الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال -المقاومة والمقاومون والحرب الشعبية -------3

رديف شاكر الداغستاني

2009 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لقد كان تأخير نشر الموضوع الموسوم الاحتلال -3 لسببان أولهما اتصال بعض الإخوان عن طريق البريد الالكتروني فاتحين معي حوار حول الموضوع بشكل عام وخاصة عما كتب عن البعث في مقالتي السابقة وثانيهما انتهزت أن تنتهي السجالات لهذا الموضوع في إحدى المواقع .
في مواقف متباينة متشابكة بين طرف وطني وآخر من أزلام النظام السابق وجاء دوري لأكمل موضوعي هذا ...
كما ذكرت في سياق المقال السابق إن النظام الذي استمر أربعين عاما بقيادة البعث رافعا شعارات مارس نقيضها في سلوكه العملي فكان تحصيل الحاصل تدمير الشعب والوطن والأمة العربية والقضية الفلسطينية بشكل خاص . فمن يحقق أهداف معلنة للامبريالية يكون عميلا لها وخادمها سواء أكان ارتباط مباشر أو غير مباشر فالعراق كان محتلا احتلالا محليا هيأ الظروف والمناخ للاحتلال الخارجي (المباشر) حيث جعل من الشعب العراقي مسلوب الإرادة من شدة البطش به وسلب حرياته الشخصية والعامة السياسية بل الانكى من ذلك جعل المواطن يشعر بأنه متهم بدون سبب فدفع كالقطيع إلى حروب غير راغب بها مفروضة عليه فكان الثمن غالي من شهداء ومعاقين وأرامل ويتامى ,أضف إلى ذلك تعرضه لحصا رين أمريكي وصدامي فجاع الشعب وتهدمت بنيته التحتية الاجتماعية والأخلاقية هكذا أمسى المواطن يحلم بالخلاص من هذا النظام والكثير من كوادر البعث كان لها نفس الحلم بالتغيير ... في ظل هذه الأجواء التي خلفها النظام السابق هيئت لدخول قوات الاحتلال دون مقاومة تذكر فالشعب غير مبالي بالحدث متفرج والجيش العراقي لن يقاوم بالمعنى الحقيقي للمقاومة الملحمية إلى حد ممكن أن تدفع أبناء الشعب للصحوة ومن ذهولها وتحفزه على المقاومة بل شهد الشعب كيف أذعنت قيادات النظام السابق العسكرية والمدنية للأمر الواقع فانهارت من تلقاء نفسها خيانة وهروب واستسلام مذل للعدو فسقطت كل الادعاءات الفارغة والعنجهيات الكاذبة التي كان يطلقها رأس النظام السابق (عفية وعفية) (اهتزت الشوارب) أما رفاق الزيتوني فولوا هاربين تاركين أسلحتهم وملابسهم لتلتقطها الحوا سم وأبناء الشعب الذين فكروا كيف يحموا أنفسهم للأيام التالية بعد أن تخلى الجميع عنه وآخرين حسبوا حساب المقاومة في المستقبل المنظور .أما السلاح الثقيل فكان من حصة الميليشيات الكردية التي خططت لذلك قبل الاحتلال لتستعين به حين انفصالها عن الجسد العراقي إضافة إلى شراذم الميليشيات الآتية من إيران دافعهم جوع الانتقام .
هذا هو المسرح العراقي للأيام السود الأولى للاحتلال وتدمير ما تبقى للوطن من خلال تصفية مؤسساته الوطنية 0القطاع العام والخاص والمشترك وبأيادي عراقية تتحرك كالدمى لتنفيذ سيناريو مكمل لما بدأه النظام السابق وهو إبعاد العراق عن أي صراع مع الصهيونية والى الأبد وإلغاء دوره العربي والإقليمي والعالمي وجعله عبرة لمن اعتبر هزيل ضعيف يسأل الحماية والصدقة من اضعف الدول ومن الحاقدين من الدول المحيطة به ...وبعد الستة أشهر الأولى لم نرى أي صراع للظاهرة الطائفية بل كان الشعب يحمي نفسه بنفسه عبر لجان شعبية شكلت بالمناطق أخذت على عاتقها حراسة أحياءها من عصابات السرقة والقتل وحين ظهرت علامات إعطاء الاحتلال الأمريكي الضمان للنظام السابق إضافة إلى دعوة السيد السيستاني عدم استهدافهم خوفا من ان يتحول ذلك إلى نشوب حرب يذهب فيها برياء فتحركت هذه الزمر بكل حريتها بالتنقل ونقل الأموال إلى الخارج وترتيبات عملية تنسيقية مع القاعدة تحت شعار مقاومة الاحتلال مستوعبي ردود الفعل الوطنية لجماهير المغرّب المصحوبة بفقدان السلطة من بين أيديهم في
( النظام السابق) من ذات الطائفة ولكون مذهبهم لا مرجعية له والنظام هو ولي أمرهم هذا عبر التاريخ فشدهم تضليل البعث بأنهم مع القاعدة الآن عائدون وليس غداً إلى استلام السلطة هكذا بدأت المعارك الجبارة لجماهير الرمادي والفلوجة ضد الاحتلال هذه الجماهير ما كانت قد تعرضت إلى ما تعرض له سائر الشعب العراقي خاصة المذهب الآخر والأكراد...
