الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الزلم ) من يؤمنون بقضايا شعوبهم العادلة , وينتفضون لها

نجيب أحمد كريم

2009 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يلعب الفن دورا مؤثرا وخطيرا في حياة المجتمعات , من حيث أن مجال اشتغاله يشمل مدارك الانسان , حسا , وشعورا , وذوقا , وذائقة , ومنظومة اخلاق . لذلك فاننا نلحظ , ومن خلال آثار الحضارات الاولى التي ابدعها الانسان , وعبر مراحل التاريخ , اهتمامه بهذا الحقل الحيوي من حقول المعرفة , وبمستوى لايقل عن اهتمامه بالحقول الاخرى ( الفلسفات , الاداب , العلوم ) . واعتماده للفن كآلة رئيسية ضمن الاوركسترا التي عزفت , وما زالت , تعزف لحن الحياة المبدعة , المنتجة , المبتكرة , الخلاقة . وعبر التاريخ كان للفنان , رسالته الانسانية السامية في تثقيف المجتمع ( تخليصه من ادران الجلافة , والقسوة , والخشونة , والأنانية ) وتاهيله ليصبح عنصرا ايجابيا وفعالا في عملية انتاج الحضارة , والارتقاء في سلالم السمو والرفعة , والتحليق في سماوات الحرية والحكمة والجمال . وعبر التاريخ _ ايضا _ حاولت السلطات القمعية المتخلفة الغاشمة _ بكل موديلاتها _ السلطان , الوالي , العاهل , الملك , القائد , الرئيس _ , ونجحت لشديد الأسف , هنا أو هناك , في هذا المفصل التاريخي , او ذاك . نجحت في تحريف رسالة الفنان السامية , وتوضيف بعض ( الفنانين ) في عملية الهيمنة العقلية على القسم من أفراد المجتمع , من خلال اشاعة بعض المفاهيم المنحرفة , والتي تخدم ولي الامر وسلطته , وسطوته, وتمكينه من رقاب الناس . فكما أن للسلطان وعاظه , ومتملقيه , وجلاديه , وحواته , ومنظريه , والسبحين بحمده , فأن له كذلك قرة قوزاته , ومهرجيه , لكي تكتمل الجوقة التي تمثل الآلة التي سحقت , وتسحق تطلعات الشعوب , واحلامها المشروعة في حياة حرة كريمة . وقبل أيام ألتقى السيد وزير الثقافة العراقية بالبعض _ اشدد على كلمة البعض _ من هؤلاء المصنفين مع الصنف الأخير , في العاصمة السورية ( الشقيقة ) , حاثا اياهم على العودة ( للوطن ) , وخدمة ابناء ( الشعب ) . واننا في الوقت الذي نبارك للسيد الوزير هذه الدعوة المنطلقة من عمق الشعور بمسؤولية الحكومة الديمقراطية , بتوفير وتهيئة مناخات , ومستلزمات , العطاء الفني الابداعي , للفنانين المبدعين , الملتزمين ب , والمناصرين ل , والمضحين من اجل قضايا الشعب العراقي , والذين اضطرتهم قساوة القمع الصدامي , الى الهجرة صوب المنافي ( فهؤلاء طيورنا الجميلة التي ينبغي لها ان تعود) , عودوا ياطيور السنونو فاطفالنا رمدت عيونهم البريئة , شوقا , واحتراقا , وحنين . عودوا , فحدقات عيوننا ( واحدة منها غطاء , والأخرى فراش ) لتكملوا مشوار ابداعاتكم _ بالكلمة , واللحن , والريشة , والأزميل , و..و... وكل أدوات الخلق والأبداع _ من هنا , من بين اهليكم الطيبين , المحبين للخير , والحكمة , والحرية , والفضيلة , والجمال . وينبغي القول ايضا فيما يخص جوقة المهرجين , فاننا نرى عقم ولاجدوى , ولافائدة دعوة هؤلاء , لسبب مختصر وبسيط جدا" . وهو أن ( الوطن , والشعب , والرمز , والماضي , والمستقبل , والمعنى , ) لهؤلاء كان متمثلا بصدام , وقد قبر , فما عاد لهم سوى , أن يكملوا زعيقهم في تبجيل الدكتاتورية . ونخص منهم ( المغنواتية ) , ليرفهوا عن بنات الليل , ورواد المواخير , مثلما هو ديدنهم , ب ( الله يخلي الريس . الله يطول عمرة _ و فوت بيهة وعالزلم خليهة ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