الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة

أحمد الخمسي

2009 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عندما جاء حسنى بنسليمان على رأس الجامعة الملكية لكرة القدم، سبق أن ترأس قبله محمد المديوري الجامعة الملكية لألعاب القوى. وأهل الشمال يتذكرون منتصف التسعينات، عندما بلغت هيمنة ادريس البصري مداها. فكان أن جرى توضيب النفوذ من جديد. على مستويين: على مستوى مركز الدار البيضاء، عندما مست عملية "التطهير" مستثمرين في العاصمة الاقتصادية. ثم عندما خصت الدولة الشمال بخريطة طريق ل"لتطهير" مس تطوان دون طنجة. مع أن تقرير المرصد الدولي للمخدرات، ساعتها، وضع النقط الأكثر دقة فوق بعض الحروف الطنجاوية.
بمعنى، سبق التوضيبَ العمليَّ "الحكومي" داخلَ المغرب توجيهٌ عالميٌّ، نبّه حينئذ إلى ما قد يتسبب فيه شمال افريقيا، والمغرب النقطة الأقرب، من عوامل للمس بالاستقرار الاجتماعي والأمني للاتحاد الأوربي، بعد دخول مقتضيات مستريخت الوحدوية حقل الممارسة، وبعدما تأكدت قوى الرأسمال العالمي من دخول مرحلة العولمة...
ولمن يتذكر عملية نشر عشرة آلاف جندي على سواحل المتوسط في شمال المغرب لضبط تهريب المخدرات والهجرة السرية هدفا على الملأ، فليضف استعار الحرب الأهلية في الجزائر بين الجيش الإسلامي للإنقاذ وبين الدولة الجزائرية، بدءا من عهد علي كافي إلى عهد اليمين زروال. وبالتالي، مساهمة المغرب في عدم انتشار عوامل الزلزال السياسي الجزائري. في تلك الظروف الصعبة تبوأ حسني بنسليمان مقعد الجامعة الملكية لكرة القدم.
لم يكن من الغريب توضيب الوضع في الجزائر سنة 1999، أي في نفس السنة التي انتقل العرش من الحسن الثاني إلى محمد السادس. ولعل التشبه المفرض للرئيس الجزائري، المستورد من الخليج العربي كخبرة احتياطية فوق العادة للتهدئة، بخطب الحسن الثاني وأسلوب تواصله، ليؤكد اليد الدولية لرسم معالم الانتقالات في المنطقة، في فترة المرور الحاد من الألفية الثانية (1999) إلى الألفية الثالثة (2001) بنذير الشؤم بالنسبة للشرق (زيارة شارون إلى حائط المبكى 28 شتنبر 2000) وبالنسبة للغرب (11شتنبر 2001).
فتولي الدرك الملكي لقيادة قطاع كرة القدم، منتصف التسعينات من القرن الماضي، كان عملية مرافقة لتخوف بالغ الحساسية من عادة جماهيرية أصبحت حالة مخيفة للعقل الأمني في المغرب: التجمع الجماهيري في مباريات كرة القدم بالملاعب الكبرى. إذ يتذكر الحاضرون في اللجن الإقليمية الأسبوعية لولاية تطوان حديث الوالي الذي جرت في عهده عملية "التطهير" بلماحي، كيف كان يسعى إلى محو أثر ملعب سانية الرمل التاريخي بتطوان وتعويضه بملاعب صغرى متعددة في منطقة الملاليين وفي غيرها. كان تنفيذ الفكرة بمثابة إعادة إعدام ساحة الفدان في منتصف الثمانينات بتطوان. لكن الحكم بإعدام ملعب سانية الرمل لم ينفذ.
ظروف أربعة إذن رافقت أو تجمعت لتولي حسني بنسليمان رئاسة الجامعة. مع التذكير بطابع الأزمة التي عاشتها الجامعة بسبب التنائج السلبية في بعض المباريات الحاسمة سنة 1994...
يمكن تسمية "الضبط" العسكري لقطاع منفلت تحت دخان الاضطراب السياسي الدولي الحاد في المنطقة المغاربية والمتوسطية (حرب البوسنة والهرسك) منتصف التسعينات من القرن الماضي. فهل انتهت المرحلة التاريخية التي دعت إلى استنفار الدولة لقوات الجيش في السواحل وفي الملاعب؟
هولبروك هو اليوم مبعوث الولايات المتحدة في افغانستان لتخطيط التوافق الاقليمي الدولي هناك. وعندما تولى حسني بنسليمان قيادة كرة القدم في المغرب، كان هولبروك مبعوثا باسم منظمة الحلف الأطلسي في البلقان. فهو مهندس اتفاقية دايطون.
ها نحن نعاين تولي الديمقراطيين في الولايات المتحدة الحكم بمثابة فترة انفراج دولي. ولعل، فترة حكم محمد السادس تقدمت نحو الاندماج في الظرفيات السياسية بكيفية المطابقة مع الاتجاه العام الدولي. متقدمة على السياسة في عهد الحسن الثاني التي كانت تسعى إلى التميز بأي ثمن ولو عبر ممر التوتر الداخلي أو الجهوي...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام