الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل الرنتيسي فلمن تسلّم الراية يا فتى …!

كامل السعدون

2004 / 4 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


لقد حزّ والله في نفسي أن يخيب ضن الفتى اللبيب مقتدى وهو الذي وعد حشود الأمة بأنه سيسلم الراية لحجة الإسلام الرنتيسي ، وإذ بالرنتيسي ( لا رحمه الله ) يفارقنا على حين غرّة …!
لست آسفاً على الرنتيسي فقد نال جزاءه الحقّ ، وغداً سينال الآخرون ( بن لادن والزرقاوي و…و…و…الخ ) جزائهم الحقّ ذاته ، إذ لا يصح إلا الصحيح ولو …في نهاية اللعبة …!
لست آسفاً على أي إرهابيٍ سرق مالي وأنتهك حرمة أرضي وعانق قاتلي وبكى على الفاسقين ولدي قاتلي ، وحين أريته مقابر أبنائي وأعمامي تعامى وخرس ولم تذرف عينه حتى ولا دمعةٍ زائفة …!
لست آسفاً …إلا على حظك العاثر يا فتى إذ ما كدت تسلّمه راية جيشك الصدامي الزائف وإذ به يرحل تاركاً في قلبك حسرةٍ وفي أوصالك رجفة خوفٍ رهيب …!
أسفي على حماسك الفجائي لفلسطين والعروبة وبيت المقدس ودورٌ تحلم به في اللحاق بركب الفتى نصر الله في قافلة الشهادة المرسومة بالدم الشيعي العربي إلى آخر شيعيٍ من هذه الأمة من أجل مجد أمةٍ أخرى ، كل ما عليها أن تدفع …المال والسلاح والمؤونة …!
ما هي إلا أيامٌ قلائل بين أستعراضك لأيتام صدام ( جيش المهدي ) وخطابك الرنان الذي تعلن فيه أن جيشك قنبلةٍ موقوتةٍ صاعقها بيد الرنتيسي ، وإذ بالرنتيسي يتحول إلى كومة لحمٍ لا حياة فيها ، ليلحق بالإرهابي الكسيح أحمد ياسين …!
أهي لعنة خطابك يا فتى من أوردت الرجل موارد التهلكة قبل أن يستمتع بقيادة جيش الانتحاريين المهووسين بالجنة…!
ومقتله …درسٌ لك ولغيرك من المغامرين المقامرين يا فتى …!
الرجل مات كسلفه تماماً بيد جواسيس إسرائيل في حماس والجهاد وفتح …وكم في جيشك من جواسيسٍ يمكن أن يسلموك لصاروخٍ أمريكيٍ يبطش بك فلا نجد لك ساقاً ولا ذراع … وبثمنٍ بخسٍ يا فتى …لا أكثر من حفنة دولارات …!!
ليتك تعي وترعوي وتتحصن بالحكمة والكياسة لا بالعنتريات التي لا تغني ولا تسمن ، وإلا لأسمنت صدام وأغنت علي كيماوي وحسين كامل …!
يا فتى … يا بن الطائفة المظلومة منذ فجر التاريخ الإسلامي … !
لا تأمن لهم … الأعراب قتلة عليٍ والحسين والصدرين والحكيم وألف حكيم …!
لا تأمن لهم فوا لله ليوردوك موارد التهلكة وإن سلمتهم مفاتيح العراق على طبقٍ من فضة …!
لا والله … فحرب عثمان وعلي لم تنتهي بعد ، ولن تنتهي بتحكيمٍ زائف بينك وبين بعثيوا الفلّوجة وغطائهم الديني غير المبارك ( ما يسمى هيئة علماء المسلمين )…!
فهؤلاء أرباب الشيطان وأولياءه وأقسم أنك لو صافحت الواحد منهم لنضح دم أبيك وعمك ومليون شيعيٍ من تحت أظافرهم …!
أما لعبة إيران فأكبر منك ومن شيعة العراق ولبنان معاً يا فتى ، وقد تنتهي بإحراق أصابعك وعباءتك وعمامتك …!
ليتك ترعوي يا فتى وتلتفت إلى أشياخك الحقيقيين … شرفاء الشيعة ممن لا شبهة على جهادهم ومصداقيتهم وحكمتهم و….عراقيتهم …!
الدعوة والمجلس والعمل الإسلامي ….!
فهؤلاء من قدموا للعراق قرابة الربع مليون ضحيةٍ في ألف عاشوراء وعاشوراء ، في وقتٍ كنت فيه أنت لما تزل تلميذاً في الابتدائية…!
هؤلاء يا فتى هم الأجدر بأن تتبع في السياسة كما الفقه مشيختهم ، لا أخوان فلسطين وبعثيوا الفلّوجة …!
أما الأمريكان فأفضل لك ولبلدك ومرجعيتك ومقدساتك ومستقبل أطفال طائفتك وشعبك من الإيرانيين والسوريين وحزب الله وحماس والقاعدة والزرقاوي …!
الأمريكان وحدهم من رفع سيف صدام من عنقك ، ووحدهم من أبكى وأثار غيظ حلفاءه فهجموا على كربلاء والنجف والكوفة والناصرية و…و…ليذبحوا أبناء جلدتك وأعلام طائفتك …!
نتمنى لو إن الرسالة التي بعثها الإسرائيليون للرنتيسي قد وصلتك منها نسخةٍ خطيةَ لتعلمك أن الغرب نزل إلى الساحة بكل ثقله ووراءه العالم كلّه وغايته تصفية الإرهاب الوهابي السلفي وطي صفحته إلى الأبد …!
العالم يا صاحبي … عالم ما بعد أيلول الأمريكي الأسود ، ليس ذات العالم الذي كانت فيه أفكار الأمام الخميني تسري في الأرض كالنار في الهشيم …لا … العالم تغير …ولن يعود إلى ما قبل 11 سبتمبر …!
والشيعة يا صاحبي ما كانوا يوماً إرهابيون وما عرف عنهم أو فيهم من ذهب مزنراً بالقنابل إلى أفريقيا أو إندونيسيا أو الفلبين ليذبح الأبرياء من أجل أن يرسلهم إلى النار ويدخل هو الجنّة …!
لا … ما عرف عن الشيعة إلا التسامح والحكمة والمظلومية …!
فلا تحملهم وزر أخطائك وأهوائك … !
أما ما ترجوه من منصبٍ ومكسب ، فالمناصب يا صاحبي دانية القطوف متدليةٍ في سلة طائفتك المظلومة ، وما عليك إلا أن تضع يدك بأيادي الخيرين الذين سبقوك وسبقوا أباك في الشهادة والنضال …!
رحل الرنتيسي يا فتى…. يا عراقي… يا مقتدى … ولا نتمنى لك… وأنت من أنت وورائك عترةٍ طاهرةٍ أن تلحقه في موكب حتفه …!
فهذا ومن ورائه هم أعدائك وقتلة أباك وعمك وعشيرتك وطائفتك ….!
حذار يا فتى أن تبيع قضية أباك وعمك وعراقك من أجل قضايا الآخرين …!
حذار أن تقتل يا فتى بيديك ميراث أباك وعمك إذ تتبع الفاسقين في فسقهم …!
حذار … رحمة ببؤساء الشيعة في مدينة الثورة والسماوة والناصرية و…الأهوار …!
حذار …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني