؤية سياسية لمائة سنة قادمة غير الحرب والقتل والموت والدمار..؟ فمن هو الجاهل سياسيا يا ترى ..؟؟ الرئيس عباس وسلام فياض اللذان يدركان ان بناء اسس الدولة المستقلة في ذات الوقت الذي يخوض فيه شعبنا كفاحه الشعبي القائم على ايقاع الخسائر بالعدو وايلام العدو ومحاصرة العدو سياسيا واخلاقيا.. ام الشيخ هنية وشيخه مشعل وتابعهم بحر الذين تقوم سياستهم على مقاومة عبثية لا تخدش حتى جذع شجرة في الكيان الصهيوني فيما تزهق ارواح الالاف من ابناء شعبنا ويزج بالاف اخرين في السجون، ويعاني الشعب من الجوع والفقر والمرض حتى اصبح متسولا على جميع الابواب والارصفة وفي الطرقات..!!!
ومن قال ان الفوز بنسبة لا تصل الى 20 بالمائة من اصوات الشعب يحق له ان يقرر فناء الناس وقهرهم وابادتهم بسياسة الصواريخ العبثية والتخبطات السياسية واحلام السذج الذين تخيلوا انهم قادرين على اقامة دولة الخليفة المستقلة في قطاع غزة..؟
وعن اي دستور يتحدثون وهم اساسا لا يؤمنوا بالدستور، ولا يؤمنوا بالديمقراطية، ولا يؤمنوا بالتعايش، ولا يؤمنوا بحق الاخرين في تكوين احزابهم وتجمعاتهم وان تكون لهم رؤى سياسية خاصة بهم، فحركة حماس فرع الاخوان المسلمين لا تؤمن الا بتطبيق الشريعة منهجا وسلوكا للشعب والدولة، وهي بالتالي لا ترى الا نفسها المؤهلة لاستلام السلطة وادارة البلاد والعباد باعتبارها خليفة الله في الارض ولها الحق المطلق في تحديد الحق من الباطل، لذى نرى الشيخ هنية يستولي على الشعب ويقول "ان تشكيل حكومة جديدة يناقض تطلعات شعبنا" .. فعن اي شعب يتحدث هنية .. وهل يحق لأحد اي كان الادعاء بانه يحتكر النطق باسم الشعب.. خصوصا اذا كان طرفا اساسيا في انشقاق مزق وحدة الوطن والشعب وساهم بانقلابه الرجعي في تدمير الكثير من تطلعات شعبنا وفي مقدمتها فرصة اقامة دولته الوطنية المستقلة.
ثم اذا كان هنية ومشعل يعتبران حركتهما ناطقة باسم الشعب الفلسطيني فكيف يسمحان لرجل المخابرات السوري احمد جبريل ان يلوك عبارة شعبنا ليلا نهار، وكذا رمضان شلح رجل ايران المخلص وبعض قادة الجبهة الشعبية فرع سوريا.
فليحدد مشعل وهنية من له الحق بالنطق باسم الشعب الفلسطيني ويقطعا دابر هؤلاء ويمنعوهم من التحدث باسم شعبنا حتى يخرسونا ويمنعونا من التحدث باسم شعبنا ايضا.
ان في عبارات مشعل وهنية وبحر ما يثير الضحك لسذاجة التعابير المستخدمة في خطابهم السياسي، والتي لا تنطلي الا على السذج والمساكين والذين تمكنت حركة حماس ومن يشاركها من حركات الاسلام السياسي من خداعهم باوهام لا يمكن تحقيقها .. وعلى قاعدة اذا لم تتحقق هذه الاوهام فسوف يحققونها في الجنة الموعودة للمؤمنين بنهج حماس وحركات الاسلام السياسي.
فسلام فياض هو الرجل الانسب لرئاسة الحكومة الفلسطينية، لانه لم يعط الفرصة الكاملة لتطبيق برنامج حكومته السابقة بسبب العراقيل التي وضعتها حماس في طريقه وما اكثرها. ورغم ذلك فقد تمكن الرجل من تحقيق العديد من الخطوات الهامة لعل في مقدمتها فرض الامن وسيادة القانون في عدد من المدن الرئيسية في الضفة الغربية.
والدكتور سلام فياض يحظى باحترام عالمي لدوره الهام في اصلاح النظام المالي الفلسطيني في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ، واستطاع أن يأتي بمليارات الدولارات كمساعدات دولية للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني على قاعدة اصلاحاته المالية الواسعة ومحاربته الفساد والرشوة والمحسوبية، فهل لهذه الاسباب ترفض حماس اعادة تكليف الدكتور فياض تشكيل الحكومة، ام لانه اشترط كما تقول بعض المصادر الموثوقة ان يشكل حكومته من الكفاءات المهنية من الفصائل والمستقلين وابعاد مراكز القوى من الفصائل.. بما فيها حركة فتح..؟
ماذا تريد حماس اذن ..؟ ان حماس ستظل ترفض اي حكومة لا يكون لها فيها مركز الثقل وتحتل فيها المواقع المركزية، ويكون برنامجها السياسي لا يختلف عن جوهر الحكومة العاشرة التي شكلتها حماس برئاسة هنية او برنامج يقوم على اتفاق مكة كما صرح مشعل امس او ان تكون حكومة بلا برنامج سياسي وان يقتصر دورها على رفع الحصار عن غزة لتمكين حماس من تعزيز قواعد امارتها في القطاع.
ان موقف حماس العدمي ليس جديدا، بل انه القاعدة فلم يكن لها في تاريخها برنامجا سياسيا واقعيا، وعلى الرئيس عباس ان لايلتفت كثيرا الى معارضة حماس التي ستبقى تعارض اي خطوة مهما كانت طالما انها لا تتيح لها الهيمنة والاستفراد بالسلطة، لان المتغيرات الدولية تؤكد عكس ما يذهب اليه كثيرون بخصوص امكانية التوصل لحل سياسي قائم على فكرة الدولتين، رغم ادعاءات نتنياهو وليبرمان، فالعالم كله بما فيه الولايات المتحدة برئاسة اوباما، واوروبا ومعظم دول العالم الا من استثناءات قليلة مثل سوريا وايران وحكومة اسرائيل (وليس كل شعبها) يدعمون ويؤيدون اقامة دولة فلسطينية مستقلة .
ولذا فان المطلوب الاسراع بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة برئاسة الدكتور سلام فياض وعضوية خبراء ومهنيين ممن لديهم القدرة والعزيمة والولاء والانتماء لفلسطين اولا واخيرا وليس الى فصيلهم او حزبهم او حركتهم السياسية.
وهذا الخيار هو الوحيد الذي يمكن الشعب الفلسطيني من الخروج من النفق المظلم الذي وضعته فيه حماس بانقلابها على الشرعية، واشاعة مناخ من الاوهام حول واقعية قيام امارة غزسستان الاسلامية.
اننا ننتظر خطوة حاسمة وسريعة من الرئيس عباس لان التأجيل تحت تبرير حوارات القاهرة ليس مقبولا، لان الحوارات لن تؤدي الى اي نتيجة طالما ان حماس ترفض ان تعتبر نفسها فصيلا فلسطينيا مثله مثل غيره، لا يحق له ان يتحكم برقاب ومستقبل وحياة الشعب الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية قدسية
إبتهال بليبل ( 2009 / 5 / 16 - 19:10 )