فكانت القاعدة هي التي تسيطر على مجرى الأمور كلها والبعث له الدعاية والتنسيق الخارجي كذلك تشكلت تنظيمات أخرى بعيدة أو قريبة من القاعدة من أبناء شعبنا المؤمنين المخلصين في دحر الاحتلال لآخر جندي وبعد حين اتضحت وانكشفت مقاصد القاعدة وزمر النظام لعدائها للمذهب الآخر والإعلان عن استهدافهم لنصف الشعب العراقي وهكذا حرّفوا من الجهاد ضد الاحتلال إلى الجهاد لقتل الناس وبشكل بشع ذبحاً وقتلاً فردي وجماعي وبتفجيرات تستهدف المناطق الفقيرة وكان تفجير سامراء البداية الحقيقية للصراع الطائفي تلقتها مليشيات الطائفة الأخرى وإيران بالذات لتشن حملات مضادة أكثر بشاعة بجماهير المذهب الآخر في بغداد خاصة والمحافظات الأخرى دون ذنب يذكر فكان الكل يقتل الكل على الهوية فسقطت هوية المقاومة للاحتلال ولان الاحتلال لديه الأيدي اللاعبة بهم فتحول الصراع من الصراع ضد المحتلين إلى صراع مذهبي تقوده الأحزاب الدينية السياسية هكذا كان لزمر صدام الفضل الأول والقاعدة في نشوب هذه الأحداث مع لعب دور داعم لهذا الصراع من قبل السعودية بشكل علني وإيران بشكل سري ولقد فوجئت الجماهير السنية بتصرفات القاعدة بالمناطق التي يتحكمون بها من بطش وأوامر طالبانية بقتل كل من لم ينفذ أوامرهم فتصدى لهم مشايخ وأئمة جوامع و الرمادي والفلوجة فكان القتل والتشريد مصيرهم فانتفضت هذه الجماهير للدفاع عن وجودها وذاتها بعد أن انكشف زيف ادعاءات القاعدة وبعثها بزجهم في صراع بعيد عن أهدافهم ضد الاحتلال . والقاعدة لها نوايا طائفية ونظام تفرضه وزمر صدام لديهم أهداف العودة للسلطة ليكمل منهجه أما الفرق الأخرى المقاومة التي أعلنت تصديها للقاعدة ولبعثها مستندة إلى الدعم الجماهيري لأبناء الشعب العراقي كله...لقد أعلنت كثير من الفصائل عن تخليها عن الارتباط بالقاعدة وأسلوبها ومنها من أعلن مسبقاًً انهُ لا يستهدف سوى قوات الاحتلال مثل كتائب ثورة العشرين التي لم تسمح لها القاعدة في العمل ما بعد منطقة عامرية الفلوجة زمن المعارك بسبب انتماء عناصر من المذهب الأخر لصفوفها فتحجمت حركة المقاومة عموماًً وبدأ البعث ألصدامي يتهالكون للدخول في العملية السياسية وعلى مراحل فمنهم في البرلمان ومنهم في المجالس البلدية يسعون لاحتلال مواقع وإذا سعى غيرهم يتهمونه بالعمالة فيغتالوه وهكذا ظهرت صحوة الانبار والصحوات الأخرى في باقي مناطق بغداد وديالى والموصل بعدما وجدوا أنفسهم هم من يدفعون الثمن لأهداف لم تتحقق وطنيا وبقية فصائل أخرى تمارس النضال ضد المحتلين دون تنسيق فعلي ميداني أو سياسي وهذا ما افقدها الكثير من الامتياز و التأثير السياسي ولازال أزلام النظام ألبعثي يستغل ذلك فيدعي كل شيء له لأنه يمتلك دولة الكذب الإعلامي فجاء الضوء الأخضر الجديد من أمريكا وبريطانيا يفرض عودتهم إلى السلطة وليس غيرهم في عملية جمع بين الحرس القديم والحرس الجديد في تصالح التخادم الأجنبي ... لكن هل يتحقق ذلك .