سلام من أديم السماء أزجيه اليك أستاذي الكبير ومنذ فترة وأنت غائب عسى خيراً أن شاء الله .. وأتمنى أن لا تنقطع كتاباتك الشيقة فأنا من المتابعين لها جدا

تحياتي لقلمك الواعد
دمت بخير يااستاذي


2 - قلبي على اخواني في غزة
sara ( 2009 / 5 / 16 - 22:33 )
تحية للدكتور ابراهيم
مساكين محبي الحرية في غزة لقد كتمت على انفاسهم حماس
شيئ مرعب
والله اتمنى من كل قلبي ان ينتصر الحق والحرية وتنزوي حركة الظلام وحركة الخفافيش حركة حمسستان يا رب اعيش ليوم اشوف غزة حرة واشوف انه قد قضي على حركة حماس الطلبانية


3 - رأي
سيمون خوري ( 2009 / 5 / 17 - 08:59 )
ثمة سؤال ، ماذا لو قال نتنياهو نعم للحوار ولحل الدولتين هل حكومة حماس مع إحترامنا لهم هي التي ستدخل في جولة جديدة من المفاوضات أم السلطة ذات الشرعية الدولية ؟ بغض النظر سواء أكان أبو مازن أو غيره. ثم إذا كانت حماس هي الطرف المفاوض فعلى أي برنامج سياسي. لا بد من تشكيل حكومة فلسطينية تواجه المستجدات السياسية القادمة ويفترض بفصائل العمل السياسي دعم هذه الحكومة سواء فياض أم غيره بهدف تقوية موقفها السياسي التفاوضي في مواجهة الاحتلال حتى وإن كانت المفاوضات ستستغرق وقتا ، فيما يفترض على الجانب الاخر متابعة الحوار الوطني للوصول الى قواسم مشتركة تضع حدا لحالة الانقسام وعقلية الانقلابات بمشاركة كافة القوى الفلسطينية قد يكون هذا أمل إبليس في الجنة لكن إبليس كان من الملائكة الكبار والمعترف به شرعيا


4 - حماس في خدمة غلاة الصهاينة
مختار ( 2009 / 5 / 17 - 15:34 )
لا بد أن نشير هنا إلى أن الرئيس عباس كان أكثر إخلاصا للشعب الفلسطيني وأكثر حرصا على ضرورة الإسراع في رفع المحنة عن سكان غزة من خلال اقتراحه إقامة حكومة محادية من التكنوقراط تكلف بإعادة بناء غزة وترتيب الأوضاع لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية في نفس الوقت. فلماذا رفضت حماس؟
في اعتقادي هناك سببان: أولا ارتباطها بمشاريع خارج الأجندة الفلسطينية (سوريا وإيران) ولفائدة هاتين الدولتين في المقام الأول: سوريا تريد أن تمسك بجميع الخيوط لتقوية تفاوضها مع إسرائيل وإيران تريد خلط الأوراق حتى تنتهي من مشروعها النووي الهيمني على المنطقة. وثانيا خوف جماس الشديد من الانتخابات التي سوف تفرز لا محالة عن أجواء جديدة على الأرض لعل أبرزها محاسبة شعب غزة لحماس على مغامرتها الإجرامية التي جرت الويلات عليه.
الغلاة من المتطرفين الإسرائيليين يريحهم هذا الوضع ويجدون فيه ما يبرر مواقفهم أمام العالم: إن الفلسطينيين لا زالوا غير مستعدين للسلم. هكذا يقولون. وحتى أنصار السلام يجدون أنفسهم في مواقف حرجة أمام تصرفات حماس ومن شاكلها.
حماس لا تريد الاعتراف بدولة إسرائيل وتفضل وضعا آخر يعطيها مزيد من الوقت لإعداد العدة والعودة إلى منازلة إسرائيل، ولا يهم الوقت ولا آلام الفلسطينيين فهي كلها زكاة تحتسب لهم ي

اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في