ما تبقى من المقاومة عليها الإعلان عن منهجها بوضوح لتتوحد وتجعل لها جناح سياسي يوضح هويتها ويقوم بالاتصالات اللازمة بجميع القوى المقاومة الداخلية والخارجية حسب تطور الأحداث والابتعاد عن كل عمل يشار إليه بأنه إرهاب وتستنكر كل المواقف الداعية للصراع الطائفي والصادرة من أي مكان وليكن شعارها لكل العراق ولكل شعبه فالمقاوم الحقيقي يجمع كل الصفوف حوله .. فلا يذبح أو يقتل ويفجر الإنسان العراقي ولا نعلم ادعاء حرب التحرير الشعبية من قبل من كانوا ولا يزالوا يستهدفون الشعب بأكمله تحت شعارات ومبررات باتت من السخرية بمكان لا قيمة لها , فالمحتل مع المحتلين الآخرين الرابح الأكبر بعدما أعطت سلوكيات القاعدة وبعثها المبرر للميليشيات الطائفية للفتك المضاعف لأبناء الطائفة الأخرى .
إن المقاومة المسلحة للاحتلال غير كافية ولا تعطي ثمارها خاصة وهي تعاني من عوامل عديدة تمنعها من إقامة كيان سياسي وعسكري موحد لذلك لا بد من أن تكون نهضة سياسية حقيقية ضد الاحتلال ومشروعها السياسي يكون عبر تنشيط العمل باسم الوطن كله والشعب كله في تفكيك العملية السياسية وتركيب أخرى وطنية خاصة بعد تطور التغيير في مواقف الجماهير من النخب الطائفية داخل المشروع السياسي الامبريالي فلا بد من وقفة جادة في هذا الاتجاه .. لو لم تدخل القاعدة وسلوكها وبعثها بعد الاحتلال وصناعتها لحرب طائفية , لخلقت مقاومة فعلية وطنية شاملة توحد الصفوف وتختزل المسافة الزمنية ,لما كان الحال على ما نحن عليه إن أي حراك سياسي فعال لن يكتب له تحقيق أهدافه الوطنية في وحدة الوطن والشعب وصيانة ثرواته ,إذا لم يكن له جناح مقاوم للمحتلين بأشكالهم المختلفة والضمان الأكثر لسير العملية السياسية الوطنية هو إبعاد أزلام النظام السابق عن قيادة الجيش والشرطة ...لقد سمح الأمريكان بمحاكمة رأس النظام بشكل علني لتبييض وجه النظام وإعطاءه دور جديد في المستقبل فكانت المحكمة منبر دعائي مثير لسخرية مفادها إن أزلام النظام هم من يقود المقاومة وبيدهم المصير الذي يتحقق للعراق وهذه الأكاذيب المظللة مستمرة لنهجهم الدعائي السابق المدعوم من قبل الأنظمة العربية العميلة سابقا وحاضرا ولقد جاء دورهم اليوم بما تطرحه أمريكا وبريطانيا بفرضهم على المسيرة السياسية ومساهمتهم في الحكم بشكل مباشر وغير مباشر ولذلك نرى الحرس الجديد بدا متناغمة مع الحرس القديم ليعينوهم على السيطرة على الشعب الذي بدأت تهتز تحت أقدامهم مواقعهم وباتوا يخشون الإسقاط كالنظام السابق ولهذا نرى عرض العضلات وتصارع التخادم في تفجيرات جديدة واغتيالات لغرض الإسراع فيما يسمى بالمصالحة التي لم تكن إلا مع عودة الزمر الصدامية وهكذا يدفع الشعب الثمن في القتل الجماعي لإثبات وجود هذا البعث وقاعدته والحاجة الماسة إلى خدماته . استمر البعث لأربعين عاما يقتل ويبطش ولحد هذه اللحظة . وتناسوا حقيقة واحدة إن الشعب قد فلت من عقاله والأمور باتت خارج السيطرة وما يعتقدون هم والحاكمون الجدد الذين جربوا كيف انقلبت عليهم الجماهير وهي مستعدة بان تدفعهم إلى الهروب خوفا من العقاب إن الصحوة بدأت في كل مناطق العراق وما عودة البعث بشكله القديم الجديد سوف لن يكن إلا بداية لحراب جديد, هذه المرة يتوحد الشعب كله ضد كل هؤلاء .. لقد فشلت الأحزاب الدينية في تحقيق أخلاقيات الإسلام في الأمانة والصدق وصيانة ثروات الشعب وهذه من أوليات الأمور الإسلامية ..إن المرحلة المقبلة ضمن الوضع الشائك في العرق تحتاج إلى كل جهد وطني شريف للحفاظ على وحدته ومستقبله بعد سقوط الشعارات والادعاءات الزائفة القديمة والجديدة أمام الشعب فلقد سئم الجميع ويبحث عن قيادة وطنية تجمعه وتقوده نحو السلام والأمان والوحدة والتحرر بعيدا عن الدكتاتورية وجميع أنواع الإرهاب وأولها بالتحرر من جميع أنواع الاستعمار والهيمنة الأجنبية الدولية والإقليمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة